الاثنين، نوفمبر 14، 2011

Get busy living ... or get busy dying

صباح رمادي اللون بعد يوم ممطر , لم اشتر الجريدة صباحا , قررت الاكتفاء بالتأمل و الحملقة في الفراغ , احاول التغلب علي اكتئابي الشتوي الذي تغذيه الفقرة المازوخية الصباحية ... قراءة الجريدة , لم يعجبني طعم القهوة اليوم , حبيبات غير مطهوه جيدا , يعرفني النادل منذ سنوات , يطلبها لي دون أن اشير له بأي شيء , يكفي أن اجلس بجانب البوابة في مكاني الصباحي , او يلاحظ وقوف سيارتي في الناحية الاخري حتي في عدم وجودي لادخل المقهي و أجد فنجان القهوة ينتظرني وحيدا علي الطاولة ... تابعت بالامس "توك شو" ... "استعراض الحديث" كترجمة حرفية , برنامج توقف لمدة و توقعت أن يعود قويا فتيا ليعبر عما يحدث , و لكنه خذلني للمرة الاولي , تسقط الاقنعة و تذوب الوان التجميل , الامطار لازالت تبلل النجيلة في الحديقة الملاصقة , تفوح منها رائحة الأرض المروية المحببة الي قلبي , انهيت الحملقة الفراغية بممارسة تمريني اليومي علي المقهي في تأمل لغة جسد روادها الاغراب , من ينفث دخان سيجارته لأعلي متفائلا , و لأسفل متشائما , السيجارة تعوض الرجل عن ثدي امه المفقود منذ الفطام , هكذا عرفت من المرجع المترجم للغة الجسد , يمكن اكتشاف الكثير عن شخصية المتحدث من طريقة تدخينه و امساكه لسيجارته ... اضحكتني فكرة أن السيجارة لأنها توضع في الفم و تعطي شعورا بالسكينة للحظات للمدخن بأنها كثدي الام تماما , اتأمل ذلك البدين الذي يدخن الارجيلة في الناحية الاخري ... كم كان ثدي امه كبيرا !!


**
يبدو فيما يبدو أنني سأفقد عقلي من كثرة التفكير , قالها لي احدهم في يوم من الايام ثم ذهب بلا عودة ... يا بني كثرة المعرفة تميت القلب , كل حاجة بتعرفها بتخلي جلدك اتخن و اقوي .. اعرف كل شيء عن شيء , و شيء عن كل شيء ... لم يمت قلبي و لم يصبح جلدي اتخن , حدث العكس تماما معي , احاول الزوغان بعقلي بعيدا عن القراءات و الاحاديث لكي لا اجن فكل ما يحدث يدعو للاكتئاب !!
**
احاول الا اتحدث كثيرا , كلمات قليلة لكي لا يسألني محدثي عما بي , نبرة صوتي تفصح عن بئر حزن يتفجر بداخلي , في المرة الأخيرة صدمت عندما سألت في مكالمة هاتفيه ممن لا يعرفني جيدا ...
ما بك؟ صوتك حزين للغاية !! هل انت مريض !؟


**
اترك اذني للزميل الليبي بقية النهار و هو يحكي لي عما حدث في ليبيا في الفترة الاخيرة , الثورة و مقتل القذافي و اصدقائه هناك ... اثار الحديث اهتمامي عندما بدأ في الحديث عن الامازيغ , للمرة الاولي اكتشف ان ليبيا بها امازيغ ايضا مثل المملكة المغربية ... ربما للمرة الاولي اكتشف ان هناك اناس اخرون غير القذافي ... و زميلي هذا , سألته هل تعرف لغتهم , فنفي ... ثم اسمعني اغنية امازيغية من تليفونه المحمول , بدت مليئة بالحياة بهيجة للغاية , حاولت تمييز الكلمات , فلم افهم سوي كلمة ليبيا , ليلحقني هو بالشرح , هذه اغنية للثورة الليبية


**


مساءا وجدت علي صفحة الفيسبووك تدوينة جديدة لعزة مغازي عن رواية ساق الغراب , بعنوان يطارد الموت الحياة .. و ينتصر الي حين


تتحدث فيها عن المجتمع الامومي , و بطلة الرواية ... تتلخص فيها سمات الامهات القدامي , اعرف تلك الفلسفة لقيام الحضارات كلها بأنها بدأت كحضارات انثوية تقدس الام و ترمز اليها بالارض و الخصب و الخير و الرخاء و من ثم تتحول تدريجيا ... لحضارة ذكورية و تبدأ في شن الحروب و القتل الممنهج لأبنائها , سمعتها من قبل من احد المحاضرين ... عن طفولة البشرية و تلك القصص الاولية التي شكلت اساطيرها الخاصة , تبدو الرواية متسقة مع ما يدور ببالي طوال اليوم , كيف يمكن أن تتغلب المباهج علي الاحزان !؟


و كيف يمكن استبدال الغناء و الرقص و الاحتفال باشياء كئيبة بعد وصم البهجة بالنجاسة و الخروج عن السياق العام و الاخلاقيات ...


يا الله !! لما نحول كل شيء الي مسخ !!؟

لما يشتهي البعض القبح بهذه الحماسة !!


**


انهيت قراءة التدوينة تاركا لها تعليقا طفي علي سطح تفكيري منذ بدأت تتحدث التدوينة عن استبدال الفرح بلون البؤس الاسود اللعين , كانت مقولة سمعتها من بطل فيلم شاوشانك ريدامبشن ... انشغل بالحياة او انشغل بموتك


Get busy living ... or get busy dying

5 comments:

Blogger أبوفارس said...

يبدو إن حلقة آخر كلام الليله الماضيه أصابت الكثيرين بالأحباط شكلاً وموضوعاً..ويبدو أننا فى حاره سد..السؤال اللى شاغلنى تلك الأيام وبعد أستقراء الواقع-وجزء منه ماقيل بالأمس-لو تعثرت العمليه الأنتخابيه-ويبدو أن ذلك الأحتمال الغالب حالياً-لو تعثرت وتم إلغائها..ماهى السيناريوهات المحتمله..أنا وجهت نفس السؤال لبعض الصدقاء الناشطين-من جيلى-وتخوفهم إعادة سيناريو 1954..مارأيك؟؟أم أن الأمور تجاوزت ذلك..والحركه ستكون للأمام فقط..مع أرتفاع الثمن..تحياتى ومودتى

4:00 م  
Blogger آفر برس said...

تجد في مدونتي عناوين لمواقع أمازيغية بعضها ليبي:
http://amazigh-cause.blogspot.com/

4:25 م  
Anonymous انسان فنان said...

احاول الا اتحدث كثيرا , كلمات قليلة لكي لا يسألني محدثي عما بي , نبرة صوتي تفصح عن بئر حزن يتفجر بداخلي


كلنا داخلنا حزن من الاحداث التي التي تحدث حولنا و نتوسم الأمل لكي تستمر الحياة.

دام ابداعك أخي

3:11 م  
Anonymous غير معرف said...

الفكرة ان دايما دايما بادخل معاك جوة جو ومحيط "الحدوتة" .. كأني مش بس بقرأ او اشاهد .. انا حاسس اللي بيحصل :)

12:20 م  
Blogger Carol said...

كل عام و أنت بخير يا صديقي ..

3:49 ص  

إرسال تعليق

<< Home