الجمعة، أبريل 03، 2009

كلي وجع

كان النبي الأفريقي يتوسطنا و هو يحكي عن عمليات بتر الأطراف ... اسبابها و تفاصيلها ... سألته يومها الا يزعجك أن تبتر ذراع أو قدم انسان !؟
فابتسم و هو يجيبني قائلا أنه اعتاد ذلك ... ثم أنه ضروري جدا لإنقاذ حياة المريض


***

سمعت حديثه و شردت في المنتصف عندما القي بتفصيلة غريبة يعرفها هو ... يعرف أن من بترت قدمه حديثا يشعر بها ... الشكوي من ألم في اصابع القدم أو أي جزء منها ... شكوي من الوجع في اجزاء غير موجودة ... مبتورة
يظل الجهاز العصبي لشهور طويلة ... يتعامل و كأن هذا الجزء ما زال موجودا ... يرسل اشارات للمخ ينبهه لألم يشعر به في عضو لم يعد بعد له وجود

***

أوفيليا ... حبيبتي .. قد تكونين غير مدركة حقا لشدة احتياجي اليك و لكنها الحقيقة .. إني أتألم بدونك ... فلا تكوني ضدي انت ايضا
لا تكوني كالباقين الذين خانوني ... أنت هكذا تدفعين بي الي الجنون
ماذا تريدين أن أفعل !؟ أن اتوسل اليك !؟
لم أفعل ذلك في حياتي من قبل , و لكن حسنا سيدتي ... أوفيليا .... اتوسل اليكي .. هذا لأنك تعلمين مقدار حبي لك
ماذا تقولين !؟ ... إذن اذهبي فأنا ايضا لا اريدك .. اتسمعينني !؟

!! أنا ايضا لا اريدك

***

الزمن له مفعول السحر في النسيان ... أو هكذا يقولون .. عرفت ذات مرة أن ذاكرتنا البشرية تسقط عمدا الذكريات المؤلمة ... و تحتفظ بالاحداث السعيدة ... لكي نستطيع أن نستكمل الحياة ... و لكن ماذا لو كانت الذاكرة تحتفظ ايضا بالذكريات الحزينة المؤلمة منتظرة لأي محفز لها لكي تطفو علي السطح مرة أخري !؟
الفراق ... مكتوب الفراق دائما ... إن لم يكن بالهجر ... و إن لم يكن بالخيانة ... فهو بالموت ... الفراق مكتوب علي ابناء ادم التعساء

***
أوفيليا ... اول امس سمعت ضحكة تشبه كثيرا ضحكتك ... كانت فتاة غريبة عن مدينتي ... أتت الي هنا من نفس مدينتك الجميلة تحمل بداخلها البحر ... ضحكتها كتلك التي كنت اسمعها منك صباحا فتشرق الشمس لها ... لم أتوقف عن اضحاكها بقدر ما استطعت ... لكي اسمع ضحكتها ... اقصد ضحكتك ... لكي اشبع منها ... فروحي تتوق اليها منذ ازمنة طويلة ... اضحكتها ... و شعرت بالام ما بعد البتر لضحكها
حبيبتي ... هل تعلمين أن الام البتر تعد بالنسبة لألام ما بعد البتر لا شيء ... تقريبا لا شيء يا اوفيليا
جزء مني كان ملك لكي يا اميرتي جزء مني بتر بذهابك و لكنه ما زال يؤلمني .. يوجعني ... كلي وجع يا اوفيليا ... كلي مبتور ... مبتور كلي يا حبيبتي الجميلة

11 comments:

Blogger Tamer Diab said...

أن اتوسل اليك !؟
لم أفعل ذلك في حياتي من قبل , و لكن حسنا سيدتي ... أوفيليا .... اتوسل اليكي .. هذا لأنك تعلمين مقدار حبي لك
ماذا تقولين !؟ ... إذن اذهبي فأنا ايضا لا اريدك .. اتسمعينني !؟


!! أنا ايضا لا اريدك
-------------------------------
زعلت اوي لما لقيتك بتقول اتوسل اليكي وانت مش متعود علي ده
بس فرحت من نهاية الجملة اوي
أنا أيضاً لا أريدك

اول زيارة ليا تقريبا وعجبني اوي طريقة الكتابة

6:09 م  
Blogger DIDON said...

من القناعات اديا هو اننا نتعلم لا من الاحداث التي تفرحنا ولكن من الاحداث التي تؤلمنا وتوجعنا فاعتقد وهذا عن تجربة شخصية تجربة حياة لعقود واننا لا ولن نجد معنى للحياة ولن نجد الامان بداخلنا بدون آلام فمن لا يتألم لن يتعلم
أما النسيان فلا اظن واننا ننسى بل نتناسى ووفقا لاحكامنا التي تتغير ورؤيتنا التي تثرى بمعاني وقيم واهتمامات جديدة ومتجددة فاننا نتغير او لنقل نلبس حلة ولباسا (او قناعا ) جديدا يتماشى اكثر مع تصورنا الجديد لانفسنا

مدونتك ممتازة وممتعة شكرا لك

6:49 م  
Blogger ^ H@fSS@^ said...

ترددك قتل اوفيليا
فتركتك
و الان تتمنى عليها بتوسلك ثم تزيجها قتلا
لت تريدها؟
حسنا
هي لم تعد موجودة عزيزي بالاساس حتى لا تريدها
لانك حتى ان اردتها
فلن تجدها
تذكر
انها منك موضع القلب
فلان بترت قلبك
سوف يظل جهازك العصبي يدق عليك ناقوس الخطر بوجود الم ما
في مكان ما
لسبب ما

تحياتي

9:32 م  
Blogger عباس العبد said...

هانى
انت مالك قالب سوداوى بقالك فترة
اول مرة احس ان فى حد غلبنى فى التشائم ..
انت ناوى تنتحر امتى ؟
لو حتنتحر بأنك ترمى نفسك فى النيل و لا حاجة .. قولى علشان اجهزلك حجر كبير تلفه حوالين وسطك .. انت صديقى و لازم اساعدك
)(:

3:50 ص  
Blogger blackcairorose said...

بتر الاعضاء يذكرني بالحب بعد أن ينتهي، يظل يوخز رغم أنه لم يعد له وجود

8:17 ص  
Blogger shortcut said...

لم أفعل ذلك في حياتي من قبل , و لكن حسنا سيدتي ... أوفيليا .... اتوسل اليكي .. هذا لأنك تعلمين مقدار حبي لك ماذا تقولين !؟ ... إذن اذهبي فأنا ايضا لا اريدك .. اتسمعينني !؟
!! أنا ايضا لا اريدك

انا لا استطيع ان اصف شعوري عند قراءة هذه القطعة فاحساسك عالي جدا فيها انت تريدها فعلا بشدة
دي رباعية مجهولة بتوصف تقريبا احساسك اللي عدي عليا قبل كده زمان
ّخايف تقول بحب ياصاحبي
مش عارف تعبر و لا تخبي
عايزها و من حيرتك بترفضها
و ترجع مريض و مفيش دوا يشفي

11:10 ص  
Blogger يا مراكبي said...

الشعور بألم في الأطرف المبتورة حتى بعد بترها .. تعبير ساحر ووصف دقيق للأحزان التي تطفو على السطح من حين لآخر حتى بعد الفراق .. وخصوصا بعد الفراق

أحسنت الربط بحق

****

مالك يا هاملت مش عاجبني بقالك مده؟

12:42 م  
Anonymous غير معرف said...

ماسك مشرط و بتقطع من جوة بقالك فترة يا هاني

3:07 م  
Blogger mardlyta said...

هازك العصبى الذى يخبرك ان هناك الم فى العضو المبتور هو نفس الجهاز الذى يخبرك ان العضو لم يعد موجودا نهائيا ولن يعود ولكنك لا تستمع له فقط انت لا تستمع الا للالم

3:26 م  
Blogger mardlyta said...

حهازك العصبى الذى يخبرمك ان العضو المبتور يتألم هو نفس الجهاز العصبى الذى يخبرك ان العضو غير موجود تماما وان لابد ان تبدأ حياتك ولكنك عزيزى هاملت لا تستمع لا تستمع هكذا نحن معشر البشر فى مثل هذه المواقف لا نستمع الا لصوت الامل هو يصنع الذكريات المواقف الحنين الافكار

3:30 م  
Blogger mardlyta said...

عفوا للعطل الفنى لم اكمل حدسثى
انت لا تستمع لانكك مفعم بذلك لاحساس الجميل .. امم اكادى اشعر به انه الم الحب انه افضل من النجاح الثروه الجنس حتى المخدرات الم النفس الذى يلهيك عن اى شىء اخر عزيزى هامللت نحن اصدقاء منذ قرائتى لقصتك اول مره منذ مشاركتى فى مسرحيتك هكذا انت تنتشى بالالم تتلذذ به لاشىء يفوق احتراق لمشاعر ليبدع العقل ويبتكر تكتئب النفس لترسم او تكتب او تمثل حمدا لله ان اوفيليا قتلت لنرى مننك مقتوعات ابداعيه نسق جنونى متألم هنيئا لك ذلك الشعور الرائع واتمنى ان تزور مدونتى الوحيده

2:01 م  

إرسال تعليق

<< Home