الجمعة، سبتمبر 26، 2008

ثأر العنب الاحمر و القرية الهادئة

في عام ما ... في فصل الصيف ... شرق الصحاري السبع ... كانت هناك واحة في وسطها مدينة هادئة يقصدها كل من يعبر الصحاري ... ليرتاح من عناء السفر ... و كان للقرية كبيران ... يحبان بعضهما البعض و يأتمر بامرهما كل سكان القرية و كان كبير منهم عليما بأمور التاريخ حافظا لها ... و الأخر عليما بعلوم الطب حاذقا فيها ... و كان كبير المؤرخين له اخ اصغر ينتظر وراثة زعامة القرية بعد ان يموت ... و قد مل الانتظار ... و في احد احاديثهم عرف من اخيه الاكبر عن سر العنب الاحمر ... فلم يكن يعرف اهالي القرية عن هذا النبات ابدا ... و كانوا يعرفون ان كل العنب اصفر اللون ... و قرر الأخ الاصغر عبور الصحاري ليأتي ببذور العنب الاحمر ... و كان يخبيء في نيته امرا خبيثا ... عندما عاد في الصيف الذي تلاه ... تخفي في صورة رحالة و اقام بين اهالي القرية ... و في ليل لم يظهر به القمر ... قتل أخيه الاكبر و دفنه تحت شجرة العنب الاصفر في وسط سوق المدينة ... و وضع فوق قبره بذور العنب الاحمر بعد أن احرق شجرة العنب الاصفر علي اطراف المدينة
و تركه لينمو ... و عندها كشف عن وجهه للجميع و كأنه عائد للتو من اسفاره ...و تسلم القيادة بعد أن اتعب البحث اهالي القرية عن اخيه الاكبر ... و لكن شاركه كبير الاطباء فيها كما اعتاد اهل القرية ... و بعد عدة شهور اثمرت شجرة العنب الاحمر
فتعجب السكان من هذا اللون الذي لما يراه احد من قبل و تهافت الجميع الي ساحة السوق ليروا هذا النبات الجديد ... و هنا ظهر كبير المؤرخين الأخ الأصغر و اكمل خدعته الخبيثة و قال للجميع ... العنب لا يكون احمر اللون الا اذا كان تحته جسد انسان كبير الشأن قتل عنوة من كبير أخر ... هكذا يقول التاريخ
و عندما حفروا الأرض من تحت الشجرة اكتشفوا أن كبير المؤرخين الغائب مقتول و عرفوه من ملابسه و اللفافة حول رأسه ... و عندها توجهت انظار الجميع الي كبير الاطباء و حاول بعض الافراد قتله ... و الاخرون حمايته ... و قتل الكثير من الناس في القرية الهادئة ... التي لم تعد هادئة
و كلما قتل واحد من الفريقين ... حاول الفريق الأخر قتل واحدا امامه ... و ظل الثأر موجودا حتي بعد أن مات كلا من كبير المؤرخين و الاطباء ... و مرت سنين عديدة بعدها
و علم اهالي القرية أن العنب الاحمر كالعنب الابيض تماما ... نبات ينمو من قديم الازل في القري البعيدة و لكنهم لم يكونوا يعرفونه و أنه لا يحتاج لأن يروي بدم احد كبار القوم حتي يظهر بهذا اللون بل هو عنب احمر ... فقط احمر
لكن لغرابة الامور ... لم يتوقف الثأر حتي الأن
ثأر العنب الاحمر الملون

الاثنين، سبتمبر 22، 2008

بكرة أحلي اكيد !؟

انت واخد موقف مني ؟؟
رسالة قصيرة أتت الي تليفوني المحمول من صديقة عزيزة
لم اعرف بماذا اجيب ... في حقيقة الأمر انا اخذت موقف من الدنيا كلها ... من كل ما يحدث حولي
لم املك سوي أن اتصل بها ... استمعت اليها لفترة و اكدت لها انني كنت مشغولا في الفترة الماضية بشدة ... شعرت انها هي الاخري متعبة ... ففعلت دور اذني ... البوح يريحنا جميعا و بدأت تشكو من عدة اشياء ... مثلا حوار كهذا دار معها اثناء حفل زفاف
مبروك يا حبيبتي ... عقبي لك ... ان شاء الله قريب بقي ... شدي حيلك
هو انت مش عايزة تتجوزي ليه ؟
لأ ابدا بس يعني ... أصل
تلاقيكي بتدلعي علي العرسان ... انت عندك كام سنة ؟؟

اتنين و تلاتين
تؤ تؤ تؤ (مصاحبة لهذة التأتأة نظرة شفقة اصطناعية) ... ليه كده !؟ ... لأ ان شاء الله قريب تتجوزي ... بس شدي حيلك

انها المرة الثانية التي استمع فيها لهذة المشكلة في نفس اليوم ... و تتكرر بنفس الاسلوب و قد لا ابالغ اذا كانت بنفس ترتيب الكلمات
المرة الاولي ... كانت صديقة اخري تجلس امامي و تحكي وسط مجموعة من الاصدقاء عن نفس الازمة ... فشعرت بثقل كبير علي صدري ... فحاولت ان احول مجري الحديث للتفاؤل بالغد ... فقلت لها بكرة احلي اكيد
و لكن بداخلي ... كنت مقتنعا تماما ... أن غدا لن يكون افضل الا اذا توقفنا عن هذة العادة الاجتماعية الملعونة ... السؤال في ادق الامور الشخصية ... و نحن نعرف انها تؤلم ... و كأننا نستمتع بتعرية من امامنا ... نغرقه في الخجل بسبب شيء ما .. لا حيلة و لا يد له فيه ... ما علينا

***

اتخذت قرار الذهاب الي طبيب الاسنان بعد فترة طويلة من الخوف ... دفعت ثمن الكشف للتمرجية و جلست منتظرا أن يأتي دوري لمدة نصف ساعة و وجدت ان العيادة امتلأت بالناس و لا احد يدخل حجرة الكشف ... فسألتها ان كان الطبيب موجود ... فقالت لي .. هييجي الساعة ثمانية و نصف ... نظرت في ساعة الحائط ... فوجدتها معطلة فنظرت في ساعة يدي وجدتها الساعة السادسة و النصف .. هل كنت سأنتظره ساعتين !؟ لم اشأ ان ادخل في جدال عقيم معها ... فذهبت للجلوس علي المقهي حتي تمر الساعتين

***
أتي احد اصدقائي و اخبرني برغبته في شراء سيارة شيفروليه افيو ... و أن معه في جيبه مقدم الحجز ... و طلب مني أن اذهب معه الي المهندسين حيث يوجد توكيل السيارة ... فقمت معه
دخلنا الي مقر المعرض و وقفنا قليلا ... لعل احدهم يلاحظ وجودنا و لكن لا حياة لمن تنادي ... فقررنا الدخول الي احد المكاتب فقابلنا بوجه متجهم احد موظفي المبيعات ... الاستاذ محمد توفيق ... و جلسنا فلم يدعونا للجلوس ... سأله صديقي لو سمحت عايز احجز عربية أفيو ... نظر اليه و لم يجيبه و رفع الهاتف و بدأ يتحدث ... عندما انتهي نظر الينا مرة اخري ... و سألنا ماذا نريد ... فقلنا له نريد حجز سيارة فسألنا .. نوعها ايه ؟ فاجبناه ... أفيو ... فرفع سماعة التليفون ليجيب الهاتف ... نظر لي صديقي متعجبا من ما يحدث ... فابتسمت و تكرر هذا السيناريو عدة مرات ... فنظر اليه موظف المبيعات من اعلاه لأسفله و قال له .. هات البطاقة لو سمحت ... فاستمهله صديقي قليلا ... هو نوع الكاوتش بيفرق من الافيو الكوري للمصري و لا هو هو !؟
و هنا نظر الينا الرجل و كأننا بنهوهو ... و قال بصوت عالي
انا ما اعرفش الكلام ده ... اطلع بص علي العربية برا
و تركنا في المكتب و ذهب
بعد نصف ساعة خرجنا نبحث عن احد ليحدثنا ... و كنت قد قررت ان اشكوه ... و لكن لمن !؟ لا اعرف
وجدناه اتيا من بعيد ... فنظرت له فقال لي هو انا اتأخرت عليكم !؟ فانفجرت فيه ... هو انت اساسا كنت بتكلمنا !؟ احنا جايين نشحت !؟ من ساعة ما جينا و انت بتتكلم في التليفون
هو كده ينفع يعني !؟ و بكل هدوء اجابني ... أه ينفع انا كنت في ميتنج ... لو مش عاجبك مديري اهه .. اشتكي له ... يا استاذ (مش فاكر اسمه) في كومنت عليا عند الناس دي
و ذهب و هو مطمئن البال
اتي المدير الينا فحكيت له ما حدث ... و لغرابة الامور قال لنا لأ طبعا اللي حصل مينفعش ... حضرتك طبعا مينفعش ... هو انتم عايزين عربية ايه ؟ فقلت له أفيو ... فقال لنا العربيه عليها حجز لحد أخر الشهر ... ممكن تيجوا بكره علينا ضغط شغل جامد
خرجنا من التوكيل مندهشين ... نظر الي صديقي بعد ان اصابته لوثة عقلية مؤقتة ... و ظل يكرر هذة الجملة ... مش كفاية يكون معاك خمسة و سبعين الف جنيه علشان تشتري عربية ... لازم تتحايل عليهم كمان و لا دي كمان عايزة واسطة !؟

فحاولت أن اغير مجري الحديث ... فقلت له ... بكرة احلي اكيد ... و بداخلي كنت مقتنعا تماما أن غدا لن يكون افضل بكل هذا الكم من العبثية ... هو مين قال الشكوي لغير الله مذلة !؟ ... ما علينا
***
دخلت الي عيادة طبيب الاسنان الساعة العاشرة و جلست منتظرا ... و في النهاية دخلت الي حجرة الكشف الساعة الحادية عشر ... أي انني كنت سأنتظر داخل العيادة لخمسة ساعات ... نظر الطبيب الي اسناني و قال لي ... ده العصب مات ... مات و عفن خلاص
فقلت له يعني نعمل ايه !؟ فشرح لي قليلا ثم بدأ عمله ... كان صديقي يجلس امامي علي الكرسي مذهولا من ما حدث معنا في توكيل السيارات ... و عندما توقف الطبيب قليلا و ذهب ليأتي بمادة الحشو لأسناني
نظرت اليه و ابتسمت ... يا ابني العصب مات و عفن خلاص
فقال لي ... بكرة احلي اكيد ... و ابتسم ... ففتحت فمي و اكمل الطبيب عمله ... و عندما انتهي
نظر الي صديقي و سألني ... هو مين اللي قتل العصب !؟ مات ليه !؟
***
هو صحيح مين اللي قتل العصب ؟ و ازاي سبناه يموت و يعفن و ما كناش حاسين !؟ حصل امتي كل ده !؟

الأربعاء، سبتمبر 10، 2008

الاميبا لا تستمني

تحذير:
هذة التدوينة غارقة في الاكتئاب و سوداوية الي اقصي الدرجات ... فلا تقرأها
-----
-----
انت مكتئب ليه ؟
------
------
انا مش مكتئب
انا اميبا تحيا في قاع مستنقع
اقبع في القاع بالاسفل حيث الامان الحقيقي والظلام المريح ... حيث لا يستطيع احد ان ينتزع مني احلامي او يقتلني
في بعض الاحيان اشعر بحركة الاسماك الكبيرة من فوقي و لكنني لا اراها .. انصت جيدا لما يحدث و لكن مع كثرة الترسبات الطينية ... تصبح الحياة بالاسفل لا اصعب و لا مؤلمة كما يتوهم الجميع
و انما تتساوي كل الاشياء فتصبح مسطحة ... ناعمة كسطح المياه ... ناعمه للعين و لكنك لا تستطيعي ان تلمسيها بكفك لأنك ستخترقين الحقائق البادية الي الحقائق الاعمق و ستبتل يدك بالطين و اوبئة المستنقعات ... لطالما تسائلت عن وظيفة الحواس ... و عن امكانية الحياة بعد ان تتعطل احداها ... و منذ فترة تأكدت بشكل لا شك فيه ... أن الحياه افضل كثيرا بدونها ... الكمون ... افضل كثيرا من الحركة عندما يتحول المحيط الي
الي مستنقع واسع .. علي عكس طبيعة المستنقعات الضيقة في الاصل ... اتذكر جزء من حياتي السابقة عندما توصلت لحقيقة ان الجنون لا يصيب الموتي ... او اشباه الموتي ... فبحثت عن حالة وسيطة بين الاثنين
و الاميبا هي مرحلة وسيطة بين الموت و الحياة ... الاميبا كائن وحيد الخلية سعيد للغاية ... يقبع بالاسفل حيث الظلام الحقيقي و الامان المريح ... لا تتحلل و لا تموت و في حالتي لن تنقسم
صدقتي بقي اني مش مكتئب ؟؟
لأ انت مكتئب اكتئاب مزمن .. كامن
مزمن ... كامن ... مطلق ... اكره الاشياء المطلقة و الاحكام المطلقة ... فكما قلت لكي انا لست مكتئبا ... انا مجرد اميبا وحيدة الخلية
بلا فلسفات ... و بلا مطلقات و محدودات ... اميبا
انت ليه نيجاتيف دائما ؟؟ طاقتك سلبية
فعلا انا نيجاتيف ... نيجاتيف مستني يتحمض ... هيطلع صور جميلة الوانها مدهشة
لا اعتقد !
عجبتك الكلمات و الصور التي بدأنا بها الكلام .. لا تنكري
أه من اول كلمة قلتها و لحد دلوقتي باستمتع بالحديث معك
هذة هي الالوان و لكنك لم تعودي تستطيعين التمييز بين الالوان .. تفكرين بشكل مطلق دائما كما يفعل الجميع ... ابيض ... اسود ... اكتئاب كامن .. مزمن ... و لأن الجميع مثلك لا يرون الالوان الا بشكل مطلق فقد قررت ان اتحول لأميبا
انت عالق ... اشعر بأنك عالق في المنتصف .. حقيقي لست اسود و لا ابيض انت ... انت في المنتصف
يا عزيزتي جميعنا عالقون ... لا احد منا يصل ... اتذكر في حياتي السابقة قال لي احد الحكماء او من يطلقون عليهم حكماء ... السعادة في الطريق و ليس في الوصول
ثم مات ... في منتصف الطريق ... و عندما مات لم يكن مبتسما ... و لم يكن سعيدا ... كان ببساطة في منتصف الطريق و لم يصل لأي شيء
كلنا عالقون في منتصف الطريق ... و لا نري نهايته ... المنحنيات كثيرة ... و الوصول ... الهدف ... ما الهدف !؟ هل رأيت احدهم وصل لنهاية الطريق ؟؟ و عاد مرة اخري ليستمتع كما تقولين ... بالطريق
لا لم اري احدا وصل لنهاية الطريق
من اين لكي ان تجزمي ان السعادة في الطريق و انت لا تعرفين نهايته !؟ النهايات و البدايات ؟ كلها اسئلة تدور و تدور برأسي
انا مصاب بالدوار ... لا
انا اميبا ... مجرد اميبا تقبع في قاع مستنقع
انا استمتع بتأمل الطريق ... ما الذي يجعلك سعيدا !؟ سعيدا بحق !؟
و انا ايضا اتأمل من موقعي هذا ... ثم ما معني السعادة الحقيقية ؟
لما تحس انك طاير كدة ... و تفقد احساسك بالزمن أن روحك تحلق خارج جسدك
جلست فوق قمة هذا العالم عندما شعرت انني لا اشتهي اي شيء ... هكذا قال الحكيم
و ها انا لا اشتهي اي شيء
اذن انت لا تنتظر اي شيء من الحياة !؟ كيف يمكن لأنسان ان يحيا هكذا !؟
لا شيء ... لا شيء علي الاطلاق !؟
لا شيء ... فكما قلت لكي ... انا اميبا ... ببساطة شديدة ... اميبا
هذا شيء صعب للغاية !! انا اصدق ان الاشياء الجيدة ستحدث لي بالتأكيد يوما ما
الاصعب هو التمني ... و التمني ... امامي في النافذة الاخري المفتوحة شاب يستمني كل يوم و نافذته مفتوحة ... يستمني من التمني و التمني في هذا الزمن مثل الاستمناء تماما ... استمناء فكري ... استمناء عقلي ... استمناء اجتماعي ... استمناء استمنائي ... اذهبي و انظري من نافذتك علي الشارع بالاسفل الأن ... اذهبي و انظري ... انا متأكد ان كلهم يستمنون ... و هم لا يعرفون ... هل تأكدتي!؟
عزيزتي عندما تعودين من نافذتك المطلة علي المستنقع اذا استطعتي العودة ... فستكونين صامتة و مندهشة من فرط العبثية ... عذرا سأرجع الي حالتي الكامنة ... الاميبا
عزيزتي ... الاميبا لا تستمني
ببساطة انا الاميبا

الثلاثاء، سبتمبر 09، 2008

مع ليلي

إعلان هام:تم تأجيل يوم "كلنا ليلى" الثالث لهذا العام إلى ما بعد رمضان. نظراً للإنشغال خلال هذا الشهر الفضيل.وعلى من يرغب فى المشاركة فى هذا اليوم أن يراسلنا على بريدنا الإلكترونىlaila.eg.08@gmail.comلمعرفة التفاصيل وكيفية الإشتراك.

الأحد، سبتمبر 07، 2008

كلمات متقاطعة

سألني صديق هل قرأت رواية كذا ؟؟ لأ ... فأجابني ... يا راجل ده انت فاتك كتير اوي
صديق ثاني سألني ... قرأت رواية كذا ؟؟ ... بصراحة لأ ... نظر الي علي انني فضائي هبط لتوه علي كوكب الأرض
صديق ثالث ... قرأت رواية كذا ؟؟؟ ... خجلت في ان اجيبه بلا ... فقلت له ... بافكر اقراها
حدث هذا الموقف عدة مرات معي ... و مع عدة روايات ... اما رواية عزازيل ... فقد كان شيء يفوق الاحتمال فقد بدا الأمر و كأنني الوحيد في مصر الذي لم يقرأها ... ففي اسبوع واحد تكرر الأمر حوالي عشرة مرات ... ذهبت لأشتريها ... و بالفعل قرأتها ... رواية ممتعة بحق كتبها يوسف زيدان و قام كل من لا يوافقه الاراء التي فيها ... بالدعاية لها بالنيابة عنه
و بالمناسبة انا احد الذين لا يوافقهم ما ورد بها من اراء ... ما علينا ... هي ليست رديئة للغاية كديوان الوصايا في عشق النساء لأحمد الشهاوي الذي اشتريته منذ ثلاث سنوات لأنه هوجم ايضا ... و لكنه كان رديء للغاية ... فلم استطع استكمال قراءته للنهايه ... اما عزازيل فهي ادبيا ... ممتعة
***
بعد ان انتهيت من قراءتها نزلت لأتمشي قليلا كعادتي في الصباح ... فوجدت شارع شبرا تم تخطيطه بعلامات مرورية ... فبدا و كأنه انظف و اجمل كثيرا من ما قبل ... و في اثناء تمشيتي ... وجدت جزء من الاسفلت اعرفه جيدا ... به هضاب و مرتفعات عالية .. تشوه كفيل بتكسير مقصات أي سيارة مسرعة تمر من عليه ... و وجدت الخطوط تنساب عليه ... واضحة و ظاهرة ... فابتعدت عنه و اكملت تمشيتي و انا معجب بالخطوط البيضاء في الشارع ... الأن انا اسكن شارع مخطط و لن يفسد علي سعادتي بعض الهضاب و المرتفعات الاسفلتيه القابعة في مكانها من قبل التخطيط
***
اثناء تمشيتي وجدت بعض الاصدقاء يجلسون علي مقهي جانبي فالقيت عليهم السلام و جلست ... لاحظت منذ البداية .. ان اعينهم تشوبها الحمرة الشديدة ... و هي دليل علي شيء من اثنين كما اعرف ... اما انهم متعبين من السهر ... او دخنوا الحشيش ... طلبت قهوتي المظبوطة و جلست صامتا لأستمع لهم و استكشف ان كانت هذة الحمرة من اثر السهر ام تدخين الحشيش ... و كانت من اثر المخدر لا السهر بعد أن سمعت حديثهم
العجيب في الأمر أن المقهي قديما كان مجلسا لفئات معينة مثل الحرفيين و الفنيين اما الأن فهو يجتذب فئات جديدة فقد كان اثنان منهم مهندسين و محامي و طبيب ... الامر الاغرب ان تدخين الحشيش كان مقتصرا علي بعض الفئات من الحرفيين ايضا ... و هو الأن ينتشر و يتوغل و يتسرب ... و ثمنه في متناول الجميع ... لأ ده كمان في النازل
***
اتابع مسلسل ناصر علي قناة فضائية ... اتمني ان لا تتكرر مأساة فيلم ناصر 56 مرة اخري في هذا المسلسل في أن يتم تصوير هذا الرجل علي أنه كان بشر بلا اخطاء ... برغم اشادة الجميع بدور احمد زكي في فيلمي السادات و ناصر الا انني لا احب هذين الفلمين و اري انهم سقطة في تاريخ الرجل الذي مثل فيلم مدهش كأرض الخوف و زوجة رجل مهم و الامبراطور و البيضة و الحجر و امرأة واحدة لا تكفي و اربعة في مهمه رسمية
اكثر ما يتعبني في فيلم ناصر هو هذا المشهد الذي تدخل عليه امينه رزق في مكتبه لتعطيه جلباب مهتريء و تبكي و يعلو صوت الموسيقي التصويرية ... ارفض بشدة هذا النوع من الابتزاز العاطفي ... فكلنا بشر لنا عيوب و لا احد كامل منا ... الكمال لألله وحده
***
كان احد اصدقائي الجالسين علي المقهي ... يسكن بالقرب مني فقمنا سويا لنذهب الي البيت ... توقف في وسط الطريق بعد بضعة امتار و كأنه اكتشف قانون الجاذبية الارضية و قال لي ... انت عارف .. لازم يكون عندك شقة و عربية و وظيفة بمرتب كويس و شوية فلوس في البنك علشان تحبك واحدة ... مينفعش تحبك الا لو كان عندك الحاجات دي ... لو عندك كل ده من حقك تحب ... لو ما عندكش ... من حقك تحشش ... تحشش و بس ... سامع ... قالها علي طريقة مدرسين ثانوي التهديدية و هم ينصحونك بأنك لازم تذاكر .. ثم اكمل
لكن تحب ... لأ لأ ... ثم طفرت دمعة من عينه التي كانت تشبه حبة الطماطم الطازجة من فرط حمرتها
لم استطع ان اجيبه بشيء فالجميع يعرف انه يعاني من حب انتهي من طرف واحد ... ازداد احساسي بالذنب وقتها بأنني كنت السبب في التقائه بها ... و لكن ما ذنبي في أنه تخرج من كلية الهندسة منذ سنة بتقدير جيد جدا و حتي الأن لم يجد وظيفة براتب .. مقبول
***
اشتريت عدة نسخ من الجرائد في طريق العودة لوالدي ليقرأها ... الاهرام ... المصري اليوم ... البديل ... الدستور ... منذ سنة مضت كنت اتصفح الجرائد بتمعن ... الأن يكفيني قراءة المانشيتات لتصيبني بالاكتئاب ... شاهدت عدة صور للحجر الكبير الذي سقط علي اهالي منشأة ناصر ... و سمعت أحد الواقفين بجانبي بكشك الجرائد يقول للبائع دول اللي نجيوا من المرة الاولانية لما وقع عليهم حجر برضك ايام الزلزال ... نزل عليهم حجر تاني ... من غير زلزال ... و ظل يقهقه ... لم اتحمل سخريته الغير مبررة من هؤلاء ... رأيت في عين احد الجالسين علي الأرض في الصور نظرة حزينة مكسورة ... ذكرتني بملامح بطل فيلم حين ميسرة
لا اعرف كيف يمكنني ان اساعدهم غير أن ادعو لهم بالرحمة
***
اضبط نفس عدة مرات اردد بصوت خافت اغاني مبهجه ... فاندهش ... هل لا زلت قادرا علي الاحساس بالبهجة!؟ ربما
و ليه لأ !؟

الاثنين، سبتمبر 01، 2008

كل سنه و مصر كلها طيبه

رمضان كريم




كل سنة و مصر كلها طيبة و بخير


statistique