جنيه و نصف .. ان كان عاجبك
قررت ان اخذ اليوم راحة من تليفوني المحمول و من التفكير في أي شيء قد يقلقني او يثير غضبي اغلقت الهاتف .. و أخذت حمام مياه بارد لأستمتع بالصباح في هدوء و وضعت الطعام لعصافيري الصغيرة و انا اصفر محاولا تقليد نغم أغنية البوسطة لفيروز .. اتذكرتك يا عاليا و اتذكرت عيونك .. يخرب بيت عيونك يا .. عاليا ... شو حلوين .. منيت نفسي بكوب من القهوة علي هذا المقهي الذي يبعد عن بيتي حوالي مائة متر ... و معي جريدتي و المجلد الرابع و الأخير لأنطون تشيكوف .. لاستمتع بالصباح في هدوء
شاورت لأحدي سيارات الاجرة فتوقف .. ميدان الخلفاوي .. فأومأ براسه دون أن ينظر الي .. ركبت بجانبه و فتحت جريدتي ... طالعني خبر كالمفاجأة .. عن قضية اكياس الدم الفاسدة .. حبس عضو مجلس الشعب و خمسة أخرين بعد أن تقرر تأجيل النظر في القضيه الي جلسه اخري لاستكمال الاطلاع علي الاوراق و المستندات ... فتسائلت بيني و بين نفسي و ماذا عن قضية العبارة .. ما هو الجديد بها .. تذكرت انني اغلقت هاتفي المحمول و انه يجب ان لا افكر الا فيما يسعدني اليوم ... وصلت سيارة الاجرة امام المقهي ... فاعطيت السائق جنيها و نصف .. فنظر الي نظرة مستفزة .. ايه ده !؟ فجاوبته بهدوء ده جنيه و نصف ... فنظر الي يعني ايه امال لو ركبت مش عارف من فين هتديني كام !؟ نصف جنيه!؟ ... كظمت غيظي .. عايز كام يا اسطي .. فلم يتوقف عن الحديث .. هو ايه جنيه ونصف ده .. يا عم اللي يرضيك عايز كام !؟ فلم يتوقف عن حديثه المستفز فنظرت الي وجهه بتمعن للمرة الاولي منذ ركبت بجانبه فاذ بي اجد علامة لجرح قديم بسلاح ابيض في خده الايسر و لحية يحاول ان يداري بها جزء منه ... لا يثيرني الا مثل هؤلاء .. فقلت له عايز كام ... و جائت الاجابه كالصاعقه .. تلاته جنيه .. بدأ صوتي في الارتفاع و القيت له النقود فوق تابلوه السيارة تلاته جنيه ده لما تبقي جايبني من اول شبرا .. و هو كده جنيه و نصف .. ان كان عاجبك .. و فتحت باب السيارة و وقفت بجانبها ... نزل من خلفي ممسكا في يده بمفك .. بدا اليوم لن يمر بسلام .. اعلم جيدا أنه مظلوم .. و يمارس بلطجته كرد فعل طبيعي لعدم زيادة اسعار اجرة السيارة منذ ما يقارب الخمسة عشر عام ... رأي احد القهوجيه ما يحدث .. فأخبر بقية العمال بالداخل .. و لاحظ سائق التاكسي نظرة الغدر في عيون هؤلاء القادمين فأخذ سيارته و هرب
فابتسموا هم .. و كأنهم حققوا نصرا مبينا .. دخلت الي المقهي معهم و هم يلومونني علي انني لم امسك به و أضربه .. فتحت جريدتي .. في الصفحة قبل الاخيرة وجدت مقال عن الدفترخانة... و صورة لم اتعرف فيها الا علي راندا ابو الدهب صاحبة مدونة زنزانة كأحد مؤسسي الموقع .... فابتسمت مرة اخري .. لازال يوجد هناك من يريدون التقدم لمصر و يحبونها .. و لكنهم في الصفحة قبل الاخيرة من الجريدة ... رفعت رأسي عندما وجدت احد رواد المقهي يجلس بجانبي .. احد الذين لا يمكن ان تطلق عليهم صديق .. و لا يمكن ان تحدد ما هو عمق العلاقة بينك و بينه ليحكي لك عن اسراره ... بدأ في الحديث هادما كل ما احاول ان افعله في هذا الصباح مقتحما خلوتي الاراديه ... مين ده ؟ يسأل عن صورة انطون تشيكوف فوق غلاف الكتاب .. فقلت له ده اللي انا نازل اقعد معاه ... فلم يفهم .. و بدأ في الحديث .. و هو يدك حصون خلوتي التي منيت نفسي بها
عارف الشقة اللي أنا مأجرها بكام .. بتلتميت جنيه ! و الاكادة بقي انه اللي زيها بالظبط فوقي و تحتي ايجار قديم واخدينها من ييجي اربعين سنه و بيدفعوا فيها تلاته جنيه !! و أنا ادفع تلتميت جنيه !! يعني لو كل واحد دفع مية جنيه و لا اقولك مية و خمسين .. مش يشيلوا عني شوية !! تذكرت مقولة خالد صالح في دور كمال الفولي في سيناريو فيلم عمارة يعقوبيان و هو ينظر لنور الشريف عضو مجلس الشعب و يقول له .. عجبني اوي استجواب الكليبات الخليعة اللي انت عملته ده ... تحفة ابدعها علاء الاسواني و اضاف وحيد حامد لها بعضا من توابله الدراميه مترجما الكثير من الاحوال في مجتمعنا .. انتقدها الكثيرين ... من له اذنان للسمع فليسمع و لكن الكثيرين اصموا اذناهم و اعموا بصيرتهم و اختذلوا الفيلم في مشاهده الخليعه ... و لم يدركوا كنهه ... استفقت اليه و هو ينظر الي عيناي و هي تشرد بعيدا عن ما يقول .. ففوجئت به يقول مبتسما .. لا اللي واخد عقلك يا عم ... فابتسمت له .. و شعرت بقلق لتكرار مثل هذه الحاله معي كثيرا مؤخرا ... و اعتذرت له بأنني يجب أن اذهب الأن لموعد هام و قمت
و عندما وصلت للبيت .. شعرت بميل شديد لأن اسمع تلك الاغنيه لعلي الحجار فشاركني الاستمتاع بكلماتها ارجوك
عم بطاطا لذيذ و معسل
عمره ما طاطا لغير الله
لما الدنيا بتقسي يمثل
انه خلاص ... سلم لقضاه
عم بطاطا يقول الراوي
خبا الحكمه في توب الحاوي
و بنكتته بيداوي بلاوي
أه .. بيداوي بلاوي
عم بطاطا لذيذ و معسل
عمره ما طاطا لغير الله
لما الدنيا بتقسي يمثل
انه خلاص ... سلم لقضاه
عم بطاطا بيمشي في حاله
علشان رزقه و رزق عياله
غصب عنه يقف يتكتف
بس بكيفه يفك حباله
أه ... يفك حباله
عم بطاطا لذيذ و معسل
عمره ما طاطا لغير الله
لما الدنيا بتقسي يمثل
انه خلاص ... سلم لقضاه
عم بطاطا يزك الزكة
يعبر سينا و يفتح عكا
و بيصبر عالجار السو
خمسين سنه و يقول دول فكه
عم بطاطا لذيذ و معسل
عمره ما طاطا لغير الله
لما الدنيا بتقسي يمثل
انه خلاص ... سلم لقضاه
شاورت لأحدي سيارات الاجرة فتوقف .. ميدان الخلفاوي .. فأومأ براسه دون أن ينظر الي .. ركبت بجانبه و فتحت جريدتي ... طالعني خبر كالمفاجأة .. عن قضية اكياس الدم الفاسدة .. حبس عضو مجلس الشعب و خمسة أخرين بعد أن تقرر تأجيل النظر في القضيه الي جلسه اخري لاستكمال الاطلاع علي الاوراق و المستندات ... فتسائلت بيني و بين نفسي و ماذا عن قضية العبارة .. ما هو الجديد بها .. تذكرت انني اغلقت هاتفي المحمول و انه يجب ان لا افكر الا فيما يسعدني اليوم ... وصلت سيارة الاجرة امام المقهي ... فاعطيت السائق جنيها و نصف .. فنظر الي نظرة مستفزة .. ايه ده !؟ فجاوبته بهدوء ده جنيه و نصف ... فنظر الي يعني ايه امال لو ركبت مش عارف من فين هتديني كام !؟ نصف جنيه!؟ ... كظمت غيظي .. عايز كام يا اسطي .. فلم يتوقف عن الحديث .. هو ايه جنيه ونصف ده .. يا عم اللي يرضيك عايز كام !؟ فلم يتوقف عن حديثه المستفز فنظرت الي وجهه بتمعن للمرة الاولي منذ ركبت بجانبه فاذ بي اجد علامة لجرح قديم بسلاح ابيض في خده الايسر و لحية يحاول ان يداري بها جزء منه ... لا يثيرني الا مثل هؤلاء .. فقلت له عايز كام ... و جائت الاجابه كالصاعقه .. تلاته جنيه .. بدأ صوتي في الارتفاع و القيت له النقود فوق تابلوه السيارة تلاته جنيه ده لما تبقي جايبني من اول شبرا .. و هو كده جنيه و نصف .. ان كان عاجبك .. و فتحت باب السيارة و وقفت بجانبها ... نزل من خلفي ممسكا في يده بمفك .. بدا اليوم لن يمر بسلام .. اعلم جيدا أنه مظلوم .. و يمارس بلطجته كرد فعل طبيعي لعدم زيادة اسعار اجرة السيارة منذ ما يقارب الخمسة عشر عام ... رأي احد القهوجيه ما يحدث .. فأخبر بقية العمال بالداخل .. و لاحظ سائق التاكسي نظرة الغدر في عيون هؤلاء القادمين فأخذ سيارته و هرب
فابتسموا هم .. و كأنهم حققوا نصرا مبينا .. دخلت الي المقهي معهم و هم يلومونني علي انني لم امسك به و أضربه .. فتحت جريدتي .. في الصفحة قبل الاخيرة وجدت مقال عن الدفترخانة... و صورة لم اتعرف فيها الا علي راندا ابو الدهب صاحبة مدونة زنزانة كأحد مؤسسي الموقع .... فابتسمت مرة اخري .. لازال يوجد هناك من يريدون التقدم لمصر و يحبونها .. و لكنهم في الصفحة قبل الاخيرة من الجريدة ... رفعت رأسي عندما وجدت احد رواد المقهي يجلس بجانبي .. احد الذين لا يمكن ان تطلق عليهم صديق .. و لا يمكن ان تحدد ما هو عمق العلاقة بينك و بينه ليحكي لك عن اسراره ... بدأ في الحديث هادما كل ما احاول ان افعله في هذا الصباح مقتحما خلوتي الاراديه ... مين ده ؟ يسأل عن صورة انطون تشيكوف فوق غلاف الكتاب .. فقلت له ده اللي انا نازل اقعد معاه ... فلم يفهم .. و بدأ في الحديث .. و هو يدك حصون خلوتي التي منيت نفسي بها
عارف الشقة اللي أنا مأجرها بكام .. بتلتميت جنيه ! و الاكادة بقي انه اللي زيها بالظبط فوقي و تحتي ايجار قديم واخدينها من ييجي اربعين سنه و بيدفعوا فيها تلاته جنيه !! و أنا ادفع تلتميت جنيه !! يعني لو كل واحد دفع مية جنيه و لا اقولك مية و خمسين .. مش يشيلوا عني شوية !! تذكرت مقولة خالد صالح في دور كمال الفولي في سيناريو فيلم عمارة يعقوبيان و هو ينظر لنور الشريف عضو مجلس الشعب و يقول له .. عجبني اوي استجواب الكليبات الخليعة اللي انت عملته ده ... تحفة ابدعها علاء الاسواني و اضاف وحيد حامد لها بعضا من توابله الدراميه مترجما الكثير من الاحوال في مجتمعنا .. انتقدها الكثيرين ... من له اذنان للسمع فليسمع و لكن الكثيرين اصموا اذناهم و اعموا بصيرتهم و اختذلوا الفيلم في مشاهده الخليعه ... و لم يدركوا كنهه ... استفقت اليه و هو ينظر الي عيناي و هي تشرد بعيدا عن ما يقول .. ففوجئت به يقول مبتسما .. لا اللي واخد عقلك يا عم ... فابتسمت له .. و شعرت بقلق لتكرار مثل هذه الحاله معي كثيرا مؤخرا ... و اعتذرت له بأنني يجب أن اذهب الأن لموعد هام و قمت
و عندما وصلت للبيت .. شعرت بميل شديد لأن اسمع تلك الاغنيه لعلي الحجار فشاركني الاستمتاع بكلماتها ارجوك
عم بطاطا لذيذ و معسل
عمره ما طاطا لغير الله
لما الدنيا بتقسي يمثل
انه خلاص ... سلم لقضاه
عم بطاطا يقول الراوي
خبا الحكمه في توب الحاوي
و بنكتته بيداوي بلاوي
أه .. بيداوي بلاوي
عم بطاطا لذيذ و معسل
عمره ما طاطا لغير الله
لما الدنيا بتقسي يمثل
انه خلاص ... سلم لقضاه
عم بطاطا بيمشي في حاله
علشان رزقه و رزق عياله
غصب عنه يقف يتكتف
بس بكيفه يفك حباله
أه ... يفك حباله
عم بطاطا لذيذ و معسل
عمره ما طاطا لغير الله
لما الدنيا بتقسي يمثل
انه خلاص ... سلم لقضاه
عم بطاطا يزك الزكة
يعبر سينا و يفتح عكا
و بيصبر عالجار السو
خمسين سنه و يقول دول فكه
عم بطاطا لذيذ و معسل
عمره ما طاطا لغير الله
لما الدنيا بتقسي يمثل
انه خلاص ... سلم لقضاه
هاني جورج
9 comments:
عارف يا أنتوك بحب بوستاتك اللي من النوعية دي مش عارف إسمها إيه بس هي بتبقى حلوة أوي النوع اللي تحس إنه لو بقى أغنية هايغنيها أحمد منيب
مواقف واجهناها كل يوم من خناقات من سواق التاكسي لجليس القهوة الرخم اللي بيتكلم لما تكون عايز تسكت و يسكت لما تكون هاتتكلم
لكن صياغتك ليها جميلة جدا
بس بصراحة ماكدبش عليك صورة تشيكوف اللي ع المجلد الرابع صعب تعدي على حد من غير ما يعلق صورة قوية فعلا
دائماً كلماتك التي تحكي فيها عن نفسك
تكون صادقة للغاية
يعجبني فيك قدرتك على اتخاذ قرار جرئ كغلق هاتفك المحمول
سرحت مع كلماتك وتخيلت نفسي مكانك
تحياتي عزيزي
انا اول مرة اسمع الاغنية دي..جميلة جدا
بس ضحكت علي المفهومية المصرية لما بتقوله " دة الي جاي اقعد معاه" ..حمدالله عليالسلامة من التاكسي و تدوينة جميلة
و ميرسي فعلا عليالاغنية دي..بجد حلوة اوي
و بدأ في الحديث .. و هو يدك حصون خلوتي التي منيت نفسي بها طب وايه اللى كان نزلك عالقهوة من الاول اصلا ما كنت خدت صاحبك وطلعت عالكورنيش يا ناصح؟؟؟؟؟؟ظ
يَحيى المِصري
صورة تشيكوف لو كان ركز فيها شويه كان قال لي ده بتاع دجاج كنتاكي يا عم يحيي
اسكت يا راجل
احمد منيب ده حلو اوي
بس الزمن ما ادالوش فرصه يظهر بما فيه الكفايه و امتداده منير جامد بزياده
جوستيـن
يا رب تكوني مبسصوطه دايما :)
صاحب البوابــة
التليفون المحمول ده قد ما هو شيء جميل الا انه يتحول لنقمة في فترات
يا رب دايما المكتوب هنا يعجبك يا صاحب البوابه
و ان كان علي الجرأة يبقي انا احسدك علي معظم تدويناتك الجريئه فعلا
sarah la tulipe rose
الاغنيه دي دوخت علي ما لقيتها يا سارة
المفهوميه المصريه
يا ريته فهم
ده راح مديها رغي رغي لما اكل وداني
:)
dokha1313
الكورنيش شمس الصبح يا عمنا
و لا نسيت
غير انه انا عايز اقعد في مكان اشعر فيه بحميميه لكي اربط الاحداث ببعضها
زي علي جسر البحر كده :)
7elw kal 3ada ya hani o ba7es aw2at kter awe enk betkteb 7agat kolena 3awzen ne2ola bas mabn3rfsh netrgmha 7erof
واحدة متفزلكة
تفتكري مجحت فعلا في ترجمتها كحروف !؟
إرسال تعليق
<< Home