غسيل .. الذكريات
جمعت اول الاسبوع الماضي كل ملابسي الداخلية ووضعتها بداخل الغسالة ... جلست قليلا امامها اتأمل مشدوها كل تلك الاقراص المستديرة و المفاتيح ... للحظة شعرت بأنني علي وشك قيادة طائرة و ليس مجرد تشغيل غسالة ملابس ... ادرت بعض الاقراص ... و ظبطها علي علامة نبات القطن ... و اتبعت التعليمات التي تركتها لي والدتي في استخدام هذة الالة الغريبة عني ... و عندما انتهت الغسالة من الدوران و الشطف و الغسل ... اخرجت الملابس المبلله و وضعت انفي عليها فلم اشتم أي رائحة ... و كنت قد منيت نفسي بأنني سأستنشق تلك الرائحة الجميلة التي احبها للملابس المغسولة توا ... بالامس قبل أن انام .. قررت غسل ما تم استخدامه في هذا الاسبوع ... فاتبعت نفس التعليمات و عندما فتحت درج الصابون ... وجدته ممتليء كما هو ... من المرة السابقة ... اذن فقد كان هذا هو السبب .. لم يتم غسل الملابس بصابون ... و انما بمياه ساخنة فقط ... انتابتني نوبة من الضحك و شعرت بالقرف للحظات من ما ارتديه ... و فهمت انني وضعت الصابون في مكان خاطيء بالطبع ... فملأت كل الاماكن الصغيرة المقسمة في الدرج بالصابون و ادرت الغسالة ... و عندما استيقظت اليوم صباحا ... فتحت الغسالة لأجد تلك الرائحة التي احبها ... رائحة الملابس المغسولة توا ... ملابس طازجة
خرجت الي الشرفة ... و وجدت عصفور أخر صغير .. خارجا للتو من بيته الخشبي و واقفا بين العصفورين الكبيرين ... يقف مشدوها من هول رؤيتي ... اتفهم شعوره ... و كأنه يقول .. ما هذا المخلوق الغريب الذي يحمل اشياء اغرب !!
بدا لي انها ستمطر ... السماء ملبدة بالغيوم ... فتذكرت ما كانت والدتي تفعله ... قطعة مشمع فوق المنشور علي الاحبال .. لكي لا يبلل نزول الامطار الملابس ... ففعلت نفس الشيء ... و عندما بدأ المطر في النزول ... شعرت بسعادة بالغة لفطنتي ... ها انا اتعلم خبرات جديدة رائعة ... غسيل الملابس و التنبوء بمواعيد الامطار اثناء نشرهم
خرجت الي الشرفة ... و وجدت عصفور أخر صغير .. خارجا للتو من بيته الخشبي و واقفا بين العصفورين الكبيرين ... يقف مشدوها من هول رؤيتي ... اتفهم شعوره ... و كأنه يقول .. ما هذا المخلوق الغريب الذي يحمل اشياء اغرب !!
بدا لي انها ستمطر ... السماء ملبدة بالغيوم ... فتذكرت ما كانت والدتي تفعله ... قطعة مشمع فوق المنشور علي الاحبال .. لكي لا يبلل نزول الامطار الملابس ... ففعلت نفس الشيء ... و عندما بدأ المطر في النزول ... شعرت بسعادة بالغة لفطنتي ... ها انا اتعلم خبرات جديدة رائعة ... غسيل الملابس و التنبوء بمواعيد الامطار اثناء نشرهم
**
جلست خلف زجاج الشرفة مع المدهش عزيز نيسين .. ذلك الساخر الرومانسي التركي ... اشتريت كتاب له عندما مررنا بمكتبة احد اصدقاء توتا ... لكي يسلم عليه العزيز جدو كما طلب مننا جدو عند نزوله الي مصر ... و بدأت في استكمال قراءة الكتاب .. يتكلم عن استقباله لعمره السبعين و كأنه يتكلم عن انه تم عامه العشرين تماما !! لم استطع التمادي في القراءة و تجاهل تأمل الامطار ... فهي تغسل الجو ... تجعل رائحته مثل ما يفعل الصابون بملابسي ... رائحة طازجة مبللة بالفرح و النقاء
فتحت الزجاج و وقفت لأملء صدري بالهواء النظيف قدر المستطاع ... فتحت احدي الملفات التي جهزتها منذ سنوات طويلة ... اغاني متتالية اولها اغنية منير ... وجدتها مناسبة لهذا الصباح الجميل ... بافتح زرار قميصي للنسمة و للاغاني و انور فوانيسي .. و املي العالم اغاني .. اغني للمحبة و للنجم المللالي .. دي الغنوة بالف شبة و طايرة في العلالي ... باغني للسعادة و باغني للرضا و الغنوة كل ما ده ... تعلا و تملي الفضا .. أه يا هوا يا سيسي انت لساني و حصاني ... بافتح زرار قميصي للنسمه و للأغاني .. و انور فوانيسي .. و املا العالم اغاني
باغني للحقيقة .. و باغني للانسان .. و غنوتي الرقيقة بتنور لي الزمان ... أه يا هوا يا سيسي انت لساني و حصاني ... بافتح زرار قميصي .. للنسمة و للاغاني ... و انور فوانيسي و املي العالم اغاني
فتحت الزجاج و وقفت لأملء صدري بالهواء النظيف قدر المستطاع ... فتحت احدي الملفات التي جهزتها منذ سنوات طويلة ... اغاني متتالية اولها اغنية منير ... وجدتها مناسبة لهذا الصباح الجميل ... بافتح زرار قميصي للنسمة و للاغاني و انور فوانيسي .. و املي العالم اغاني .. اغني للمحبة و للنجم المللالي .. دي الغنوة بالف شبة و طايرة في العلالي ... باغني للسعادة و باغني للرضا و الغنوة كل ما ده ... تعلا و تملي الفضا .. أه يا هوا يا سيسي انت لساني و حصاني ... بافتح زرار قميصي للنسمه و للأغاني .. و انور فوانيسي .. و املا العالم اغاني
باغني للحقيقة .. و باغني للانسان .. و غنوتي الرقيقة بتنور لي الزمان ... أه يا هوا يا سيسي انت لساني و حصاني ... بافتح زرار قميصي .. للنسمة و للاغاني ... و انور فوانيسي و املي العالم اغاني
***
تصبغ الاغاني الذكريات ... يصبح لكل مكان و شخص اغنية مميزة له ... تحبها و تسمتع بها ما دمت تحبه ... و تصبح عاجزا عن احتمال سماعها اذا كرهته ... انها تلك النفس الانسانية التي تصبغ كل شيء حتي الجماد بالانسانية ليعاني من أفة الاحساس بعدها طويلا
لم أكن ادرك ان تلك الاغنية ستباغتني في نفس الملف المحفوظ به عدد من الاغاني منذ زمن طويل ... احفظ مقدمتها جيدا ... بيانو .. بيانو ... تذكر اخر مرة شفتك امتي !؟.. تذكر وقته اخر كلمة قلتها ... و ما عدت شفتك و هلق شفتك ... كيفك أنت !؟
يا الله ... هل امتد مفعول النظافة الي تلك الاغنيه ايضا !؟ اهدتها لي هي منذ ما يقارب الاربع سنوات ... و قالت لي انها اجمل ما غنت فيروز ... فظللت اسمعها و اسمعها حتي ارتبطت بها
و عندما ذهبت هي ... ظلت اذاعة نجوم اف ام تعذبني بها دائما ... و لكن كما اكتشفت اليوم فغسيل الذكريات ليس سهلا كغسيل الملابس الداخليه ... كان يجب ان اهديها الي العديد من الفتيات و اسمعها معهن ... و اسمعها في مناسبات مختلفة لكي تفقد ذكراها لدي ... كان يجب أن اتشارك بها مع اكبر عدد من البشر لكي استطيع ان انسبها لفيروز و لكل من سمعها معي و ليس لها فقط ... و قد فعلت ذلك كثيرا ... حتي مللت و يأست ... و قررت انني لن اسمعها مرة اخري ... فلا داعي من تلك الاغنية ... ستسقط عمدا من الذاكرة .. و لكن اليوم عندما خرجت مباغتة من سماعات الكمبيوتر ... ابتسمت ... فقد كانت منتسبة لفيروز و ليس لأي احد أخر
و لأن الزمن له مفعول السحر في النسيان ... و في غسيل الذكريات كما الصابون تماما مع ملابسي الداخلية
اقتربت بأنفي من السماعات ... في نهاية الأغنية ... فاستنشقت رائحة نظيفة ... رائحة ذكريات ايام مغسولة
و رائحة عمر طازج سعيد ... الان فقط ادركت لما كان يكتب عزيز نيسين عن عمر السبعين و كأنه في العشرين
يبدو انه كان يعلم هذا السر ... سر غسيل الذكريات
لم أكن ادرك ان تلك الاغنية ستباغتني في نفس الملف المحفوظ به عدد من الاغاني منذ زمن طويل ... احفظ مقدمتها جيدا ... بيانو .. بيانو ... تذكر اخر مرة شفتك امتي !؟.. تذكر وقته اخر كلمة قلتها ... و ما عدت شفتك و هلق شفتك ... كيفك أنت !؟
يا الله ... هل امتد مفعول النظافة الي تلك الاغنيه ايضا !؟ اهدتها لي هي منذ ما يقارب الاربع سنوات ... و قالت لي انها اجمل ما غنت فيروز ... فظللت اسمعها و اسمعها حتي ارتبطت بها
و عندما ذهبت هي ... ظلت اذاعة نجوم اف ام تعذبني بها دائما ... و لكن كما اكتشفت اليوم فغسيل الذكريات ليس سهلا كغسيل الملابس الداخليه ... كان يجب ان اهديها الي العديد من الفتيات و اسمعها معهن ... و اسمعها في مناسبات مختلفة لكي تفقد ذكراها لدي ... كان يجب أن اتشارك بها مع اكبر عدد من البشر لكي استطيع ان انسبها لفيروز و لكل من سمعها معي و ليس لها فقط ... و قد فعلت ذلك كثيرا ... حتي مللت و يأست ... و قررت انني لن اسمعها مرة اخري ... فلا داعي من تلك الاغنية ... ستسقط عمدا من الذاكرة .. و لكن اليوم عندما خرجت مباغتة من سماعات الكمبيوتر ... ابتسمت ... فقد كانت منتسبة لفيروز و ليس لأي احد أخر
و لأن الزمن له مفعول السحر في النسيان ... و في غسيل الذكريات كما الصابون تماما مع ملابسي الداخلية
اقتربت بأنفي من السماعات ... في نهاية الأغنية ... فاستنشقت رائحة نظيفة ... رائحة ذكريات ايام مغسولة
و رائحة عمر طازج سعيد ... الان فقط ادركت لما كان يكتب عزيز نيسين عن عمر السبعين و كأنه في العشرين
يبدو انه كان يعلم هذا السر ... سر غسيل الذكريات
**
إمبارح ... و أنا بعذوبتي فارح بالشوق و الهوى سارح كان عمري عشرين ... إمبارح ... كانت الامواج تتلاوح صحة الأبدان تترايح يا زهرة السنين إمبارح ... كان عمري عشرين ... عشرين
و النهار ده حتي و لو كان تلتمية ... لكن انا حاسس اني في العشرين !!
*
صباح السعادة و الخير و التفاؤل