الاثنين، يونيو 14، 2010

فزع

في سكون الليل , قبل بزوغ الفجر , بتزامن طرقعات يطلقها برص في جنح الظلام , مبشرا بأذون الوقت , كانت تأتي لتعذبني , اطلق صرخات طويلة تشق صدري فزعا , و لا من مجيب , اعتدت زيارتها , تتفنن في عقابي مرة تلو الأخري , و لا ذنب لي , يظل أثرها لأيام علي جسدي النحيل , هذه المرة كانت مختلفة , ضحكاتها المعدنية التي تطلقها مع كل أنة تصدر مني كانت أوضح , ارفع وعيناها تشعان ظلاما
تكراريا , اعتدت جلداتها , بل كنت انتظر مجيئها اذا تأخرت و أبهت الغياب , القاها بشوق غير مبرر , مختلفة الملامح اقبلت علي يومها , تلونت قسمات وجهها ببهجة لعينة محتضنة قصبتي الهوائية براحة يدها الناعمة قرصتني بقسوة علت رويدا رويدا , قسوة كبتت عنف صرخات تخفف سعير الالم
!لم تخرج من صدري اناته الموجعة المـألوفة , بكل برودة اغتالتني , الصرخات

الاثنين، يونيو 07، 2010

حيرة

كانت ليلة شتوية نسيمها مثلج , طلب مني صديق أن نذهب الي مدينة الإسكندرية ليدخن سيجارة فوق كوبري ستانلي , لم يدهشني طلبه الغريب , تعودت علي شطحاته , كنت اتمني أن المحها , بطلة اشهي قصة عشق في ايامي , و صاحبة اغرب نهاية , كانت غير متاحة في لحظات احتياجي لها علي الدوام , وقفنا فوق الكوبري , تنبهت انني لم انصت السمع للصديق طوال الطريق محاولا في صمت تغذية الأمل الداخلي أنني سأصادفها , تنبهت له عندما قال جملة اكدت لي أنه يعاني من ازمة ثقة شديدة , لعلمك مش كل البنات كده !! انا اعرف واحدة محترمة , غصت في نوبة ضحك عاتية , دفاعه كان ادانه برغم حسن النية , نظر بدهشة الي ثم سكن
كان فراقها هو ما اتذكره بوضوح منها ... يوم أن قالت لي أنها لن تتزوج ابدا من قريبها و اعترفت لها انني لا اتخيل الحياة بدونها , اقترحت هي أن نقفز معا من فوق كوبري ستانلي , وافقتها , تقابلنا في الميعاد المحدد
بكت وقتها كثيرا فوق السور حيث وقفنا , لم تاتني الرغبة أو حتي الجرأة في هذا الوقت لكي اقفز في المياه , نزلت من فوق السور و تبعتني هي , بدون حديث , ذهب كلا منا في اتجاه و لم نلتق ابدا بعدها , هدمت الجسور و ظلت اشباح الفارين من الانتحار تطرق المتبقي من حطام الوصل , لم الحظ وجود شبحي فوقه , لم الحظ سوي نظرات الصديق الحائرة , لما لم اصادف شبحها منذ ذلك اليوم ابدا !؟


statistique