الجمعة، يوليو 27، 2007

فطلب واحدا اخر

لم يستطع ان يهرب بعينيه من نظراتها ... تحاول احياء شيء ما قتل عمدا بداخله ... يومض في عينيها بريق يستطيع تفهمه و ترجمة ايماءاته و اشاراته بسهوله ... و لا يتقبله ... يرفضه بكل ما اوتي من قوة
يجذبه حديثها ... كعادته دائما لا يستمتع بانحناءات الاجساد و استدارتها .. لا يتابع حركات الاعين و الشفاه الا بعد ان يعجبه الحديث ... سنين عمره القليله الطويلة علمته ان الجمال لا يخرج الا من رحم اعمق اعماق القلوب الحزينة ... فمن لم يختبر الالم ... يسخر من الام الاخرين ...و من اختبره يستطيع رؤية هذا العالم من اعين نقية شفافه ... ان الجمال الخارجي ان وجد فهو فضل عظيم من الله فقط ان توافر الجمال الداخلي و نقمة و لعنة لا متناهيه ان كان الداخل فارغا مظلما باردا
يطرد كل هذه الافكار من رأسه بجملة صغيرة ... تلاقي امها داعيه عليها علشان تفكر بالشكل ده في

ضحك هو وصديقه ضحكة صافية في نهاية اليوم عندما اخبره ان هذه هي الجملة التي خرج بها من كل ما حدث في الفترة الخيرة و بالاخص في هذا اليوم
استدار لينظر الي المارة في الشارع ... وضع نقطتين من المياه في قهوته ليصفي حبيبات القهوة التي لم تمتزج جيدا و التي تعلق في اسنانه و قصبته الهوائيه ... و تضايقه و هو يدخن .. و استمتع برؤية تلك الحبيبات الصغيرة تتساقط في اسفل الكوب الزجاجي تاركه محلول ممتزج جيدا بتأثير تلك الشعلة الصغيرة ... وقع تحت سحره منذ فترة طويلة ... ارتشف رشفته الاولي باستمتاع ... هو احنا عايشين ليه !؟ كان هذا هو السؤال الاول الذي جذبه لاستماع حديث طويل من احد الوعاظ في مراهقته .. لم يستطع ان يجيب هذا السؤال الفلسفي الغريب في وقتها ... تعلم بعدها ان يتجاوز حدود الاسئلة الضيقة ... و يخرج بها الي براح اوسع .. كأن يسأل نفسه و ما الهدف من سؤال كهذا ... هل يهدف هذا الواعظ ان يضعه في حيز ضيق من الحيرة و الشك في جدوي حياته ليملي عليه من بعدها ما يريد ... ربما .. و لكنه بالتأكيد يعلم لماذا يحيا بدون أن يسأله احدهم هذا السؤال
نظر الي كوب القهوة .. فوجده فارغا الا من بعض الحبيبات المترسبة ... فطلب واحدا اخر
---------------
تحديث
شكر خاص لجريدة الدستور اليومية و الاستاذة نجلاء بدير لنشرها مقال عن مدونة تماحيك و اشتراكها معنا في محاولة نشر بقعة صغيرة من الضوء و التفاؤل

21 comments:

Blogger aleron said...

أزال المؤلف هذا التعليق.

7:53 م  
Blogger aleron said...

الحياة ملتفة و مرهقة بما يكفى

فلا سبيل لهذه الأسئلة الفلسفية عديمة الطائل التى قد يقضى الفرد منا عمره كله فى محاولة الرد عليها و يموت و لم يستطع إيجاد الرد بعد.

تحياتى :)

7:54 م  
Blogger ... said...

هانى
تعجبنى دوماً الاسئلة الفلسفية
لكن اكتفى بالعجاب عادة
واتوقف لارتشف من مج النسكافيه فلا طاقة لى لمعابثة فنجان قهوة تركى
:)

من الخاسر هنا..هو أم هى.. لا أدرى

فقط استمتع بالمجىء هنا دوماً

3:35 ص  
Blogger bluestone said...

رأيي ان يدعها تحيي ما ترغب في أن تحييه .. على الأقل دعها تحاول
فان نجحت إذن فهي النبية المرسلة لتحقيق تلك المعجزة

دع البريق ينفذ .. استقبله .. فان اخترقه إذن فهو هو

كل محاولاته في احتواء قهوته دون شوائب .. لن تنجح .. الشوائب هي جزء آخر من كوب القهوة .. تماما كالطعم والرائحة .. والسكر الاختياري احيانا


جملة حسيتها قوي
ان الجمال لا يخرج الا من رحم اعمق اعماق القلوب الحزينة

صباح النور

11:29 ص  
Blogger Ayyam said...

أنتوك باشا أولاً أنصح الراجل ده يبطل القهوه الكتيره علشان مش كويسه علشانه .... مالاأفهمه لماذا قتل هذه الرجل أحاسيسه..يعنى علشان الغلاء ولا هو عنده عقده نفسيه أو مشكله مع الجنس اللطيف...من كلامك حاسس أن للحديث بقيه وعليه أستنى الباقى

11:47 ص  
Blogger Carol said...

أزال المؤلف هذا التعليق.

2:42 م  
Blogger Carol said...

الكاتب يريد أن يبوح بالكثير داخله و لكن هناك شيء ما يعيقه
ربما المواجهة أو التعب
لا أعرف
لكنني شعرت بالكثير وراء تلك الأسطر شيء مقيد
إحساسك بعدم الارتياح و أنت تكتب ترجم لي
فهل هذا الإحساس صحيح؟

2:45 م  
Blogger إيمــــان ســعد said...

تعرف يا هانى

انا الف اقرأ فى المدونات

و قبل ما اقوم

بادخل مدونتك

باحسها مسك الختام

:)

هي كده كده الدنيا ح تتعاش يا صديقى

تحياتي

11:58 م  
Blogger أحمد المصري said...

أحلة حاجة بتعجبني العلاقة بين العنوان
والموضوع00الله عليك ,بس هوا بجد عارف إجابة السؤال ولا فاكر إنه عارف ؟فيه فرق0
جميلة هي كتاباتك كالعادة0
مع تحياتي00
والسلام عليكم0

7:11 م  
Blogger karakib said...

aleron
و لكنه يموت اكثر انسانية ان بحث عن اجاباتها
و لا انت ايه رأيك ؟



حــلم
فنجان القهوة التركي ده عمهم يا حلم :) و لا نسكافيه و لا امريكان كوفي هو ده الاصل و عالاصل دور
اكيد هو الخاسر لكنه يحب الخصائر القريبة ليحقق مكاسبه البعيده
و لا يحب حكمة عصفور فاليد

9:20 م  
Blogger karakib said...

bluestone
لا لا لن أدعها ما ينفعش يا بلو و انت عارفه انه ماينفعش
البريق يتسلل و يتسرب من اماكن اخري و لا داع للاعتماد علي مصدر واحد
خلينا في سياسة التنويع
صباح النور يا اجمل بلو :)


Ayyam
بطل القصة لم يقتل احاسيسه بل قتلت عمدا مع سبق الاصرار و الترصد
خنجر المحبوب الذي يوضع في الصدر بلا مقاومة من المجني عليه يا عمنا
القهوة فعلا مضرة واضح انك فاهم ده كويس من كلام قبل كده
و مادام للعمر بقية فللاحاديث و الاحلام امتدادت لا نهائية

9:23 م  
Blogger karakib said...

Carol
القيود .. و أه منها تلك القيود
لكن يستطيع الانسان الحركة تحتها بل و التحرر منها ان حاول نسيان وجودها
لكن الحرية شيء نسبي و الرضا عن النفس ايضا
و الحمدلله انا راضي و مستريح نفسيا بدرجة لم اكن اشعر بها من قبل


إيمــــان ســعد

عارفه يا ايمان هاقول لك وصف ليكي من ايام ما كنت باقرا كلامك و قبل ما اشوفك
انت نسمه معطرة في جو خانق
دي حقيقة فعلا

9:28 م  
Blogger karakib said...

أحمد المصري
مرة كانت واحدة بتبدأ التديون سألتني اختار عنوان ازاي
قولت لها في كلمة او جملة هتلاقيها منورة فالتدوينة و بتقول انا العنوان
و فعلا باحاول اختار العنوان او الصورة بالشكل ده
و الحمدلله ربنا بيوفق

9:29 م  
Blogger smraa alnil said...

اولا مبروك علي اللي اتكتب عن تماحيك
طول عمرك كبير يا كبير

لا اعلم ايها الخاسر
لكن يقيني يخبرني بان الاسئلة الفلسفية

تترك لنا مزيج من الاعجاب والرغبة في تناول العديد من اقداح القهوة

1:00 م  
Blogger keliobatra said...

اتساءل ما هو الشى الذى قتل بداخله عمدا و من المسئول عن ذلك؟ و لماذا يرفض مساعدتها؟ و ما الذى يجذبه فى حديثها؟لا اعرف لماذا جذبتنى تاك السطر احتاج الى تفسير لما يعنيه تلك الموقف

2:22 م  
Blogger karakib said...

smraa alnil
الله يبارك فيكي
بس انا مش كبير خالص ده انا من اصغر الناس في تماحيك فعلا
سواء في عمري الحقيقي او حتي التدويني
الاسئلة الفلسفية دي بتلون الافكار بشكل حلو اوي بجد فعلا


keliobatra
يجذب الانسان في الحديث ما يمتعه فكريا بالتأكيد
و ما قتل بداخله اشياء بلا اسماء و لانها اغلي من ان تعطي اسم يحددها

8:13 م  
Blogger ساعه الغروب said...

البوست بجد روعه

وخلانى افكر كتير اوى وانا بين سطوره

كعادتك دايما بجد بتدعونى لتفكر كل ما اقرالك

شكرا ليك

وميرسى انك دفعتنى للخروج من حالتى النفسيه الغريبه دى و التفكر فى موضوع هام

شكرا ليك

:)

1:58 ص  
Anonymous غير معرف said...

إنك لم توضع على الأرض ليتذكرك أحد ولكنك وضعت لتتأهل للأبدية."

عرفت انت عايش ليه؟؟؟

7:28 م  
Blogger dr.Roufy said...

كثيرة هي المعاني..بين سطورك

ورائع ..هذا التفكير الذي يجعلنا نسمو معه في فضاء أجمل..وأبهى

كلماتك..جميلة كالعادة

3:22 ص  
Blogger karakib said...

ساعه الغروب
العفو يا فندم :) التفكير ده داء و لا دواء .. كتير باحس انه اصبح داء و حمل يثقل كاهل حامله


dokha_1313
و هل صناعتك لشيء ما جيد لدرجة ان يتذكرك الجميع لا يؤهل للابدية يا صديقي ؟؟


dr.Roufy
المدونه منوره :) يا رب اكون دايما عند حسن ظنك

9:07 م  
Anonymous غير معرف said...

عايز اعرف ايه تطورات الموضوع
هل دعهاتحيى مل ترغب فى احيائه ولا الوضع ايه

9:55 م  

إرسال تعليق

<< Home