السبت، أبريل 19، 2008

حبيبتي

لم أر شهابا بهذا الحجم من قبل ... فقد شق عتمة السماء ... اضاء الليل ... و ارعش النجوم
اليوم رأيت أكبر شهاب في السماء ... فارتعش قلبي ... دخل النسيم اللطيف الهاديء من اسفل قميصي ... فانتابتني رعدة لذيذة ككهرباء المتعة سرت في جسدي النشوة

حبيبتي سمراء بعيون بنية واسعة ... ترافقني ضحكاتها في دربي ... اري وجهها علي صفحة المياه يتبسم لي من وقت لأخر ... اغمض عيوني فأجدها مختبئة تحت جفوني ... تسألني ... هل انت حقيقي ؟؟ فأجيبها ... و هل يحتمل الواقع كل هذه السعاده دون أن يتزلزل و يتشقق ... ما هو بيننا اجمل كثيرا من أن يكون حقيقيا يا اميرتي الصغيرة

ما بيننا هو اسطورة اغريقية قديمة ... لا ... ليس اسطورة اغريقية ... بل هو ملحمة شعريه طويله ... لم يستطع نقاد الادب و الفن في أن ينسبوها لحضارة ما ... لهم كل الاعذار ... فلم يدخل احدهم الي مدينتك المفرحة من قبل

لم يرتشف احدهم عسل اعينك من قبلي

حبيبتي نبع عسل يفيض ... و من ثغرها نبع ماء فضي يروي ظمأ الملتاعين

حبيبتي صوتها وطن ... في ارتعاشاته اسكن ... بين جبال نهديها احتمي ... حبيبتي تسرق أذني و عقلي متي تكلمت ... فحديثها كالقبل ... و قبلها تخرج في صحرائي القاحلة نبع مياه فضي ... حبيبتي أنثي ... من الأنثي خرجت ... و الي الأنثي احب أن اعود ... حبيبتي جنية مسحورة عندما تتحدث

حبيبتي تهوي الحكايات فتشعرني أنني شهريار ... شهريار الذي لا يحب مسرور و لا سيفه البتار ... حبيبتي قتلت مسرور و اشاعت في قلبي السرور

حبيبتي تخرج الي بدلال من بين السطور ... قبلاتها كالخمر مسكرة

حبيبتي كشجرة نبق برية ... في صحراء قاحلة ... تتفجر من حولها اعذب العيون ... حبيبتي لا تعرف الا الحياة

حبيبتي يكتب عن شعرها اشعار ... حبيبتي تأتيني في الاحلام ... و تحكي لي الاسرار ... تترك شعورها علي وجهي و صدري فأشتم عبيرها ... حبيبتي ... سر ... من اعظم الاسرار
اليوم رأيت أكبر شهاب في السماء ... فارتعش قلبي ... دخل النسيم اللطيف الهاديء من اسفل قميصي ... فانتابتني رعدة لذيذة ككهرباء المتعة و سرت في جسدي النشوة
لم أر شهابا بهذا الحجم من قبل ... فقد اضاء الليل ... شق عتمة السماء ... و ارعش النجوم

الاثنين، أبريل 14، 2008

اديني لسه عايش

عندما تتحول تلك الاشياء الصغيرة الباعثة علي الفرح الي مصدر قلق و الم دائم ... عندما تبتلع تلك البذور الجميلة التي تسمي بالامل دون أن تدري انها خدعة ... تبدأ في النمو بداخلك ... ينبت لها اشواكا تؤلم و تمزق القلب و الاحشاء دون أن تظهر للأخرين ... الامل ... الالم ... نفس الحروف ... الالم ... الامل ... هي هي نفس الحروف

الامل هو الفرح ... و الالم ... هو ثمرة شائكة شبه محتملة الحدوث للامل

مرغم عليك يا صبح . .مغصوب يا ليل
لا دخلتها برجليا ولا كان لي ميل
شايليني شيل دخلت أنا في الحياة
وبكرة هاخرج منها شايليني شيل

عندما اتبعت ذلك النور الذي ظهر الي من بين سطور القراءات ... اتبعته الي العمق ... لم اكن اعلم ان الامل له نفس حروف الالم ... و ترتيب الحروف في الكلمة هو نتاج عبثي للزمن ... لم اكن اعرف ان كاتب هذة الكلمات الفلسفية العميقة مات مكتئبا

قبلها كانت امواج النسيان تأتي بعد امواج الاحزان ... و يهدأ البحر بداخلي بعد أن تمطر العيون ... اما الأن فلم يعد الاجهاش في البكاء كافيا لكي تتوقف امواج الاحزان ... او حتي تأتي امواج النسيان

الاحساس ... أه منها تلك الأفة الملعونة التي يعاني حاملها

تذكر دائما ... انك تحصل علي الحروف غير مرتبة ... و لا تملك رفاهية ان ترتبها ... الامل ... يتحول الي الالم

لا تقل لي أنه لا يجب ان تأمل مرة أخري ... فقد توقفت عن الامل .. و لم يتوقف الالم ابدا

لذا لن اتوقف عن الامل ... مهما بلغ الالم من حدة ... و مهما اخترقت اشواكه الجسد النحيل

كتبت بتاريخ 2-4-2007

! و اديني لسه عايش



الخميس، أبريل 03، 2008

ارض الخوف

كنت جالسا في وسط البلد في نهاية يوم حار مع احد اصدقائي عندما سمعت صوته في الطاولة من خلفي يلقي شعره بصوت جهوري عميق
التفت برأسي لأنظر اليه .. وجهه محتقن بالدماء من اثار الشرب ... امامه زجاجة شيفاز ... عيونه تومض بشدة .. تختلط شعيراته البيضاء بالسوداء فتعطي مظهر فضي فخيم ... يبدو في العقد الخامس من عمره ... كان يلقي شعرا جميلا عن مصر و احوالها ... فالتفت بكامل جسدي لأنظر اليه ... يجلس علي طاولته خمس اصدقاء ... بدأت اتابع كلماته و احاول حفظها ... و لكنني لم استطع من فرط اللذة ان احفظها
و بطبيعة الحال لأنني اسمعه فقد نظرت له في عينيه ... نظر الي عدة نظرات .. و زاغ ببصره بعيدا
ثم توقف ... و نظر الي مباشرة ... و قال بصوت ساخر
هو امن الدولة بقت بتحب تسمع شعر دلوقتي و لا ايه !؟ ... باغتني السؤال .. لم اعرف بماذا اجيبه فنظرت الي الناحية الاخري
اكمل هو شعره بصوت خفيض جدا حتي لا اسمعه ... و اذ بي اتوجه له بالكلام لا اراديا و بصوت عالي
علي فكرة انا مش امن دولة ... انا من شبرا .. لا اعرف لماذا قلت له انني من شبرا و كأن سكني في هذا الحي ينفي عني هذة الصفة
نظر الي في اعيني مرة اخري .. و قال لي ... انا بعرفكم ... اوعي تكون فاكر ان شكلكم بيتغير من مكان لمكان
فصمت ... لم املك الا الصمت ازاء ابتساماته هو و من معه
ظللت اتابعه بنظراتي من بعيد لبعيد ... لا اعرف كيف انفي عن نفسي هذة الصفة التي اصبغها علي و لا اعرف كيف اخبره انني من محبي الشعر الجيد ... ليس اكثر
عندما ذهب اصدقائه ... كان بالفعل شبه مخمورا ... و لكنني قررت ان اذهب اليه لأكلمه
وقفت بجانبه للحظات ... فشعرت بمدي ضخامة جسده ... و عندما التفت الي ... ابتسم .. و قال لي ... اقعد
جلست امامه و بدأت احاول اقناعه بأنني شخص عادي
علي فكرة انا فعلا مش شخص مهم نهائي و لا ليا دعوة باللي بتقول عليه
و عندما انتهيت من الحديث اليه ... ابتسم ابتسامة واسعة و قال لي ... شفت فيلم ارض الخوف بتاع احمد زكي
فأومأت برأسي اشارة له بأنني شاهدت الفيلم
فأكمل حديثة الذي بدا اكثر ودية الان ... لما الظابط الكبير قال لأحمد زكي قبل ما يسيبه يخش الباطنيه علي انه تاجر مخدرات ... انت مش هتمثل انك فاسد يا يحيي ... انت هتبقي فاسد يا يحيي
فهمت مغزي كلامه ... لازال يعتقد انني من جهة امنية ما
فقلت له مرة اخري ... علي فكرة انا من شبرا .. و طالب في كلية هندسة كمان
ابتسم و قال لي ... عارفكم .. انا عارفكم ... بتحب تقرا يا هاني ؟؟
تعجبت من انه يعرف اسمي و توقعت انه سأل احد العاملين بالمكان ... و قلت له .. أه بحب اقرا
فسألني طيب ايه اخر حاجة قريتها ... فقلت له وكالة عطية لخيري شلبي ... اول مرة اقرا له حاجة
فسألني .. و عجبتك ؟؟ فقلت له .. أه حلوة اوي ... فقال لي .. خيري شلبي مجرم حرب
فسألته ... هو حضرتك بتشتغل ايه !؟ شاعر !؟ ... صمت قليلا ... ثم قالها و صوته يختلط بابتسامه سخرية واسعة
انت مش هتمثل انك فاسد يا يحيي ... انت هتبقي فاسد فعلا يا يحيي
ثم اكمل و بعدين ايه حضرتك ديه !؟ انت اللي سيادتك و جنابك و سعادتك يا باشا
لم اعرف بماذا اجيبه ... لا زال يظن بي ... فقلت له طيب استأذن انا لأن الوقت اتأخر سلام
لازالت الابتسامة لم تفارق وجهه ... و اصبحت تثير اعصابي
سألني و انا في منتصف المسافة بين الوقوف و الجلوس ... تلعب رست ؟؟؟ فقلت له ماشي ... لعلي اغلبه في أي شيء ... ان لم استطع ان اقنعه بأنني مجرد طالب بكلية هندسة ... فربما اغلبه في مصارعة الذراعين
فردت ذراعي امامي ... متذكرا كل قواعد لعبة مصارعة الذراعين ... قرب صدرك من كف يدك ... خذ نفسا واسعا و لا تكتمه ... كن واثقا من انه لديك القوة الكافية لأن تنتصر علي خصمك
عندما وضع كفه بكفي ... لم استطع ان اقاوم و لو للحظات امام قوة ذراعه ... فغلبني
فودعته بابتسامه يأس ... سلام
فقالها لي مرة اخري
انت مش هتمثل انك فاسد يا يحيي ... انت هتبقي فاسد فعلا يا يحيي
فمضيت

و الكلمة تتردد في اذني
انت مش هتمثل انك فاسد يا يحيي ... انت هتبقي فاسد فعلا يا يحيي
هتبقي فاسد فعلا يحيي !!
----------
انا مش يحيي
يحيي عايش في دماغه هو بس




statistique