الاثنين، يونيو 02، 2008

حلقة معدنية مفرغة ... يدور بداخلها الاوفياء و الخونه

نظرت هي الي جسده بتمعن ... هو هو لم يتغير كثيرا ... نفس العيون السوداء اللامعه .. نفس الابتسامة المجلجله ... سرت في جسدها تلك الرعشة التي طالما افتقدتها عندما لمست كف يده بيدها ... بحثت عن تلك الرعشه الممتعه كثيرا مع زوجها و لكنها لم تصل اليها او حتي اقتربت منها طوال سنتين .. هو عمر زواجها ... كانت قد قرأتها في احدي الايام و لم تصدقها و شككت فيها كعادتها في ان تشكك في كل شيء ... كل الاعضاء تصلح لأن تكون اعضاء جنسيه مع من نحب .. الان هي تثق في هذه الجمله القصيره ... لاحظت ان عينيه تشرد ناحية كوبري امبابه اللبني الهاديء الجميل و رأت عيونه تلمع و هو يتابع عربات القطار تتوالي ... فكتمت ضحكة سخرية بداخلها فقد كانت تعلم شغفه الطفولي بتأمل و ملاحظة حركة القطارات ... فلم تشأ أن تخرجه من تلك الحالة .. و صمتت لتستمتع بلمساته التي افتقدتها كثيرا في الايام الاخيره ... كانت قد طلبت من زوجها ان يمسك يديها كثيرا و يقبلهم لأنها تشتاق لذلك و عندما فعل ذلك في ذهول من هذا الطلب الذي اعتبره غريبا ... اخطأت هي في اسمه و نادته باسم حبيبها الاول ... فلم يلاحظ كثيرا فقد كان انتقل لأماكن اخري و كان في قمة نشوته عندما هييء لها ان حبيبها الاول معها

***


وضعت يدها في يده .. فاحتضن هو يديها بكفيه بشوق و قبلهم .. ابتسمت له .. فابتسم ... عندها فقط تذكر الماضي القريب .. منذ سنتين مضوا كان يجلس في مكان مشابه يحتضن روحها بعينيه ... يتأملون سويا الجهة المقابلة للنهر و ينسجون احلام المستقبل معا ... و اليوم جلس معها في هذا المكان المكيف الانيق و من وراء الزجاج رأي كوبري امبابه الازرق الباهت الحديدي المترب الذي يعلوه الصدأ ... ظل يتابع مرور عربات القطار الواحدة تلو الاخري في هدوء و تروي ... لم يستطع ان يري من خلاله الجهه الاخري للنهر رغم محاولاته العديده ... جاهد لكي يحتفظ بابتسامته و هو يحاول ان يري الضفة الاخري ... اصطدمت اصابعه فجأة بشيء معدني لا يخصه في اصابعها ... دبلة ... فتكهرب جسده و كأنه لمس سلك كهربي ... اخرج من حافظته الجلديه ورقة مالية و القي بها فوق الطاوله .. و نظر الي عينيها بهدوء و قال لها خلاص ما ينفعش ... القطر ما بيرجعش لورا ... ده غير اني مش شايف الناحية التانيه من هنا

***

في طريق العودة تمهل في التمشية ... توقف امام محلات الصاغة نظر في الفتارين الزجاجية اللامعة ... دبلة ... كل شيء يصلح لأن يكون رمزا للخيانه ... او للوفاء ... هي هي نفس الحلقة المعدنية المفرغة يدور بداخلها الاوفياء ... و الخونة ... تصلح لأن تكون رمز لمتناقضات مخيفة ... تسائل ... كيف سمح لنفسه أن يمسك يديها ... حتي و لو كانت خلعت هذة الحلقة المعدنية المفرغة ... هي خيانة ... يا الله !! هل وقع هو الأخر في دائرة الخيانة ... حسن النية وحده لم يكن كافيا ... و لكنه كان يعرف انها متزوجة ... و ان القطارات لا تعود للخلف

القي بكل هذة الافكار بعيدا ... و اشعل سيجارته ... و ابتسم ... تذكر أن لمس يديها لازال ممتعا ... و لكنه محرما ... لقد ذاق للمرة الاخيرة من الشجرة المحرمة ... مرة واحدة اخيرة ... كانت كافية

***


23 comments:

Blogger Empress appy said...

حاجه صغيره وقيمتها كبيره قوي

8:49 م  
Blogger بنت القمر said...

ادبيا حلوة جدا
اخلاقيا...ضميره صحي قبل ولا بعد؟ام انه بعدما زاق حلاوة الثمرة المحرمه انقلبت حلاوتها مرارة!!
زهد ما كان يتمناه بشغف..
تسلم ايدك ...
:)
تحياتي

9:46 م  
Blogger شــــمـس الديـن said...

متألق كالعادة حقاً :)

فكرت كتير اوي اوي اوي و خاصة للخلفية الاخلاقية للرواية و التي نادرا ما اصادفها الان في قرائاتي

11:09 م  
Blogger ... said...

جميلة
استمتعت بها جدا ياهاني

11:17 ص  
Blogger zahra said...

بالفعل استمتعت كثيرا بقراءتها
أشكرك على الكلمات الرائعه و الإحساس الأروع الذى استنشقته من بين سطورك

3:39 م  
Anonymous غير معرف said...

وهي غالبا ما سوف تسقط في الدائره المحرمة.. معه أو مع غيره ... طالما بدات
وهن كثييييرات
مش عارفه الحالات دي بيكون العيب فين؟؟
تفتكر قله رضا؟؟ ولا طمع في الدنيا ؟؟
كسل عقلي؟؟
اللهم نجنا من التجربة
أسلوبك جميل
تحياتي

3:54 م  
Blogger يا مراكبي said...

بجد من أحلى ما كتبت

وعنوان متوافق تماما مع القصة ومع الرمز اللي إستخدمته جوه القصة

إنتفض وسابها كشعور بأن يكون وفي .. وبعد لحظات قليلة إفتكر حلاوة لمسة إيديها .. وهكذا

أحييك بجد

12:11 ص  
Blogger Moon-baby said...

اتفق مع مراكبي ان البوست دي من اروع ما كتبت..وصفك للتجربة..وصفك لتجربة حسية بطريقة راقية...واتخاذك الدبلة رمزا للوفاء او عدمه في زمن تتداخل فيه كثير من الاشياء بطريقة فوضوية.

عجبني كلامه "مش شايف الناحية التانيه من هنا "

فكرتني بمقالة قريتها وانا صغيرة لانيس منصور -رغم اني مش بحبه- كان بيتكلم على موضوع الزنا الشرعي...حينما تربط دبلتان شخصين لا يجمعهما الحب ..و حينما يجتمعان في الفراش و معهم جميع الادلة الشرعية و القانونية التي تثبت شرعية هذا الزواج...الا ان ذلك يعد زنا طالما ينقصه الحب (و الحب يتضمن كل معنى جميل على رأسه الوفاء)

بنبسط كتير هنا :)

Keep it up!

اهه ملحوظة بس و ارجو ان تتقبل مني
" يتأملون سويا الجهة " " ينسجون احلام "...في اخطاء نحوية..علشان هما 2 فالصيغة هتكون مثنى "يتأملان و ينسجان"
و مش متأكدة من ثبوت النون..ممكن تتأكد من حد بيفهم شوية عني :)

1:24 ص  
Blogger .:.-=- ELGaZaLy-=-.:. said...

اية يا هانى الى انت بتعملة دة!!

جامدة موت يا ابنى عارف اخر جزء عجبنى اوى دة

------------------------
القي بكل هذة الافكار بعيدا ... و اشعل سيجارته ... و ابتسم ... تذكر أن لمس يديها لازال ممتعا ... و لكنه محرما ... لقد ذاق للمرة الاخيرة من الشجرة المحرمة ... مرة واحدة اخيرة ... كانت كافية
----------------------
بس تعرف...عجبنى قرارة فى الاخر...

يمكن لانة فى النهاية ..حتى لو كان اكل من الشجرة المحرمة ...كاتن هايقرف من طعمها..

رائعة بحق

11:58 ص  
Blogger karakib said...

appy

ده تعليقك يا ابي :)

1:54 ص  
Blogger ابو احمد said...

اول مره ازور المدونه الجميله دى
ايه الحلاوه دى
شئ جميل ان الواحد يقرا حاجه حلوه قبل ماينام
اشكرك
ارجو انك تعتبرنى من زوارك الدائمين
تحياتى

1:55 ص  
Blogger karakib said...

بنت القمر
حاجات كتير ممكن نكون بنحبها اوي و نفسنا فيها
بس اول ما تحصل ... نكتشف انها عادية
عادية جدا
او اقل من عادية كمان
هو ده قصدي
تسلمي لي يا بنت القمر يا جميلة

1:56 ص  
Blogger karakib said...

شــــمـس الديـن

تعليقك دايما مطعم بفيتامين التشجيع
حتي امضائك علي المطبوعة بتاعتك في حفل التوقيع كانت من نفس النوعية
شمس :) شكرا بجد

1:58 ص  
Blogger karakib said...

بثينــــــة

الاجمل اني اسمع رأيك فيها و اعرف ان كانت عجبتك و لا لأ
منوره

1:59 ص  
Blogger karakib said...

زهرة الياسمين

استنشقتي بين سطوري احساس :) تعليق حلو اوي خلاني انا كمان اشوف الاسم
زهرة الياسمين ... و بتستنشق
مستوي أخر من الاحساس :)

2:00 ص  
Blogger karakib said...

Basma
هي من الممكن أن تسقط في الدائرة المحرمة .. او لا ... الاهم انه بطل قصتي رفض
الاهم انه شعر بأنه المعادن ممكن يكون لها معني ... صبغ عليها احساس انساني ما اعتبرهاش مجرد .. معدن

2:01 ص  
Blogger karakib said...

يا مراكبي
لما اعرف انه البوست عجبك
يبقي اتأكدت انه فعلا حلو يا بشمهندس
تحياتي و اتمني اشوفك في القريب العاجل في زيارتك القادمة لمصر

2:02 ص  
Blogger karakib said...

Moon-baby
اولا ملحوظتك دي فعلا مهمه جدا
و شكرا بجد انك اهتميتي
انا عارف اني كسلان جدا في اني اصلح نحو اللي كتبته
مبسوط جدا انه البوست عجبك علي فكرة
نورتيني :) يا رب الجاي يعجبك

2:04 ص  
Blogger karakib said...

.:.-=- ELGaZaLy-=-.:.
ما هو ماكانش يقدر يفضل ناسي انها محرمة كتير
الثمار المحرمة قد تكون لذيذة الطعم و لكنها تترك مرار في القلب بعدها
مرار يذيب كل الافراح ... المتعة اللحظية دائما مغريه
ده رأيي
مبسوط بجد انها عجبتك و اتمني دايما كل المكتوب هنا يعجبك
نورتني

2:06 ص  
Blogger karakib said...

ابو احمد
يا فندم ارجو انك تعتبر المكان مكانك
مفيش عندي زوار ... في اصحاب مكان
مبسوط اني قدرت ابسطك و اتمني دايما
نورت مكانك

2:07 ص  
Blogger bluestone said...

انا هبدأ اشكر الامتحانات اللي بتعمل كده :)

ايه الجمال ده ياواد..

القطر ما بيرجعش لورا ... ده غير اني مش شايف الناحية التانيه ..

كل يوم بتأكد انك روائي في الطريق ..
حلوة قوي
قوي

بخلاف بنت القمر ومعلقين آخرين
لا تعنيني كثيرا الخلفية الاخلاقية .. ده مش درس ولا موعظة

فنيا .. اكثر من رائعة

شعرت بتبادل ادوار بين الضحية والجاني بين الاطراف التلاتة
كلهم جاني
كلهم ضحية ..
والجميع يدور في الحلقة المفرغة :)

AMAZING !!

2:08 م  
Blogger karakib said...

bluestone

لأ دي مش الامتحانات ... دي الرواية اللي للاسف مش عارف اكمل كتابتها
شكلي هنشر جزء جزء منها علي شكل قصص قصيرة لأني فعلا مش قادر اكملها مادام هتعجب الناس كده يبقي نقطعها و نعمل منها الف قصة قصيرة و مشهد
و انت عارفه الروايه خلفيتها الاخلاقية شكلها ايه

12:49 ص  
Anonymous غير معرف said...

i didnt read anything that touches me sooooo badly this way

if u r going to write it as anovel....please do so .. i will be welling to read it

maybe i am having the same issue in my life ,,[same feeling] but different satuts

best of luck my friend
p.s. let me know if u need a muse ,, to help u conitinue writing it :P

9:47 ص  

إرسال تعليق

<< Home