الاثنين، ديسمبر 03، 2007

دخل الشتا

دور من البرد الشديد يتنقل من جزء لأخر في جهازي التنفسي ... يوما يظهر في صورة الم في زوري .. و الذي يتلوه في صورة سعال شديد ... و اليوم اصحو لأجده تحول الي رشح ... الحت علي والدتي في أن اخرج بعض الاغطية الثقيلة ... يا بني الشتا دخل خلاص ... فاعدها بأنني سأفعل ... و لا افعل
دخل الشتا و قفل البيبان عالبيوت
و جعل شعاع الشمس خيط عنكبوت
و حاجات كتير بتموت في ليل الشتا
لكن حاجات اكتر بترفض تموت

الشتاء ... يبدو كأنشوده موسيقيه ... تلهب اطراف الاحساس بالبرودة .. فتجعلك تبحث عن الدفء .. تضم ذراعيك .. و تنتشي ... فالضد بضده يعرف ... تأتي الابتسامه صافيه من اعماقي كلما تذكرت ما حدث لي منذ ما يزيد عن 14 شهر ... ان تأمل أن تتحد بروحك مع روح اخري بالحب ... فتعطي كل ما تملك من احساس و افكار ... كهبة .. هدية بلا مقابل ... و انت في منتهي السعادة و في قمة عطائك ... تجد الروح الاخري تأخذ هداياك بوجه بارد و تلقي بهم في صندوق قديم جمعت به كل هدايا من سبقوك و وقعوا في هذا الجرم الشديد ... و يظل الوجه باردا كوجه قطه تأكل و تفكر في انه لابد من انها ملاك ... فجميع البشر يعطونها دون ان ينتظروا مقابلا ... فتبتعد انت كمن مس جمرا مشتعلا مؤكدا لنفسه انه نسيما باردا في ساعات القيظ الشديد
و يأتي دور الاغنيات الحزينه لتصب الزيت علي النيران فتزيدها اشتعالا ... تسمع و تسمع و كأنك تستعذب الالم و تكفر عن خطيئة الحب ... يا الهي!! ... و هل يكون الحب خطيئه !؟ ... كيف يتم تجميع كل هذا التضاد في مكان واحد .. الحب و هو اعلي الفضائل جميعا ... يتحول لخطيئة شديدة الوطئة علي النفس
يومها سمعت مقولة من احدي الاصدقاء ... انت لن تكره من تحب ابدا ... ستنجح يوما ما ان تجعل مشاعرك قي حياد تام .. بلا كره و لا حب ستقف في المنتصف تماما ... و ستنظر الي من كنت تحب ... مشفقا عليه
بالامس ليلا في محادثة علي الانترنت حاولت هي اقناعي دون ان اسألها للمرة الالف او ربما الالفين انها استغنت تماما عن استخدام التليفون المحمول ... وددت ان اخبرها انها لا تحتاج لأن تقول ذلك لي ... فحتي و أن كانت تستخدمه فانا لا انتظر شيء
حاولت اقناعي باننا لازلنا اصدقاء ... فابتسمت مشفقا علي هذه المحاولات المحكوم عليها بالموت الحتمي من قبل ان تولد حتي
وددت ان اخبرها ان العلاقات البشرية تنمو في اتجاه واحد فقط ... و لكنني لم افعل
ودعتها ... و استسلمت لنوم عميق ... استيقظت صباحا علي صوت طيوري الجميله الجديدة ... فتحت الباب و خرجت لأنظر اليهم ... عندما اقتربت بوجهي من القفص اقتربوا مني و ظلوا يزقزقون فرحا ... فزقزقت لهم محاولا تحيتهم كما يفعلون معي فصمتوا قليلا دهشة من هذا العصفور الغريب الشكل ثم علت اصواتهم مرة اخري
وجدت ابي مستيقظا هو الاخر ... صباح الخير .. قالها لي بصوته المميز و بابتسامه ما بين الحروف
وددت ان اقول له انني قرأت بالامس ان فرويد يقول ان الاب هو الفكرة الاولي التي تتكون عند الطفل عن الاله فهو يراه الاقوي و الاهم و الاكثر قدرة علي حمايته و لكنني تراجعت كي لا تزول الابتسامه من علي وجهه و يقول لي انني اجهد نفسي في السهر كل يوم ليلا للقراءة و لا انام مبكرا كبقية خلق الله .. ففضلت الصمت
أنا كنت شيء و صبحت شيء ثم شيء
شوف ربنا ... قادر علي كل شيء
هز الشجر شواشية و وشوشني قال
لابد ما يموت شيء عشان يحيا شيء
و عجبي

الرباعيات للعبقري صلاح جاهين




20 comments:

Blogger زمان الوصل said...

أنا حبّيت أدحرج المسا عشان للأسف النهار خلص و كان نفسى أصبّح عليك و أقول لك صباحك سكّر زياده :)

9:28 م  
Blogger karakib said...

زمان الوصل
دي بتاعة او تي في ؟ مش فاكر بس تقريبا شفت اسم برنامج علي او تي في اسمه كده :)
عموما صباحك منور جميل مشرق و زي العسل كمان :)

12:48 م  
Blogger يا مراكبي said...

أزال المؤلف هذا التعليق.

4:49 م  
Blogger يا مراكبي said...

أولا ألف سلامة عليك .. إسمع الكلام بقى ونزل البطاطين

ثانيا .. في البرواز المرة اللي فاتت .. أحلفلك إني من أول سطرين حسيت إنه لازم يهرب؟ أنا إندهشت إنه قلع كذا قطعة من هدومة .. النوع ده من الشخصيات مش ممكن يعرف يعمل كده .. عايش في برواز

ثالثا .. بلاش يبص كتير على البنت اللي لابسة كت في محطة الأوتوبيس .. كفاية علينا الراجل الترابي اللون اللي واقف هناك من يوم ما إتولد

4:56 م  
Anonymous غير معرف said...

أولا ألف سلامه
ثانيا البوست ده فكرني بحاله كانت عندي .. ضرسي كان بيألمني بدون مقدمات روحت لدكتور الأسنان وانا مش طايقه نفسي ... سألني حاجه غريبه جدا .. مش الضرس ده كان متعالج زمان؟ .. قلتله أيوه .. قاللي طيب مافيش حاجه يللا روحي .. أستغربت جدا.. قالي دور البرد اللي عندك مقلل المناعه في جسمك بالتالي االمناطق الضعيفه أو المتعالجه من أثر عمليه و ما شبه سهل تحسي فيها بألم

يمكن الموضوع مالهوش علاقه بالبوست .. بس حسيت أن دور البرد والتعب مع أيام الخريف اللي مش باين لها صيف ولا شتا ضخم أحساسك بألم قديم أتعالجت منه

مره واحده صاحبتي قالتلي كل ما يعمل يعمل للخير ... وبيطلع عندها حق
:)
تحياتي

10:15 م  
Blogger lastknight said...

أولا ألف سلامه من البرد .. و حاول تخف بسرع عشان تستمتع بالشتا .. ده أجمل فصول السنه فى مصر
مسألة الحب الضائع أو أسميه وهم الحب .. أو خلينى أقول مرحلة استعصار المشاعر اللى أغلبنا مر بها ..ماتزعلش قوى .. و ماتفقدش أيمانك بقيمة الحب .. صدقنى .. صحيح ماليش فى الرومانسيه قوى .. بس عن تجربه و من واقع سنى .. أكيد أن شاء الله هاتيجى الفرصه اللى تحس ساعتها أنك فعلا لقيت اللى تقدر رقى مشاعرك و تفكيرك ..
و الله يا هانى لو عندى عروسه تنفعك كنت خطبتلك .. كفايه طريقتك الراقيه فى انهاء العلاقه ..بس ولا يهمك .. هاتفرج .. و يمكن قبل الشتا مايخلص تلاقى اللى تدفى قلبك .. قول يارب

8:27 م  
Blogger Wael said...

alf salama 3leek
ana kont searching , we l2eet ur blog , it is very nice

10:20 م  
Blogger karakib said...

يا مراكبي
نزلتها يا عمنا :)
و ارجوك لا تقع في فخ القاريء العربي في اسقاط كل ما يكتبه الكاتب علي حياته الشخصيه لأنه مش بالضرورة يكون كل المكتوب احداث حقيقيه الخيال يأخذ احيانا مساحات تبدو اجمل من الحقيقه
و احيانا بيستمد خبراته من الناس من حوله و يصيغها
اما فتاة الكات .. فدي كانت عماله تنفخ فزهقتني و انا كنت واقف منتظر
و الدنيا حر و الجو نار
و مافيش امر من الانتظار :)
نورتني




Basma


انا كمان من الناس المؤمنه انه لا شيء يحدث عبثا و ان كل الاشياء تعمل معا للخير لمن يحبون الله ... كلامك عن ضرسك كنت كتبت عنه مره زمان عن مفصل ركبتي اللي بيوجعني مع دخول كل شتا ذكري لحب مضي ايضا و كان عمري وقتها 13 عاما و سميته روماتيزم الحب :) هو بوست قديم شويه
اسمه أأأأه يا ركبتي

3:57 م  
Blogger karakib said...

lastknight
الله يسلمك يا عم فارس
اجمل فصول السنه مكانه الحقيقي داخل عقولنا نحن :) مالهوش دعوة بالفصول الزمنيه خالص
و بعدين مين بقي اللي قال انك مالكش في الرومانسيه .. العميق عميق في كل شيء و ده شيء انا متاكد منه
عروسة :) لأ لأ مش دلوقتي خالص و صدقني ما كنتش اقدر انهي العلاقه بشكل غير ده لأنه ما عرفتش انتقم من حد حبيته في يوم من الايام رغم انه لا يوجد شيء اسهل من الانتقام .. لم استطع ان انتقم ليس ضعفا .. و لكن لأن قمة القوة هي العفو عند المقدرة .. و الان اراه كيان يستحق الشفقه فعلا
يتألم و يؤلم كل من حوله بلا داع حقيقي و يسمي هذا فنا و حبا و مشاعر الخ من الديباجات المحفوظه
عموما ربنا يوفق الجميع و يسعدهم

الا صحيح فين تدوينة عبد الناصر ؟؟ و لا نسيت ؟





Wael

الله يسلمك
ده من حسن حظي انك لقفيت مدونتي المتواضعه اثناء بحثك
و الجميل يشوف كل شيء جميل
اتمني دوام المرور

4:08 م  
Blogger Moon-baby said...

w di a7'ret eli ye3ml toto 3adalt w mayt3'tash bl btania fl sa23a di :P

الشتاء ... يبدو كأنشوده موسيقيه ... تلهب اطراف الاحساس بالبرودة .. فتجعلك تبحث عن الدفء .. تضم ذراعيك .. و تنتشي ... فالضد
بضده يعرف

Gamil awe el tasweer dah...s3at lma ba7es eni fkadt el e7sas...swa2bl sa3ada aw 7ata el 7ozn...el bard by7sesni eni lesa bani2dma w momkin a7es..momkin 7aga t7rakni mn gowa 7ata lw kanet ra3sha.


ددت ان اقول له انني قرأت بالامس ان رويد يقول ان الاب هو الفكرة الاولي التي تتكون عند الطفل عن الاله فهو يراه الاقوي و الاهم و الاكثر قدرة علي حمايته و لكنني تراجعت كي لا تزول الابتسامه من علي وجهه

^^ This made me smile :)

On cold dark nights ,sad memories rush and u feel hurt...and alone...bs kwayes enak 2dert t7'ali
msha3rak mou7aida.
انت لن تكره من تحب ابدا ... ستنجح يوما ما ان تجعل مشاعرك قي حياد تام .. بلا كره و لا حب ستقف في المنتصف تماما < So true :)

Nice post as usual..and u end it so well by quoting Jahin.

8:16 م  
Blogger Unknown said...

تذكرت العظيم نجيب سرور عندما قرأتدوينتك من خلال مربع الراحل جاهين

3:46 م  
Blogger Unknown said...

نسيت اقولك الف سلامة ذكر الموت نسانى

3:50 م  
Blogger Memo said...

كل سنة و انت طيب
هوا في شخصيات زي الي انت ممثلها دي في حياتنا ؟
مش عارفة ..... تحياتي

11:22 ص  
Blogger Searcher said...

ألف سلامه يا هانى
بس على فكرة ممكن المشاعر الإنسانية توافق إنها تنمو فى الإتجاه الآخر لو ضغطنا عليها حبتين
:)
تحياتى

3:46 م  
Blogger karakib said...

Moon-baby
انت عارفه رأيك في ما اكتب مهم ازاي بالنسبه لي
مبسوك انها عجبتك :) يا رب دايما


أبو أمل

نجيب سرور شخصيا :) ده اطراء و مجاملة حلوة اوي يا ابو امل :) شكرا بجد
الله يسلمك يا عمنا البرد خلاص راح الحمدلله

7:11 م  
Blogger karakib said...

Memo

و انت بالف خير و سلامه :) و كل سنة و انت طيبة
في شخصيات زي دي .. بس احب اقول لك الحلو بس هو اللي يشوف الناس حلوين


Searcher

الله يسلمك :) بس انا مختلف معاك و طبعا كما جري العرف انه اختلاف وجهات النظر يفسد للود الفين قضيه :) باهزر طبعا
بس العلاقات الانسانيه اما تنمو .. او تختنق لتموت .. لا توجد حلول وسط ابدا
و ده رأيي انه هي عامله زي عربيه من غير فرامل يد علي سفح جبل مائل .. اما تصعد .. و اما تسقط
نورتني يا باشا

7:15 م  
Blogger Unknown said...

هاني
اول مرة ازور مدونتك الجميلة
مبسوط جدا إني زورتك

وكلامك عن الشتا خلاني رجعت لورا اوي، تقريبا كنت هاخبط في عمود نور

ياريت تبقى تنورني تاني

احمد

10:29 م  
Blogger karakib said...

يوميات عيل مصري
يا باشا حصل لنا الشرف
انورك ازاي بس المكان منور باصحابه و مدونتك فعلا حلوه فيها مساحه من الصدق
نورتني

12:53 م  
Blogger bluestone said...

الكل يبحث عن الحياد
تلك المنطقة الرمادية
ومحطة الاستراحة ..
ولكن أولا
علينا ان نرغب فيها بقوة كافية
حتى نصل إليها
لن تصل إلى الحياد
إلا ان كنت تريد ذلك ..
فهل حقا تريده؟؟

اسألك واسألني واسألنا

9:31 ص  
Blogger karakib said...

bluestone

اعتقد انها ليست منطقه رماديه .. فهي لا تقبل ان تكون الا لون واحد صارخ صريح بلا ميل الي اي من الاسود او الابيض
انها منطقه شفافه يسمو و يعلو فيها الفكر و الجسد و كل شيء عاليا يحلق خارج اسراب الافكار المعلبه يراها من اعلي و يبتسم سخرية من الذي مضي و من ما يحدث و من ما سوف يحدث
انا عارف انه

12:40 م  

إرسال تعليق

<< Home