السبت، مارس 13، 2010

هولندا - وصول

اليوم الاول في رحلتي الي الأراضي المنخفضة – هولندا – امستردام تحديدا – امستل دام او سد امستل اذا ترجمت للعربية هي في الأصل مدينة منتزعة من البحر ببناء سد من حولها , طوال ساعات الطيران – الطريق - كنت مرتاحا و سعيدا فكما قيل الرفيق قبل الطريق , كانت البرودة قاسية كذا الوجوه التي استقبلتنا في اول وطئنا , تسلم ضابط الجوازات جواز السفر و سألني ما هو الهدف من زيارتك ؟ اجبته بأنها دعوة من وزارة الخارجية الهولندية لبرنامج تبادل ثقافي , ظل وجهه عابسا ثم نظر الي شريف عبد العزيز – رفيق الرحلة – سألني هل هو معي لنفس الهدف , أومأت برأسي له , سألني و كأن الأمر بيدي , هل لديك مانع في أن تتوجه مع الشرطية – ظهرت بجانبي من اللامكان – فهي تود أن تطرح عليكم بعض الاسئلة , لم احرك ساكنا , فقط نظرت اليها لأجدها تقول لي بالانجليزية , تعال معي , ذهب كلانا معها بعد أن تسلمت جوازاتنا هي , سألتنا بعض الاسئلة ارزلها علي الاطلاق , هل معكم اموال ؟ ما مقدارها تحديدا ؟ ثم طلبت منا أن ننتظرها حتي تأتي الينا مرة اخري و اشارت لمقعدان متجاوران امام باب مكتبها , مرت دقائق قليلة و اتي شرطي أخر اعطي لنا جوازاتنا و علي وجهه ابتسامة مرحبة قائلا مرحبا بكم في هولندا , شكرناه و خرجنا لنجد حقيبتينا تلفان وحدهما علي السير كيتيمتين , لم نكن في مزاج سييء بعد أن اعتذر لنا الشرطي و رحب بنا في بلده , وجدنا بالخارج مسئولة الرحلة – رضوي خورشيد – و وائل عباس فداعبناه قائلين , انت يغلسوا عليك هناك و احنا يغلسوا علينا هنا .
لم يمنعني هذا من التفكير , هل هي ملامحنا الشرق اوسطية التي جعلتهم يحققون معنا !؟ ام ان هناك اسباب اخري لا اعرفها !!
لم ينشغل بالي طويلا فالايام القادمة ستثمر عن اجابات لهذه الاسئلة بالتأكيد , في الطريق الي الفندق و من نافذة السيارة تأملت المدينة للمرة الاولي , جميلة و مرتبة و كأن من بناها و خطط طرقها المتعرجة عازف كمان موهوب او احد اتباع مدرسة الواقعية السحرية , كل المبان لها نفس الالوان , الابيض , و البني بدرجاته , مسارات مخصصة
للدراجات فهي منتشرة للغاية هنا , قنوات مائية تخترق المدينة بطولها و عرضها , غرفة الفندق لها نافذة مطلة علي ساحة كبيرة , لطالما استهوتني النوافذ , تعطيك الفرصة أن تتأمل البشر و المبان دون أن تتورط في سماع الكثير من الضجيج , اول امس كنت احادث فتاة اطلقت عليها اسم الشبح فهي تظهر من وقت لأخر لتدهشني بثقافتها الواسعة ثم تختفي لمدة طويلة مرة اخري , قلت لها عن ولعي بالنوافذ , حتي نوافذ البشر , عيونهم , فمن عينان الفرد و نظراته يستطيع الانسان أن يستكشف ملامح شخصيته إن كان طيب القلب , او خبيث , او ذكي , كل الأشخاص لهم عيون تعبر عنهم , كل انسان يحمل الوجه الذي يستحقة و العيون التي تكشف وجهه حتي و إن حاول الكذب مقلصا عضلة هنا و اخري هناك في وجهه
اللغة الهولندية تبدو حروف كتابتها مشابهه للانجليزية و الفرنسية كثيرا , و لكن نطقها يبدو كصوت فأفأة مستمرة لا تنتهي و بالطبع غير مفهومه , لأول مرة تطأ قدماي بلد لا اعرف لغة اهلها , و علي التواصل معهم بلغة غريبة عني و عنهم .
بعد ان وصلنا الي الفندق و رتبنا حقائبنا خرجنا لنستكشف شوارع امستردام علي اقدامنا , هي الطريقة المثلي لكي نري البلد عن قرب , درنا حول الفندق دورتين ثم اتخذنا طريقا طويلا بعدها حتي وصلنا الي ساحة واسعة , اقتربت مني حمامتين لمسافة قريبة جدا قد لا تتعدي السنتيمترين و ظلا يلتقطان فتات خبز من علي الارض
, الحمام هنا لا يخاف البشر , اليف للغاية و مسالم , يبدو أكبر حجما و اكثر سلاما من الحمام المذعور في بلدي , هو رمز للسلام بالفعل هنا فهو غير مذعور , سلام حقيقي لا رمزي او اسمي , لم يحدث هذا من قبل معي ان اقترب الحمام غير خائف مني الي هذه المسافة , كنت اجلس في حديقة جامعتي ساكنا لأوقات طويلة في مساءات كثيرة أراقب العصافير و الحمام و اليمام عندما ينزلون الي الأرض , كنت دائما اتمني أن يقتربوا مني لمسافة كافية , أن يشعروا بالأمان , و لكن لم يحدث هذا ابدا , سألني شريف و نحن في ساحة أخري كبيرة , الا تلاحظ أن البشر هنا لا يبتسمون لبعضهم البعض !؟ كانت ملحوظه حقيقية فمنذ اتينا و الجميع وجوههم قاسية جامدة لا تبتسم و لا توميء بأي انفعال , حاولنا ملاحظة هل يفعلون هذا مع بعضهم البعض ام معنا نحن فقط , فتأكدنا أنهم بالفعل لا يبتسمون الا نادرا , لا افهم كيف يحيا شخص في هذا المكان الجميل و لا يبتسم .
دائما ما صرحت للكثير من الاصدقاء بأنني اري الزهور شيء عادي و غير هام , و ليس بكل هذا الجمال كما يبالغون , كنت اري نظرات استهجان في عيون الفتيات , و ابتسامات من الرجال , احدهم قال لي ذات مرة – الورد ده هبل بنات علي فكرة – اعجبني تعبيره و عندما استكمل نظريته في ان الورد شيء لا يمكن أن يؤكل و لا يزين اي مكان لوقت طويل فهو سريع الذبول , شعرت بأنني من مؤيدي نظريته , اليوم و في هذه المدينة تعلمت درسا جديدا , لهذه المدينة حضور انثوي مذهل , الورود في كل مكان تشع جمالا , الأن فقط تفهمت لما تهتم الاناث كل هذا الاهتمام بالزهور و الوانها و رائحتها , و شعرت بالاسف لأنني لم اهدي الزهور لأي ممن عرفتهن , الفتيات هنا بالفعل جميلات , ربما بتأثير الزهور المنتشرة في كل مكان هنا , الوجوه نضرة رغم برودة الجو القارسة , ابتسمت و تذكرت صديق لي في مصر في إحدي نوبات انفعاله برؤية فتاة جميلة مرت من امامنا , قال لي , البنت دي انا لو حضنتها هاقعد اعيط بعدها ... نفسي احضنها و اعيط , ثم تدارك انه انفعل بشدة – و قد كانت بالفعل جميلة – فضحك ضحكة من ذلك النوع المعدي و الذي يشجعك علي مشاركته فيها و بصوت عال
اتسائل هل لو رأي كل تلك الجميلات هنا , ماذا كان سيقول !؟

3 comments:

Blogger روز said...

لو شافهم كان عيط بس!
..
حمدا لله على السلامة :) استمتع كده، مش كل يوم الواحد يروح هولندا D:
تيجي بالسلامة إن شاء الله

1:31 م  
Blogger micheal said...

أتمنالك رحلة سعيدة
بتعرف توصف كويس على فكرة
:)
تحياتي

4:41 م  
Blogger 77Math. said...

كان حيقول: أعانقها ثم أموت :D

تمنياتي برحلة سعيدة يا فندم :)

10:31 م  

إرسال تعليق

<< Home