الأربعاء، يناير 30، 2008

معرض الكتاب ...بيكيا روبابيكيا ... و اشياء اخري

دخلت الي دورة المياه بالمقهي بمثانة ممتلئة لكي افرغها ... و انتظرت دوري بصعوبه للدخول فقد كان بها احدهم ... لم اجد بدا الا ان اشغل بالي بمشاهدة الجالسين لكي انسي مثانتي الممتلئة ... اعرف معظمهم ... هؤلاء البشر الذين يقضون حياتهم في مشاهدة مبارات كرة القدم و لعب الدومينو و الطاوله ... يخط المشيب شعورهم و هم يشاهدون ... دورهم يتلخص دائما في انهم مشاهدين من خارج الملعب ... لا يتأثرون بأي شيء الا غلو اسعار السجائر و المعسل ... و اكواب الشاي .. و احيانا مباريات كرة القدم



***



في اليوم السابق كنت في مشوار مع احد اصدقائي بسيارته ... في شارع شبرا المزدحم ... سيارة اسعاف تطلق سارينتها و تولول .. تصرخ ... كي يفسح الناس لها الطريق ... و لا احد يأخذ في باله ... عندما طلبت من صديقي ان يفسح لها الطريق قال لي ... بقي لي عشر دقائق باحاول .. محدش راضي يوسع .. بعدين لو ما ماتش الراجل في العربيه ... هيموت في المستشفي ... ادهشتني تلك النظره الغريبه ... لا مبالاة


***
بعد أن خرجت من دورة المياه وجدت سيدة تقف و تصرخ بصوت عالي ... ذراعها مكسور ... و سيارة اسعاف تقف بجانب الرصيف بابها مفتوح ... لا احد بداخلها ... طلب سائق الاسعاف كوب شاي من المقهي و وقف ليشربه بتلذذ مشعلا سيجارته و هو يشاهد السيدة تصرخ من الالم و تحاول ان توقف أي سيارة اجرة ... و كلهم يتوقفون .. ينظرون اليها ... و يذهبون ... انتهي السائق من شرب كوب الشاي و القي بسيجارته امامي دون أن يلتفت الي حتي ... و اغلق باب السيارة و فتح السارينة .. وذهب
***
منتظرا مجيء صاحبة القهوة العالية لكي نمر علي عباس العبد لنذهب سويا الي معرض الكتاب .. جاء رضا المجنون و طلب كعادته كوب شاي مجاني ... يرتشف منه رشفة واحدة ... و يظل يتأمله .. ثم يسكب الباقي في هواية مترو الانفاق
ه لو عرفت فيما يفكر هذا الرجل
يذكرني بعيد المشعور .. تلك الشخصية الهامشية في رواية طيور العنبر لأبراهيم عبد المجيد .. صديق ورقي جديد اكتسبته من قرائتي لتلك الرواية .. طفل في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي ... يجلس امام حمام النساء بجانب الرجال العاطلين ... لا يذهب الي مدرسته ابدا ... و كان كلما رأي فتاة خارجة من الحمام يجري ورائها مسرعا ... ينظر في عينيها و يبتسم ... و لا احد يفهم ماذا يري في عيون النساء هذا الصغير ... و عندما يكبر ... يظل يفعل نفس الشيء ... ينظر في عيونهن .. و يبتسم لهن.. و يجمع من حوله بعض المجاذيب كل يوم ساعة الغروب ... و يقول للناس عندما يسألونه عن وجهته... رايحين نشوف ربنا
و عندما ذهب معه بعض العقلاء ... لكي يروا ما يري و يضحكوا سخرية منه ... شاهدوا السحب تتجمع من بعيد في السماء و تشكل وجها ... و بعض الاشكال الاخري ... فضحكوا عليه ... ولكن بعد حين تجمعت سحب الغروب الحمراء مشكلة وجه ... و علا صوت اقدام خيول ... و ظل يزداد ... و ظهر الوجه واضحا في السماء ... فارتعش العقلاء خوفا و تصببوا عرقا ... و قال لهم عيد المشعور ... بعد أن أشار بيده الي الوجه الذي يبتسم له ... شايفين ... اهه ربنا بيضحك لنا
يا تري ماذا كان يري عيد المشعور في عيون النساء ... اري انا في عيونهن الحياة ... و الحرية ... و الحنان .. و الحب ... بأختصار في عيون النساء يوجد كل ما هو جميل و شهي في الحياة... اما هو فلم يخبرني ككل اصدقائي الورقيين بما يراه ... و تركني لحيرتي
كل ما اعرفه الأن انه عندما تضيق الدنيا بي .. و اكره النظر لوجوه الناس من حولي و من تلك البنايات القذرة .. أنظر الي السماء لعلي أري وجه الله ... كما رأه صديقي الورقي الجديد فأري تلك الزرقة الخافته المريحه للأعصاب
***
تأخرت قليلا صاحبة القهوة العالية في المجيء ... فطلبت كوب قهوة أخر من القهوجي ... لو سمحت عايز قهوة يا عصام ... اعامله بشكل مختلف عن بقية القهوجية ... فهو مهندس زراعي اضطرته الظروف ان يعمل في هذا العمل ... اخبرني في احدي المرات أنه عرض عليه أن يعمل كمهندس زراعي ب300 جنيه في الشهر فرفض لأنه يكسب أضعاف هذا المبلغ في عمله هذا
***
شغلت نفسي و انا اشرب كوب القهوة الأخر بمشاهدة الفتيات يمررن من فوق شبكة مترو الانفاق و هن يتراقصن بكعوبهم العالية من فوق الشبكة المعدنية ... لكي لا تشتبك كعوب احذيتهم بها
وضعت مشغل الاغاني في أذني لكي اكمل المشهد الراقص ...
و مرت الواحدة تلو الأخري بعضهن راقصات باليه يرتدين أحذية الباليرينا التي انتشرت كموضة هذة الايام ... تجعل الفتيات يتراقصن بشكل جميل في كل مكان ليس فوق الشبكة المعدنية فقط
!! يا الله كم أنت جميل في خلقك
***
وصلنا الي معرض الكتاب ثلاثتنا مبكرا ... ادهشني عباس العبد بمعرفته بالعديد من المؤلفات ... لم أكن أعرف أنه مثقف هكذا ... كانت زيارته الثانيه للمعرض و كان ساخطا للغاية من هؤلاء الذين يعتبرون معرض الكتاب حديقة كبيرة و يأتون بحلل المحشي .. ليقضوا يومهم يأكلون و لا يفعلون شيء و لا يهتمون بالكتب ابدا ... ساخطا ايضا علي رجل خليجي رأه في زيارته السابقة .. يمشي معه اثنين بعربات تشبه تلك التي توجد بالسوبر ماركت .. و يشير بيده اليهم ... و يقول جميل هذا ... فيضعوا هم الكتب في العربات ... و يتبعونه
!!ساخطا علي أن تذكرة المعرض بجنيه واحد ... يريدها أن تكون ب50 جنيه أو أكثر

***
وجدنا الاستاذ جمال الغيطاني في جناح الجامعة الامريكية … فذهبنا لكي نلقي عليه التحية … يبدو وجهه أصغر سنا من التليفزيون … رحب بنا في هدوء و بمودة … تحدثت معه قليلا عن احدي مؤلفاته .. القاهرة في الف عام و طلبنا منه أن نأخذ صور معه فرحب بذلك … كنت دائما احاول جاهدا ان ابتعد عن الحديث مع الكتاب المشاهير لتجربة سابقة شبيهه جعلتني اكره معرفتهم لأختلاف شخصياتهم و حديثهم عن مؤلفاتهم المكتوبة ... و لكن هذة المرة اكتشفت أنه ليس بالأكيد وجود هذا التناقض المنفر
بعد أن انتهينا من المرور علي دور النشر المختلفة ذهبنا الي سور الأزبكيه … لا احد يعلم كم عشقي للكتب القديمة و بائعيها الكنوز المدفونة كما اسميها … بيكيا روبابيكيا … و لأختياري لهذا الاسم حديث أخر

***
قد تجد هذة التدوينة غير مترابطة ... و طويلة علي غير عادتي في الكتابة ... كل ما اردت ان اقوله
أنني قضيت يوما من الايام الرائعة .. تعرفت علي عباس العبد من منظور اخر

تقابلت صدفة مع بعض الاصدقاء مثل محمد الهنداوي و حارس الهاوية
و بالطبع كنت سعيدا بصحبة صاحبة القهوة العالية التي يسمونها اصدقائنا المشتركين بأمي الروحية و لهذا حديث أخر ايضا
كل معرض كتاب و انتم طيبين

الثلاثاء، يناير 15، 2008

بتر

سيفعلها اليوم و لن يمنعه احدا ... لن يستطيع ان يقف احدا في طريقه .. منذ عدة اشهر و في يوم العيد تحديدا كان يلهو مع اخيه ... فوق رصيف مترو الانفاق ... كان يتمتع بقوة بدنيه كبيرة تجعله يدفع بأي احد دفعة خفيفة بكتفه ليقع علي الارض ... يومها حاول ان يلهو مع اخيه الكبير بأن يدفعه دفعة خفيفة .. فأنزلقت قدماه فوق الرصيف و وقع تحت عجلات القطار ... ليبتر القطار قدميه دون رحمة ويهرسهم تحت عجلاته الحديديه غاشمة القوي ... لم يفق الا بعدها بساعات ... قالوا له أنه جلس لدقائق دون أن يصرخ يتأمل في ذهول قدميه الاثنين و هم مبتورتين امامه ... ثم فقد الوعي بعدها ... لم يكن يدرك قبل ذلك انه من الممكن ان يحضر جنازة نفسه .. او جزء من جسده و هو حي ... فبعد أن أتت سيارة الاسعاف ... و تم اسعافه سريعا لانقاذ حياته ... ذهب مع عائلته بعد أن تم تقفيل محضر الحادثه ... قضاء و قدر ... ذهب معهم لدفن جزء من جسده .. اقدامه ... ذهب و احدهم يدفعه علي كرسي متحرك بعجلتين ... حاول في البداية ان يقنع نفسه بان يعتبره جزء من جسده و لكنه لم يستطع فبمجرد تلمس هذا الكرسي المعدني البارد ... ينخلع قلبه و يتذكر كل ما حدث له .. جسده الفتي القوي ... لم يتم تلاوة أي صلاة علي اقدامه و هي تدفن ... صرخ فيهم ... و هل ماتت اقدامي منتحرة !؟ و هل كانت اقدامي كافرة لكي لا يصلي عليها ... انتابته يومها افكار مسمومة كثيرة و هذي بكلمات غير قليلة ... في أي جزء من الجسد يسكن الايمان !؟ ... كانت هذه هي الجملة الوحيدة التي استطاع اخاه و المحيطين به ان يفهموها من كل ما يقول


اليوم بعد شهور ثقيلة طويلة مرت عليه ... قرر أن يفعلها


رأي بعض الاطفال يلهون بجانب طريق القطار ... رأي احدهم يدفع بكتفه صديقه ليقع علي الأرض ... رأي ابتسامات بريئة لأطفال ... فنادي علي احدهم و اعطاه ورقة مالية كبيرة ... قبله في جبهته و قال له ... اذهب انت و اصدقائك ... اشتروا لأنفسكم حلوي ... و لا تعودوا هنا مرة اخري ... اخذها الطفل متأملا الكرسي ذو العجلات الغريب في دهشة ممزوجة بابتسامة حقيقية ... و انطلق هو و اصدقائه
قال له رجل كبير السن ذات يوم
عارف يابني .. طولة العمر ... لما واحد يقول لك ربنا يديك طولة العمر ... مش معناها انك تعيش كتير
لأ يا بني طولة العمر هي أنك بعد ما تموت ... هاتشوف كل الناس بتقول عليك ايه لحد ما يدفنوك
يابني لما تموت كل اللي بيتقال عليك هاتسمعه من الناس اللي حواليك .. هي دي طولة العمر
تذكر هذه الكلمات ... و ابتسم ... و قال لنفسه ... هل من الممكن أن يبتسم احد قبل ان يقدم علي فعلة مثل هذه !؟
و لكنه عزي نفسه بانه طوال الوقت كان غريبا ... لم يكن يفهمه احد ... و لكنه كان يفهمهم جميعا
و أنه اخيرا سيتم جمع شتات جسده و لو في مكان واحد ... و لو كان تحت التراب
علم أن في هذا المكان يمر العديد من القطارات ... طريق منحني لا يستطيع سائق القطارمنه ان يري المارين فيهرسهم ... يقتلهم ... او يمزقه هو اشلاء كما فعل القطار الاخر باقدامه
مر بهذه التجربه من قبل جزء من جسده ... و ذهب ليدفنه و اليوم ... لن يمنعه احدا من ان يدفن الجزء الباقي .. فالموت بالتأكيد ليس مؤلما ... مثل البتر
و سيحضر جنازته بنفسه ... فقد قال له رجل كبير السن ذات يوم
عارف يابني .. طولة العمر ... لما واحد يقول لك ربنا يديك طولة العمر... مش معناها انك تعيش كتير
لأ يا بني طولة العمر هي أنك بعد ما تموت ... هاتشوف كل الناس بتقول عليك ايه لحد ما يدفنوك
يابني لما تموت كل اللي بيتقال عليك هاتسمعه من الناس اللي حواليك .. هي دي طولة العمر
كان يرهف السمع كثيرا في الفترة الاخيرة ليستمع الي ما يقال عنه من همهمات متحسرة بصوت خفيض و لكنه لم يكن يستمع الي أي شيء ... كان يري ابتسامات عصبية علي وجوه الزوار من الاقارب و الاصدقاء ... ابتسامات مشفقة ... ابتسامات من يؤدون واجبا ثقيلا ... ابتسامات اقرب ما تكون الي البكاء
اليوم ... سيجعلهم يطلقون دموعهم يجهشون في البكاء الذي لم يعد يملك ترفه ... بلا ابتسامات الخجل و الواجب ... وسيستمع اليهم ... و هم يذكرونه ... بالخير او حتي بالشر لا فارق ابدا
-------
للحظات شعر بأن الأرض تهتز من تحت عجلات كرسيه المتحرك ... و اتبع ذلك صوت القطار القادم ... عندما نظر اليه ... لم يكن خائفا ... و لكنه حرك يديه فوق العجلات الكاوتشوكيه المبللة ... دفع نفسه بعيدا عن القطار ... و مر من امامه دون أن يقتله ... ظل يتأمله في سكينة و هو يمر.. و عندما عاد الطفل الصغير ... اعطاه قطعة شيكولاته و هو يبتسم له .. و يتأمل كرسيه المعدني باعجاب
-----
تمت


الثلاثاء، يناير 01، 2008

مش مكسورة .. بس هنجبسها



الجو شتوي هاديء مناسب لنهايات العام ... بلا مقدمات تلسعني صواريخ الهواء التي تنفذ من فتحة الزجاج في شباك الميكروباص .. احتمي بكوفيتي السوداء الناعمه منها ... نوبة من الصمت المفاجيء في الشارع جعلتني اتأمل قفا السائق و شعره الاسود المختلط بشعيرات بيضاء متناثره غير قليله ... فتح مسجل سيارته و كأنه يقاوم الهدوء .. صوت جورج وسوف .. لا عجب في ان كل سائقي الميكروباصات يحبونه .. يشبه صوته ازيز محركات الجاز التي يركبون فوقها طوال النهار .. اجلس علي كرسي مائل بزاوية الي الامام خلف السائق ... و في كل فرملة انزلق فوق كسوته من المشمع الرخيص .. فارتكز علي كعب قدمي اليمني لأعود الي الخلف .. نظرت من الشباك ... هنا توجد ناصية مستشفي شبرا العام حيث اصطحبتني عمتي لزميل لها يعمل كطبيب عظام .. كنت قد ضربت بكف يدي بعنف في الحائط اثر نوبة غضب عارمة فتورمت .. و المتني كثيرا بعدها
نظر هذا الطبيب الي انفي و ليس عيناي عدة مرات .. و عاد لينظر الي الاشعة السوداء فوق الصندوق الخشبي الذي يوجد في مقدمته جزء منير دون ان ينبث ببنت شفة ...ثم قال لي .. مش مكسورة بس هنجبسها .. قالها هذه المرة دون حتي ان يكلف نفسه عناء الالتفات برأسه الي ... لم افهم لماذا يريد تجبيرها و هي غير مكسورة .. و لماذا لا ينظر الي عيناي و هو يكلمني و كأنه احد ضباط الشرطه يطلب رخصة القيادة ... او احد تجار التقسيط بشارع عبد العزيز ... وددت ان اقول له ان يدي تؤلمني بالفعل و لكنني لن اضعها في جبيرة .. و أن ذراعي لا زال قويا بما به الكفايه لخلع رأسك من مكانه ما دمت لا تنظر الي اثناء الحديث ... و لكن لحسن حظه انه قرر تأجيل فكرة الجبيرة لأسبوع بعدها ... و تعافت يدي و لم احتاج لجبيرة

لازلت في الميكروباص منتظرا وصولي الي درس الاجهاد ... ليس غريبا .. المادة المقررة علي اسمها اجهادات
يظل الرجل يحكي لنا قصصا مملة عن اعمده معدنيه تستطيل و تقصر و تنكمش ... و في بعض الاحيان تنحني .. و لا مانع من دخول ابطال جديدة في قصصه الممله مثل التروس و الثقوب و الجلب ... ليس غريبا انهم يسمونها بالانجليزيه ... سترس ... اجهاد ... فتلاوة نفس القصة العديد من المرات عن عامود معدني يتشوه قليلا .. و علي ان احسب مقدار التشوه به لهو شيء مجهد ... مجهد بحق
بالامس حلمت حلما اخر لست انا بطله .. غريب امر ان اكتفي بدور المشاهد .. تقريبا في معظم احلامي .. اظل انا الراوي او المشاهد دون ان اتدخل في الاحداث

رأيته بالامس يقف في شرفتي يتأمل السماء و ينتظر حدوث شيء ما ... وقفت امامه عصفورة ملونة .. و عرضت عليه ان يتبادلوا الاجساد بشرط الاحتفاظ بالارواح و العقول ... فيوافق هو
تنقر العصفورة عدة مرات بين عينيه ... فتنسحب روحه منه مكونة الوان منيرة زرقاء و صفراء و بيضاء ... تخرج من انفه و عينيه و اذنيه ... و تدخل الي العصفورة من عينيها ... و يغيب عن الوعي لدقائق .. ليعد مرة اخري و لكن في جسد عصفور لديه حرية الطيران ... يطير سعيدا بما حصل عليه مؤقتا ... و عندما يعود بجسد العصفور قبل الغروب ...يجد احبال الغسيل في شرفته ... متشحه بالسواد .. فيدرك أن جسده و روح العصفور قد زهقوا .. و عليه ان يتقبل الامر ... فيعاود الطيران فاقدا جزء من سعادته لعلمه بأنه لم يعد امرا مؤقتا
انهي كتابة هذه التدوينه و انا فوق مرتبة سريري الاسفنجيه الجديدة ... اغوص بداخلها فتختضنني و انا نائم ... في اخر مرة شعرت باحتياج لان احتضن احد ... احتضنت نفسي .. وضعت ذراعاي حول اكتافي .. و لكنني لم اجد كتف يمكنني وضع رأسي عليه ... فادركت عبثية الفكرة ... و تخليت عنها

انا هنا تحت الاغطيه هروبا من القنوات التليفزيونيه ... مستقبل الاقمار الصناعية معطل ... و علي ان اشاهد القنوات الارضيه .. في القناة الاولي مجلس الشعب ... اول ما رأيته ... شممت رائحة سيئة لم اتبين مصدرها ... فقلبت القناة .. وجدت فنان تشكيلي .. هكذا عرفه المذيع للمشاهدين ... كان يتلو شعرا ... من نوعية الحلزونة ياما الحلزونة ... اغلقت التلفاز لأن الرائحة ازدادت بشدة ... كنت قد وضعت قدمي تحتي لأجلس مربعا اقدامي ... و كانت الرائحة السيئة تأتي من اصابع قدمي ... فقمت لأغسلها و أنام

لدي فضول لمعرفة ماذا سيحدث للعصفور الذي يحمل روح رجل ... حان موعد بروفة الموت ... النوم ... اتبتل استعدادا للبروفة بأغنية مع صديقي القديم .. منير ... بعد ما أدي و بعد ما خد .. بعد ما هد و بني احتد .. شد لحاف الشتا في البرد .. بعد ما لف و بعد ما دار .. بعد ما هدي و بعد ما صار .. بعد ما داب و اشتاق و احتار ... حط الدبلة و حط الساعة .. حط سجايره و الولاعه .. علق حلمه علي الشماعه .. شد لحاف الشتا علي جسمه .. دحرج حلمه و همه و اسمه ... داري عيون عايزين يبتسموا .. داري عيون عايزين يبتسموا .
كل سنة و انتم طيبين .. النهار دة عام جديد 2008 .. في ناس بتقضيه في جزيرة القرصاية تضامنا مع سكانها ... و ناس بتقضيه مع هيفاء وهبي و محمد حماقي ... و ناس بتقول حرام نحتفل بهذه المناسبه ... وناس في الاوبرا مع الكينج منير ... و ناس تانيه زيي كده ... بتقضيه في جزيرة القطن ... اللحاف سابقا

------------------------
امانه عليكوا ... لو حد شاف الكرة الارضية ... يقول لها ... الله يخليكي دوري بالراحة شوية .. اصل بجد 2007 خلص بسرعة اوي


statistique