الجمعة، أبريل 14، 2006

لماذا أريد؟




في يوم من أيام البرد القارص و نوّات الإسكندرية الشديدة خرجت مع احد صديقاتي، فمتعتي في الحياة أن أمشي ت
حت المطر و أكل أيس كريم من بحري، كنا نتخطى الماء المتجمع في الحفر و الشقوق و نتبادل الحديث عن الذكريات و المستقبل و انفتح موضوع الزواج و الارتباط وتكلمنا عن فكر الرجل الشرقي و أهمية الحوار و تبادل الآراء بين الزوجين0
و من شدة البرد ذهبنا إلي كافيتريا في محطة الرمل حتى نحتمي من المطر.
و في وسط الكلام حكت لي قصة واقعية حدثت لأحد معارفها، من يومها و أنا أفكر و أضرب أخماس في أسداس عن هذه القصة0
الحكاية عن رجل ناضج في الأربعين من عمره من الطبقة المتوسطه، محترم، ناجح في عمله، متزوج و عنده أربعة أطفال... عاش حياة هادئة مستقرة حتى أرسله العمل لحضور مؤتمر في دولة أوروبية لمدة عشرة أيام .. فور وصوله ذهب للشقة المتفق عليها مع الشركة التي يعمل بها0
و بعد مرور أول يوم، أستيقظ على دقات الباب فقام و فتحة ليعرف من الذي عرف خبر وصولة... وجد فتاة رائعة الجمال، تتميز بشعر طويل كالحرير يتلامس مع نهاية ظهرها و عيونها الزرقاء الجريئة و الشقية التي تبتسم مع ابتسامة شفتيها الرقيقة و تتمتع بقوام ممشوق ، كانت جذابة بمعنى الكلمة جاءت لطلب المساعدة في حمل حقائبها إلي مسكنها الجديد .... فنزل على السلم معها و حمل كل الحقائب ثم شكرته و كل واحد دخل شقته0
يومه في الغربة بسيط لا يشغله شيء غير عمله... كان يستيقظ من النوم الساعة السابعة و يرجع الساعة الخامسة ليأكل و ينام ، قابل هذه الفتاة صدفة أمام المنزل عدة مرات كانوا يتبادلون السلام و الحديث السريع علي السلم، و مرت الأيام بسرعة و بداء في ترتيب حقائبه من جديد استعدادا للعودة بعد يومين 0
سمع جرس الباب يرن، قام مسرعا لأنه يعرف أنها تلك الجميلة التي يمكن أن تطل عليه في هذه البلد، فتح و رحب بها فعرضت عليه الخروج معها على العشاء أسعدته الفكرة بشرط أن يتكفل بمصاريف العشاء وافقت و قالت له سوف تختار هي المكان ... تعّرف عليها أكثر و أنجذب نحوها و نحو شخصيتها المرحة و ثقافتها فلم يشعر بلحظة ملل و هو معها
عرضت عليه أن ينام معها اليوم لأنها تشعر بالوحده بعد أن تركت صديقها و انتقلت من شقته إلي شقه جديدة بعيدة عنه ... أصطدم من الفكرة رغم أنها كانت تدور في رأسه و تحجج بالتعب و قال لها غدا سوف يكون أفضل0
ذهب شقته و أغلق الباب عليه و على وجهه الذهول و الندم بسبب القرار الذي اتخذه فالفتاة حقا مثيرة و جميلة و تشده بكل ما فيها في نفس الوقت فكر في زوجته و الأربع ملائكة الذين ينتظرون مجيئه بفارغ الصبر ...
توقف عقلة من كثرة التفكير و الإثارة و الانبهار و التخيل000
ثم امسك ورقه بيضاء و قلم و رسم خط رأسي يقسم الورقة إلى نصفين و كتب في النصف الأول لماذا أريد أن أفعل ذلك وفي النصف الآخر لماذا لا أريد؟
كان يريد إشباع غرائزه و الإحساس بحريته لأنه رجل له نزواته و خصوصا مع فتاه حقا معجب بها0
و بعد الانتهاء من قائمة لماذا أريد؟ التي كتبت عينة منها .
فكر كثيرا في قائمة لماذا لا أريد؟ فكر في زوجته و حبيبة قلبه و صديقة عمره فكر في أيام الكلية و شوقه لها فكر في أيام الخطوبة فكر في حفل الزواج و أول هدية اشتراها لها و مدي فرحتها بها فكان خاتم ذهب ابيض رمز لحبه و التزامه بعهده، و استرجع صورة أول طفل رزقهم الله به تذكر حبها و دعمها له في أوقات الشدة و بعد انتهاء نصف الورقة المكتوب عليها لماذا لا أريد ؟ و الذي امتلأت بكلمات كثيرة صغيرة و متلاصقة قرر أن يظل الباب مغلق حتى موعد الطائرة 0
ذهبت إلى بيتي و أنا أتسأل هل كل رجل عنده المقدرة على أن يفكر مثل هذا الشخص
كان بينه و بين هذه الفتاة باب ! و لا شيء يمنعه
عندما تشعر بضيق أو ملل أو تكون حزين مع من تحب فكر في أيام الحب و تأكد أنك ستجد ما لا تتوقعه يشبعك و يغنيك
عن أي شيء.
أنتيكه

9 comments:

Anonymous غير معرف said...

عندى ليكى حكاية لو تعرفيها ......
انا ممكن اتوقع هتقولى ايه عليها بس اتحدى انك تتكلمى عن ذكريات الحب فيها او هن تفكير الرجل الشرق
مش عارف!!!!؟؟؟؟؟؟؟
انا سبتلك رقمى و انتى ما اتصلتيش حكايتك دى فكرتنى بذكريات.....برافو عليكى نكشتى حاجات عفا عليها الزمن

6:34 م  
Blogger karakib said...

merci dokha 3ala kol el comments el katabtohom we dayman ra2yak ihemeni fe3lan
ama 3an el 7ekaya el 3andak momken te2olha le antouk sa7bak we howa i7kehali:)
antika

7:13 م  
Blogger karakib said...

حلوه اوي يا انتيكه القصه دي بالذات لما الراجل عمل ورقه و قسمها نصفين 00
دي طريقه ديل كارنيجي في تقسيم العيوب و المميزات و استيضاح 00 ان كان ما سيفعله صحيح ام لا 000
هل ستتعجبين 00 ان قلت لك اشك ان كان هذا الرجل استطاع ان يكتب ميزه واحده لهذه العلاقه العابره حتي ان كانت متعه 000 فهي متعه ستخلق به ذنب كبير سيكبر مع الايام 00 كل ما تذكر ايامه الجميله معها و كل ما نظر في اعينها قصه جميله و احساسي متامل عالي اوي حلو حلو صحيح 0000

9:44 م  
Blogger سابرينا said...

غريبه جدا بس جميلة في نفس الوقت
لأن دائما الرجل أناني بس المرة دى ربنا سترها
يمكن لو كان وافق كان حصل لة حاجة وحشة
والمرة الجاية تجبيلي انا كمان ايس كريم معاكي
nice post

1:40 ص  
Anonymous غير معرف said...

حلوة اوى" قولها لانتوك صاحبك وهو يحكيهالى"
اسف يا سمو البرينسس مكنتش اعرف ان الكلام مع سموك محتاج واسطة وبالمناسبة انا اسف انى سبت رقم التليفون مع ان انتوك يبقى واحد صاحبى مع العلم انى مبتعاملش معاه هنا ولا مع اللى بيكتبه على انه صاحبى ....انا كمان بشكرك على كلامك الرقيق ده و حقيقى انا بقدره.....سلام

11:24 م  
Blogger Mohammad Aboul-wafa said...

human choice..
human searches satisfaction..
or integration..???

"make haste slowly " before answering..

we can roughly say that instincts searches satisfaction & mind searches integration...

cute simple answer..but it is not tha peice of cake..

human choice made to my brain what i made in my sockses...

here is part of my view in choice..i am of intest in neuropsychiatry..

http://locus-para.blogspot.com/2006/04/choice.html

Locus cerolius

10:00 م  
Blogger daktara said...

لو دورنا علي الايجابيات اكيد هنلاقي كتير
لكن لو بصينا بس علي السلبيات مش هنشوف غير تحت رجلينا

1:01 ص  
Blogger Misho said...

I read your story, and i know the story of a guy who lived 4 years in a foreign country, not few days. Though he had all the temptations around, and no love back home, he still had much to write on the other side of the paper, such as respect to his beliefs and to the ONE he never met but who will surely appreciate his commitment to someone he only met in his dreams.

nice story anyways, antika :)

12:38 ص  
Blogger إبراهيم السيد said...

hi,
my first visit for the blog , and i really envy this guy ...

y3ny.. i guess he did the right thing, maybe if he made that mistake, he would loose one important thing between him and his wife, it is the mutual trust(even if she never knows, it will hurt him that he hides something from her )
really good story.. wish i'd read earler kan nafa3tny :)

1:43 ص  

إرسال تعليق

<< Home