الأربعاء، سبتمبر 28، 2011

طاقية الاخفاء

طاقية الاخفاء , في سن مبكرة الهمتني الفكرة كثيرا , اعجبني قصة الفيلم لاسماعيل ياسين و توفيق الدقن , لم يكن يعجبني سؤاله ... العلبة فيها ايه !؟ و الاجابة اللامنطقية , العلبة فيها فيل ... قبل عدة اشهر كنت اتأمل لافتات الاعلانات في كل مكان , واحدة في نزلة كوبري اكتوبر لرملة بولاق كتب عليها ... اخيرا مصر اختارت طعم الفول السوداني , فول سوداني بالجبنة الشيدر !!
حملة اعلانية اخري كانت تثير غثياني , و عنوانها كان , مصر هتختار طعم الشيبسي , انتهت بشعار مغرق في العبثية , مصر اختارت شيبسي بطعم الجمبري ... هواية اخري مرتبطة بطاقية الاخفاء , التأمل و تحليل الاحداث في سكينة و هدوء , بدا بشكل لا شك فيه في العام الأخير أن الوعي الجمعي في مصر يبحث عن التغيير , التقطها احد الاذكياء في شركة تسويق و اعلانات ليصيغ شعار لحملته ... مصر اختارت ... اخيرا مصر بتختار ... حتي و لو كان طعم الشيبسي او الفول السوداني ... او اي شيء تافه أخر .
**
يدك التي تركتيني الامسها اليوم .. تلك القشعريرة و الخدر اللذيذ الذي تسرب الي عمق روحي , عيناك .. مرفأ امان و طمأنينة , طوال سنيني السابقة كنت احارب , حرب بدت بلا نهايه و بلا عدو "مرئي" حقيقي , اكنت دون كيخوته يحارب الطواحين , ام بطل رواية جورج ارويل ...اهو الأخ الأكبر هو من كنت اقاتله !؟

لم يعد يهمني كل هذا الأن , كل ما اعرفه انني بالفعل في حالة ادمان كما يقول العم نزار .. خبرت احاسيس كثيرة بدت كمشاعر و لكنها لم تكن ابدا .
**
طوال حياتي اعتمدت علي المتع الصغيرة في الحياة لكي استطيع التعايش و الاستمرار مع احزاني , تلك المتع الصغيرة كالقهوة و التدخين مساءا , تصاحبهم اغنية لفيروز ... أن اجلس محملقا في سقف الغرفة متأملا الاحوال , الذهاب الي ندوة لمناقشة شأن عام يزيد الوجع علي وجع الخاص , او حتي أن اقضي سويعات خفيفة في قراءة عمل ادبي جيد اخرج منه ببعض الاصدقاء الورقيين , هل حكيت لكي عن لعبتي الخفية في اخراج الشخوص من الروايات و التعامل معهم في الحقيقة !؟ هل حكيت لكي انني رأيت ذات بطلة رواية صنع الله ابراهيم تقف في محطة الاتوبيس في ميدان الخلفاوي بشبرا !؟
او عيد المشعور بطل رواية طيور العنبر لابراهيم عبد المجيد !؟ لقد رأيته هو الأخر يتحرك بجنونه المبهج البريء بين حي غمرة و العباسية و استوقفته و تبادلنا الحديث قليلا قبل أن يسبني و يرحل !!
**
تلك المتع الصغيرة , احداها هي طاقية الاخفاء , أن اجلس علي مقهي و انصت باهتمام لما يقوله الجالسون خلفي , في المرة الأخيرة كنت انتظرك علي احدي مقاهي وسط البلد , عندما لفت نظري الابتسامة الواسعة علي وجهي فتاة و شاب , و كأنهم مرآة , هكذا يقول علم لغة الجسد , يمكنك تمييز المحبون لأن لهم نفس طريقة الوقوف او الجلوس اثناء تواجدهم معا , فاذا وضع هو يده تحت ذقنه فعلت مثله , و اذا وضعت هي قدم فوق الاخري , فعل مثلها , راقبتهم قليلا و ميزت تأثير المرايا بوضوح شديد بينهم , لبست طاقيتي للاخفاء و فتحت اذني لكي التقط حديثهم , اخزنه لكي اعود و اجتره في ساعات لاحقة , اتأمل مخارج حروفهم و حديثهم العذب المنمق , كل منهما يحاول اخراج افضل ما لديه من افكار و اراء في حديث لطيف لا ينتهي , خطوط غير مرئية من الود و البهجة تمتد فيما بينهم مشكلة مجال مغناطيسي لا نهائي .
**
تظل متعة المرات الاولي هي الاجمل علي الاطلاق , متعة ملامسة روحك المتمردة و التمعن في قسمات وجهك الجادة و أنت تشرحين وجهات نظرك في شئون الكون الكبير , جسدك الصغير الجميل و حديثك العذب الذي يخفي من خلفه عقل يحوي مجرات بشموسها و كواكبها , ابحر فيها بلا انقطاع ... و هذه ليست متعا صغيرة , و انما الجنة بعينها يا جميلتي ...

7 comments:

Blogger Hesham Mehrem said...

معنتش تتأخر علينا كده

5:22 ص  
Anonymous انسان said...

أنا كمان عمري ما حبيت السؤال العلبة فيها إيه؟؟؟
و لا طريقة الضرب اللي في المشهد
--
أما عن الشخصيات أنا كمان قبلت كثير من الأبطال في الروايات ... أعيش معهم أيام و ليالي

--
ما علاقة طقية الاخفا بمتعة المرات الأولى ؟؟ لم أفهمها

3:40 م  
Blogger بحلم said...

خطأ صغير لن يعجب عبد المنعم ابراهيم أبدا أن تستبدل اسمه باسم سمعة

دمت مبدعا

1:21 م  
Blogger Tarkieb said...

ازاي فيلم عاجبك ومش عارف ان عصفور كان عبد المنعم ابراهيم مش اسماعيل ياسين ...جايز تكون قصدك الفانوس السحري لسمعه؟

11:04 م  
Blogger P A S H A said...

هل حكيت لكي عن لعبتي الخفية في اخراج الشخوص من الروايات
:)

3:09 ص  
Anonymous المصري said...

طاقية الاخفاء و المتع الصغيرة فكرة جديدة

خبرت احاسيس كثيرة بدت كمشاعر و لكنها لم تكن ابدا
ماذا كانت تلك الاحاسيس ؟

أنا قرات أكثر من عمل لك مدونتك تستحق ان تتابع

1:33 ص  
Blogger maf2ou3a said...

enta feen men zaman have visited your blog several times looking for new blogs

8:19 م  

إرسال تعليق

<< Home