الأربعاء، نوفمبر 28، 2007

برواز

جلس في طرف السرير ... يتأمل هذا الجسد الانثوي العاري ... اشعل سيجارته ... و خلع حذائه و رفع اقدامه فوق السرير ...سألها عن اسمها ... فأجابته و هي منهكة ... مني ... حاول أن يتحدث معها في أي شيء ... و لكنه لم يستطع التغلب علي رهبة الموقف ... اعتصر ذهنه كي يجد بعض الكلمات ليقولها ... فلم يجد اي شيء بدا رأسه كبئر مياه ينضب
يعرف ان اصدقائه اتعبوها منذ الصباح ... لم يثيره جسدها الجميل العاري ...
بدا له كلوحة عارية غير مثيرة الا للتأمل و لا علاقة لها بفعل الحب ابدا ... بدأ هو محاولة ان يذوب في الوان اللوحة الباهته مقاوما العمي السيكولوجي المؤقت الذي اصابه ... العمي السيكولوجي هو أن تري كل شيء بوضوح دون ان تستطيع ان تفرق او تدرك ...عندها حاولت هي الاقتراب منه ... فابتعد عارضا عليها ان تأخذ منه سيجارة لتدخنها ... فأخذتها و ابتسمت بتصنع ... اشعلها لها متفاديا ان تضع يدها علي علي يده ... و عندما انتهيا من التدخين ... كانت هي لاحظت توتره الواضح
----
----
فاخفت وجهها فوق الوسادة و فردت جسدها و طلبت منه بدلال متصنع أن يدلكها
-------
شعر ببعض الاطمئنان عندما انتهت لغة العيون التي دارت بينها و بينه في ظل هذا الصمت المطبق
حاول ان يتذكر وجهها ... فهو لم يراه سوي للحظات قليلة ... فترأت له وجوه كثيرة يعرفها ... فطرد تلك الوجوه من مخيلته ... لم يشأ أن تكون احدي هذه الوجوه في هذا المكان
وضع اطراف اصابعه فوقها في حذر و تلامس مع المساحات العاريه ... نظر لنفسه في المرآه و هو يفعل ذلك فشعربأنه يشاهد شيء لا يحدث له و لا يشارك به ... كان لا يزال لم يدرك الوضع كاملا من تأثير عماه السيكولوجي المؤقت ... و عندما انتابته الاثارة خلع كل ملابسه بسرعة ... و عندما وصل الي القطعة الاخيرة شيء ما بداخله لم يستطع تحديد ماهيته رفض
فرفع رأسه عاليا ... و رأي برواز معلق في اعلي الحائط فوق السرير ... فنظر الي الجسد العاري مرة اخري ... اخيرة ... و لملم ثيابه متعجلا ... و هرب

الثلاثاء، نوفمبر 20، 2007

هلاوس جديدة قديمة


تعتبر المعرفة مصدر قوة نسبيا و لكنها مصدر متعة لا متناهيه
--------------
----------------
----------

الحياة مغامرة كبري ... فأن لم تكن مغامرا فانت ميت لا محال
-----
-
---
--
--
---
--
---
---
ان تحب احداهن فليس لأنها الاجمل و لا الاذكي و لا الاكثر ملائمة لك ... انت تحبها لأنك تحبها فانت تعرف انها ليست الاجمل و لا الاذكي
-----------------------------------
ان تبكي هي امامك فأنت صديق مقرب ... ان يبكي هو امامك ... فهو لم يعد يراك لأن همه تعاظم و شيد من حوله اسوار الوحدة العالية
-------------------------------------
ان تصاب بالصمم هو ان تتلو رأيك مرة تلو الاخري متجنبا سماع اراء الاخرين فالصمم يبدأ من اللسان
----------------------------------
أن تأتي بطفل بريء لتضعه في مستنقع القاذورات المنحط هذا.... فهو جرم لا يدانيه جرم
------------------------------------
العين و الاذن وسائل ادخال طبيعيه للعالم الخارجي للعقل .. فان استخدمتهم في الكشف عن عالمك الداخلي فانت فنان بلا شك
------------------------------------
مهما كانت جميلة ... حافظ علي مسافة بينك و بينها ... فالأقتراب الشديد يجعلك تري الندوب الصغيرة في وجهها جروح قاتلة
----------------------------
لا يمكنك أن تعرف أحدا جيدا مهما عاشرته ... يجب أن تدوس علي أطراف اصابعه دون ان تدري لكي تعرف من هو
----------------------------
قليل من الفلسفة يصلح العقل ... كثير من الفلسفة يؤدي الي الجنون
----------------------------
أعظم مكاسب الأعداء هي نتيجة لأخطائنا نحن
----------------------------
في هذا العالم الغريب المليء بالمتناقضات لا أحد يمتلك الحقيقه المطلقه فكلنا في سعي محموم اليها
----------------------------
قمه النجاح هي الاقرب من قمه الفشل 000 قمه القوه اقرب للضعف فهؤلاء الاناس الذين يسكنون القمم يشعرون انها بارده لانهم لا يعلمون حقيقه احاسيسهم فهي خليط من التناقض و التماثل في نفس المكان
----------------------------
الأحلام هي المخدر المفضل للفقراء ... و الاغنياء ايضا
---------------------------------
----------
-----------
-------------------
-------
العضو الوحيد الغير قادر علي الكذب هو العيون أما الدمع فهو ثمرة العيون التي تنضج في شدة الحزن أو الفرح
------------
---------
-----
------
---
----
--
أن اختلف معك في الرأي بشدة لا يعني انني اكرهك ... فربما يتبني كل منا رأي الاخر غدا
---------------------------
لا تسألني متي احببتها .. لأني لم ادرك ذلك الا عندما رأيتها تبتسم لأحدهم
--------------------------
كل من تراه اليوم حكيما هو بلا شك عظيم الحمق ... سابقا
-----------------------
الاصدقاء الحقيقيون هم من تتذكرهم في لحظات وحدتك ... و ليس هم من يحيطون بك طوال الوقت

الاثنين، نوفمبر 05، 2007

لماذا لا تتقاطع الاقدار بوردة مع ذاكرة جسد

الجو حار جدا في الشارع ... بدا لي ان الاتوبيس لن يأتي ابدا ... تقف بجانبي فتاة ترتدي تي شيرت كات و تنفخ كل دقيقة من ملل الانتظار ... و رجل اخر نحيل جدا محني الظهر يبدو في العقد الخامس من عمره .. اسمر اللون او ترابي و كأنه يقف هنا منذ يوم ولادته ... ينفخ دخان سيجارته الكيلوباترا السوبر بعنف و توتر واضح في الناحية الاخري ... فتفتعل الفتاة بعض السعال كعرف نسائي شهير للاستياء من المدخنين .. يمر من امامنا العديد من طلاب الثانوي .. يتفحصون بعيون جائعة جسدها و يبتسمون بخبث لبعضهم البعض ... اضبط نفسي مسترقا النظر اليها انا الاخر عدة مرات ... ادير وجهي للناحية الاخري لأري ان كان الاتوبيس قادما ام لا
لم يأت بعد
عندها مر من امامي رجل بذراع واحدة .. فتذكرت رواية احلام المستغانمي ... ذاكرة جسد ... بطلها يملك ذراع واحدة يفعل بها ما لا يفعله من يملكون ذراعين ... يرسم ... يرسم لكي يقتل المه ... لكي يشبع و يرضي الحنين بمشاهد من مدينة قسنطينه التي يحبها
فقد ذراعه و هو يناضل من اجل استقلال الجزائر و هو شاب فنصحه الطبيب بالرسم لكي يتخطي المه النفسي من فقدان ذراعه و يصبح بعد ذلك بسنوات اهم رسام جزائري ... و يخونه اقرب المقربين اليه فيعاني من غدر البشر .. و يحيا في الغربة وحيدا لكي يحافظ علي مبادئه ... يبدو ان لعبة رينيه ديكارت الشهيرة التي تعلمتها منه عندما كان يحدث انبل الناس في سالف العصور في لحظات وحدته .. تتطور معي بشكل غريب في اتجاه اخر .. الا وهو استدعاء ابطال الروايات التي قرأتها في شخوص اراهم للحظات و لا اعرفهم كهذا الذي يمر من امامي ... يخرجون بعد ذلك في لحظات وحدتي و مللي و انتظاري ليكملوا الروايات بشكل اكثر تفاؤلا ... فها هو بطل رواية ذاكرة جسد يعبر من امام محطة الاتوبيس .. ترك باريس ... و جاء الي القاهرة ... لم يبقي الا ان استدعي بطلة رواية وردة لصنع الله ابراهيم ... لتقف هي الاخري معنا ... الرجل ذو اللون الترابي و الفتاة الملوله الممله التي تقف بجانبي ... و وردة الجميلة .. و صديقي الرسام بطل رواية احلام المستغانمي ... وردة .. تلك التي تركت بلادها لكي تناضل هي الاخري من اجل مبادئها و تفعل ما لا يفعله الكثير من الرجال ... و يخونها اقرب المقربين اليها ... فتعاني من غدر البشر و تختفي في ظروف غامضه ... بعد ان تترك مذكراتها هي الاخري ... يقفز الي ذهني سؤال ... لماذا لم تتقاطع الاقدار برواية وردة لصنع الله ابراهيم مع رواية ذاكرة جسد لأحلام المستغانمي لكي يعيش ابطال الروايتين في سعادة بعد كل ما عانوه في حياتهم ... و لكن هل تخلد قصص الحب الناجحه .. و هل كان سيثير اهتمام احد قصة حب تنتهي مثل الافلام العربية القديمة بزواج البطل و البطله
انظر من حولي ... لعلي اجد وردة في مكان ما ... فلا اجد الا هذا الرجل الترابي اللون يشعل سيجارة سوبر اخري و هو يسعل بشدة ... لا اعرف اين ذهبت الفتاة الملوله ذات التي شيرت الكات ... كنت سأسترق النظر اليها مرة اخري ... لعلها تشبه وردة و لو قليلا ... لكنها ذهبت... لم يبق الا انا و العجوز ... هو ينفخ دخان سيجارته بعنف و عصبية زائدة ... و انا اتسائل هل كان رينيه ديكارت عندما يستدعي هؤلاء النبلاء .. يجيبونه ... ام يزيدونه حيرة و
شكا في كل ما هو حوله مثل ما يحدث معي دائما


statistique