الاثنين، أغسطس 10، 2009

أزمنة النفاق الجماعي

منذ ما يقارب الشهرين ذهبت الي ميدان طلعت حرب لكي ابحث في المكتبات عن رواية ابراهيم عبد المجيد الجديدة في كل اسبوع يوم جمعة ... دخلت الي مكتبة الشروق و لم اجدها ... و مدبولي ايضا ... خرجت و انا اتسائل .. كيف نشر تقديم للرواية و حوار مع مؤلفها علي مساحة صفحة كاملة في جريدة الشروق و العاملين بمكتبات الشروق لا يعلمون عنها أي شيء!؟ ريبورتاج كامل اثار شهيتي للقراءة ... اديب من هذا الجيل الذي يعتبر الأن جيل الأساتذة يتحدث عن عالم الانترنت و المدونين .. شيء جدير بالاهتمام و القراءة ... او علي الاقل كان هذا رأيي وقتها .

***

اثناء عودتي من وسط البلد الي شبرا ... رأيت رواية باولا ... لإيزابيل أللندي ترجمة صالح علماني و من اصدارات مكتبة الاسرة ... في فرشة للجرائد فالتقطها علي الفور ... و وضعتها بجانب باقي الروايات التي لم اقرأها بعد ... و ظللت ابحث عن رواية ابراهيم عبد المجيد حتي وجدتها منذ اسبوعين من اصدارات الدار المصرية اللبنانية التهمتها في يومين و لم تعجبني ... و لا انصح احدا بقرائتها .
و كأن كاتبها المبدع لم يكتب من قبلها لا احد ينام في الاسكندرية أو البلدة الأخري أو عتبات البهجة !!
ثم بدأت في قراءة ايزابيل اللندي و انهيتها ... ثم اعدت قرائتها مرة اخري ... تفاصيل و عوالم ممتعة تتفتح امامي بسببها ... توقفت كثيرا عند هذه الكلمة في الرواية ... ازمنة النفاق الجماعي .

***

الحاسة الاخيرة التي تعمل عند المولود هي حاسة الشم ... و هي الحاسة الاخيرة التي تتوقف عند الموت ايضا حقيقة علمية جديدة القاها علي سمعي صديق ... كنا نجلس في مصنعه للاخشاب و كانت رائحة مياه المجاري منتشرة في الجو بشكل ملحوظ .

***

أزمنة النفاق الجماعي ... كنت و لا زلت اشعر أن النفاق له رائحة ... رائحة نتنه و قذرة ... احيانا يتحول الانسان لمنافق دون أن يدري ... لأنه يجلس في وسط مياه المجاري ... و يأكل نباتات مزروعة من مياه المجاري و يشرب منها ايضا .

***

عندما تحدثت مع مجموعة من الاصدقاء عن رواية ابراهيم عبد المجيد الأخيرة قالوا لي الا تعتبره اديبك المفضل و تتحدث عن رواياته كثيرا !؟ عبروا عن دهشتهم من انتقاده .

***

في نفس اليوم حاولت اقناع بعض المعجبين بمحمد منير ... و انا منهم بالمناسبة ... بأن له اغاني تافهه و لا تستحق أن يسمعها احد ... مثل اغنية مكرونة بالصلصلة ... و أن ليس كل ما يغنيه هو ابداع خالص و ليس في الامكان ابدع من ما كان ... و كفانا نفاقا مجانيا لكل الناس ... يجب أن نميز بين العمل الجيد و العمل الرديء و أن هذا في مصلحة المبدع نفسه !!! و لكنني قوبلت بعاصفة انتقاد شديدة لأنني تجرأت و انتقدت الكينج .

***

أزمنة النفاق الجماعي ... تعريف قصير في رواية ايزابيل أللندي ... و لكنه طويل جدا و هام في هذه الأزمنة ...
ازمنة النفاق الجماعي .

***

و بما أن الحاسة الاخيرة التي تتوقف لدي الانسان قبل أن يموت هي حاسة الشم ... فقد قررت أن اعبر عن استيائي من رائحة النفاق الجماعي ... بأن اقول لصديقي بأن ننقل كراسينا من داخل المصنع حيث تنتشر رائحة مياه المجاري الي بوابته .. حيث الهواء الجميل ... و لكن بعد فترة اكتشفت أن بجانب البوابة دورة مياة لها رائحة اخري و لهذا حديث أخر .

22 comments:

Anonymous SostyPasha said...

:D
نفاق بنكهة المجاري !
سمة المجتمع للاسف
..
رائعه بجد التدوينه .. استمتعت جدا في قراءتها مع اول زياره :)

2:59 م  
Anonymous SostyPasha said...

نفاق بنكهة المجاري :D
سمة المجمتمع .. السائده للاسف
:S

3:01 م  
Blogger Unknown said...

ربما نحن اموات فعلا وتلك الحاسة لم تمت بعد بصفتها الاخيرة

3:51 م  
Blogger قبل الطوفان said...

هو نوع من العمى

عمى تختفي معه أكثر من حاسة، وتختلط فيه الأمور، ليسير كثيرون في موكب جماعي يشبه الزفة، وتبدأ المدائح أو الشتائم الجماعية، من دون فهم أو بصيرة

ببساطة، حتى الشخص الجيد، قد يرتكب أخطاء وهفوات
لماذا إذن، يعتقد البعض أن هناك شخصاً كاملاً في أعماله؟

سعيدٌ باختياراتك الأدبية

5:25 م  
Blogger Alkomi said...

إيـــــــــــــه

إنت هتعيب في بطيخ مولانا ؟

12:47 ص  
Blogger زمان الوصل said...

كنت داخله فقط أقول لك أنّى شاهدت رواية "ابراهيم عبد المجيد" فى مكتبة "ديوان" و هذا قبل أن أعرف أنّك وجدتها بالفعل و قرأتها خلاص ..

و كنت -كنوع من النفاق فيما يبدو- متردده خلال قراءة الندوينه أن أقول لك أنّى دائما ما استغربت من إعجابك بكتابات "ابراهيم عبد المجيد" لكنّى كنت محرجه فيما يبدو لكن بما أنّنا فى حالة مصارحه جميله :) أحب أقول لك أنا بجد كنت باستغرب أوى أمّا ألاقيك معجب كده بكتاباته بس كنت أرد الأمر لاختلاف الأذواق و هو أمر عادى و طبيعى .. على فكره من كام يوم كانت زميله فى العمل أصغر منّى بحوالى عشر سنوات تسألنى عن مطربى المفضّل و تعلّق على أنّه ليس لى مطرب مفضّل و كان تعليقى أنّه بالفعل ليس هناك مطرب أو مطربه أتقبّل كل أعمالهم حتى الردئ منها لمجرّد حبّى لهم أو لمجرّد أنّهم مفضّلين عندى .. هناك مطربون أحب لهم أعمال لكن ليس معنى هذا أن تكون كل أعمالهم عصيّه على النقد و الرفض !!

11:53 ص  
Blogger karakib said...

SostyPasha


شكرا يا فندم و اتمني دوام المرور



واحد مش فاهم حاجة


اموات ... تفتكر ؟؟ للدرجة دي يعني ؟

12:22 م  
Blogger karakib said...

Yasser_best

يا دكتور في ناس كده بتحب تعمل رموز .. كل حاجة اصبح انتقادها خطأ
مثلا مثلا هيكل اللي عمال يقول و يقول لما حد يقول انا مش مقتنع بكلامه علشان كذا و كذا و كذا
يترد عليه علي طول انت هتفهم اكتر من الاستاذ !!



Alkomi


انت تعرف عني اني ممكن اعمل كده !! كله الا كده !

12:24 م  
Blogger karakib said...

زمان الوصل
هو ابراهيم عبد المجيد عنده ميزة مش موجودة في ناس كتير ... انه سهل و عميق في نفس الوقت
الرواية بتخلص في قعدة و بتكون حلوة و مكتوبة بمزاج و من غير فذلكة و تعالي علي القاريء ... انا لازلت معجب بكتاباته لكن اكيد الرواية الاخيرة وحشة ... قصدي وحشة اوي ... لكن ده ميمنعش انه هو هو اللي الف عتبات البهجة و طيور العنبر و لا احد ينام في الاسكندرية و البلدة الاخري ... هو هو نفس الشخص ... و لأنه بشر فهو يخطيء و يصيب ...عادي يعني :)
بعدين مين قال انك منافقة !؟ لأ طبعا انا مش موافق علي الكلام ده ابدا
كلام غلط طبعا
اما عن المطرب المفضل فطبعا كل المطربين بيغنوا حاجات حلوة و حاجات وحشة .. حتي محمد منير له اغاني وحشة جدا و ده طبيعي ... اصله بني ادم ... بشر
يومك جميل :))

12:28 م  
Blogger Alkomi said...

مش انت

انا قصدي الناس اللي استغربت نقدك لمنير

لسان حالهم

هو الجملة الخالدة اللي اتقالت على لسان الفلتة توفيق الدقن في فيلم السوق

ايــــــــــه انت هتيعب في بطيخ مولانا

:)

12:28 ص  
Blogger م said...

ازيك يا هانى
انا مابحبش ابراهيم عبد المجيد مع انى ماقريتش ليه اى عمل كامل
وده عشان ما حبيتوش خالص
جبت ليه مجموعه قصصيه مش فاكر اسمها وكتاباسمه غواية الكتابه تقريبا ورواية طيور العنبر
مقدرتش اخلص اى حاجه فيهم
بحسه بايخ كده وبارد
باولا بق ىوانا راجع من طلعت حرب رايح شبرا برضه جبتها بس لسه ماقريتهاش

12:12 ص  
Blogger Captain L.J.Silver said...

اعتقد ان الازمة في اننا بنصنع أصناما بنفسنا و بعدين نعبدها ..فلما يجي حد يحطم الأصنام ديه مبنقدرش نقبل تصرفه ..........لازم نفهم أن المهم الأغنية مش المغني ...الكتاب مش الكاتب ...القرار...مش الزعيم !!.

يا ترى بقى انتا لسه فاكرني ؟ :]]]]

3:20 ص  
Blogger karakib said...

Alkomi
فاهم يا باشا :)

6:38 م  
Blogger karakib said...

محمد الهنداوى

هو لولا اختلفت الاذواق ... انا باستمتع بكتابته جدا لأنها بتعمل مود ظريف اوي يا محمد
اما باولا ... فدي حاجة تانيه خالص بقي
ده مستوي كتابات ما قابلتوش قبل كده

6:39 م  
Blogger karakib said...

أزال المؤلف هذا التعليق.

6:41 م  
Blogger karakib said...

Captain L.J.Silver


متفق معاك تماما :) و عيب لما تسألني فاكرك و لا لأ
انت من اول زوار مدونتي ... من الزوار القدام للي تعليقاتهم بتثري فعلا التدوينة
كنت فين يا عم كل ده ؟؟؟ نورتني

6:43 م  
Blogger صوت من مصر said...

استاذ هانى انا من عاشقى منير بدرجه لا يتخيلها البعض لكنى اعلم ان له اغانى ليس لها اى معنى واقول هذا امام الكل ولا اخجل
النفاق له وجه واحد وليس مليون الوجوه كما يقول البعض وجه النفاق هو وجه قبيح جدا
محمد كمال اتمنى انك تكون عرفت انا مين ؟
وفى مدونتى هتلاقى اجابتى

4:04 م  
Blogger JALAL said...

المشكلة الحقيقية إن عدد كبير من الناس بيحسوا بقيمتهم لما بتبقى زي كل الناس اللي حواليها,و ده في حد ذاته بيعلم النفاق شوية شوية,الفكرة لو النفاق تحول لعملية تبرير..بمعنى إطلاق مسميات أخرى عليه زي اللي بيحصل مع الرشوة مثلا..إحنا شعب خبير في إصدار قواميس تبرير للصفات السيئة.

8:12 م  
Blogger استاذ حمام said...

رائع استاذ جورج

نحن نحاول أن نعمل للآخرين

الذين نحبهم تماثيل

ونعبدهم

تابوهات والسلام

انا مثلاً أعتبر حجازي الشاعر

غير مستحق لجائزة الشعر

لماذا لأنه ليس شاعراً

الآن

الست معي

فى استحقاق غيره للجائزة

هذا هو النفاق الجماعي

الذي تتحدث عنه

9:44 م  
Blogger hasona said...

السلام عليكم

كل سنة وانت بخير
وكل سنة وجميع أحبابك بخير وصحة وسعادة
وكل سنة وكل المسلمين علي شريعة الله وسنة الحبيب المصطفي رضي الله عنه وأرضاه

وان شاء الله نستفيد من رمضان بكل السبل
ونخرج منه أفضل مما ولجنا به
يا رب أعنا علي القيام والصيام والصلاة
ووفقنا لما فيه الخير للجميع يا رحيم يا كريم

وارزقنا العفاف والرضا - والمحبة واهدينا يا عظيم

وأعنا علي القيام والصيام والصلاة والارتقاءالي جنة الفردوس

واجعلها لنا ميراث خير وسعادة

واجعلنا من عتقاءك في هذا الشهر يا معطي يا وهاب

وارزقنا حلاوة القرآن و حسن تلاوته
زتدبر معانيه وفهم علي النحو الصحيح
ورطب ألسنتنا بذكر يا الله

8:05 ص  
Blogger يا مراكبي said...

بغض النظر عن موضوع رائحة المجاري التي إنتشرت في هذا البوست تحديدا .. ومع غرابة ربطك بينها وبين النفاق الجماعي .. إلا أنني أشاركك نقدك الموضوعي لأي مبدع بهذا الطريقة .. فقد يكون المبدع له مثلا 85 في المائة من الأعمال الممتازة تجعله ملكا متوجا في تخصصه .. لكن ذلك لا يعني ألا ننتقد ال 15 في المائة المتبقية

الكمال لله وحده .. ومهما حاول الإنسان أن يصل إلى الماءة في المائة فلن يستطيع .. المهم أن نتقبل ذلك مبدعين وجمهور

12:33 ص  
Anonymous غير معرف said...

النفاق أصبح سمة شعب بأكمله
(شلوت حضرتك دفعة للأمام )
تدوينة ممتعة ;(

4:23 ص  

إرسال تعليق

<< Home