! مش فاكر
كان الجو باردا للغاية ... السماء ملبدة بالغيوم و لكنها لم تمطر حتي الأن ... و بما انه يوم الجمعة صباحا و للأسف فقد استيقظت مبكرا ... فلم يكن امامي الا أن انزل لأجلس قليلا علي المقهي في الميدان ... دخلت فطلب لي طارق القهوجي دون أن التفت اليه او حتي القي السلام ... واحد قهوة مظبوط و حجر معسل للأستاذ مجاهد ... فأومأت اليه برأسي ... فقال بطريقة منغمة ... صباح الصباح يا باشا ... فابتسمت و انا ادور برأسي ناحية الشارع الموازي للمقهي ... فتح طارق الراديو و سمعت اغنية لأم كلثوم ... يا الهي ... كنت دائما ما اسمع تلك الأغنية اثناء علاقة دامت لسنين بفتاة احببتها في الماضي البعيد ... و لكن كان في الأمر شيئا غريبا اليوم ... حاولت أن أتذكر ملامح وجهها ... و لكنني فشلت !! في اثناء محاولاتي أن اثير النوستالجيا ... أتي رجلا و وقف في وسط الميدان الشبه فارغ ... و ظل ينادي بصوت جهوري علي ابراهيم الفرارجي الساكن في الدور الرابع في العمارة المقابلة للمقهي ... يا ابراهيم ... يا ابراهيم ... و لكن لا حياة لمن تنادي ... انه الجمعة صباحا و لا أحد يستيقظ في هذة الساعة ابدا ... نظر الرجل الي السيارة النصف نقل التي يمتلكها ابراهيم ... ثم فتحها ... و أخرج منها دواسات السيارة و بدأ في نفض الغبار عنهم ... ثم أتي الي المقهي و نظر الي ثم الي طارق القهوجي بالتتابع ... سأله هل ابراهيم الفرارجي آتي ام لازال نائما ... فاخبرناه انه لازال نائما ... فطلب من طارق أن يأخذ الدلو مملوء بالماء لينظف سيارة ابراهيم ... و بالفعل وقف لينظفها حوالي النصف ساعة ... ثم أتي مرة اخري الي المقهي حاملا الدلو ... و جلس بجانبي و طلب شاي بحليب و حجر معسل ... و جلس يشربهم بتلذذ بجانبي ... ثم ذهب الي الرصيف المقابل ... و دخل و وضع الدواسات بعد أن جفت بداخل السيارة ... ثم ادار المحرك و وقف ينادي علي ابراهيم قليلا و لما لم يظهر ابراهيم ... أخذ السيارة و ذهب بها ... كانت كلمات أغنية ام كلثوم لازالت تتردد في رأسي و انا احاول أن اتذكر ملامحها أو حتي ملامح هذا الذي تركتني من اجله مرة تلو الأخري و افشل ... عندها وجدت ابراهيم الفرارجي يقف علي الرصيف المقابل للمقهي و يلطم علي وجهه و يقول ... العربية اتسرقت يا ولاد الكلب ... حاول طارق القهوجي و أنا أن نتذكر ملامح الرجل الذي سرق السيارة كثيرا عندما أتي رجال المباحث ... و لكننا لم نستطيع حتي أن نتذكر ... هل كان يرتدي جلباب أم ملابس افرنجية !؟ و كانت اجابتنا المتكررة هي ... مش فاكر ... مش فاكر