:المشهد الثاني
بعد أن انتهي الأسد من انهاء ما بدأه ... و انشب اسنانه هو و الضباع و الصقور من بعده ... كل في دوره في جسد الغزاله البديع الجمال ... لم يعد يبق منها الا هيكل عظمي أبيض ... و الجميع يختبأون من هول ما حدث داخل الأعشاب الطويله و يتأملون في مصير الغزاله و مصيرهم المرتقب في أي وقت من بعدها .. كانت الدماء منتشره في كل مكان و علي وجوه الكل ايضا
استمع سكان الأحراش جميعا لصوت دبيب أقدام قوي يأتي من بعيد و يهز المكان كله مع امطار خفيفه منعشه تنظف اثار الدماء معلنه بدء الشتاء
أنها قبيله الأفيال العظيمه تعود ظهر اولهم فرفع الكل اعينه لكي يري وجهه الهاديء .. حجمه مهول ... يتلاعب بخرطومه يمينا و يسارا في سعاده لقد رجع الي أرضه مره أخري .. يقطع قليلا من العشب ... و يأكل ... ينظر الي الملك ... و يصدر صوته العميق الرزين ... فيرتعد الملك متذكرا ما حدث معه في أول الشتاء الماضي عندما حاول ان يتحدي قوته الكبيره
هذا الذي لا يفترس أحد و لا يستطيع حتي الملك أن يقترب منه و يعتدي عليه ...عاد
ترك الفيل العصافير الصغيره تأكل من فوق ظهره و تنظفه ... وخرج الأرانب و الغزلان و كل ضعفاء الغابه ليلهون من حوله ... و هم مطمأنين , مأتنسين به و منه
لا يهابه الضعفاء و ترتعد اوصال الأقوياء متي سمعوا صوت أقدامه و اهتزاز أرض الغابه لمجيئه ... ظهر أسد أخر صغير السن و الخبرة لا يعلم ما هو مقدار القوة السلمية التي يتمتع بها هذا العظيم ... لم يكن احد الافيال ملكا يوما و لكن كانوا دائما الأقوي و الأكثر عدلا
خبرته الطويله في الحياة جعلته معتادا علي اختبارات القوي مع الأسود ... انتظر حتي يقترب منه بخطواته الواثقه ... فهو الملك بالطبع ...و تشتد الأمطار و تصبح اشد عنفا تبرق السماء غضبا و ترعد ... يقفز بشراسه و ينشب مخالبه في أحدي ارجله التي تبدو من القوة و الثبات كجزع شجرة عتيقه جدا لن تتأثر ابدا بمحاولات اقتلاعها عن أرضها... يلطمه بشدة بخرطومه فيلقي به بعيدا بحركه سريعه اندهش الجميع لسرعتها ... لم يتوقع أحد أن يتحرك كل هذا الجبل بهذه الخفه و السرعه... هشم له احد أذرعه ...و تركه يأن بشده... و قال بصوت عالي متحديا غاضبا بعد ان استثاره احد الذين يستخدمون قوتهم في الاعتداءات الغاشمه مره اخري سأكسر ذراعك التي امتدت ظلما لتجرح السلام الذي كان بيننا قبلها
فتملك الخوف علي الأسد الصغير و هرب بعيدا و هو يعرج متألما... بدا المكان و كأنه اوسع و اجمل ... بالتزامن مع بعده ... و مع ظهور قوس قزح معلنا نهاية الأمطار
ليتوال من بعدها ظهور الأفيال الواحد تلو الأخر في مشهد عادل مهيب ... يعم السلام المكان رويدا رويدا و يخرج جميع الحيوانات ليتعايشوا في سعاده و سلام ... و ينتظر الأسد لحظات أن يغفل الفيل لكي يمارس سطوته الظالمه مره أخري
و من بعيد يقف الضباع و الصقور ينتظرون
(يستكمل)
.
.
هاني جورج