الأحد، أكتوبر 05، 2008

ميتا مورفوزس

جلست علي احد الصخور امام الشاطيء ... كان الجو هادئا و البحر بلا امواج شفاف و لا احد غيري هناك ... المني قليلا في جلستي فوق الصخور ظهري و قدماي فحاولت الاعتدال ... عندها تذكرت أن جسدي دائما يخونني ... لا يجعلني سعيدا ... و يعترض دائما علي افكاري و ما اتمني ... كنت اتمني أن اطير ... كما يحدث لي في معظم الاحلام ... و لكن جسدي ثقيل ... لا يحلق بعيدا ... يثبت قدماي دائما علي الأرض ... و استغرقت في الافكار ... في حقيقة الامر انا لا اسكن جسدي بشكل كامل ... هناك اماكن كثيرة اسكنها و هي انا بشكل حقيقي ... اما جسدي ... فليس انا
امعنت النظر في المياه فلم أري اسماكا صغيرة كالعادة ... و حدث لي امرا غريبا ... رأيت ذيل حورية البحر و هي تلتف تحتي و تنظر الي و تبتسم ... اصابني الهلع و لكن جسدي كعادته كان خائنا فلم استطع الهرب ... تجمدت في مكاني ... مرة اخري ايها الخائن تفعلها بي و تتركني ارتعش من الخوف دون أن اقدر حتي علي الهرب ... اخرجت رأسها من المياه .. فاذ بي اري اجمل وجه رأيته في حياتي و قالت لي ... منذ زمن تأتي الي هنا تتأمل المياه ... و احيانا تصطاد بعض خادماتي من الأسماك الصغيرة ... و تأخذها و تذهب ... و في كل مرة تعود لتجلس هنا ... انا اعلم فيما تفكر ... تشعر بأن جسدك ... وجودك المادي ... حدودك دائما ما تكون خائنة و مخيبة لأمالك
لم استطع الاجابة عليها ... كنت صامتا تماما ...و تلاشي الخوف رويدا رويدا مني مع أن جسدي ظل متحجرا
قالت لي ... اعرفك بنفسي ... انا ابنة بوسايدون اله البحار ... انا المسئولة عن الاحتفاظ بثمار نبتته المحببه ... يمكنني ان احقق لك ما تريد و لكنك لا تريد ما تريد ايها الحائر ... و لكن جلوسك هنا كثيرا جعلني ارآف بحالك ... و مدت يدها لي بثمرة حمراء اللون فاخذتها منها و كأنني في خدر عظيم و أكلتها ... عندها وجدت عضلاتي تنتفخ ... و جسدي ينمو ... نظرت الي الخلف فوجدت ان اجنحة نبتت لي فرفرفت بها بعيدا محلقا في كل الاماكن التي احبها ... ثم عدت اليها ... فقد تذكرت وجهها الجميل ... كم هو مبهج أن تنظر الي وجه حورية البحر هذة
و جلست علي الصخرة ... و أتت هي ... فقلت لها انا سعيد بأن انظر الي وجهك يا .... انا لا اعرف اسمك حتي الأن
ابتسمت ابتسامتها الهادئة مرة اخري ... فرفرف جناحاي سعادة دون ارادتي ... و قالت لي بصوتها العذب ... انت لا تعرف السعادة يا مسكين ... و اخرجت ثمرة اخري ... لامعة اللون و وضعتها بيدها في فمي ... فابتلعتها ... عندها شعرت بنشوة بالغة ... و عندما ربتت بيدها علي وجهي ... قالت لي ... انت الأن سعيد بحق و لن تحزن ابدا ... اذهب و استمتع بحريتك و سعادتك ... و قبلتني
فلم اشأ ان اذهب فقد كنت وقعت في هواها ... و اخبرتها انني سعيد ... و لا رغبة لدي في الابتعاد عنها ... فقالت لي اذن يجب أن تأكل الثمرة الثالثة ... ثمرة المعرفة ... فوافقتها دون أن ادري ... انه شرك ... قبل أن تعطيني الثمرة قالت لي ... ان المعرفة شيء مثير و لكنه خطير ... فقلت لها ... المعرفة مصدر قوة و متعة لا متناهيه يا حورية البحر الجميلة ... و أكلت الثمرة دون أن اري لونها
عندها قالت لي ... كل الصخور التي تجلس عليها هي بشر مثلك ... لم يكتفوا بالثمرتين الاولتين ... و ضحكت بخباثة شديدة ... و نظرت الي اجنحتي و اذ بها تتحول الي صخور ... و اقدامي الي تراب ... و رأسي الي جذوة نار مشتعلة ... و انتشرت في كل مكان علي سطح البحر و الأرض ... الم يكن جسدي خائنا منذ البداية ... حاولت عبثا الذهاب الي الاماكن التي احبها ففي حقيقة الأمر منذ البدء و انا لا اسكن جسدي بشكل كامل فهناك اماكن كثيرة اسكنها ... و هي انا بشكل حقيقي ... اما جسدي فلم يكن و لم يعد ... انا


12 comments:

Blogger Alkomi said...

جميلة جدا يا هاني و فيها عبرة جميلة جدا

دي كتابتك يا هاني ؟

صدقني دي موهبة جميلة جدا انا بقول انها كتابتك طالما ماقلتش انها منقولة

كنت فين الفترة اللي فاتت يا باشا ؟

4:29 م  
Blogger mina said...

من كام يوم كدة كنت فى البحر و قاعد نفس قعدتك دى و معرفتش اوصف اى حاجة ... مبدع كالعادة يا هانى

7:40 م  
Blogger الازهرى said...

عزيزي هانى

كثيرا ما نجلس امام البحر فنمسح داخله ما قد يجول بخاطرنا او نرجوه شيئا لمستقبلنا

تحياتى على التعبيرات الاكثر من رائعة

9:56 م  
Blogger karakib said...

محمد الكومي

دي تاني مرة تسألني يا عم محمد ان كانت كتابتي و لا لأ :) هي فعلا كتابتي و مش منقولة
متشكر جدا علي مجاملتك اللطيفة دي و اتمني دايما الكلام يعجبك

9:07 ص  
Blogger karakib said...

mina

الله يخليك يا عم مينا .. حلوة الصورة اللي انت حاططها في بروفايلك دي :) شكلها فعلا حلو

9:08 ص  
Blogger karakib said...

الازهرى

لا يا راجل ارجو لمستقبلي اني اتحول لصخرة !! ده كلام برضه :) ههههه

9:09 ص  
Anonymous غير معرف said...

هاني
حمد الله علي السلامه
:)

إلا ليه احنا لما بنتخيل الكمال مش بنعرف نصل لأخر الحلم؟
يعني ماينفعش يكون فيه صحه وسعاده ومعرفه؟؟ وحب ؟؟
حتي لو لكل شئ ثمن هل لابد أن يكون الثمن هو النهايه؟ الهلاك؟
المعرفه مرهقة أعلم ذلك ولكن هل تأخذنا للخلود أم للهلاك؟
ما أعرفه أن ثمن المعرفه هو الألم .. وهي مثل النداهه تسحر الأنسان وتجره وراءها ليجد نفسه في النهايه غريب ووحيد
الأمر محير
... لا تؤاخذني أردت أن أسألك فإذا بي أسال نفسي

سلام

11:08 م  
Blogger karakib said...

Basma
لأنه مستحيل نكون كاملين يا بسمة
ده غير انه فعلا
كثرة المعرفة تميت القلب

12:34 م  
Anonymous غير معرف said...

عزيزى هانى ان القيود الفكريه غالبا ما تقتلنا وخصوصا عندما نخشي ان فكر ونحن فى مجتمع ملئ بالقيود الفكريه والثقافيه والاجتماعيه والدينيه مما يجعل الروح تريد ترك الجسد العاجز والتحليق لمكان تجد فيه الحريه المطلقه التى هى فى الحقيقه لا تتحقق ابدا
اسلوبك فى السرد جميل جدا
واشكرك على الكلمات الرقيقه فى مدونتى

9:23 ص  
Blogger karakib said...

osama
يجب ان نفعل شيئا تجاه هذة القيود يا اسامة

4:01 م  
Anonymous غير معرف said...

Ya Hani!! El post dah 3azim!!!!!!!!!!!!!!

Fe3lannnn 7elw!! El wassf gamed geddan!!

Karim Momtaz

11:19 م  
Blogger karakib said...

Karim

كريم باشا ... مبسوط انها عجبتك
انت فين من زمان
يا رب تكون بخير

3:54 م  

إرسال تعليق

<< Home