الاثنين، أكتوبر 04، 2010

المصعد

تعطل المصعد فجأة , في البناية القديمة المتهالكه في حي الزمالك , اصابت الصديقة لوثة و ارتجفت متحدثة بكلمات مذعورة , حاولت تبين ملامحها في الظلام فلم استطع , الا أن نبرات صوتها المليئة بغريزة الحياة اخترقت روحي فاصبت بعدوي الخوف , تيقنت اثناء محاولات فتح النصف السفلي من الباب الذي تعلق امامه المصعد أن الموت قد يكون أقرب مما أتخيل .

كانت تكرر بشكل هيستيري , " الاسانسير ممكن يقع بينا اوعي تعمل أي حاجة بلاش تفتح الباب لأ لأ بلاش "

بعد دقيقة من الوقوف كنت قد تغلبت علي مخاوفي و ارتسمت علي وجهي ابتسامة , فقلت لها , " لو فعلا دول أخر خمس دقائق في عمرنا يبقي المفروض نضحك , مش نخاف !! "

بائت محاولتي لتهدئتها بالفشل الذريع , ظلت تهلوس بكلمات غير مفهومه لدقائق قليلة حتي تحرك المصعد الي الأعلي مرة أخري , افرغت الهواء من صدري براحة عندما ظهر مضيفنا علي باب شقته , وجهه هو الأخر كان قلقا , و لما رأنا ابتسم

لوحة بيضاء

كل ما اعرفه عن هذا الرجل الاسود البشرة انني كلما سمعته يتحدث طفت فوق ذاكرتي تلك القصة , عن رسام كلفه السلطان برسم لوحة ليضعها في مكان بارز في قاعة العرش .
قضي سنوات طويلة من عمره ليبدعها و لما انتهي , قرر السلطان أن يقيم احتفالا لوضع اللوحة في المكان المعد سلفا , اعجب السلطان و الوزراء و كل المدعوين بجمال ودقة تفاصيل والوان اللوحة وامطروه بالثناء .
لما طلبوا منه شرحا للوحته اشار الي باب كهف صغير في الوسط و قال لهم وراء هذا الباب تكمن السعادة الحقيقية , فإنفتح الباب , و دخله و اغلق من ورائه , لتتحول اللوحة بألوانها المبهره الي اللون الابيض وسط دهشة السلطان و اعوانه .
اللون الأبيض هو كل الألوان اذا توازنت , الأبيض رمز السلام و البدايات الجديدة .


statistique