هانيء بن سعيد و الفيل الأبيض
أتي بيدبا المشعور لدبشليم الملك في اول النهار لكي يحصل علي سيجارته الكاملة اليومية ... فوجد الملك يشعر بملل شديد و فراغ اشد ... فسأله ما بك يا سيدي الملك !؟
فقال له دبشليم .. لي فتره طويله لم اخرج من قصري لأري الرعية .. و اتمشي بينهم و اشاهدهم عن قرب ... ما رأيك يا بيدبا أن نخرج سويا من الباب الخلفي للقصر و نتنزه بين الحوانيت و البيوت ... فلم يمانع بيدبا فقد كان بدأ يحب دبشليم و يشفق عليه مما هو فيه من حزن و أسي دائمين
فقال له دبشليم .. لي فتره طويله لم اخرج من قصري لأري الرعية .. و اتمشي بينهم و اشاهدهم عن قرب ... ما رأيك يا بيدبا أن نخرج سويا من الباب الخلفي للقصر و نتنزه بين الحوانيت و البيوت ... فلم يمانع بيدبا فقد كان بدأ يحب دبشليم و يشفق عليه مما هو فيه من حزن و أسي دائمين
***
ارتدي دبشليم جاكت جلدي و نضارة ريبان سوداء كبيرة ليغطي وجهه ... و فعل مثله بيدبا بعد أن امره الملك أن يرتدي نفس الملابس ... و خرج الاثنين ... رأوا رجال ينادون علي بضاعتهم ... و رجال يجلسون علي المقاهي طوال النهار يدخنون الاراجيل ... و شاب يقف منتظرا الاتوبيس في المحطة ويرتدي كمامه علي وجهه خوفا من انفلونزا النسور ... و اخرين يلعبون في انوفهم باصابعهم و يسخرون من الشاب مرتدي الكمامة الوحيد بينهم
جلسا بينهم و انصت دبشليم الي اثنين يتحدثان
فوجد احدهم يروي روايه للأخر .. و كانت عن الفيل الابيض الذي هرب من حديقة قصره ... فاختفي النور من وجهه لأنه كان يظن انه لا احد يعلم شيء عن هروب هذا الفيل و انصت لحديثهم باهتمام
جلسا بينهم و انصت دبشليم الي اثنين يتحدثان
فوجد احدهم يروي روايه للأخر .. و كانت عن الفيل الابيض الذي هرب من حديقة قصره ... فاختفي النور من وجهه لأنه كان يظن انه لا احد يعلم شيء عن هروب هذا الفيل و انصت لحديثهم باهتمام
***
يحكي أن دبشليم الملك كان لديه فيل ابيض جميل ... منذ صغره ربط بسلسله حديديه بين قدميه الاماميتين لكي لا يستطيع الحركة أو الهروب ... و كبر الفيل ... لكنه لم يفكر في كسر السلسله ابدا رغم قدرته علي هذا الفعل .. لأنه حاول كثيرا و فشل في صغره
و في إحدي الأيام رأي الفيل الأبيض مدربه اصابه الوهن و العجز و كان يكرر سؤال واحد لكل من يراه ... هي الساعة كام معاك ؟
و كأنه كان يعرف أن عمره اشرف علي نهايته ... و لما توفي ... اتوا له بمدرب جديد كان يضربه كثيرا و يهينه معتمدا علي أنه لن يهرب ابدا
و في إحدي الأيام رأي الفيل الأبيض مدربه اصابه الوهن و العجز و كان يكرر سؤال واحد لكل من يراه ... هي الساعة كام معاك ؟
و كأنه كان يعرف أن عمره اشرف علي نهايته ... و لما توفي ... اتوا له بمدرب جديد كان يضربه كثيرا و يهينه معتمدا علي أنه لن يهرب ابدا
***
و في يوم سييء الطالع رأي الفيل الابيض مدربه الاسود ... يخون صديق له مع جاريته الجميلة تحت شجرة السنديانه ... فكره المدرب و الجارية ... و السلسله الحديدية و حاول كسرها مرة اخري اخيرة عندما ضربه المدرب ليبتعد عن السنديانه ... و نجح بالفعل
ذهل مدربه من ما حدث و وقف عاريا هو و الجارية في حديقة القصر ... و رأهم الجميع ... لأن الفيل اصدر ضجه عاليه اثناء هروبه ... كان الفيل غاضبا بشدة ... و كان دبشليم الملك يشاهد ما يحدث من نافذته و لم يتنبه الي ذهوله هو الأخر الا بعد أن لسعته السيجارة في اصابعه فألقي بها من الشرفة ... و لاحظ انها المرة الاولي التي يدخن فيها السيجارة كاملة منذ سنين طويلة ... و جري ليلحق بالفيل ... و لكنه وجده مشرعا انيابه في وجهه فتواري خوفا منه خلف اشجار الكافور ... و تسلق الاشجار و ظل يتابعه بنظرة الي أن اختفي
ذهل مدربه من ما حدث و وقف عاريا هو و الجارية في حديقة القصر ... و رأهم الجميع ... لأن الفيل اصدر ضجه عاليه اثناء هروبه ... كان الفيل غاضبا بشدة ... و كان دبشليم الملك يشاهد ما يحدث من نافذته و لم يتنبه الي ذهوله هو الأخر الا بعد أن لسعته السيجارة في اصابعه فألقي بها من الشرفة ... و لاحظ انها المرة الاولي التي يدخن فيها السيجارة كاملة منذ سنين طويلة ... و جري ليلحق بالفيل ... و لكنه وجده مشرعا انيابه في وجهه فتواري خوفا منه خلف اشجار الكافور ... و تسلق الاشجار و ظل يتابعه بنظرة الي أن اختفي
***
قام دبشليم الملك مع بيدبا و قد زاده ما سمعه عن انتشار رواية فيله الأبيض هما علي همه ... و في طريقهم اوقفهم العسس ... و طلب رئيسهم اثبات الشخصية ... و لما لم يجد معهم ما يثبت أنهم مواطنون في مملكة دبشليم اخذهم الي الدرك و حبسهم و قال لهم لا احد يرتدي الجاكته الجلدية و النضارة الريبان الا العسس و انهم متهمون بسرقة هذه الملابس و صادرها
***
في الدرك وجدوا رجلا في وجهه عبوس شديد ... سأله دبشليم ما بك يا هذا ... لما انت متجهم هكذا !؟
فقال له مالك و مالي !؟ ... انت ايضا يعلو وجهك العبوس ... تسألني و كأنك انت السعيد
فتدخل بيدبا المشعور في الحديث ... و قال له ... إحكي لنا حكايتك ... و سيكون خلاصك من هذه الحبسة علي يدنا إن شاء الله
فقال له مالك و مالي !؟ ... انت ايضا يعلو وجهك العبوس ... تسألني و كأنك انت السعيد
فتدخل بيدبا المشعور في الحديث ... و قال له ... إحكي لنا حكايتك ... و سيكون خلاصك من هذه الحبسة علي يدنا إن شاء الله
***
اسمي سعيد بن هانيء ... و قد كنت سعيدا بالفعل يا سيدي ... و كنت اعمل مساعد مدرب للفيل الأبيض الذي هرب ... و كان لي جاريه احبها حبا شديدا ... و في يوم هروب الفيل الابيض وجدتها تخونني مع المدرب تحت شجرة السنديانة ... فذهل عقلي و انطفأ النور في وجهي ... و لم يعد لي عملا بعد هروب الفيل ... و لم تعد لي حبيبتي ... فقد هربت مع المدرب ... فشددت الرحال و ركبت البحر مهاجرا لكي اترك الذكريات الحزينه هنا و اري ارضا جديدة ... و انتم تعلمون أن البحر لا امان له ... هبت علينا الرياح و ارتفعت الامواج فتكسر ساري المركب و تهشمت الدفة و هلك كل الركاب وسط الامواج ... فتمسكت أنا بلوح خشبي و ظللت ثلاث ايام اصارع الامواج ... حتي وصلت الي جزيرة و كنت منهكا للغاية و لما دخلتها شربت من مياه الانهار و اكلت من ثمار الاشجار ... و في اليوم السابع وجدني بعض الرجال فأخذوني الي ملكهم ... و وجدته عبدا اسودا ... فتعجبت كثيرا كيف يملك البيض عبدا عليهم !! ... و طلب مني أن احكي له حكايتي فحكم علي بالرجوع الي بلادي بعد سماعها ... و لما اتيت هنا امسكني العسس و حاكموني بتهمة انني تعيس ... و كيف لا اكون تعيسا يا سيدي بعد كل هذا الذي حدث لي !؟
***
بعد سويعات قليلة كان دبشليم الملك وصل الي قصره بعد أن تركه العسس و أخذ معه سعيد بن هانيء و بيدبا المشعور ... و جلس ثلاثتهم يفكرون ... اين ذهب الفيل الأبيض ... و هل هناك سبيل لرجوعه إن وجدوه
7 comments:
فعلا أجدد تهمة الواحد ممكن يتحاكم بيها
تهمتك إيه ( تعيس )
شكرا ....أرجو قبول مرورى
اكاد لا اصدق اني اقرا الف ليلة ثالثة بعد الاولى
و بعد رائعة محفوظ
كلي
عيون مشدوهة
و اذان صاغية
كمل ارجوك
دي هتبقى سلسلة بقى يا هاني
هاني جورج مش هاني بن سعيد
هههههه
خد بالك كتر الإسقاطات ممكن يوديك في داهية
فين الجزء اللي بعده؟ مش قادرة استنى =)
رائعة ..
منتظرين بقية الأجزاء
اعجبت بما طرح من ابداع على صفحات تكاد تنطق من الروعة
سلمت يداك
اعجبت بما طرح من ابداع على صفحات تكاد تنطق من الروعة
سلمت يداك
إرسال تعليق
<< Home