الخميس، مارس 01، 2007

تكسو وجهه أبتسامة غريبة


مع أهتزاز الأرض و صوت ضجيج عجلات الترام استيقظ من نومه في الخامسه ... يري يوميا هؤلاء الذين يستيقظون فجرا ليذهبوا الي أعمالهم هؤلاء ذوي الوجوه العابسه و الملابس الثقيله التي تدفئهم في مثل هذه السويعات البارده التي لا ترحمه من البرد
لم يعرف له أب أو أم أو عائله فقط مجموعه من المتشردين أمثاله ينامون بجانبه و يهربون من الشرطة التي يطلقون عليها حكومة ... و يهرب معهم و لا يدرك ماذا فعل ليهرب و لكنه يهرب ... ففي المرة الوحيدة التي لم يطلق أقدامه للرياح منهم لم يسلم من الأهانه البدنيه

لا يعنيه كثيرا سبابهم و سباب أصحاب المحلات و المارة له بالأم و الأب فهو لا يعرفهم و أن عرفهم يوما فهو لن يحبهم ... فلا مانع من أن يسبونهم بالنيابة عنه ...لم يسرق يوما الا لكونه جائعا و لأنه لا أحد يريد شراء مناديله الورقية التي يجتهد في بيعها و لا أحد يفكر في مساعدته فالجميع وجوههم مكفهره و عيونهم تحتقره بشدة الجميع يناديه أنت ياله يا ابن ال... و يضربه بشكل ما

لم يعد يفكر لماذا يفعلون هذا!؟
فهو منبوذ ... تكسو وجهه أبتسامه غريبة
تحتار في تفسيرها هل هي السعاده أم البؤس أم هي أبتسامة المكسور الذي يخفي خلفها ضعفه أم سعادة من لا يملك شيئا... تلتصق بوجهه القاذورات و الابتسامه ... و لا أحد ينظر له كثيرا و كأنه جزء من مكونات الرصيف ... له ثلاث أيام لم يبع منديلا واحدا ... يتمشي علي كوبري قصر النيل ينظر للعشاق
منديل يا باشا ... منديل يا هانم و لا أحد يساعده الجميع يديرون ظهورهم اليه فيقف علي سور الكوبري و يفرد ذراعيه للهواء فيداعب وجهه الصغير.... ثم يقفز في المياه و لا يلتفت اليه أحد و يمر المارة و تظل القطارات تصدر ضجيجها لكن دون أن توقظه فقد غط في نوم أبدي في أعماق مياه النهر الخالد

لن يبكيه أحد فلا أحد كان يعرفه و تختفي الأبتسامه الغريبة و تظل القاذورات التي تكسو وجهه عالقة في مجري النهر ...الخالد ... و لن يزيلها أحد أبدا

26 comments:

Blogger nour said...

ايه النهاية المؤلمة المفاجئة دى يا هانى
قشعرتنى
بس بصراحة هى نهاية حقيقية ..اولاد الشوارع المشكلة الازليه ملهاش حل ابداا
الحمد لله بجد على النعمة اللى احنا فيها
بس اسلوبك السهل البسيط ده يا هانى جامد اوىىىى
ملكش حل:)))

2:16 م  
Blogger Christa said...

Hey Hany
why did you end the story with (و لن يغيرها أحد ابدا)??

people like you can't make a difference?!... may be the difference isn't so big, but it can happen, you can do it... you and me can make a difference for such people with so simple ways...

if you smile at them instead of insulting you'll make a difference...

next time when you see that small fellow, try saying "Hello my friend? How are you today? I like your clinex... God Bless Your Day"... and if you can buy one you'll make his day! :-)

Don't you think it might make a difference?!

search for points of life... even in the darkest places... you can find some light...

3:34 م  
Blogger lastknight said...

فعلا فعلا .. لا تقل عن تأثير و حرفية كافكا
بجد يا باش مهندس أنا فرحان أن فيه حد بيكتب زيك كده .. و أقر أن ده أكتر موضوع أثر فيا عن أطفال الشوارع .. انت بكيتنى .. و برافو عليك .. أسمحلى أخد وصله لموضوعك عندى .. لأنه فعلا حرك كتير جوايا

8:32 م  
Blogger basma saghir said...

مش عارقة ليه كل ما ادخل عند الاقيه كاتب حاجة واقعية جدا..واقعية لدرجة مؤلمة
هي الحقيقة بتوجع قوي كدة؟؟ اه بتوجع اكتر من كدة كمان
مش لاقية اقوله اكتر من كدة..البوست عجبني اكيد..اسلوبك بسيط وخفيف يعني يتقري بسهولة
سلامي ليك

11:03 م  
Blogger tota said...

كراكيب
لا اعلم هل الذنب ذنبه وحده ام ذنب من انجبه واضاعه وهل اساءت اليه الدنيا ام اساء هو اليها
كل ما اعرفه ان الشقاء كُتب على فئة من البشر وليس ظلم هو العدل لو استطاعوا ان يستفيدوا منه ويقاوموه ويقوموا انفسهم بمساعدة مجتمع عادل ام الضعيف فى هذا العالم فليس ينفعه غير النيل ليغسل اوحاله ويمحى ابتسامة باهتة ويترك جسد بلا روح
تحياتى

1:03 ص  
Blogger ... said...

هانى
أحياناً اتسائل عن جدوى الاحساس
ليس فقط بمن نعرفهم
ولكن بأمثال هؤلاء
ربما نتصور ان ما نحياه فى دنيانا ملىء بالعذاب بما يكفى فنشيح بوجوهنا
وربما نخاف
انا أخاف
رغم كل حزنى

2:09 ص  
Blogger bo9ali7 said...

روعه
من الجميل الاهتمام بهؤلاء البؤساء ولو عن طريق كتابة بسيطة
جميل جدا

7:40 ص  
Blogger وشوشني said...

جميييله جدا بس نهايه دراميه بس انت كلامك حلو اوي

12:15 م  
Blogger أجدع واحد في الشارع said...

انت حسستنى بحاله غريبة اوى يا هانى

ومش عارف اوصفها

انت بجد كتابتك جميلة جدا جدا

انت حكاية كبيرة اوى

12:24 م  
Blogger bluestone said...

اراه ذنبا شارك فيه الجميع
كلنا هنا مذنبون
وهو أول الضحايا

12:36 م  
Blogger يا مراكبي said...

أحب أضيف حاجة في آخر البوست

و تظل القاذورات التي تكسو وجهه عالقة في جبين الوطن

تحياتي على البوست المعبر ده

1:56 م  
Blogger micheal said...

مش عارف يا هاني لغايه امتي حتفضل مشكله خطيرة جدا زي مشكله ولاد الشوارع بدون حل..في دول تانيه أولاد الشوارع عملوا منهم أبطال أوليمبيين و حرفيين مهره...انما في مصر علينا انتظار جيل من المجرمين و المدمنيين و الارهابيين و عمار يا مصر
تحياتي لك علي البوست الواقعي جدا

4:54 م  
Blogger كراكيب عادل said...

بوست جميل بصراحه وكنت منتظر نهاية غير كده


يالا مش مشكلة


تحياتي

7:01 م  
Anonymous غير معرف said...

أنتوك

أسلوبك جميل جدا فعلا لن يزيلها أحد أبدا
نهاية مش حزينة أد ما هي واقعية

9:22 م  
Anonymous غير معرف said...

so true!!


I love this one , Hani!

No comment!!

9:45 م  
Anonymous غير معرف said...

يااااااااااه ياهانى
وجعتنى بجد...بس عندك حق..مشكلة كبيرة واحنا كلنا..مش شايفنها..او عاملين نفسنا مش شايفين..حتى بعد الضوء الخافت الى جاء على استحياء ليوقظ القضية..برضه عاملين نفسنا مش شايفين

اسلوبك..وكالعادة...رائع ياهانى

كل التحايا

لولو

11:22 م  
Blogger karakib said...

nour
نورا الأموره :) أزيك .. النهايه المؤلمه :) طيب خلي حد غيرك يقول كده :) ده حتي كل مره أسألك ليه بطل أو بطلة قصتك أنتحرت تقولي لي البير كامي :) الوجوديه و الكلام الكبير اللي أنا مابفهموش ده ... مره بقي من نفسي أقلدك


Christa
انا رديت عليكي فالموضوع ده بأستفاضه اعتقد لكن تفتكري واحد لوحده كفايه ؟ أتنين ؟ تلاته .. الموضوع أكبر من كده كتير و الولاد دول فعلا غلابه أوي و محدش واخد باله منهم كان في أعلان بيجي ما أعرفش شوفتيه ولا لأ بتاع الناس اللي لابسه غمايه سودا علي عينيهم و سايقين و مش شايفين الأطفال دي كان بيعجبني أوي لأنه فعلا الناس بتعتبرهم جزء من مكونات الرصيف


lastknight
كافكا مره واحده يا خبر أبيض ده أنا كده أخد شلوت في نفسي يا عمنا :) من غير ما تستأذن يا فندم ممكن تاخد اللينك اللي يعجبك من عندي أكيد


بيسوو
كلامك دائما مشجع علي فكرة .. شكرا لتفاعلك معي ... الأسلوب البسيط كثيرا ما يكون الأسهل في نقل ما أشعر به و فعلا بيبقي خفيف علي قلبي و أنا باكنبه شكرا لفيتامين التشجيع اللي لم تبخلي علي به

10:41 ص  
Blogger karakib said...

tota
التفكير في حالهم كده ليه صعب أوي بس ممكن نقدر نعمل لهم أي حاجه حتي و لو أبتشامه في وجههم يا توتا
يا ريت ما تبطليش كتابة فالمدونة بتاعتك ده رجاء و طلب شخصي يا ريت تقدري تعمليه


حــلم
ألأحساس هو ما يميزنا أساسا كجنس بشري في رأيي .. مافيش مخلوقات تانيه غيرنا قادرة علي التعبير عن أحساسها بكل هذه الأدوات التي خلقها الله فينا و أكيد اللي خلق فينا الأداة دي عايزنا نستعملها .. أكيد


bo9ali7
متشكر جدا يا رب دائما تكون كلماتي عجباكي ... أرجو دوام المرور

وشوشني

متشكر جدا لثنائك و تشجيعك لي و صدقني كل واحد بيعمل اللي بيقدر عليه

10:46 ص  
Blogger karakib said...

أجدع واحد في الشارع

كلام كبير أوي عليا يا باشا .. بجد كبير متشكر و يا رب الكلمتين الصغيرين دول يكونوا فرقوا مع الناس و يقدروا يغيروا نظرتهم

bluestone
كلنا مذنبون طبعا يا بلوستون و مذنبين أوي في حق الناس دي .. في ناس بتدافع عن حقوق الحيوانات و الأطفال دي موجودة .. شيء غريب مش كده ؟

يا مراكبي
يا بشمهندس أنا قصدي انه القاذورات دي بتوقف جزء من مجري النهر .. بالرغم من أنه مش هيوقف بسببها الا أنها بتعطله و لازم تتحل و طبعا هي في جبين كل واحد فينا ... للأسف

micheal

صدقني ممكن في مصر يبقوا ناس أيجابيين فعالين جدا فالمجتمع مرة سواق تاكسي قال لي لو خدوهم يبقوا عساكر من و هما صغيرين أوي أكيد هيبقي الوضع مختلف و هيبقي في واحد عندنا ما ضاعش و دافع عن البلد اقتراح حلو أوي من السواق ده بس مين يسمعه

10:51 ص  
Blogger karakib said...

كراكيب عادل

الواقع مؤلم و لكن أن كنت تريد نهاية غير كده فهيا نكتبها سويا يا عزيزي ليس علي الورق و أنما علي سطور الواقع أيضا


مصرى
يحيي أنا باعتز برأيك أوي ... أنت مش شايف أنه كل الكتابات فالتعليقات الناس بتقول لي كلامك واقعي أوي ؟ و في عدة تدوينات سابقه و أنا فعلا مش بابقي قاصد واقعيه أو غيره لكن تفتكر الأسلوب الواقعي ده دائما جيد ؟؟ مش عارف يا ريت تجاوبني


Epitaph
:) علي فكرة تدوينتك الأخيرة بجد فكرتني بمكان باحب أقف فيه و أول الشارع ده في واحد بتاع كشري أسمه سيد حنفي قدام حلويات الفاليرو مالوش حل .. جربي تاكلي عنده و تتمشي فالشارع ده رايح جاي مرورا ببهلر و يعقوبيان و الطرازات المعماريه دي هتحسي بحاجه غريبه أوي يا أيبي


ست المرتفعات


يا أهلا يا أهلا بيكي المشكلة كبيرة فعلا و يوما بعد يوم تتضخم و في يوم هتبقي أزمه مالهاش حل ... لكن حتي الأن أنا شايف أنه ليها حل ... مجرد تغيير نظرتنا للضحايا دول هيغير حاجات كتير أوي فيهم و فينا ... تحياتي يا ست المرتفعات ... زيارتك تسرني و تشرفني جدا

10:59 ص  
Blogger Memo said...

aih ya hany
mafish ay amal
adina amal wa7d ya gma3a blash eltsh2om dah lazm yb2a fih fela7'er amal
lazm neft7 shobak lobkra
3shan diman fih bokra
wala aih ya hany
tahiatshy

12:49 م  
Blogger hamasat said...

هاني البوست قوي اوي واجمل ما فيه واقعيته ولكن التغيير ممكن جدا وبسهوله لو فكر كل واحد عنده مقدرة ماديه ان يتكفل بواحد او واحدة من هؤلاء الاولاد والبنات بتوفير فرصة تدريب في اي ورشه او اي عمل ممكن يتوقع ان يفلح به وتوفبر اي مكان بسيط آمن للنوم واعتقد مشروع كفالة اليتيم المنتشر في ارجاء مصر المعمورةممكن ننفذ واحد مثله خاص باولاد الشوارع لتاهيلهم ومصالحتهم علي المجتمع فهم في البدايه والنهايه ضحايا واصحاب القلوب الرحيمه كتير اوي جو وبره البلد ولاطمئنان المتبرع ليه ما نبداش نعلن جمعية لحماية وتدريب اولاد الشوارع ونفسح المجال لكل من يحب ان يشارك بها وكل طفل من الاطفال سوف تتكفل به الجمعيه يكون له استمارة بكامل البيانات وصورة الطفل وعنوانه ليطمئن المتكفل ان نقوده تصرف في المكان الذي يوجهه لها
فكروا واعملوا دراسة جدوي للموضوع واعتبروني اول المشاركين
تحياتي

3:01 م  
Blogger karakib said...

Memo
لأ كلامك صح طبعا .. أكيد في حاجات كتير ممكن تدينا أمل بس مش أطفال الشوارع مستحيل يعني نكتب عنهم و نبقي فرحانين لأن حالهم ما يسرش
أكيد في أمل و في تفاؤل لكن مش مع دول


hamasat
أنا ما أعرفش أنظم حاجه علي نطاق واسع زي ما بتقولي ... ما اعرفش
لكن أقدر أعمل حاجات مع اللي قدامي و أنت تقدري تعملي برضه و فالحاله دي يبقي الهدف قدرنا نحققه صدقيني مجرد الأبتسامه في وشهم ثواب

6:41 م  
Blogger karakib said...

بنلف في دواير ... و الدنيا تلف بينا
و دايما ننتهي لمطرح ما ابتدينا
طيور الفجر تايهه في عتمه المدينه
بتدور
ما بنكتبش الرسايل
ما بننتظرش رد
لا حد في يوم سمعنا
و لا بنسمع حد
طيور العمر تايهه
في عتمه المدينه
بتدور
ساكنين في عالم يعشق الخطر
فيه الطيور تهرب من الشجر
و تهرب النجوم من القمر
و تهرب الوجوه من الصور
بنلف في دواير ندور عالأمان
و نلاقينا رجعنا تاني لنفس المكان
ندووور ندووووور ندوووووووور
نحلم
و نحلم
بالحياة المفرحه
و أتاري أحلامنا
بلا أجنحه
بلا أجنحه
ندور ندور ندور
بجناح حزين مكسور
ساعات نشوف فالعتمة
و ساعات نتوه فالنور
ساعات عيوننا بالأسي تفرح
و ساعات في ساعة الفرح منوحة
-------------------------
و لا حاضر و لا ماضي
تروس بتلف عالفاضي
و لا فينا شباب زعلان
و لا فينا شباب راضي
مافيش غير أننا بندوووووووور
ندووووووووور ندووووووور
بندوووووووورر
ندوووووور
بندووووووووور ندوووووووووور
-----------------------------
-----------------------------
الفيلم ده أكثر من رائع
أوقات فراغ

1:57 م  
Anonymous غير معرف said...

كلام بيدل على عقل غير عادى الافكار مش جديدة اه بس انت مقدمها باسلوب رائع ونقلتلى احساس انك انت واللى كتبت عنه فى حاجات مشتركة بينكم الجميل بجد ان كلامك وصلنى للحالة برافو عليك ياريت ما يقلش مستواك عن كده فى اللى جاى

4:51 ص  
Blogger karakib said...

dokha_1313
مبسوط انها عجبتك يا جورج يا رب دايما

12:43 م  

إرسال تعليق

<< Home