لا أري ... لا اسمع ... لا اتكلم
عندما بدأت والدتي في حديثها المعتاد عن ضرورة الزواج قبل بلوغ سن الثلاثين و عن مواصفات العروسة و التي يجب أن تكون متوسطة الطول و جميلة الوجه و الجسد ... كما تقول والدتي ... لم اجد بد الا أن اهرب من هذا الحديث ... يذكرني كثيرا بحديث صديق لي يحب الكلاب المنزلية و يعرف مواصفاتها الجسمانيه لكي تكون جيدة ... بأن يكون لدي الكلب ذيل طويل و يا حبذا أن يصل للأرض و أذنان منتصبان بشدة و ... عندما قلت لوالدتي لكي أغير مجري الحديث بأنه يجب أن تكون اذناها منتصبتان تماما كفصيلة الكلب راعي الغنم الالماني ... ابتسمت و قالت لي ... و انت هتجيب أيه غير كلبة !؟ عند هذا المنحني من الحوار قررت أن أذهب الي المقهي لأستكمل الحديث مع صديقي عاشق فصيلة راعي الغنم الالماني
***
وجدت صديقي يجلس في ركن جانبي من المقهي و في يده أوراق كثيرة ... حاولت مداعبته بأن اسأله .. ما اخبار الكلاب يا عزيزي ... نظر الي و في عينيه حزن و قال لي ... كلاب !؟ و منذ متي كنت امتلك انا كلاب ... انا ليس لدي كلاب و ما عدت مهتما بهذه التفاهات
انتابتني برهة من الصمت و الدهشة ... لم يكن ليرد بهذة الاجابة الا إن كان بالفعل حزين بشدة ... فقد كان حلمه طوال الوقت أن يمتلك واحدا
***
وجدت صديقي يجلس في ركن جانبي من المقهي و في يده أوراق كثيرة ... حاولت مداعبته بأن اسأله .. ما اخبار الكلاب يا عزيزي ... نظر الي و في عينيه حزن و قال لي ... كلاب !؟ و منذ متي كنت امتلك انا كلاب ... انا ليس لدي كلاب و ما عدت مهتما بهذه التفاهات
انتابتني برهة من الصمت و الدهشة ... لم يكن ليرد بهذة الاجابة الا إن كان بالفعل حزين بشدة ... فقد كان حلمه طوال الوقت أن يمتلك واحدا
سألته ما بك ؟؟
فأخبرني بأنه فقد عمله ... و استرسل في حديث جاد لم اعهده منه ... متحدثا عن الازمة العالمية و عن اسعار البترول و اقساط الشقة الملتزم بها و التي دفع مقدمة لها و عن أن الشركة التي يعمل بها وفرت العديد من مهندسيها ... و أنه يريد كتابة سيرة ذاتيه جديدة لنفسه و يود أن اساعده في كتابتها
سألته ما كل هذه الأوراق ... فقال لي أنها ورش العمل التدريبية التي يود أن يضعها في السيرة الذاتيه فأمسكت باوراقه الكثيرة و جلست أتمعن بها
***
كان صوت أم كلثوم لازال عاليا للغاية في المقهي و هي تصدح ... عايزنا نرجع زي زمان ... قول للزمان ارجع يا زمان ... و بالرغم من ذلك استطعت تمييز صوت رنين هاتفي المحمول ... فخرجت من المقهي لكي أجيب الهاتف و لكن هيهات فقد كان الخط منذ عدة أيام يستقبل المكالمات و لا يتصل بأي أحد ... سمعت صوت المتصل لمدة ثانيتين ... الو الو ... و انقطع الخط ... حاولت الاتصال بخدمة العملاء عدة مرات و لكن بلا فائدة
في المرة الأخيرة التي نجحت في الأتصال بهم اجابتني فتاة و قالت لي ... فعلا في مشكلة فنية في الشبكة كلها .. فطلبت منها أن تحدد لي وقتا زمنيا لانتهاء هذة المشكلة ... فأجابتني بانجليزية ركيكة .. ذير ايذ نو تايم ليميت فور ساتش بروبليم ... و سألتني بعدها مباشرة ... أي خدمة تانية ... فقلت لها ... الخدمة الأولي لم تنتهي بعد ... فقالت لي شكرا لأتصالك بأم نبيل ... تيت تيت تيت ... و ظل التليفون كجثة هامدة بجانبي ... و كأنه يعلمني حكمة ... إن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ... و يبدو فيما يبدو أنهم قرروا أن يعلموني الحكمة بشكل أعمق ... بأن اتوقف عن النطق ... و السمع أيضا ... و قفت أتأمل دروس الحكمة التي يعطونها لي ... و أدركت بعدها بقليل أن هاتفي ايضا به خدمة الجيل الثالث و هي الأتصال بالصوت و الصورة ... و بالتأكيد هي الأخري معطلة ... الأن فقط تذكرت تلك الحكمة الصينية القديمة ... لا أري ... لا أسمع ... لا أتكلم ... و حاولت أن اتصل بهم لكي اشكرهم و لكنني فشلت
***
عندما دخلت للمقهي مرة ثانيه وجدت صديقي لازال حزينا فحاولت أن ارفه عنه قليلا فأخذنا كراسينا و جلسنا علي الرصيف خارج المقهي ... و كان الجو بالخارج أكثر شاعرية ... يقترب من البرودة قليلا و صوت أم كلثوم أصبح بعيدا و أقل حدة ... و اضاءة القمر خافتة لطيفة ... داعبته بأن قلت له صحيح أنت ما عندكش شغل دلوقتي ... لكن علي الأقل كرسيك علي القهوة لازال محجوزا ... فأبتسم و غير وضع جلوسه قليلا لوضع أكثر راحة و نظر الي السماء ... لم تكن مرت دقائق كثيرة عندما أتت البلدية ... و أخذوا الكراسي كلها و حرروا محضر اشغال طريق لصاحب المقهي ... و وجدنا انفسنا نقف في الشارع ... فقد أخذوا كراسينا ... و عند هذا الحد لم أكن قادرا علي أن اخفف علي صديقي ... فقد كان مشهد الكراسي فوق السيارة النصف نقل ذاهبة الي حيث لا نعلم مؤثرا .... كان صاحب المقهي جالسا علي الرصيف المقابل يحاول الأتصال عن طريق تليفونه المحمول بشخص ما ... و لكن لا حياة لمن تنادي و توقفت عن استنباط الحكمة من الأحداث لأن من عاش بالحكمة ... مات بالمرض
سألته ما كل هذه الأوراق ... فقال لي أنها ورش العمل التدريبية التي يود أن يضعها في السيرة الذاتيه فأمسكت باوراقه الكثيرة و جلست أتمعن بها
***
كان صوت أم كلثوم لازال عاليا للغاية في المقهي و هي تصدح ... عايزنا نرجع زي زمان ... قول للزمان ارجع يا زمان ... و بالرغم من ذلك استطعت تمييز صوت رنين هاتفي المحمول ... فخرجت من المقهي لكي أجيب الهاتف و لكن هيهات فقد كان الخط منذ عدة أيام يستقبل المكالمات و لا يتصل بأي أحد ... سمعت صوت المتصل لمدة ثانيتين ... الو الو ... و انقطع الخط ... حاولت الاتصال بخدمة العملاء عدة مرات و لكن بلا فائدة
في المرة الأخيرة التي نجحت في الأتصال بهم اجابتني فتاة و قالت لي ... فعلا في مشكلة فنية في الشبكة كلها .. فطلبت منها أن تحدد لي وقتا زمنيا لانتهاء هذة المشكلة ... فأجابتني بانجليزية ركيكة .. ذير ايذ نو تايم ليميت فور ساتش بروبليم ... و سألتني بعدها مباشرة ... أي خدمة تانية ... فقلت لها ... الخدمة الأولي لم تنتهي بعد ... فقالت لي شكرا لأتصالك بأم نبيل ... تيت تيت تيت ... و ظل التليفون كجثة هامدة بجانبي ... و كأنه يعلمني حكمة ... إن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ... و يبدو فيما يبدو أنهم قرروا أن يعلموني الحكمة بشكل أعمق ... بأن اتوقف عن النطق ... و السمع أيضا ... و قفت أتأمل دروس الحكمة التي يعطونها لي ... و أدركت بعدها بقليل أن هاتفي ايضا به خدمة الجيل الثالث و هي الأتصال بالصوت و الصورة ... و بالتأكيد هي الأخري معطلة ... الأن فقط تذكرت تلك الحكمة الصينية القديمة ... لا أري ... لا أسمع ... لا أتكلم ... و حاولت أن اتصل بهم لكي اشكرهم و لكنني فشلت
***
عندما دخلت للمقهي مرة ثانيه وجدت صديقي لازال حزينا فحاولت أن ارفه عنه قليلا فأخذنا كراسينا و جلسنا علي الرصيف خارج المقهي ... و كان الجو بالخارج أكثر شاعرية ... يقترب من البرودة قليلا و صوت أم كلثوم أصبح بعيدا و أقل حدة ... و اضاءة القمر خافتة لطيفة ... داعبته بأن قلت له صحيح أنت ما عندكش شغل دلوقتي ... لكن علي الأقل كرسيك علي القهوة لازال محجوزا ... فأبتسم و غير وضع جلوسه قليلا لوضع أكثر راحة و نظر الي السماء ... لم تكن مرت دقائق كثيرة عندما أتت البلدية ... و أخذوا الكراسي كلها و حرروا محضر اشغال طريق لصاحب المقهي ... و وجدنا انفسنا نقف في الشارع ... فقد أخذوا كراسينا ... و عند هذا الحد لم أكن قادرا علي أن اخفف علي صديقي ... فقد كان مشهد الكراسي فوق السيارة النصف نقل ذاهبة الي حيث لا نعلم مؤثرا .... كان صاحب المقهي جالسا علي الرصيف المقابل يحاول الأتصال عن طريق تليفونه المحمول بشخص ما ... و لكن لا حياة لمن تنادي و توقفت عن استنباط الحكمة من الأحداث لأن من عاش بالحكمة ... مات بالمرض