الخميس، يونيو 19، 2008

اكتب .. اكتب .. اكتب

اكتب عن بلياتشو حزين ... تنال تعاطف الذي يقرأ ... أو اكتب عن كفيف ... بصيرته اقوي من المبصرين ... تحصد دهشة المشاهدين ... اكتب عن موسيقار شهير اصم .. ستستمع الي تنهدات اذا كنت رهيف السمع
كل صاحب عاهة جبار
الناس لا تحب اصحاب العاهات ... الا اذا كانوا جبابرة
تذكر دائما ... الناس تحب الجبابرة و ليس اصحاب العاهات
***
اكتب كثيرا ... او حتي قليلا ... فالكتابة فعل انساني بحت ... و لكنها مثل صيد الاسماك ... لا تصلح كمهنه و انما كهوايه ... اصل السمك لا بيشبع اللي بياكله ... و لا بيغني اللي بيصطاده
***
اكتب كلما شعرت بالحزن ... فالقاريء سيقتسم معك حزنك ... سيتضائل حجم حزنك كثيرا بمفعول تلاشي الوحدة

***
اكتب كلما شعرت بالفرح ... فالقاريء سيستثمر فرحك بفرحه ... سيتضاعف حجم فرحك كثيرا ... لأن الفرح له الف صاحب
***
اكتب في كل الحالات ... في الفرح او في الحزن ... فالكتابة مشاركة ... و هي الدواء السحري للقضاء علي الوحدة ... تضع اطراف خيوط روحك في حروف الكلمات لكي يستطيع الناس مشاركتك فرحك ليتضاعف او حزنك ليتضائل
***
اكتب اسمك بجانب اسمي ... لأن اسمك هو اسمي ... انت هو أنا ... ما دمت تكتب بصدق ... حتي و لو كان اسمك فاكتبه بصدق ... لأن وحده الصدق يجعلني اتفهم و اعيش تجربتك و احساسك
***
اكتب فالقراءة وحدها لم تعد كافية ابدا

الجمعة، يونيو 13، 2008

ظاهرة المدون القفا


منذ فترة قريبة بدأت اكتشف تفشي هذة الظاهرة ... ظاهرة المدون القفا التي تنتشر بشدة هذه الايام .. يجب الاتفاق اولا علي أن التدوين ليس مهنة ... فلا يمكنني تعريف نفسي في وسط الناس علي أنني صاحب مدونة و اعمل كمدون
و الا اصبح الجلوس علي المقاهي مهنة ... و لنسميها .. قعيد قهاوي
---
الجميع يمكنهم الجلوس علي المقهي ... كما يمكنهم ايضا التدوين و الجميع يمكنهم أن يجلسوا ليتحدثوا في السياسه او الادب او الاقتصاد او اي موضوع يريدون الحديث فيه ... سواء علي المدونات او علي المقاهي
-----
طالما كان لدي فائض من الوقت ... و فائض من المال ... يمكنني ان افعل أي شيء و لكن أن اطلق علي هذا الشيء مهنة ... فهنا تقع المشكلة
و هنا يظهر دور المدون القفا ... الذي يصر أن يخبر كل من حوله في كل مكان أنه مدون و يستفيد من جهلهم بماهية هذا الشيء الذي يتناوله الاعلام المرئي و المسموع و كأنه اسطورة القرن الواحد و العشرين و يبدأ في المنظرة علي خلق الله
----
يبدأ المدون القفا تدويناته غالبا ... بكلمات من نوعية ... كنت مشغول خالص خالص الاسبوع ده .. فمش كتبت في المدونة
فلنتجاوز هذا الاسلوب الجديد في النفي ... بوضع كلمة مش قبل كلمة كتبت ... و لنتجاوز أنه يعتذر لأنه لم يكتب لمدة اسبوع و كأن الجميع يجلسون اما الشاشات لساعات طويلة طوال النهار و الليل ينتظرون أن يكتب هذا النابغة الفذ الجهبذ و قد انهكهم طول الانتظار ... عذرا فنحن نتحدث عن قفا ... و لكن ما لا يمكن تجاوزه هنا ان هذه احدي اهم تبعات أن يعتبر القفا أن التدوين مهنة و أن المدونة جريدة يومية أو حتي اسبوعية و لم تنشر في ميعادها
-----
تجد المدون القفا في كل تجمع مدونين يحمل معه باقة ورد ... لا اعرف من أين يأتون بها فهم يدخلون حاملين ورودهم معهم و يظل يطلب كل واحد منهم من جميع الحضور أخذ الصور معه ... ثم ينتهي به الحال الي وضع صورته في كل مكان و أي مكان في صفحات المدونات و الفيس بووك و من حوله معجبينه الوهميين و باقة ورده التي لم يعطها له أحد و علي الاغلب اشتراها هو لكي يتصور بها
----
يتخيل المدون القفا أن التدوين مجال للشهرة ... من الممكن أن يكون نجما اعلاميا عن طريق المدونات
لا يعرف المدون القفا أن اشهر المدونين مثل الاخوان غربية و علاء و منال و شريف عبد العزيز و عمرو عزت و وائل عباس و احمد شقير و كثير من هذه الاسماء لا يعرفهم احد الا المدونين و بعض الدوائر التي يتعاملون معها ... أي لا يوجد منهم من يخرج من منزله صباحا و يظل يرد تحيات المعجبين مثل نجوم السينما و التليفزيون
او حتي الراديو
-----
غالبا ما يعلق لدي المدون القفا مدونين اقفية مثله (ما هو جمع قفا ؟؟ فلنجعله اقفية) و تجد تعليقاتهم تتكرر بنفس الاسلوب مثلا
جميييييييله ... ررررائعة ... معجزززززة ... متفجرررررررة ... هييييييه انا لحقت اول تعليق ... ابقي تعالي عدي عليا
طبيعي أن يعلق عند القفا ... قفا مثله
-----
عزيزي المدون ... عزيزتي المدونة ... حاول أن لا تكون هذا القفا
حتي لا اترك لديك هذا التعليق
-----
طررررررراخ

تحديث : جمع قفا هو اقفاء كما اخبرتني بيلا
بعد بحثها في المعجم ... و لكن للاسف اكتشفت انه يوجد بين المدونين من هو قفا ... و من هو سوبر قفا و لنا في ذلك حديث أخر

الاثنين، يونيو 02، 2008

حلقة معدنية مفرغة ... يدور بداخلها الاوفياء و الخونه

نظرت هي الي جسده بتمعن ... هو هو لم يتغير كثيرا ... نفس العيون السوداء اللامعه .. نفس الابتسامة المجلجله ... سرت في جسدها تلك الرعشة التي طالما افتقدتها عندما لمست كف يده بيدها ... بحثت عن تلك الرعشه الممتعه كثيرا مع زوجها و لكنها لم تصل اليها او حتي اقتربت منها طوال سنتين .. هو عمر زواجها ... كانت قد قرأتها في احدي الايام و لم تصدقها و شككت فيها كعادتها في ان تشكك في كل شيء ... كل الاعضاء تصلح لأن تكون اعضاء جنسيه مع من نحب .. الان هي تثق في هذه الجمله القصيره ... لاحظت ان عينيه تشرد ناحية كوبري امبابه اللبني الهاديء الجميل و رأت عيونه تلمع و هو يتابع عربات القطار تتوالي ... فكتمت ضحكة سخرية بداخلها فقد كانت تعلم شغفه الطفولي بتأمل و ملاحظة حركة القطارات ... فلم تشأ أن تخرجه من تلك الحالة .. و صمتت لتستمتع بلمساته التي افتقدتها كثيرا في الايام الاخيره ... كانت قد طلبت من زوجها ان يمسك يديها كثيرا و يقبلهم لأنها تشتاق لذلك و عندما فعل ذلك في ذهول من هذا الطلب الذي اعتبره غريبا ... اخطأت هي في اسمه و نادته باسم حبيبها الاول ... فلم يلاحظ كثيرا فقد كان انتقل لأماكن اخري و كان في قمة نشوته عندما هييء لها ان حبيبها الاول معها

***


وضعت يدها في يده .. فاحتضن هو يديها بكفيه بشوق و قبلهم .. ابتسمت له .. فابتسم ... عندها فقط تذكر الماضي القريب .. منذ سنتين مضوا كان يجلس في مكان مشابه يحتضن روحها بعينيه ... يتأملون سويا الجهة المقابلة للنهر و ينسجون احلام المستقبل معا ... و اليوم جلس معها في هذا المكان المكيف الانيق و من وراء الزجاج رأي كوبري امبابه الازرق الباهت الحديدي المترب الذي يعلوه الصدأ ... ظل يتابع مرور عربات القطار الواحدة تلو الاخري في هدوء و تروي ... لم يستطع ان يري من خلاله الجهه الاخري للنهر رغم محاولاته العديده ... جاهد لكي يحتفظ بابتسامته و هو يحاول ان يري الضفة الاخري ... اصطدمت اصابعه فجأة بشيء معدني لا يخصه في اصابعها ... دبلة ... فتكهرب جسده و كأنه لمس سلك كهربي ... اخرج من حافظته الجلديه ورقة مالية و القي بها فوق الطاوله .. و نظر الي عينيها بهدوء و قال لها خلاص ما ينفعش ... القطر ما بيرجعش لورا ... ده غير اني مش شايف الناحية التانيه من هنا

***

في طريق العودة تمهل في التمشية ... توقف امام محلات الصاغة نظر في الفتارين الزجاجية اللامعة ... دبلة ... كل شيء يصلح لأن يكون رمزا للخيانه ... او للوفاء ... هي هي نفس الحلقة المعدنية المفرغة يدور بداخلها الاوفياء ... و الخونة ... تصلح لأن تكون رمز لمتناقضات مخيفة ... تسائل ... كيف سمح لنفسه أن يمسك يديها ... حتي و لو كانت خلعت هذة الحلقة المعدنية المفرغة ... هي خيانة ... يا الله !! هل وقع هو الأخر في دائرة الخيانة ... حسن النية وحده لم يكن كافيا ... و لكنه كان يعرف انها متزوجة ... و ان القطارات لا تعود للخلف

القي بكل هذة الافكار بعيدا ... و اشعل سيجارته ... و ابتسم ... تذكر أن لمس يديها لازال ممتعا ... و لكنه محرما ... لقد ذاق للمرة الاخيرة من الشجرة المحرمة ... مرة واحدة اخيرة ... كانت كافية

***



statistique