الخميس، أكتوبر 30، 2008

انت عنيف و انا ايضا

استقليت المترو الي محطة الدمرداش صباحا ... عربة السيدات ... عربتان في منتصف القطار تجلس بهم السيدات متحفزات لدخول أي ذكر ... لو سمحت يا استاذ هنا عربية السيدات ... اخرج في هدوء ... حتي الأن لم استطع ان اميز المكان الجديد للسيدات في منتصف القطار فقد كان في اولها منذ عدة شهور

ما معني أن تكون هناك عربتان مخصصتان للسيدات !؟ هل يقدم ذلك حلا لشيء ما !؟ و هل هو حل حقيقي ... ام مؤقت

من الطبيعي انك لا تحب أن يلتصق احدا بجسدك ... خصوصا في المواصلات العامه ... مساحة الامان التي لا تريد لأحد أن يدخلها من حولك ... ايا كان جنس هذا الشخص ... ذكر أو انثي كان ... من قال أن الرجال يستمتعون بالالتصاق ببعضهم البعض .. او حتي النساء !؟

الازمة الحقيقية بكل بساطة هي أن المترو مزدحم ... و ليس أن الرجال يحبون الالتصاق بالسيدات

من قال ايضا ان كل الرجال يحبون الالتصاق بالنساء !؟ ما هذا الافتراض المريض !؟ من قال ان كل الرجال ليس لديهم كرامة لأجسادهم و يحبون تحسس الغرباء من النساء !! استمع الي اغنية بجانبي خارجة من تليفون محمول ... تتسائل

ليه ليه ليه !؟ ليه؟
مش شايفة ليه؟ وانا عيني مفتوحة وازاي اغني؟ وانا روحي مجروحة ... وازاي وليه؟ بناكل في بعضينا ... واحنا براح الكون ... يقضينا ... هو احنا ليه؟
قاسيين على روحنا ... وبقينا ليه؟ نضحك على جروحنا ... ضمايرنا فين؟ تاهت ملامحنا فاتت سنين ... ونسينا مين احنا ... هو احنا ليه؟
ازاي وليه؟ تبقى القلوب جاحدة والكون ياناس ارض وسما واحدة ... امتى القلوب؟ تصفى وتتهنى والغيم يدوب ... تبقى الحياة جنة
امتى براح الكون !؟ يقضينا

المشكلة ليست أن كل الرجال يحبون التحرش بالفتيات .. و لا حتي معظمهم ... المشكلة انه الدنيا زحمة و لو الدنيا فاضية لن يلتصق اي احد بالأخر و ستتوفر مساحات الامان الافتراضية لكل ركاب المواصلات ... و التي ينتج عن نقصها عنف شديد يتجسد في صورة تحرش بأنثي او معركة بالسباب بين ذكرين او انثتين اذا فصلنا بين الذكور و الاناث كحل مؤقت للازدحام فالتحرش عنف مختبيء خلف الجنس ... فلا تحاول أن تقنعني أن هذة اللمسة او الاحتكاك للحظة بأنثي يسبب أي نوع من انواع المتعة الجنسية بل هو نوع من التفريغ و الانتقام بالاضعف



***

افتح الجريدة بصعوبة وسط ازدحام الناس في المترو لأجد خبر عن مقتل الطفل اسلام طالب صغير عاقبه المدرس لأنه لم يؤدي الواجب المدرسي بالضرب حتي مات ... ينفتح باب المترو فلا يترك الصاعدون اليه اي فرصة للمغادرين أن يخرجوا ... يدخلون بكل عنف و يدفعون بالمغادرين للداخل ... احد كبار السن يقع علي الأرض و هو ينزل بسبب دفعة من احد الشباب ... فيسبه بأمه و هو ينفض الغبار عن نفسه و يقوم ... فيخرج الشاب مرة اخري من المترو و يمسك به من قميصه ... انت راجل كبير مش عايز اضربك ... فيصمت العجوز و يذهب في هدوء و نظره متوجها الي الاسفل ... يغلق باب المترو و يقف الشاب منتشيا بانتصاره من خلف الزجاج ينظر لنا ... اجد ان انفي اصبح ملتصقا بزجاج العربة بسبب الازدحام و لا استطيع التحرك و الجريدة اصبحت في حال يرثي لها

يا تري لماذا بالغ مدرس الرياضيات في ضرب الصغير اسلام !؟ ما كل هذا العنف !؟ هل قصد أن يقتله !؟ بالتأكيد لا



***

في طريق العودة الي البيت وجدت فرح يقام في شارعنا ... صوان كبير و عدة مكبرات صوت ... احاول احصاء عدد السماعات الكبيرة المرصوصة فوق بعضها عدة مرات فأفشل ... و بدأ الفرح بعدها بساعات قليلة ... موسيقي مزعجة ... تتكرر بشكل مفزع ... هي هي نفس الجملة الموسيقية ان جاز أن نقول عنها جملة موسيقية ... تقفز امامي علامة (الما لا نهاية) الرياضية التي شكلت لدي دائما تساؤل مخيف

ما معني أن يكون هناك رقم لا نهائي من شيء ما !! انه شيء مفزع ... الأن هذه المكبرات الصوتية تزعجني بتكرار نفس الموسيقي الرديئة الي ما لا نهاية ... تاتا تارا ...تاتا تارا ... تاتا تارا ... اشعر أن اعصابي تتحطم منها ... اغلق شباكي جيدا ... فلا يتوقف الصوت المتسلل الي داخل الغرفة بالرغم عني

امسك بزجاجة المياه الموضوعه امامي و ابدأ في الضغط عليها بيدي ... استمتع بسماع طقطقات صوتها و هي تتهشم

فأنا عنيف رغم انفي الأن و انت ايضا عنيف




السبت، أكتوبر 25، 2008

افتقد كتاباتكم

تدوينات للتاريخ ... اقرأها و استمتع ... لا اعلم لماذا توقف هؤلاء عن الكتابة و اصابهم الملل ... بنشري عناوين و روابط هذة التدوينات احاول ان اقول لمن كتبوها شكرا ... و ارجو ان تعودوا مرة اخري للتدوين فأنا افتقدكم

امسسني ... فأحيا من مدونة عالقهوة
عنف وفوضى وأشياء مشابهة من مدونة اسكندرية بيروت
تشتهينا المسافة من مدونة ابو الليل
جدي من مدونة غواية مجرد غواية
فيتونيا و الابريق من مدونة ابو الليل
اشياء مفقودة يسمونها ساعات من مدونة فصل أخر في حياة الاشياء
الووو اسامة من مدونة ايوة خدامه


اشعر بالاسف لأن مثل هؤلاء توقفوا عن التدوين و افتقد كتاباتهم كثيرا
هل سيعودوا يوما !؟ اتمني






الأحد، أكتوبر 19، 2008

اقصر تدوينة ... مع ليلي

لما تلاقي واحدة طولها اكتر من 175 سنتيمتر و مثقفة و جميلة و دكتوراه و غنية و عندها ذكاء اجتماعي
و كل الاشياء الحلوة دي اجتمعت فيها
تأكد تماما انه محدش هيتجوزها
تفتكر ليه !؟


مع ليلي

السبت، أكتوبر 18، 2008

السيجارة المنتصبة

مرة اخري اتحدث عن الاسطورة ... العرف ... ما تعودنا عليه ... الرمزية ... سمها ما شئت و لكنها اشياء مؤثرة للغاية في الوجدان الجمعي للمجتمعات الشعبية حيث يقع اكبر قهر و ظلم علي عاتق الانثي الام او الابنه او الزوجة ... المقهي الشعبي كرمز ذكوري بحت في معظم الاماكن في مصر ... و يعد جلوس انثي علي المقاهي الشعبية شيء نادر الحدوث ... سأستكمل سياحتي التأملية معكم ... اقطن في حي شعبي قديم ... شبرا حيث يمكنك أن تجد بين المقهي و المقهي ... مقهي ... حكي لي احد كبار السن يوما أن تراخيص المقاهي انتشرت بشدة في وقت ما كوسيلة من الوسائل الغير مباشرة لتحديد النسل ... لأن رواد المقاهي الشعبية هم هؤلاء الذين لا يمتلكون من متع الدنيا الا اقل القليل ... كالجنس في الدرجة الاولي كمتعة مجانية متوفرة في أي وقت .. فكانوا يمارسونه بشكل شره ... و بدأت المقاهي في هذا الوقت تنتشر كمشروع مربح من ناحية و من الناحية الاخري كمتعه شبه مجانية اخري يستطيع الرجل الاستمتاع بها ... و الجلوس علي المقهي لا ينتج عنه اطفالا بالطبع ... اقتصرت المقاه في المجتمعات الشعبية علي الذكور فقط ... و مارس بها الرجال العادة الاولي المكتسبة من ارتياد المقاهي الا و هي التدخين ... و هنا اعود الي الرمزية لأن التدخين رمز ذكوري للغاية في مجتمعنا يدخن المراهق لكي يقول لمن حوله ... انا اصبحت رجلا ... الا تستدعي في مخيلتك السيجارة ذلك القضيب الذكري المنتصب ... حتي الشيشة (الأرجيلة) يفضلها المدخن بلاي طويل و ليس قصيرا ( ا ل(لاي) هو العصا التي يضعها مدخن الارجيلة في فمه لكي يدخن منها) يجلس الرجال علي المقاهي شاهرين سجائرهم المنتصبة امامهم و هي تعطيهم متعة بديلة للجنس ... منتظرين اي انثي يتحرشون بها لفظيا حتي اصبحت من اهم وصايا المجتمع للفتيات الصغيرات هي ان لا يمررن من امام المقاهي الشعبية ابدا ... فبها متحرشين شاهرين سجائرهم ... و هنا اعود الي تدوينتي السابقة ... هل مشكلة حقوق الأناث تقع كاملة علي عاتق الذكور أم لا ... و كما ذكرت اننا اذا حاولنا الاقتراب الي الحياد في تحليلنا و احكامنا علي ظاهرة او مشكلة ما يجب أن ندرك حقيقة ان المشاكل دائما لا تقع اسبابها علي طرف واحد بشكل مطلق علي عكس نتائجها
انما تتوزع علي عدة اطراف بنسب و مشكلة حقوق الاناث المهدرة تقع علي عاتق الذكور بنسبة اكبر ... و علي عاتق الاناث بنسبة غير قليلة ايضا ... منذ يومين قال لي احد اصدقائي
أنا لا احب مظهر المرأة المدخنة هو يشعر هكذا ان المرأة ستشاركه في اشيائه الذكورية الخاصة كالتدخين كمثال ... و لا يخفي علي احد أن من مظاهر ايامنا هذه أن تجلس النساء علي المقاهي و تدخن مثل الرجال تماما و هذا ما اعارضه ليس لأن التدخين مضر بالصحة ... لأن كل حر في ما يفعل ما لم يضر غيره و لكن لأنها تعطي للرجال فكرة أن النساء اصبحوا مثله بسيجارة و يزاحمونه في اشيائه الخاصه ... و تعمق فكرة أن الانثي لكي تتحرر يجب أن تتشبه بالذكور في المظهر الخارجي ... تعمقها لدي الطرفين
***
ملاحظات
لاحظ/ي انني من مؤيدي تحديد النسل فالاهم هوالجودة و ليس العدد ... كواليتي نوت كوانتيتي
لاحظ/ي انني ذكرت في التدوينة السابقة تأثير القصص الشعبي كألف ليلة و ليلة في تفكيرنا و القصص و الاساطير غير منفصلة عن الرموز الذكورية من حيث التأثير في مخزون الذاكرة الانفعالية لكل من الاناث و الذكور
لاحظ/ي انني اتحدث عن مجتمعي و لا مجال لمقارنته بأي مجتمعات اخري لأن لكل مجتمع اساطيره و رموزه الخاصة و هي اشياء شديدة الخصوصية في كل مجتمع
لاحظ/ي انه يجب قراءة التدوينة السابقة الستات مالهمش في السواقة لأنها محاولة لرصد و تحليل الرموز و الاساطير المؤثرة فينا بشكل كبير و هي مرتبطة بها بشكل مباشر
لاحظ/ي انني لست ضد الحريات الشخصية و لا احاول أن افرض وجهة نظري علي احد و افضل الحوار

الأحد، أكتوبر 12، 2008

Epitaph lost her blog

We are a group of Egyptian bloggers really bothered by the blockage of the two-year-old blog "Epitaph_87" ( http://www.epitaph
.blogspot.com/) along her gmail account (epitaph87@gmail.com), since October, 4th , 2008. She has sent you her problem and requests on Google Help Center and Blogger Support, but in vain. We wish that you'd help us retrieve that blog and account and answer the requests of our fellow blogress, sending you from (epitaph_1987@hotmail.com), and hopefully ASAP!Just for notice, we have published this problem on our blogs!
!Thank you!

الأربعاء، أكتوبر 08، 2008

ما هو الستات مالهمش في السواقة

الثامنة صباحا ... شارع شبرا المزدحم دائما و ابدا ... ابواق السيارات و الاتوبيسات العالية .. انظر الي الاشجار بالاعلي فأجد بها العديد من العصافير ... الحمدلله ... قرأت منذ قليل في بريد القراء ان احد سكان مصر الجديدة يتعجب و يشكو من انه لم يعد يجد عصافير فوق الاشجار و يحذر لأنه امرا ينبيء بخطر شديد ... فمن الممكن أن تختفي مخلوقات اخري بنفس الطريقة ... استمع الي منير يغني في راديو التاكسي يا بنت يا ام المريلة كحلي ... في الطريق اشاهد فتيات صغيرات يذهبن الي مدارسهن ... حملة كلنا ليلي لم يبق عليها الا عدة ايام .. في العام الماضي ... قالت لي لست ادري ... انا محبطة و افكر ان تكون هذة اخر سنة لليلي ... و لم اوافقها الرأي ... فأن لم تقم الاناث بهذا الدور ... فمن سيقوم به ؟؟ و بالفعل بعثت لي هذة السنة اننا سنستكمل الحملة في هذا العام بشكل مختلف ... بعض الطالبات الصغيرات لازلن يمررن من امامي بمرح طفولي شديد ... و اخريات يبدو انهم ادركوا مبكرا معني استدارة اجسادهم و نظرات الذكور لهن ... فمشين بهدوء و دلال افقدهم بعض المرح الطفولي و اضفي عليهن جمال انثوي بكر


يا تري فيما يفكرن .. هن لديهن عقول مكتملة النمو مثلنا تماما و هن حذرات في اظهارها منذ قديم الازل فمعظم الذكور لا يحببن ان تنافسهم الاناث في المجال العملي او الفكري او اي مجال ... و يتناسوا انهن شريكات الحياة


نابليون بونابرت قال ... فتش عن المرأة و كان يقصد انها سبب كل المصائب ... و سائق التاكسي الذي استقله يتذمر من التي تقود امامه لأنه كما يدعي واحدة ستات و الستات مالهمش سواقه


بالرغم من انه هو شخصيا يخالف كل قواعد المرور و هو يقود سيارته المتهالكه ... و لكن كما تعلم و هو صغير ... فالقيادة .. أي قيادة لا يصلح لها الا الرجال ... موروث ثقافي تنميه يوما بعد يوم الاسطورة و القصص الشعبي ... الف ليله و ليله كمثال ... الرجل هو شهريار الذي لا يتواني عن نداءه المتكرر بصوته الجهوري القوي ... هاتوا لي مسرور السياف ... فتجيبه شهرزاد الجميلة المثقفة التي تسليه علي فراشه كل ليله حتي يصيح الديك .... بحكمة في حكاية حفظتها عن جداتها ... سيبني لبكرة الله يخليك ... فيتركها لأن جعبتها لم تخلو بعد من وسائل الترفيه ... كل دورها يتلخص في ذلك


الامر المزعج حقا ليس شهريارنا الحديث ... و انما شهرزاد 2008 التي تعمق ثقافة انها شهرزاد التي تجيد فنون المتعة و لا تظهرها كلها حفاظا علي حياتها للغد ... اتسائل كثيرا ... لماذا لا نفند تلك الاساطير التي تشكل فكر مشوه لدي الطرفين عن دورهم في الحياة


اذا حاولنا الاقتراب من الحياد في تحليلاتنا و احكامنا علي المشاكل التي تواجهنا يجب ان ندرك حقيقة ان المشاكل دائما لا تقع اسبابها علي طرف واحد بشكل مطلق علي عكس نتائجها و انما تتوزع الاسباب علي عدة اطراف ... و حقوق الاناث المهدرة في مجتمعنا تقع بنسبة اكبر علي عاتق الذكور بالطبع ... و بنسبة قليلة علي الاناث ... موعدنا ان شاء الله يوم 19 اكتوبر القادم مع ليلي لكي نتحدث بشكل اوسع عن حقوق الاناث ... فشاركنا

الأحد، أكتوبر 05، 2008

ميتا مورفوزس

جلست علي احد الصخور امام الشاطيء ... كان الجو هادئا و البحر بلا امواج شفاف و لا احد غيري هناك ... المني قليلا في جلستي فوق الصخور ظهري و قدماي فحاولت الاعتدال ... عندها تذكرت أن جسدي دائما يخونني ... لا يجعلني سعيدا ... و يعترض دائما علي افكاري و ما اتمني ... كنت اتمني أن اطير ... كما يحدث لي في معظم الاحلام ... و لكن جسدي ثقيل ... لا يحلق بعيدا ... يثبت قدماي دائما علي الأرض ... و استغرقت في الافكار ... في حقيقة الامر انا لا اسكن جسدي بشكل كامل ... هناك اماكن كثيرة اسكنها و هي انا بشكل حقيقي ... اما جسدي ... فليس انا
امعنت النظر في المياه فلم أري اسماكا صغيرة كالعادة ... و حدث لي امرا غريبا ... رأيت ذيل حورية البحر و هي تلتف تحتي و تنظر الي و تبتسم ... اصابني الهلع و لكن جسدي كعادته كان خائنا فلم استطع الهرب ... تجمدت في مكاني ... مرة اخري ايها الخائن تفعلها بي و تتركني ارتعش من الخوف دون أن اقدر حتي علي الهرب ... اخرجت رأسها من المياه .. فاذ بي اري اجمل وجه رأيته في حياتي و قالت لي ... منذ زمن تأتي الي هنا تتأمل المياه ... و احيانا تصطاد بعض خادماتي من الأسماك الصغيرة ... و تأخذها و تذهب ... و في كل مرة تعود لتجلس هنا ... انا اعلم فيما تفكر ... تشعر بأن جسدك ... وجودك المادي ... حدودك دائما ما تكون خائنة و مخيبة لأمالك
لم استطع الاجابة عليها ... كنت صامتا تماما ...و تلاشي الخوف رويدا رويدا مني مع أن جسدي ظل متحجرا
قالت لي ... اعرفك بنفسي ... انا ابنة بوسايدون اله البحار ... انا المسئولة عن الاحتفاظ بثمار نبتته المحببه ... يمكنني ان احقق لك ما تريد و لكنك لا تريد ما تريد ايها الحائر ... و لكن جلوسك هنا كثيرا جعلني ارآف بحالك ... و مدت يدها لي بثمرة حمراء اللون فاخذتها منها و كأنني في خدر عظيم و أكلتها ... عندها وجدت عضلاتي تنتفخ ... و جسدي ينمو ... نظرت الي الخلف فوجدت ان اجنحة نبتت لي فرفرفت بها بعيدا محلقا في كل الاماكن التي احبها ... ثم عدت اليها ... فقد تذكرت وجهها الجميل ... كم هو مبهج أن تنظر الي وجه حورية البحر هذة
و جلست علي الصخرة ... و أتت هي ... فقلت لها انا سعيد بأن انظر الي وجهك يا .... انا لا اعرف اسمك حتي الأن
ابتسمت ابتسامتها الهادئة مرة اخري ... فرفرف جناحاي سعادة دون ارادتي ... و قالت لي بصوتها العذب ... انت لا تعرف السعادة يا مسكين ... و اخرجت ثمرة اخري ... لامعة اللون و وضعتها بيدها في فمي ... فابتلعتها ... عندها شعرت بنشوة بالغة ... و عندما ربتت بيدها علي وجهي ... قالت لي ... انت الأن سعيد بحق و لن تحزن ابدا ... اذهب و استمتع بحريتك و سعادتك ... و قبلتني
فلم اشأ ان اذهب فقد كنت وقعت في هواها ... و اخبرتها انني سعيد ... و لا رغبة لدي في الابتعاد عنها ... فقالت لي اذن يجب أن تأكل الثمرة الثالثة ... ثمرة المعرفة ... فوافقتها دون أن ادري ... انه شرك ... قبل أن تعطيني الثمرة قالت لي ... ان المعرفة شيء مثير و لكنه خطير ... فقلت لها ... المعرفة مصدر قوة و متعة لا متناهيه يا حورية البحر الجميلة ... و أكلت الثمرة دون أن اري لونها
عندها قالت لي ... كل الصخور التي تجلس عليها هي بشر مثلك ... لم يكتفوا بالثمرتين الاولتين ... و ضحكت بخباثة شديدة ... و نظرت الي اجنحتي و اذ بها تتحول الي صخور ... و اقدامي الي تراب ... و رأسي الي جذوة نار مشتعلة ... و انتشرت في كل مكان علي سطح البحر و الأرض ... الم يكن جسدي خائنا منذ البداية ... حاولت عبثا الذهاب الي الاماكن التي احبها ففي حقيقة الأمر منذ البدء و انا لا اسكن جسدي بشكل كامل فهناك اماكن كثيرة اسكنها ... و هي انا بشكل حقيقي ... اما جسدي فلم يكن و لم يعد ... انا



statistique