تحذير:
هذة التدوينة غارقة في الاكتئاب و سوداوية الي اقصي الدرجات ... فلا تقرأها
-----
-----
انت مكتئب ليه ؟
------
------
انا مش مكتئب
انا اميبا تحيا في قاع مستنقع
اقبع في القاع بالاسفل حيث الامان الحقيقي والظلام المريح ... حيث لا يستطيع احد ان ينتزع مني احلامي او يقتلني
في بعض الاحيان اشعر بحركة الاسماك الكبيرة من فوقي و لكنني لا اراها .. انصت جيدا لما يحدث و لكن مع كثرة الترسبات الطينية ... تصبح الحياة بالاسفل لا اصعب و لا مؤلمة كما يتوهم الجميع
و انما تتساوي كل الاشياء فتصبح مسطحة ... ناعمة كسطح المياه ... ناعمه للعين و لكنك لا تستطيعي ان تلمسيها بكفك لأنك ستخترقين الحقائق البادية الي الحقائق الاعمق و ستبتل يدك بالطين و اوبئة المستنقعات ... لطالما تسائلت عن وظيفة الحواس ... و عن امكانية الحياة بعد ان تتعطل احداها ... و منذ فترة تأكدت بشكل لا شك فيه ... أن الحياه افضل كثيرا بدونها ... الكمون ... افضل كثيرا من الحركة عندما يتحول المحيط الي
الي مستنقع واسع .. علي عكس طبيعة المستنقعات الضيقة في الاصل ... اتذكر جزء من حياتي السابقة عندما توصلت لحقيقة ان الجنون لا يصيب الموتي ... او اشباه الموتي ... فبحثت عن حالة وسيطة بين الاثنين
و الاميبا هي مرحلة وسيطة بين الموت و الحياة ... الاميبا كائن وحيد الخلية سعيد للغاية ... يقبع بالاسفل حيث الظلام الحقيقي و الامان المريح ... لا تتحلل و لا تموت و في حالتي لن تنقسم
صدقتي بقي اني مش مكتئب ؟؟
لأ انت مكتئب اكتئاب مزمن .. كامن
مزمن ... كامن ... مطلق ... اكره الاشياء المطلقة و الاحكام المطلقة ... فكما قلت لكي انا لست مكتئبا ... انا مجرد اميبا وحيدة الخلية
بلا فلسفات ... و بلا مطلقات و محدودات ... اميبا
انت ليه نيجاتيف دائما ؟؟ طاقتك سلبية
فعلا انا نيجاتيف ... نيجاتيف مستني يتحمض ... هيطلع صور جميلة الوانها مدهشة
لا اعتقد !
عجبتك الكلمات و الصور التي بدأنا بها الكلام .. لا تنكري
أه من اول كلمة قلتها و لحد دلوقتي باستمتع بالحديث معك
هذة هي الالوان و لكنك لم تعودي تستطيعين التمييز بين الالوان .. تفكرين بشكل مطلق دائما كما يفعل الجميع ... ابيض ... اسود ... اكتئاب كامن .. مزمن ... و لأن الجميع مثلك لا يرون الالوان الا بشكل مطلق فقد قررت ان اتحول لأميبا
انت عالق ... اشعر بأنك عالق في المنتصف .. حقيقي لست اسود و لا ابيض انت ... انت في المنتصف
يا عزيزتي جميعنا عالقون ... لا احد منا يصل ... اتذكر في حياتي السابقة قال لي احد الحكماء او من يطلقون عليهم حكماء ... السعادة في الطريق و ليس في الوصول
ثم مات ... في منتصف الطريق ... و عندما مات لم يكن مبتسما ... و لم يكن سعيدا ... كان ببساطة في منتصف الطريق و لم يصل لأي شيء
كلنا عالقون في منتصف الطريق ... و لا نري نهايته ... المنحنيات كثيرة ... و الوصول ... الهدف ... ما الهدف !؟ هل رأيت احدهم وصل لنهاية الطريق ؟؟ و عاد مرة اخري ليستمتع كما تقولين ... بالطريق
لا لم اري احدا وصل لنهاية الطريق
من اين لكي ان تجزمي ان السعادة في الطريق و انت لا تعرفين نهايته !؟ النهايات و البدايات ؟ كلها اسئلة تدور و تدور برأسي
انا مصاب بالدوار ... لا
انا اميبا ... مجرد اميبا تقبع في قاع مستنقع
انا استمتع بتأمل الطريق ... ما الذي يجعلك سعيدا !؟ سعيدا بحق !؟
و انا ايضا اتأمل من موقعي هذا ... ثم ما معني السعادة الحقيقية ؟
لما تحس انك طاير كدة ... و تفقد احساسك بالزمن أن روحك تحلق خارج جسدك
جلست فوق قمة هذا العالم عندما شعرت انني لا اشتهي اي شيء ... هكذا قال الحكيم
و ها انا لا اشتهي اي شيء
اذن انت لا تنتظر اي شيء من الحياة !؟ كيف يمكن لأنسان ان يحيا هكذا !؟
لا شيء ... لا شيء علي الاطلاق !؟
لا شيء ... فكما قلت لكي ... انا اميبا ... ببساطة شديدة ... اميبا
هذا شيء صعب للغاية !! انا اصدق ان الاشياء الجيدة ستحدث لي بالتأكيد يوما ما
الاصعب هو التمني ... و التمني ... امامي في النافذة الاخري المفتوحة شاب يستمني كل يوم و نافذته مفتوحة ... يستمني من التمني و التمني في هذا الزمن مثل الاستمناء تماما ... استمناء فكري ... استمناء عقلي ... استمناء اجتماعي ... استمناء استمنائي ... اذهبي و انظري من نافذتك علي الشارع بالاسفل الأن ... اذهبي و انظري ... انا متأكد ان كلهم يستمنون ... و هم لا يعرفون ... هل تأكدتي!؟
عزيزتي عندما تعودين من نافذتك المطلة علي المستنقع اذا استطعتي العودة ... فستكونين صامتة و مندهشة من فرط العبثية ... عذرا سأرجع الي حالتي الكامنة ... الاميبا
عزيزتي ... الاميبا لا تستمني
ببساطة انا الاميبا