الثلاثاء، يوليو 17، 2012

البوصلة

و في هذا اليوم لم تظهر الشمس كعادتها صباحا ... استيقظ العالم علي تعطل اجهزة الجي بي اس و الانترنت ... كان الليثي ناصف جالسا بجانبي في كافي بينز علي شاطيء الاسكندرية يحاول اصلاح بوصلة ساعته ... يهزها فيتحرك زنبلك الاوتوماتيك ... كان يريد التوجه للندن ... اخبرني انه يريد ان يتم قتله مرة اخري من اعلي برج ستيوارت , حاولت منعه لكنه قفز في البحر فورا و لم يسمع كلماتي حين اخبرته ان السادات قتل اثناء مشاهدة احدي العروض العسكرية ... قال لي هذا مصيري فأنا رجل عسكري ... مقاتل لا اهرب من المعركة ... همهمات لم يدرك سمعي معناها الا و هو يصارع الامواج ... اختفي هو و ترك ساعته و البوصلة الصغيرة بداخلها معطلة ... و عندما مر تاجر الساعات الرخيصة من امامي .... سألته هل تريد شراء هذه , نظر اليها مليا ... ثم القاها في البحر و اعطاني بوصلة ... لم تكن حقيقية بالطبع , مرسوم بداخلها عقرب يشير الي الغرب , و لكنها لا تعمل فكلما درت بها اجدها تشير الي الغرب في الاتجاهات الاربعة , نظر الي تاجر الساعات الرخيصة بشفقة ثم قال لي , هذا العقرب سام ... و لا تبحث عن بوصلة حقيقية هذه الايام , فلا يوجد , فالشمال و الشرق و الغرب و الجنوب اتجاهات لم تعد موجودة ... لم تكن الشمس قد ظهرت بعد , و كان جميع سكان المدينة يحاولون احصاء النجوم املين ان تقترب احداها الي الارض فتكون بديلا عن شمس غائبة ..

1 comments:

Blogger يا مراكبي said...

رمزية جميلة

رمزية تعود من جديد

:-)

1:16 م  

إرسال تعليق

<< Home