الخميس، ديسمبر 24، 2009

كلنا ليلي

الم يحن الوقت الأن لكي نبرز نموذج ليلي الناجحة بدلا من ليلي المقهورة ؟
لا انفي و لا استطيع نفي أن ليلي مقهورة , و لكن في رأيي لم يعد من الواجب تعزيز فكرة أن الأنثي هي ضحية المجتمع طوال الوقت , يجب أن تظهر الصورة متكاملة و لو لمرة واحدة , في العام الماضي من كلنا ليلي قرأت قصة عن أم اشرفت بنفسها علي تشويه اعضاء بناتها الجنسية المسمي بشكل خاطيء بختان الاناث و هي عملية تشبه كثيرا الاغتصاب الجنسي , فسر لي صديق بعد ذلك أن هذا يسمي بظاهرة رئيس عبيد القصر , أي ان من فعلت ذلك تحولت من تابع - عبد - بلا اتباع داخل منزلها - قصرها - الي تابع له اتباع بعدما اشرفت بنفسها علي تنفيذ هذه العملية , و هنا ارتقت بنفسها من مجرد عبد من عبيد القصر , الي رئيس عبيد القصر , حتي و لو كان علي حساب نفسها و بناتها و قضيتها .
***
الست دي بمئة رجل , ختان الاناث , يا ابن فلانة , هذه كلمات اهم كثيرا من قوانين قد تشرع لمحاولة أن تميز المرأة تمييزا ايجابيا في الوظائف , يظل القانون أو القرار حبرا علي ورق , أو حتي ينفذ بشكل استعراضي , و يظل ما في الصدور هو هو لا يتغير , تكشف اللغة المستخدمة في الحياة اليومية الكثير من الاشياء و تغييرها يغير بالتبعية مفاهيم الناس , يمكننا استبدال ختان الاناث بالكلمة الحقيقية , باسمها الحقيقي , تشويه الاعضاء الجنسية للنساء , الست دي بمئة رجل , يضحكني هذا المصطلح , فالطريق بين مدينة القاهرة و السويس مئة كيلومتر , و الكيلومتر وحدة معروفة عالميا , اما تحويل الرجل لوحدة قياس فهذا غير مفهوم ابدا .
***
كنت صغيرا جدا وقت أن شاهدت هذا الفيلم الوثائقي لكي احتفظ باسمه او اسم بطلته في ذاكرتي او حتي ادرك انني سأفتن بتلك الفكرة , كل ما اتذكره هو حالة الانبهار الشديدة التي سيطرت علي حينها و لم تفارقني لفترة طويلة بعدها , تلك الطبيبة الاسترالية الجنسية التي تركت بلدها الغني , عاشت وسط المنبوذين في اثيوبيا , بالتحديد كن منبوذات , تبدأ المأساة بطفلة صغيرة يتزوجها رجل كبير السن , يمارس الجنس معها فيشوه اعضائها , يثقب بقضيبة الجدار الفاصل بين فتحتي التبول و ممارسة الجنس , تظل نقط بولها بعدها , تتساقط رغما عنها , تفقد السيطرة , تصبح رائحتها سيئة فيطردها من كوخه , يردها الي عائلتها , فتنبذها عائلتها ايضا , لأنها تلوث منزلهم , تجعل رائحته لا تطاق , تذهب الصغيرة التي لم تذنب في حق أي احد لتحيا مع مثيلاتها من المنبوذات , لا احد يحبهن , الجميع يعتبرهن نجسات , رأت الطبيبة الاسترالية المنبوذات في رحلة سياحية , عرفت السبب , و قررت أن تهب حياتها لعلاجهم , مجرد عملية رتق سهله , و تعود المنبوذة الي المجتمع , تتزوج مرة أخري و تحيا حياة طبيعية , قضت الاطبيبة الاسترالية ثلاثون عاما من عمرها تسكن غرفة في مستشفاها الصغير , تركت منزلها الجميل في مسقط رأسها و كل وسائل الرفاهيه , لتجعل حياة الالاف من المنبوذات ممكنة , اعطتهن فرصة اخري للحياة , وهبت حياتها لتحيي الكثيرين , هذا هو نموذج ليلي التي احبها , نموذج الانسان الذي احبه .

3 comments:

Blogger 77Math. said...

:) جميل

7:11 م  
Blogger يا مراكبي said...

بوست جميل وقصة أجمل

وعموما نماذج "ليلى" الإيجابية الناجحة كثيرة ومتعددة .. ربما فقط نسبتهم المئوية مقارنة بالمجموع مازالت أقل من النماذج المقهورة .. لكن هذه النسبة الناجحة لم تعد نادرة أو مضمحلة بل على العكس هي في إزدياد واضح يوما بعد يوم

12:18 م  
Blogger miromohsen said...

اردت الدخول اليوم على البلوجر لتسجيل خواطري حول قهر المرأة في مجتمعنا و أول ما جيت، جيت عندك و تعجبت من توارد الخواطر فأنا أؤمن به بشدة،،
مين يا هاني من الرجال (غيرك ربما!) الذي يرى بل و يشجع ليلى المنتجة و لا يساعد و يساهم و يتفنن في قهرها على جميع المستويات؟
الموضوع لا علاقة له بالتعليم أو الثقافة أو المستوى الاجتماعي - تقدر تقول انه موروث حقيقي لدى كل الرجال الشرقيين (بيلت ان يعني :))
أنا شفت الست العظيمة دي في برنامج أوبرا منذ سنوات و التي لا تقل في اخلاصها عن الصديقيين، و لكن هذه السيدة يا هاني ليست في مجتمعنا و ربما لم تصادف في حياتها كلها من يحاول اثبات و بشدة أن :"دماغها مليانة مهلبية!!!!"

11:15 م  

إرسال تعليق

<< Home