الاثنين، نوفمبر 05، 2007

لماذا لا تتقاطع الاقدار بوردة مع ذاكرة جسد

الجو حار جدا في الشارع ... بدا لي ان الاتوبيس لن يأتي ابدا ... تقف بجانبي فتاة ترتدي تي شيرت كات و تنفخ كل دقيقة من ملل الانتظار ... و رجل اخر نحيل جدا محني الظهر يبدو في العقد الخامس من عمره .. اسمر اللون او ترابي و كأنه يقف هنا منذ يوم ولادته ... ينفخ دخان سيجارته الكيلوباترا السوبر بعنف و توتر واضح في الناحية الاخري ... فتفتعل الفتاة بعض السعال كعرف نسائي شهير للاستياء من المدخنين .. يمر من امامنا العديد من طلاب الثانوي .. يتفحصون بعيون جائعة جسدها و يبتسمون بخبث لبعضهم البعض ... اضبط نفسي مسترقا النظر اليها انا الاخر عدة مرات ... ادير وجهي للناحية الاخري لأري ان كان الاتوبيس قادما ام لا
لم يأت بعد
عندها مر من امامي رجل بذراع واحدة .. فتذكرت رواية احلام المستغانمي ... ذاكرة جسد ... بطلها يملك ذراع واحدة يفعل بها ما لا يفعله من يملكون ذراعين ... يرسم ... يرسم لكي يقتل المه ... لكي يشبع و يرضي الحنين بمشاهد من مدينة قسنطينه التي يحبها
فقد ذراعه و هو يناضل من اجل استقلال الجزائر و هو شاب فنصحه الطبيب بالرسم لكي يتخطي المه النفسي من فقدان ذراعه و يصبح بعد ذلك بسنوات اهم رسام جزائري ... و يخونه اقرب المقربين اليه فيعاني من غدر البشر .. و يحيا في الغربة وحيدا لكي يحافظ علي مبادئه ... يبدو ان لعبة رينيه ديكارت الشهيرة التي تعلمتها منه عندما كان يحدث انبل الناس في سالف العصور في لحظات وحدته .. تتطور معي بشكل غريب في اتجاه اخر .. الا وهو استدعاء ابطال الروايات التي قرأتها في شخوص اراهم للحظات و لا اعرفهم كهذا الذي يمر من امامي ... يخرجون بعد ذلك في لحظات وحدتي و مللي و انتظاري ليكملوا الروايات بشكل اكثر تفاؤلا ... فها هو بطل رواية ذاكرة جسد يعبر من امام محطة الاتوبيس .. ترك باريس ... و جاء الي القاهرة ... لم يبقي الا ان استدعي بطلة رواية وردة لصنع الله ابراهيم ... لتقف هي الاخري معنا ... الرجل ذو اللون الترابي و الفتاة الملوله الممله التي تقف بجانبي ... و وردة الجميلة .. و صديقي الرسام بطل رواية احلام المستغانمي ... وردة .. تلك التي تركت بلادها لكي تناضل هي الاخري من اجل مبادئها و تفعل ما لا يفعله الكثير من الرجال ... و يخونها اقرب المقربين اليها ... فتعاني من غدر البشر و تختفي في ظروف غامضه ... بعد ان تترك مذكراتها هي الاخري ... يقفز الي ذهني سؤال ... لماذا لم تتقاطع الاقدار برواية وردة لصنع الله ابراهيم مع رواية ذاكرة جسد لأحلام المستغانمي لكي يعيش ابطال الروايتين في سعادة بعد كل ما عانوه في حياتهم ... و لكن هل تخلد قصص الحب الناجحه .. و هل كان سيثير اهتمام احد قصة حب تنتهي مثل الافلام العربية القديمة بزواج البطل و البطله
انظر من حولي ... لعلي اجد وردة في مكان ما ... فلا اجد الا هذا الرجل الترابي اللون يشعل سيجارة سوبر اخري و هو يسعل بشدة ... لا اعرف اين ذهبت الفتاة الملوله ذات التي شيرت الكات ... كنت سأسترق النظر اليها مرة اخري ... لعلها تشبه وردة و لو قليلا ... لكنها ذهبت... لم يبق الا انا و العجوز ... هو ينفخ دخان سيجارته بعنف و عصبية زائدة ... و انا اتسائل هل كان رينيه ديكارت عندما يستدعي هؤلاء النبلاء .. يجيبونه ... ام يزيدونه حيرة و
شكا في كل ما هو حوله مثل ما يحدث معي دائما

22 comments:

Blogger lastknight said...

ايه الرومانسيه دى يا عم هانى .. و تقولى ألفاروميو .. يابنى مالكش فيه .. أنت مناسب ليك قوى السيتروين .. و ممكن الرينو الصغيره

....

سردك جميل .. سلس رغم عمق التفكير .. شكرا

و ماتجيش مدونتى تانى عشان مش عاوز مشاكل

10:26 م  
Anonymous غير معرف said...

أنتوك

أقول لك إيه غير جميل
تصدق أنا كمان لقيتني بعمل الموضوع ده
إني لما بشوف حد بحاول أتخيل هو كان في أنهي رواية
و أحيانا لما أقرا رواية أحاول أدور على بطلها هو مين

11:16 م  
Blogger karakib said...

lastknight
لا لا بقي انا عايز عربيه ميه فالميه مصري بس بعج ما تكتب عن المدرعه :)
بجد تدوينتك الاخيرة مشكله
مشكله كبيره اوي


يَحيى المِصري

هانتجنن قريب يا يحيي :) هيجي لنا هسهس
بس عارف ان اللعبه دي فعلا مسليه جدا
انك تقعد تطلع اصدقائك الورقيين و تصبغ الناس اللي ما تعرفهمش بيهم

1:42 ص  
Blogger صاحب البوابــة said...

انت ياعم انت

:)

ينفع كدة

؟؟؟

:)

بجد كل ما أقرألك اقول انك لازم تنشر كل حرف من كتاباتك

بجد انا لازم اقنعك بكدة

انت بتكتب برشاقة ملحوظة وبطريقة مبهرة يا هاني

فكر في كلامي ورد عليا

:)

1:09 ص  
Blogger محمد على ..هي كده said...

يا عينى يا عينى على الرومانسية

والكلام الجميل ده


عمقيه وبسيطه وخفيفه


تسلم ايدك

11:38 ص  
Blogger FrEe.PhArAoH said...

وحشتنى مدونتك جداااااا

كل مبقرالك ببقا معجب اكتر بكتابتك

خالص مودتى

6:32 م  
Anonymous غير معرف said...

well done my friend you really can describe manythings happen to us that had gone without we could comment on them.

2:58 م  
Anonymous غير معرف said...

بينما أقرأ أحسست أني في عجله من أمري ... ربما خفت أن يأتي الأتوبيس وساعتها لن أعرف بقيه ما حدث
تحيه علي الاسلوب الشيق

6:05 م  
Blogger ^ H@fSS@^ said...

اما انت عبقري و ده مما لا شك فيه و اما انك مبدع و دي اقرها و ابصم عليها بصوابعي العشرة

استحضار شخصية بطل مرسومة بكلمات الروائي مش حاجة سهلة
ايه رايك تكتب رواية من البعد التالت اللي هو بقى تلاقي وردة ببطل قصة احلام؟؟

تحياتي يا ايسوب

1:59 م  
Blogger nour said...

هانى
انا كنت جعانه لكتاباتك
انا بقالى كتير اوى مكنتش بدخل على اى مدونه بس اكتر حاجة كانت وحشانى كتاباتك
انت واحشنى جدا
متألق كالعاده و انت عارف ضعفى الخاص قدام ابطال احلام مستغانمى
فظييييييع
انا اكتشفت انى كل يوم بسوف انا كمان ابطال روايات و مكنتش واخده بالى
فظيع

7:55 م  
Blogger Unknown said...

بجد يا mr.hany بقالى كتير اوى مقرتش حاجه من عندك بس بجد فى الجون اوى اوى اوى وهبقى اقولك على شويه حاجات تانيه لما تيجى تركب يا معلمى المصون

8:36 م  
Blogger Unknown said...

لا بس بجد جامده وعجبانى جدا لا حلوه يا هانى بجد

8:36 م  
Blogger ست المرتفعات said...

وبسمة كبيرة لك ياهانى
رائعة ياصديقى


لولا

5:21 ص  
Blogger ^ H@fSS@^ said...

وقع معي
الرجاء زيارة الرابط الموجود لعل و عسى
http://elnaswiel3alam.blogspot.com/2007/11/blog-post_17.html
شكرا

3:10 م  
Blogger MAKSOFA said...

فعلا مقال رائع بأحتوائه علي مضامين أكثر روعه

11:37 ص  
Blogger karakib said...

اولا .. اسف للجميع لتأخيري في الرد لأني كنت مشغول جدا الفترة اللي فاتت

صاحب البوابــة

يا عمنا هو الحلو كده يشوف كل حاجه حلوه
ده بس من ذوقك
بالنسبه للنشر فصدقني لسه مش حاسس اني ممكن انشر ما هو مكتوب هنا
يمكن في حاجات تانيه بجهزها انها تتنشر بس محتاجة شوية وقت
شكرا يا رافع معنوياتي



محمد على ..هي كده

تعيش يا محمد و تسلم مبسوط انها عجبتك

1:57 م  
Blogger karakib said...

FrEe.PhArAoH
يا فندم المكان مكان و لولا الملامة كنت قلت البيت بيتك بس ده هيخلينا نفتكر برامج رخمه :) المكان مكانك تنورني في اي وقت


zozz

صديقي العزيز .. انت ما قريتش المكتوب اساسا .. بس شكرا للزيارة المفأجه :) دي

1:59 م  
Blogger karakib said...

basma
لا لا الاتوبيس ما جاش ركبت تاكسي يومها :)


HafSSa

بيني و بينك كده و من غير ما حد يعرف يا حفصه بدأت اكتبها من كام شهر و متوقف لحين ما اقدر اكملها

2:01 م  
Blogger karakib said...

nour
نورررررررررررررررررررررا
وحشاني جدا يا بنتي :) انت فين ؟ عايز اشوفك
يا رب تكوني بخير
انا عارف انه احلام المستغانمي هي نورا علي فكرة :) هي هي بس اختلاف جنسيات


MIDO
طيب ما قولتش ليه دلوقتي علي معلومات الركوب اللي انت عايز تقولها لي ؟
انت منورني هنا يا ميدو

2:04 م  
Blogger karakib said...

ست المرتفعات
عارفه انه لحد دلوقتي اسمك المستعار ده
باحسه ابداع !! كل مرة اشوفه احس انه شيء ملهم .. ست المرتفعات
انت فكرتي فيه ازاي ده يا لولا!؟ جامد اوي


MAKSOFA

الله الله ايه ده!؟ ... مش مصدق عينيا
مكسوفه عندي هنا
لأ استني هاروح اجيب فرعين نور اعلقهم في المدونه بمناسبة زيارتك الكريمة دي يا مكسوفه :) نورتيني صحيح
ايه اخبارك كده ؟ انا متابعك علي فكرة بس متابع خفي :)

2:08 م  
Blogger bluestone said...

THIS IS PURELY AMAZING
I will be back for more

3:40 م  
Blogger karakib said...

bluestone
مستني اسمع رأيك فيها
انا عارف احلام المستغانمي ايه بالنسبه لك

3:25 م  

إرسال تعليق

<< Home