الدعاية الاعلانية تغازل رغباتنا
في السنوات القليلة التي سبقت 25 يناير 2011 كنت ارصد بسخرية اعلانات عديدة منها شعارات حزبية و اعلانات عن منتجات تجارية , كنت اسخر دائما من لغتها الداعية للتنبيه لغة اقرب ما تكون للغة توعوية بشكل غير مباشر , كمثال " مصر بتتقدم بينا " او " مصلحتك اولا "
لا يخفي علي احد أن هذه الشعارات تعبر بالفعل عن رغبة المواطن العادي , مصطلح " التغيير " نقشة و ظل يردده الاعلام الخاص من جرائد و فضائيات لمدة طويلة , حتي ظهرت جمعية التغيير , لكن كل هذا شأن سياسي واضح
**
بدأت مقالتي هذه لكي اصل لنقطة اخري
لنعتبر المقطع الاول هو النقطة " الف " و من خلالها سنصل للنقطة " باء "
و هي الاعلانات التجارية تماما , شيبسي , بيبسي , فودافون , الفول السوداني , السمن , الصابون .. الخ الخ
قرأت في سن مبكرة للغاية عن شركات الدعاية و الاعلان و كيفية عملها
رصد رغبات المواطن و الفرد العادي في الشارع , كاعلان سمن النخلتين " يخلي جوزك يحبك اكتر " او اعلان حذاء نايك " يجعل حياتك اكثر سلاسة " , او شاي العروسة " مزاجك مظبوط "
كلها رغبات عاديه تعكس متطلبات الفرد في مراحل متعددة من يومه او حياته , اما أن تتوحد كل الاعلانات في السنوات القليلة ما قبل 25 يناير 2011 علي الرغبة في " التغيير " , " الاختيار ( الانتخابات ) " , او الملل من الوضع الحالي و تنسي كل الرغبات الاخري ( السعادة الزوجية – المزاج المظبوط ) التي كانت تصاغ سابقا عن طريق شركات الدعاية و الاعلان فهو ما اعتبرته وقتها مؤشرا كاشفا عن وضع المجتمع المصري ما قبل 25 يناير
**
حملة دعاية شيبسي كمثال , ابعت لنا طعم الشيبسي من اختيارك , مصر هتختار طعم الشيبسي , حاولوا قبلها اللعب علي فكرة شيبساوي ايضا و هذا له محل اخر في التحليل لاحقا
انتهت الحملة بأن اختارت مصر " شيبسي بطعم الجمبري "
تطور الامر قليلا بعدها فقد شاهدت علي كوبري اكتوبر اعلانات فول سوداني تتحدث عن ملل المواطن من طعم الفول السوداني بدون جبنه , كان الشعار قريبا من " محدش هيفرض علينا ناكل فول سوداني , احنا اخترناه بالجبنه خلاص - الفول السوداني مش هيتبهدل تاني "
**
و ظلت اللغة الاعلانية تتصاعد حتي ظهر اعلان فودافون – لاحظ معي ان المسكين عمرو مصطفي استطاع ان يرصد الظاهره و حللها بكونها مؤامرة علي مصر و هذا ما لم يحدث , بالطبع فمن مصلحة مثل هذه الشركات ان تظل الاوضاع هادئه لنمو الاقتصاد - ليس في الامر من مؤامرت و انما هكذا هي شركات الدعاية و الاعلان تبدو كمجمع بحثي لعلماء الاجتماع لرصد و اكتشاف رغبات المواطنين و صياغتها في شعارات – علشان يبيعوا
**
كانت كلمات اعلان فودافون لعادل امام , الذي بدأ بمزيكا قلقة ... تحذر بشدة , و كلمات تقول " غريبة حكاية الواحد مننا , كل واحد اهم واحد , بضعفة اقوي , بحبه اجمل من أي واحد , باصراره يقدر يوصل , و في خياله يعيش عالم تاني ما شافوش اي واحد , ممكن بضحكة يأثر في واحد بحركة يقول حكاوي كتير , بكلمة يقرب لملايين , و صوته يوصل لكل واحد , جدع ساعة الزنقة , و بسيط و علي قد بساطته ملك , بلمسة يقوم الدنيا و من مكانه يحرك احساس الواحد , و هي دي قوة 80 مليون واحد , قوتنا مش اننا بقينا رقم واحد , قوتنا في قوة كل واحد , يتبع الاعلان , ده ممكن يكون في ظاهره اعلان بس الحقيقة هو اكتر من اعلان دي دعوة لكل واحد فينا علشان نتعرف علي القوة اللي جوانا اللي ممكن نكون في زحمة و ضغوط الحياة اليومية مش واخدين بالنا منها او يمكن نكون عارفينها و مش مقدرين قيمتها , لما الفكرة بدأت كان مهم اوي تكون حقيقية علشان بجد تعبر عنا و عن كل واحد ينا و علشان كده اصرينا ان كل الشخصيات اللي شاركت معانا تكون من واقع حياتنا , يعني كل واحد يظهر بدوره الحقيقي في الحياة و بمهنته و بقوته , القوة اللي الدعوة دي تعتبر بداية رحلة البحث عنها "
**
تحليل مضمون هذا الاعلان بعد مشاهدته و سماع كلماته لم يفجر في رأسي سوي كلمة واحدة , ثورة , هذا ما صارحت به صديقي – يعمل بشركة فودافون – و كان غاضبا بشدة وقتها من أن عادل امام تلقي 4 مليون دولار- حسب روايته هو فلم يستطع أن يسمعني , شعر ان الاعلان لا يعبر عن اي شيء و لم يكن من الغريب ان اجد هذا الصديق ضد ما حدث في 25 يناير و كل ما تلاها ... لم تكن رغبته هو و انما رغبة فئة و قطاع عريض قد يكون عدده قليل مقارنة بباقي مصر و لكنه فاعلا مؤثرا قويا
**
حدث ما حدث في يناير و فبراير 2011 و لكنني لازلت لا استطيع التخلي عن عادة مراقبة الاعلانات لمعرفة تعطش تلك الفئة الطليعية الملامح و التي ترسم ملامح الوطن في السنوات القادمة , لازالت شركات الدعاية و الاعلان تبهرني بقدرتها علي صياغة احتياجات المجتمع و لنأخذ اعلان فودافون مرة اخري بعد 25 يناير 2012 هذه المرة ... ( لديهم شركة دعاية و اعلان مبهرة بالفعل و لذلك اصبحت الشركة الاولي في مصر)
باحساس جالي من وانا صغير احساس اني عايز اوصل – صدقت نفسي – خليتها هي اللي تحركني و تقومني بعد كل وقعة , حبيت اعلي , و لما الفرصه جت مسكت فيها , ما هديتش ما نخيتش , لقيت نفسي وصلت لناس تانيه في دنيا تانيه , صدق نفسك , و ما تخليش حاجة توقفك
كل المفروض .. مرفوض , اثبت للعالم .. انك موجود ... موجود !!!
**
تمت
كمل انت بقي ...
**
للحديث عن هذا الشأن اوجه اخري قد استكمل كتابتها لاحقا ايضا كانواع الداعية المضادة - مدرسة السخرية - خذ عندك الصورة التالية و كمل انت برضه ...
لا يخفي علي احد أن هذه الشعارات تعبر بالفعل عن رغبة المواطن العادي , مصطلح " التغيير " نقشة و ظل يردده الاعلام الخاص من جرائد و فضائيات لمدة طويلة , حتي ظهرت جمعية التغيير , لكن كل هذا شأن سياسي واضح
**
بدأت مقالتي هذه لكي اصل لنقطة اخري
لنعتبر المقطع الاول هو النقطة " الف " و من خلالها سنصل للنقطة " باء "
و هي الاعلانات التجارية تماما , شيبسي , بيبسي , فودافون , الفول السوداني , السمن , الصابون .. الخ الخ
قرأت في سن مبكرة للغاية عن شركات الدعاية و الاعلان و كيفية عملها
رصد رغبات المواطن و الفرد العادي في الشارع , كاعلان سمن النخلتين " يخلي جوزك يحبك اكتر " او اعلان حذاء نايك " يجعل حياتك اكثر سلاسة " , او شاي العروسة " مزاجك مظبوط "
كلها رغبات عاديه تعكس متطلبات الفرد في مراحل متعددة من يومه او حياته , اما أن تتوحد كل الاعلانات في السنوات القليلة ما قبل 25 يناير 2011 علي الرغبة في " التغيير " , " الاختيار ( الانتخابات ) " , او الملل من الوضع الحالي و تنسي كل الرغبات الاخري ( السعادة الزوجية – المزاج المظبوط ) التي كانت تصاغ سابقا عن طريق شركات الدعاية و الاعلان فهو ما اعتبرته وقتها مؤشرا كاشفا عن وضع المجتمع المصري ما قبل 25 يناير
**
حملة دعاية شيبسي كمثال , ابعت لنا طعم الشيبسي من اختيارك , مصر هتختار طعم الشيبسي , حاولوا قبلها اللعب علي فكرة شيبساوي ايضا و هذا له محل اخر في التحليل لاحقا
انتهت الحملة بأن اختارت مصر " شيبسي بطعم الجمبري "
تطور الامر قليلا بعدها فقد شاهدت علي كوبري اكتوبر اعلانات فول سوداني تتحدث عن ملل المواطن من طعم الفول السوداني بدون جبنه , كان الشعار قريبا من " محدش هيفرض علينا ناكل فول سوداني , احنا اخترناه بالجبنه خلاص - الفول السوداني مش هيتبهدل تاني "
**
و ظلت اللغة الاعلانية تتصاعد حتي ظهر اعلان فودافون – لاحظ معي ان المسكين عمرو مصطفي استطاع ان يرصد الظاهره و حللها بكونها مؤامرة علي مصر و هذا ما لم يحدث , بالطبع فمن مصلحة مثل هذه الشركات ان تظل الاوضاع هادئه لنمو الاقتصاد - ليس في الامر من مؤامرت و انما هكذا هي شركات الدعاية و الاعلان تبدو كمجمع بحثي لعلماء الاجتماع لرصد و اكتشاف رغبات المواطنين و صياغتها في شعارات – علشان يبيعوا
**
كانت كلمات اعلان فودافون لعادل امام , الذي بدأ بمزيكا قلقة ... تحذر بشدة , و كلمات تقول " غريبة حكاية الواحد مننا , كل واحد اهم واحد , بضعفة اقوي , بحبه اجمل من أي واحد , باصراره يقدر يوصل , و في خياله يعيش عالم تاني ما شافوش اي واحد , ممكن بضحكة يأثر في واحد بحركة يقول حكاوي كتير , بكلمة يقرب لملايين , و صوته يوصل لكل واحد , جدع ساعة الزنقة , و بسيط و علي قد بساطته ملك , بلمسة يقوم الدنيا و من مكانه يحرك احساس الواحد , و هي دي قوة 80 مليون واحد , قوتنا مش اننا بقينا رقم واحد , قوتنا في قوة كل واحد , يتبع الاعلان , ده ممكن يكون في ظاهره اعلان بس الحقيقة هو اكتر من اعلان دي دعوة لكل واحد فينا علشان نتعرف علي القوة اللي جوانا اللي ممكن نكون في زحمة و ضغوط الحياة اليومية مش واخدين بالنا منها او يمكن نكون عارفينها و مش مقدرين قيمتها , لما الفكرة بدأت كان مهم اوي تكون حقيقية علشان بجد تعبر عنا و عن كل واحد ينا و علشان كده اصرينا ان كل الشخصيات اللي شاركت معانا تكون من واقع حياتنا , يعني كل واحد يظهر بدوره الحقيقي في الحياة و بمهنته و بقوته , القوة اللي الدعوة دي تعتبر بداية رحلة البحث عنها "
**
تحليل مضمون هذا الاعلان بعد مشاهدته و سماع كلماته لم يفجر في رأسي سوي كلمة واحدة , ثورة , هذا ما صارحت به صديقي – يعمل بشركة فودافون – و كان غاضبا بشدة وقتها من أن عادل امام تلقي 4 مليون دولار- حسب روايته هو فلم يستطع أن يسمعني , شعر ان الاعلان لا يعبر عن اي شيء و لم يكن من الغريب ان اجد هذا الصديق ضد ما حدث في 25 يناير و كل ما تلاها ... لم تكن رغبته هو و انما رغبة فئة و قطاع عريض قد يكون عدده قليل مقارنة بباقي مصر و لكنه فاعلا مؤثرا قويا
**
حدث ما حدث في يناير و فبراير 2011 و لكنني لازلت لا استطيع التخلي عن عادة مراقبة الاعلانات لمعرفة تعطش تلك الفئة الطليعية الملامح و التي ترسم ملامح الوطن في السنوات القادمة , لازالت شركات الدعاية و الاعلان تبهرني بقدرتها علي صياغة احتياجات المجتمع و لنأخذ اعلان فودافون مرة اخري بعد 25 يناير 2012 هذه المرة ... ( لديهم شركة دعاية و اعلان مبهرة بالفعل و لذلك اصبحت الشركة الاولي في مصر)
باحساس جالي من وانا صغير احساس اني عايز اوصل – صدقت نفسي – خليتها هي اللي تحركني و تقومني بعد كل وقعة , حبيت اعلي , و لما الفرصه جت مسكت فيها , ما هديتش ما نخيتش , لقيت نفسي وصلت لناس تانيه في دنيا تانيه , صدق نفسك , و ما تخليش حاجة توقفك
كل المفروض .. مرفوض , اثبت للعالم .. انك موجود ... موجود !!!
**
تمت
كمل انت بقي ...
**
للحديث عن هذا الشأن اوجه اخري قد استكمل كتابتها لاحقا ايضا كانواع الداعية المضادة - مدرسة السخرية - خذ عندك الصورة التالية و كمل انت برضه ...