وجوه ... و تفاصيل
اري وجوه و وجوه ... صور لأناس اعرفها في اماكن لا اعرفها ... كل ذهب في اتجاهه ... تبدو لي كاتجاهات متوازية لا تتقابل ابدا ... احاول ان اقارن هذة الوجوه بالوجوه التي اراها في مترو الانفاق و المواصلات العامه و حتي المقهي ... عوالم مختلفة متناقضة انتمي اليها جميعا بشكل ما ... يحيرني ... استمر في حالة الاختباء التي لم اعد اجد لها اي مبرر ... ادخل علي المسنجر اوفلاين .. فأري الجميع و لا يرونني ... اري اسماء علي التليفون تتصل و لا اجيب .. ينير و يطفيء و يصدر اهتزازاته بلا صوت فقد اغلقت صوته منذ فترة طويلة تمهيدا للأستغناء عنه تماما و لم استطع ... لم اعد اتذكر منذ متي قررت الدخول الي الكهف و فقدت طريق الخروج منه ... لا زلت ادور في متاهاته ... ارسمها علي كل اوراقي فتتضخم المتاهات .. في اخر مرة رأي احد زملائي هذة الرسومات طلب مني ان يصورها متخيلا انها لوحات فنية ذات مغزي ... فاعطيته ثلاث ورقات بهم متاهات غير متشابهه ... فسألني ما معني هذه الرسومات ... فاجبته بحركة لا ارادية .. بأن زممت شفتاي قليلا و انا اقرب كتفاي من رقبتي سريعا دون ان اتكلم
فلم يسأل مرة اخري ... فقط قال لي ... شكلها حلو أوي ... قلصت عضلات فمي بصعوبة راسما ابتسامة شكر لمجاملته
في مثل هذة الحالات افضل أن الجأ لأحدي الروايات القديمة التي اعرفها جيدا و اهرب في تفاصيلها
اعيد قراءة رائعة صنع الله ابراهيم "وردة" للمرة الثانية ... يدهشني في كل مرة اعيد فيها قراءة احدي رواياته انني اجد تفاصيل في مقاطع جديدة لم انتبه لها جيدا في القراءات السابقة .. المقاطع التالية أتت علي لسان وردة في مذكراتها
كتيب أخر صغير اضعه امامي و لا افتحه للراحل عبد الوهاب مطاوع ... اسمه صديقي لا تأكل نفسك ... احملق كثيرا في صورة الغلاف كاريكاتير يصور رجل يجلس عريانا في مساحة بيضاء واسعه من خلفه و يضع ركبته في فمه ... يأكلها