معرض الكتاب ...بيكيا روبابيكيا ... و اشياء اخري
دخلت الي دورة المياه بالمقهي بمثانة ممتلئة لكي افرغها ... و انتظرت دوري بصعوبه للدخول فقد كان بها احدهم ... لم اجد بدا الا ان اشغل بالي بمشاهدة الجالسين لكي انسي مثانتي الممتلئة ... اعرف معظمهم ... هؤلاء البشر الذين يقضون حياتهم في مشاهدة مبارات كرة القدم و لعب الدومينو و الطاوله ... يخط المشيب شعورهم و هم يشاهدون ... دورهم يتلخص دائما في انهم مشاهدين من خارج الملعب ... لا يتأثرون بأي شيء الا غلو اسعار السجائر و المعسل ... و اكواب الشاي .. و احيانا مباريات كرة القدم
***
في اليوم السابق كنت في مشوار مع احد اصدقائي بسيارته ... في شارع شبرا المزدحم ... سيارة اسعاف تطلق سارينتها و تولول .. تصرخ ... كي يفسح الناس لها الطريق ... و لا احد يأخذ في باله ... عندما طلبت من صديقي ان يفسح لها الطريق قال لي ... بقي لي عشر دقائق باحاول .. محدش راضي يوسع .. بعدين لو ما ماتش الراجل في العربيه ... هيموت في المستشفي ... ادهشتني تلك النظره الغريبه ... لا مبالاة
***
بعد أن خرجت من دورة المياه وجدت سيدة تقف و تصرخ بصوت عالي ... ذراعها مكسور ... و سيارة اسعاف تقف بجانب الرصيف بابها مفتوح ... لا احد بداخلها ... طلب سائق الاسعاف كوب شاي من المقهي و وقف ليشربه بتلذذ مشعلا سيجارته و هو يشاهد السيدة تصرخ من الالم و تحاول ان توقف أي سيارة اجرة ... و كلهم يتوقفون .. ينظرون اليها ... و يذهبون ... انتهي السائق من شرب كوب الشاي و القي بسيجارته امامي دون أن يلتفت الي حتي ... و اغلق باب السيارة و فتح السارينة .. وذهب
بعد أن خرجت من دورة المياه وجدت سيدة تقف و تصرخ بصوت عالي ... ذراعها مكسور ... و سيارة اسعاف تقف بجانب الرصيف بابها مفتوح ... لا احد بداخلها ... طلب سائق الاسعاف كوب شاي من المقهي و وقف ليشربه بتلذذ مشعلا سيجارته و هو يشاهد السيدة تصرخ من الالم و تحاول ان توقف أي سيارة اجرة ... و كلهم يتوقفون .. ينظرون اليها ... و يذهبون ... انتهي السائق من شرب كوب الشاي و القي بسيجارته امامي دون أن يلتفت الي حتي ... و اغلق باب السيارة و فتح السارينة .. وذهب
***
منتظرا مجيء صاحبة القهوة العالية لكي نمر علي عباس العبد لنذهب سويا الي معرض الكتاب .. جاء رضا المجنون و طلب كعادته كوب شاي مجاني ... يرتشف منه رشفة واحدة ... و يظل يتأمله .. ثم يسكب الباقي في هواية مترو الانفاق
!أه لو عرفت فيما يفكر هذا الرجل
يذكرني بعيد المشعور .. تلك الشخصية الهامشية في رواية طيور العنبر لأبراهيم عبد المجيد .. صديق ورقي جديد اكتسبته من قرائتي لتلك الرواية .. طفل في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي ... يجلس امام حمام النساء بجانب الرجال العاطلين ... لا يذهب الي مدرسته ابدا ... و كان كلما رأي فتاة خارجة من الحمام يجري ورائها مسرعا ... ينظر في عينيها و يبتسم ... و لا احد يفهم ماذا يري في عيون النساء هذا الصغير ... و عندما يكبر ... يظل يفعل نفس الشيء ... ينظر في عيونهن .. و يبتسم لهن.. و يجمع من حوله بعض المجاذيب كل يوم ساعة الغروب ... و يقول للناس عندما يسألونه عن وجهته... رايحين نشوف ربنا
و عندما ذهب معه بعض العقلاء ... لكي يروا ما يري و يضحكوا سخرية منه ... شاهدوا السحب تتجمع من بعيد في السماء و تشكل وجها ... و بعض الاشكال الاخري ... فضحكوا عليه ... ولكن بعد حين تجمعت سحب الغروب الحمراء مشكلة وجه ... و علا صوت اقدام خيول ... و ظل يزداد ... و ظهر الوجه واضحا في السماء ... فارتعش العقلاء خوفا و تصببوا عرقا ... و قال لهم عيد المشعور ... بعد أن أشار بيده الي الوجه الذي يبتسم له ... شايفين ... اهه ربنا بيضحك لنا
يا تري ماذا كان يري عيد المشعور في عيون النساء ... اري انا في عيونهن الحياة ... و الحرية ... و الحنان .. و الحب ... بأختصار في عيون النساء يوجد كل ما هو جميل و شهي في الحياة... اما هو فلم يخبرني ككل اصدقائي الورقيين بما يراه ... و تركني لحيرتي
كل ما اعرفه الأن انه عندما تضيق الدنيا بي .. و اكره النظر لوجوه الناس من حولي و من تلك البنايات القذرة .. أنظر الي السماء لعلي أري وجه الله ... كما رأه صديقي الورقي الجديد فأري تلك الزرقة الخافته المريحه للأعصاب
و عندما ذهب معه بعض العقلاء ... لكي يروا ما يري و يضحكوا سخرية منه ... شاهدوا السحب تتجمع من بعيد في السماء و تشكل وجها ... و بعض الاشكال الاخري ... فضحكوا عليه ... ولكن بعد حين تجمعت سحب الغروب الحمراء مشكلة وجه ... و علا صوت اقدام خيول ... و ظل يزداد ... و ظهر الوجه واضحا في السماء ... فارتعش العقلاء خوفا و تصببوا عرقا ... و قال لهم عيد المشعور ... بعد أن أشار بيده الي الوجه الذي يبتسم له ... شايفين ... اهه ربنا بيضحك لنا
يا تري ماذا كان يري عيد المشعور في عيون النساء ... اري انا في عيونهن الحياة ... و الحرية ... و الحنان .. و الحب ... بأختصار في عيون النساء يوجد كل ما هو جميل و شهي في الحياة... اما هو فلم يخبرني ككل اصدقائي الورقيين بما يراه ... و تركني لحيرتي
كل ما اعرفه الأن انه عندما تضيق الدنيا بي .. و اكره النظر لوجوه الناس من حولي و من تلك البنايات القذرة .. أنظر الي السماء لعلي أري وجه الله ... كما رأه صديقي الورقي الجديد فأري تلك الزرقة الخافته المريحه للأعصاب
***
تأخرت قليلا صاحبة القهوة العالية في المجيء ... فطلبت كوب قهوة أخر من القهوجي ... لو سمحت عايز قهوة يا عصام ... اعامله بشكل مختلف عن بقية القهوجية ... فهو مهندس زراعي اضطرته الظروف ان يعمل في هذا العمل ... اخبرني في احدي المرات أنه عرض عليه أن يعمل كمهندس زراعي ب300 جنيه في الشهر فرفض لأنه يكسب أضعاف هذا المبلغ في عمله هذا
***
شغلت نفسي و انا اشرب كوب القهوة الأخر بمشاهدة الفتيات يمررن من فوق شبكة مترو الانفاق و هن يتراقصن بكعوبهم العالية من فوق الشبكة المعدنية ... لكي لا تشتبك كعوب احذيتهم بها
وضعت مشغل الاغاني في أذني لكي اكمل المشهد الراقص ...و مرت الواحدة تلو الأخري بعضهن راقصات باليه يرتدين أحذية الباليرينا التي انتشرت كموضة هذة الايام ... تجعل الفتيات يتراقصن بشكل جميل في كل مكان ليس فوق الشبكة المعدنية فقط
وضعت مشغل الاغاني في أذني لكي اكمل المشهد الراقص ...و مرت الواحدة تلو الأخري بعضهن راقصات باليه يرتدين أحذية الباليرينا التي انتشرت كموضة هذة الايام ... تجعل الفتيات يتراقصن بشكل جميل في كل مكان ليس فوق الشبكة المعدنية فقط
!! يا الله كم أنت جميل في خلقك
***
وصلنا الي معرض الكتاب ثلاثتنا مبكرا ... ادهشني عباس العبد بمعرفته بالعديد من المؤلفات ... لم أكن أعرف أنه مثقف هكذا ... كانت زيارته الثانيه للمعرض و كان ساخطا للغاية من هؤلاء الذين يعتبرون معرض الكتاب حديقة كبيرة و يأتون بحلل المحشي .. ليقضوا يومهم يأكلون و لا يفعلون شيء و لا يهتمون بالكتب ابدا ... ساخطا ايضا علي رجل خليجي رأه في زيارته السابقة .. يمشي معه اثنين بعربات تشبه تلك التي توجد بالسوبر ماركت .. و يشير بيده اليهم ... و يقول جميل هذا ... فيضعوا هم الكتب في العربات ... و يتبعونه
!!ساخطا علي أن تذكرة المعرض بجنيه واحد ... يريدها أن تكون ب50 جنيه أو أكثر
!!ساخطا علي أن تذكرة المعرض بجنيه واحد ... يريدها أن تكون ب50 جنيه أو أكثر
***
وجدنا الاستاذ جمال الغيطاني في جناح الجامعة الامريكية … فذهبنا لكي نلقي عليه التحية … يبدو وجهه أصغر سنا من التليفزيون … رحب بنا في هدوء و بمودة … تحدثت معه قليلا عن احدي مؤلفاته .. القاهرة في الف عام و طلبنا منه أن نأخذ صور معه فرحب بذلك … كنت دائما احاول جاهدا ان ابتعد عن الحديث مع الكتاب المشاهير لتجربة سابقة شبيهه جعلتني اكره معرفتهم لأختلاف شخصياتهم و حديثهم عن مؤلفاتهم المكتوبة ... و لكن هذة المرة اكتشفت أنه ليس بالأكيد وجود هذا التناقض المنفر
بعد أن انتهينا من المرور علي دور النشر المختلفة ذهبنا الي سور الأزبكيه … لا احد يعلم كم عشقي للكتب القديمة و بائعيها الكنوز المدفونة كما اسميها … بيكيا روبابيكيا … و لأختياري لهذا الاسم حديث أخر
***
قد تجد هذة التدوينة غير مترابطة ... و طويلة علي غير عادتي في الكتابة ... كل ما اردت ان اقوله
أنني قضيت يوما من الايام الرائعة .. تعرفت علي عباس العبد من منظور اخر
تقابلت صدفة مع بعض الاصدقاء مثل محمد الهنداوي و حارس الهاوية
قد تجد هذة التدوينة غير مترابطة ... و طويلة علي غير عادتي في الكتابة ... كل ما اردت ان اقوله
أنني قضيت يوما من الايام الرائعة .. تعرفت علي عباس العبد من منظور اخر
تقابلت صدفة مع بعض الاصدقاء مثل محمد الهنداوي و حارس الهاوية
و بالطبع كنت سعيدا بصحبة صاحبة القهوة العالية التي يسمونها اصدقائنا المشتركين بأمي الروحية و لهذا حديث أخر ايضا
كل معرض كتاب و انتم طيبين