الخميس، سبتمبر 03، 2009

رؤية

عندما سألت غاندي لماذا كنت تتسامح مع الجميع ... اجابني برد اربكني ... قال لي ... قضيت طوال عمري ابحث عن سؤال لكل اجابة و ليس العكس ... فلماذا تطلب مني اجابات ... و ما الاجابات الا اسئلة مقنعة لا يستطيع ان يجيب عليها او يفهمها الا الاغبياء
يا صغيري ... الامور المطلقة غير موجودة بمفردها فلكي تصل الي المطلق يجب أن تمر بالنسبي .
تفهم هو البله الذي كسي وجهي عندما القي بتلك الحقيقة امامي ... و استكمل حديثه ... ما بين الابيض و الاسود درجات من الالوان كثيرة ... يا صغيري لكي تصل الي الأبيض يجب أن تمر بكل الالوان الاساسية ... و تمزج بينهم بتوازن ... تتفهم ما معني كل لون ... عندها فقط ستصل أن تتفهم الأبيض ... الأبيض المطلق ... هو مزيج بين كل الحقائق و الالوان الاساسية النسبية .
يا صغيري ... يجب ان تكون قادرا علي أن تحول كل اجابة لسؤال جديد ... و ليس العكس .
و عندها ظهر امامي هتلر ... و قال لي ... لا تسأل ابدا ... فالسؤال الذي لن تنفعك اجابته ... حتما ستؤذيك .
و ذهب كلا منهما في طريقه و ظلت عيني تتابع غاندي ... حتي تحول الي سحابة بيضاء محلقة ... و عندما نظرت خلفي الي هتلر ... وجدت حريقة كبيرة ... كبيرة للغاية .
و ما بين اجابة السؤال ... و سؤال الاجابة ... سحابة محلقة و نيران محرقة .
***
كنت اجلس في مفرق الطريق فوق الرصيف علي يميني طريق قصير ... و علي يساري طريق اطول ... نفثت دخان السيجارة و القيت بها في وسط بركة مياه تتخذ شكل متصل ... طولي في اليمين و دائري في اليسار ... كان الجو هادئا للغاية لدرجة انني سمعت صوت زهرة النيران الصغيرة في السيجارة و هي تنطفيء ... كنت اتسائل وقتها ... يا تري اي الطريقين اولي بأن اتمشي فيه !؟
عندما حسمت امري قررت الصعود الي منزلي و الجلوس في الشرفة ... و من فوق رأيت الطريقين ... جلست اتأملهم ...رأيتهم بوضوح من الاعلي ... و اخترت أن اظل في مكاني ... استمع لأغاني محمد منير ... و قليلا قليلا اتضحت الرؤية ... لا فارق بين الطريقين ... فكل الطرق تؤدي الي البحر ... او ما وراء البحر إن كنت تجيد السباحة ... و انا اخترت أن اظل في مسكني بالرغم من انني اجيد السباحة .

2 comments:

Blogger Noora said...

يا بختك قابلت سيد الحرب وسيد السلام
مين قدك
:)
تدويناتك رائعه

1:01 ص  
Blogger Lou said...

هلاوس فلسفية.. جميل!

1:39 م  

إرسال تعليق

<< Home