حتي يأتي الصباح
عالم رايحه و جايه و انا مين و فين مكاني ؟ايه اخر الحكايه ؟و ايه اللي رماني ؟ .. يا خطاويه الغريبه دنيا و لا متاهه؟دايره و بندور وراها ... في صبحها و مساها اهه وراها أهه يا خطاويه الغريبه
هل من الممكن أن تتحول خسائرك الي مكاسب ... هل تتفق معي أنه لا أحد يعلم ما يرتبه القدر للأنسان ... هل أختبرت ذلك الشعور من قبل أنه أخر شيء يمكنك توقعه دائما ما يحدث
قرأت ذات يوم قصة لم اعد اتذكر من كاتبها و لكنها تدلل علي الحاله التي أشعر بها الأن دعني أقصها عليك ربما توافقني الرأي في أن الخسائر التي نراها فادحه ربما تكون يوما ما من أعظم المكاسب في الحياة
يوما ما كان عجوز صيني حكيم يعيش فوق قمة جبل مرتفعة بجانب قريه صغيرة وسط الغابات ... كان يأخذ حصانه يوميا و يذهب الي القرية يؤجره لبعض الفلاحين ... و كان مصدر رزقه الوحيد هذا الحصان .. في أحد الأيام أستيقظ قبل أن يشق الشروق ظلمة الليل و لم يجد حصانه .. هرب الحصان ... بدأ أبنه في مواساته فقال له العجوز بهدوء متقبلا الأمر ... و من قال لك أنها خسارة ... لا أحد يعلم ما تخبئه الأيام
فأستهان أبنه بما قال و ترك نفسه فريسة للحزن و الأكتئاب
و بعد ثلاث أيام عاد الحصان و معه مجموعة من الخيول البريه ... ففرح الأبن و هنأ أباه علي الرزق الوفير الذي لم يكن يتخيله و أعترف له بأنه كان مخطئا .. و أعتذر و لكن كالعادة كانت ردة فعل الأب غير متوقعه فقال له وما أدراك أنه مكسب !! لا أحد يعلم ما تخبئه الأيام يا بني .. فتشكك الأبن قليلا في أن ابيه العجوز أصبح خرف و لا يقدر الأمور جيدا
و بعد عدة أيام أثناء ترويض الأبن لأحد الخيول تمهيدا لبيعها ... وقع من فوقه و كسرت ساقه ... و وضع له الحكيم الصيني العجوز جبيرة شلت حركة رجله تماما ... فأدرك الأبن ما قاله أبيه و أعتذر له في هذه المرة و قال له بالفعل يا ابي لم يكن خيرا .. أنظر ما حدث لي ... لا أعرف هل ستعود قدمي كما كانت أم لا .
و لكن الأب قال له يا بني لا تتعجل حكمك علي الأشياء من قال لك أنها خسارة ... لا أحد يعلم ما تخبئه الأيام
فسكت الأبن و وافق أباه فلم يعد يتشكك في ما يقوله الحكيم
و بعد يومين قامت حرب بين الصين و أحدي الممالك المجاوره لها و ذهب كل شباب القريه الي الحرب و لم يعودوا ... ماتوا جميعا ... فهل بالفعل تصبح خسائرنا الفادحه الأن مكاسب مستقبليه و أحزاننا التي تسيطر علينا تتحول لسعادة يوما ما ... ربما ... فلا احد يعرف ما تخبئه الأيام
هاني جورج