Get busy living ... or get busy dying
صباح رمادي اللون بعد يوم ممطر , لم اشتر الجريدة صباحا , قررت الاكتفاء بالتأمل و الحملقة في الفراغ , احاول التغلب علي اكتئابي الشتوي الذي تغذيه الفقرة المازوخية الصباحية ... قراءة الجريدة , لم يعجبني طعم القهوة اليوم , حبيبات غير مطهوه جيدا , يعرفني النادل منذ سنوات , يطلبها لي دون أن اشير له بأي شيء , يكفي أن اجلس بجانب البوابة في مكاني الصباحي , او يلاحظ وقوف سيارتي في الناحية الاخري حتي في عدم وجودي لادخل المقهي و أجد فنجان القهوة ينتظرني وحيدا علي الطاولة ... تابعت بالامس "توك شو" ... "استعراض الحديث" كترجمة حرفية , برنامج توقف لمدة و توقعت أن يعود قويا فتيا ليعبر عما يحدث , و لكنه خذلني للمرة الاولي , تسقط الاقنعة و تذوب الوان التجميل , الامطار لازالت تبلل النجيلة في الحديقة الملاصقة , تفوح منها رائحة الأرض المروية المحببة الي قلبي , انهيت الحملقة الفراغية بممارسة تمريني اليومي علي المقهي في تأمل لغة جسد روادها الاغراب , من ينفث دخان سيجارته لأعلي متفائلا , و لأسفل متشائما , السيجارة تعوض الرجل عن ثدي امه المفقود منذ الفطام , هكذا عرفت من المرجع المترجم للغة الجسد , يمكن اكتشاف الكثير عن شخصية المتحدث من طريقة تدخينه و امساكه لسيجارته ... اضحكتني فكرة أن السيجارة لأنها توضع في الفم و تعطي شعورا بالسكينة للحظات للمدخن بأنها كثدي الام تماما , اتأمل ذلك البدين الذي يدخن الارجيلة في الناحية الاخري ... كم كان ثدي امه كبيرا !!
**
يبدو فيما يبدو أنني سأفقد عقلي من كثرة التفكير , قالها لي احدهم في يوم من الايام ثم ذهب بلا عودة ... يا بني كثرة المعرفة تميت القلب , كل حاجة بتعرفها بتخلي جلدك اتخن و اقوي .. اعرف كل شيء عن شيء , و شيء عن كل شيء ... لم يمت قلبي و لم يصبح جلدي اتخن , حدث العكس تماما معي , احاول الزوغان بعقلي بعيدا عن القراءات و الاحاديث لكي لا اجن فكل ما يحدث يدعو للاكتئاب !!
**
احاول الا اتحدث كثيرا , كلمات قليلة لكي لا يسألني محدثي عما بي , نبرة صوتي تفصح عن بئر حزن يتفجر بداخلي , في المرة الأخيرة صدمت عندما سألت في مكالمة هاتفيه ممن لا يعرفني جيدا ...
ما بك؟ صوتك حزين للغاية !! هل انت مريض !؟
يبدو فيما يبدو أنني سأفقد عقلي من كثرة التفكير , قالها لي احدهم في يوم من الايام ثم ذهب بلا عودة ... يا بني كثرة المعرفة تميت القلب , كل حاجة بتعرفها بتخلي جلدك اتخن و اقوي .. اعرف كل شيء عن شيء , و شيء عن كل شيء ... لم يمت قلبي و لم يصبح جلدي اتخن , حدث العكس تماما معي , احاول الزوغان بعقلي بعيدا عن القراءات و الاحاديث لكي لا اجن فكل ما يحدث يدعو للاكتئاب !!
**
احاول الا اتحدث كثيرا , كلمات قليلة لكي لا يسألني محدثي عما بي , نبرة صوتي تفصح عن بئر حزن يتفجر بداخلي , في المرة الأخيرة صدمت عندما سألت في مكالمة هاتفيه ممن لا يعرفني جيدا ...
ما بك؟ صوتك حزين للغاية !! هل انت مريض !؟
**
اترك اذني للزميل الليبي بقية النهار و هو يحكي لي عما حدث في ليبيا في الفترة الاخيرة , الثورة و مقتل القذافي و اصدقائه هناك ... اثار الحديث اهتمامي عندما بدأ في الحديث عن الامازيغ , للمرة الاولي اكتشف ان ليبيا بها امازيغ ايضا مثل المملكة المغربية ... ربما للمرة الاولي اكتشف ان هناك اناس اخرون غير القذافي ... و زميلي هذا , سألته هل تعرف لغتهم , فنفي ... ثم اسمعني اغنية امازيغية من تليفونه المحمول , بدت مليئة بالحياة بهيجة للغاية , حاولت تمييز الكلمات , فلم افهم سوي كلمة ليبيا , ليلحقني هو بالشرح , هذه اغنية للثورة الليبية
اترك اذني للزميل الليبي بقية النهار و هو يحكي لي عما حدث في ليبيا في الفترة الاخيرة , الثورة و مقتل القذافي و اصدقائه هناك ... اثار الحديث اهتمامي عندما بدأ في الحديث عن الامازيغ , للمرة الاولي اكتشف ان ليبيا بها امازيغ ايضا مثل المملكة المغربية ... ربما للمرة الاولي اكتشف ان هناك اناس اخرون غير القذافي ... و زميلي هذا , سألته هل تعرف لغتهم , فنفي ... ثم اسمعني اغنية امازيغية من تليفونه المحمول , بدت مليئة بالحياة بهيجة للغاية , حاولت تمييز الكلمات , فلم افهم سوي كلمة ليبيا , ليلحقني هو بالشرح , هذه اغنية للثورة الليبية
**
مساءا وجدت علي صفحة الفيسبووك تدوينة جديدة لعزة مغازي عن رواية ساق الغراب , بعنوان يطارد الموت الحياة .. و ينتصر الي حين
تتحدث فيها عن المجتمع الامومي , و بطلة الرواية ... تتلخص فيها سمات الامهات القدامي , اعرف تلك الفلسفة لقيام الحضارات كلها بأنها بدأت كحضارات انثوية تقدس الام و ترمز اليها بالارض و الخصب و الخير و الرخاء و من ثم تتحول تدريجيا ... لحضارة ذكورية و تبدأ في شن الحروب و القتل الممنهج لأبنائها , سمعتها من قبل من احد المحاضرين ... عن طفولة البشرية و تلك القصص الاولية التي شكلت اساطيرها الخاصة , تبدو الرواية متسقة مع ما يدور ببالي طوال اليوم , كيف يمكن أن تتغلب المباهج علي الاحزان !؟
و كيف يمكن استبدال الغناء و الرقص و الاحتفال باشياء كئيبة بعد وصم البهجة بالنجاسة و الخروج عن السياق العام و الاخلاقيات ...
يا الله !! لما نحول كل شيء الي مسخ !!؟
لما يشتهي البعض القبح بهذه الحماسة !!
**
انهيت قراءة التدوينة تاركا لها تعليقا طفي علي سطح تفكيري منذ بدأت تتحدث التدوينة عن استبدال الفرح بلون البؤس الاسود اللعين , كانت مقولة سمعتها من بطل فيلم شاوشانك ريدامبشن ... انشغل بالحياة او انشغل بموتك
Get busy living ... or get busy dying
5 comments:
يبدو إن حلقة آخر كلام الليله الماضيه أصابت الكثيرين بالأحباط شكلاً وموضوعاً..ويبدو أننا فى حاره سد..السؤال اللى شاغلنى تلك الأيام وبعد أستقراء الواقع-وجزء منه ماقيل بالأمس-لو تعثرت العمليه الأنتخابيه-ويبدو أن ذلك الأحتمال الغالب حالياً-لو تعثرت وتم إلغائها..ماهى السيناريوهات المحتمله..أنا وجهت نفس السؤال لبعض الصدقاء الناشطين-من جيلى-وتخوفهم إعادة سيناريو 1954..مارأيك؟؟أم أن الأمور تجاوزت ذلك..والحركه ستكون للأمام فقط..مع أرتفاع الثمن..تحياتى ومودتى
تجد في مدونتي عناوين لمواقع أمازيغية بعضها ليبي:
http://amazigh-cause.blogspot.com/
احاول الا اتحدث كثيرا , كلمات قليلة لكي لا يسألني محدثي عما بي , نبرة صوتي تفصح عن بئر حزن يتفجر بداخلي
كلنا داخلنا حزن من الاحداث التي التي تحدث حولنا و نتوسم الأمل لكي تستمر الحياة.
دام ابداعك أخي
الفكرة ان دايما دايما بادخل معاك جوة جو ومحيط "الحدوتة" .. كأني مش بس بقرأ او اشاهد .. انا حاسس اللي بيحصل :)
كل عام و أنت بخير يا صديقي ..
إرسال تعليق
<< Home