الخميس، يونيو 28، 2007

وجوه ... و تفاصيل

شعور غريب ينتابني و افشل في تفسيره كلما تجولت في كتاب الوجوه ... الفيس بووك اجد اناسا لم اقابلهم منذ ما يزيد عن عشرة سنوات و اخرين لا اعرفهم كثيرا و بعض الوجوه المألوفة التي لا يمر يوم دون ان اراها ... اكتشف سلاسل من العلاقات الاجتماعية المتشابكة التي لم اكن اتخيل وجودها
اري وجوه و وجوه ... صور لأناس اعرفها في اماكن لا اعرفها ... كل ذهب في اتجاهه ... تبدو لي كاتجاهات متوازية لا تتقابل ابدا ... احاول ان اقارن هذة الوجوه بالوجوه التي اراها في مترو الانفاق و المواصلات العامه و حتي المقهي ... عوالم مختلفة متناقضة انتمي اليها جميعا بشكل ما ... يحيرني ... استمر في حالة الاختباء التي لم اعد اجد لها اي مبرر ... ادخل علي المسنجر اوفلاين .. فأري الجميع و لا يرونني ... اري اسماء علي التليفون تتصل و لا اجيب .. ينير و يطفيء و يصدر اهتزازاته بلا صوت فقد اغلقت صوته منذ فترة طويلة تمهيدا للأستغناء عنه تماما و لم استطع ... لم اعد اتذكر منذ متي قررت الدخول الي الكهف و فقدت طريق الخروج منه ... لا زلت ادور في متاهاته ... ارسمها علي كل اوراقي فتتضخم المتاهات .. في اخر مرة رأي احد زملائي هذة الرسومات طلب مني ان يصورها متخيلا انها لوحات فنية ذات مغزي ... فاعطيته ثلاث ورقات بهم متاهات غير متشابهه ... فسألني ما معني هذه الرسومات ... فاجبته بحركة لا ارادية .. بأن زممت شفتاي قليلا و انا اقرب كتفاي من رقبتي سريعا دون ان اتكلم
فلم يسأل مرة اخري ... فقط قال لي ... شكلها حلو أوي ... قلصت عضلات فمي بصعوبة راسما ابتسامة شكر لمجاملته
في مثل هذة الحالات افضل أن الجأ لأحدي الروايات القديمة التي اعرفها جيدا و اهرب في تفاصيلها
اعيد قراءة رائعة صنع الله ابراهيم "وردة" للمرة الثانية ... يدهشني في كل مرة اعيد فيها قراءة احدي رواياته انني اجد تفاصيل في مقاطع جديدة لم انتبه لها جيدا في القراءات السابقة .. المقاطع التالية أتت علي لسان وردة في مذكراتها
------------
خمسة من الطيارين السعوديين يهربون بطائراتهم الي القاهرة . رفضوا الاشتراك في ضرب الثورة اليمنية . تبعهما طياران اردنيان و اخيرا قائد الطيران الاردني نفسه
---
---------------------
يرفض ان يكون تحتي. يصر ان يكون فوق . فكرته عن وضع الرجل و كرامته ؟ اما انا فلا احب ان اشعر بنفسي مقيدة بين ساعديه القويين . استمتع اكثر عندما اكون فوق
--------------------------
كتيب أخر صغير اضعه امامي و لا افتحه للراحل عبد الوهاب مطاوع ... اسمه صديقي لا تأكل نفسك ... احملق كثيرا
في صورة الغلاف كاريكاتير يصور رجل يجلس عريانا في مساحة بيضاء واسعه من خلفه و يضع ركبته في فمه ... يأكلها

الثلاثاء، يونيو 19، 2007

دورة مياه

قرأت هذا الخبر صباحا

بدأت محافظة القاهرة في تركيب دورات المياه الذكية في شوارع العاصمة.
تم تركيب أول دورة في شارع الطيران بمدينة نصر في اطار 60 وحدة تنتشر في شوارع القاهرة قبل نهاية هذا العام.
وستفتتح الدورات الجديدة للتشغيل مع احتفالات العاصمة بعيدها القومي في السادس من يوليو القادم.
الدورات الجديدة تماثل أحدث ما توصل اليه العالم في هذا المجال، حسبما ذكرت جريدة الأخبار.
و الدورات تعمل بنظام الكروت الذكية ومقابل خمسين قرشا عند الاستخدام لمرة واحدة وروعي في عملها التطهير الكامل والتجفيف بالهواء وتوفير المناديل الورقية.
و سيتم توفير عدد من الوحدات ببابين أحدهما للرجال والآخر للسيدات.

-------

كروت ذكية ... خمسين قرش ... احدث ما توصل اليه العالم في هذا المجال ... 60 وحدة .. تطهير كامل .. تجفيف هواء .. مناديل ورقية

هو في كام واحد في مصر ممكن يدفع نصف جنيه علشان يفك زنقته ؟؟ و ايه التجفيف الكامل بالهواء ده مش فاهم خالص

مناديل ورقية ... اول واحد سيدخل سيأخذها معه ... و يضعها في منزلهم

كروت ذكية زي الميناتل .. يا تري هيبقي اسم الكارت ايه ؟؟ طقطق زي الفل ؟؟ مشيها طقطق محدش واخد باله

اما عن كونهم 60 وحدة فهذا الرقم كبداية فقط علي ما اعتقد

اخيرا ... لن اشم رائحة النشادر التي تمزق رئتاي كلما مررت تحت احد الكباري و لن اري احدهم يفعل فعلته من فوق احد كباري المشاة متجاهلا مرور المشاة من تحت الكوبري محاولة منه ترطيب الجو الحار برش رذاذ المياه في الجو

يا سلام يا ولاد

تحديث ... اتتني بعض التعليقات التي تنتقد التدوينة و تتهمها بالسلبية و الاعتراض لمجرد الاعتراض ... مع كامل احترامي و تقديري لأراء الجميع و لوجهات نظرهم .. فأنا لدي تشبيه لما يحدث ارجو ان يوضح الصورة
يمكنك ان تأتي باسطوانة موسيقية غالية الثمن لموتسارت او تشايكوفسكي و تعطيها لأحد الفقراء الذي يتضور جوعا محاولا ان تعلمه سماع الموسيقي ... و لكن الفقر او قسوة الجوع سيمنعانه بالتأكيد من الاستمتاع بالموسيقي التي تراها انت راقية و تهذب النفس و الروح الخ الخ من كلام حلو كتير متذوق زهقت منه
---------------
-------
------------
--------

الثلاثاء، يونيو 12، 2007

احنا بنكبر و لا ايه يا صاحبي

اخترت ان انهي اليوم بالذهاب الي السينما ... احتاج الي اجازة من رحي امتحانات الشفوي و العملي و التحريري هاتفت احد اصدقاء العمر مخبرا اياه برغبتي التي لاقت لديه القبول ... كان اليوم طويل ... بدأ بمراقب في لجنة الامتحانات لم يجلس لدقيقة علي مقعده ... ظل يدور و يدور من حولي ... حتي اصابني بالدوار ... دوار الامتحان .. و عند تسليم الورقة ... اعطيتها له و مسكت بطرفها بشدة ... فنظر الي .. فقلت له
حضرتك النهار ده تعبت اوي يا بشمهندس ... فرفع حاجبه متسائلا .. فلم انتظر .. و باغته القول .. عمال تلف تلف ... فرمقني بنظرة شديدة يتوعدني بشيء ما لم افهمه .. و لكنني شعرت باحساس الراحة يتسلل الي عندما اخبرته انه اصابني بالتوتر بسخرية
في الواحدة بعد منتصف الليل بدأ الفيلم .. عمر و سلمي ... فيلم خفيف كوميدي مناسب جدا لحالتي المزاجية التي لا تحتمل اي تعقيد او فلسفات ... و لكن هيهات ... فقد استشعرت بشيء من الرفض لما يكرسه الفيلم من مفاهيم تترسب في عقليات المشاهدين دون ان يدروا ... تجعل ذاكرتهم الانفعالية ملوثة ... مفهوم البطولة هو ان يكون لدي بطل الفيلم علاقات نسائية متعددة ... معظمها غير اخلاقي .. و علاقة واحدة يحاول ان يبقي عليها نظيفة .. ازدواجية غير مبررة في شخصية الرجل الشرقي ... تامر حسني كان طوال الفيلم لا يترك فرصة للعنف الا و دخل في معركة ... لم يلتجيء الي الحلول السلمية في أي مرة .. و ها هو مفهوم اخر يترسب في عقليات المشاهدين و يجعل ميلهم للعنف في حل المشاكل اكبر ... ايضا في العديد من المشاهد يظهر سكيرا او في يده الكأس ... السينما فن يشكل وعي الشعوب ... و شئنا ام ابينا يتأثر المراهق و الشاب و حتي الكهل بمشاهدتها في يومه العادي
خرجت بهذة المفاهيم الثلاث من الفيلم لأقارنه بأفلام اخري عديدة فوجدت ان السمات المشتركة او تركيبة النجاح للغالبية العظمي لأي فيلم هي ان يكون البطل فتوة و صاحب مزاج و متعدد العلاقات النسائية
في النهاية لم اري الفيلم سيئا ... بل اعطاني بسمة لطيفة ... و نظرة اعمق الي احوال المجتمع الذي اعيش به و لكن لم يوقظ بداخلي شيء مثل الفيلم السابق في شقة مصر الجديدة الذي لم يكن بطله سكيرا و لا فتوة .. فقط له علاقة غير شرعية واحدة يقرر ان ينهيها بعد شعوره بالحب .. لا افهم كيف يستطيع ان يمارس احدهم فعل الحب بدون حب ... منطقة بالنسبة لي تعتبر مظلمة لا احب ان افكر فيها
خرجنا بعدها الي شوارع وسط البلد لنتمشي و اخترنا احد المقاهي الصغيرة التي اشعر بحميمية نحوها و جلسنا به .. اخبرني صديقي انه تذكر حبيبته التي تركته عندما شاهد الفيلم ... و اخبرته ان احدي اغاني الفيلم كانت يوما ما بمثابة جائزة من جوائز السماء عندما اهدتها هي لي بطريقة غير تقليدية ... و تحولت الي شيء يوخز في صدري انني صدقت كلماتها بعد ذلك ... لعنة متجدده و ليس جائزة
اسهب هو في الحديث عنها و عن الظروف التي جعلتها تتركه ... ثم قال لي ... عارف .. انا مش متخيل ان هي دي اللي هاتبقي في حضني بعد كدة ... ما ينفعش خلاص
لا اعرف لما طرق هذا السؤال ابواب رأسي فأخرجته فورا من نافذة الكلمات اليه ... هل تستطيع ان تتخيل انها ستكون يوما ما .. بدون ملابسها امام رجل اخر غيرك ... فقال لي فورا لأ طبعا ... ثم اتبعها بمش عارف
و غلف الصمت هذة المشاعر المتنافرة التي اثارها السؤال
شق هذا الصمت مرور شهب في ليل سماء القاهرة .. قلنا لبعض في نفس واحد


!!بص بص
نجمة بديل ... هكذا افضل ان اسميها ... كنت قد سمعت انه من حق من يراها ان يتمني امنية لتتحقق ... بحثت في رأسي عن امنية ما ... فوجدت العديد .. فاستصعبت الاختيار
وجدته دربا من المستحيل ... فلم أتمني اي واحدة منهم ... منيت نفسي انني في المرة القادمة عندما اري نجمة اخري بديل سأكون متأكدا من امنيتي الاولي التي اود ان تتحقق
و عندما اخبرت صديقي بما دار في عقلي ... قال لي .. احنا بنكبر ... لأ مش بنكبر .. احنا بنعجز فابتسمت و صارحته بحقيقة انني اجد صعوبة في كتابة تاريخ السنة ... 2007 كتير مش كدة
حاسس انه الزمن وقف عند 1998 و كفاية كدة


و كل شيء بينسرق مني ... العمر من الايام ... و الضي من النني


الخميس، يونيو 07، 2007

تماحيك ... تماحيك


الدنيا ايه غير شوية تماحيك ... و احنا قررنا نتمحك فيها ... نضحك معاها و لما تضلم نضحك عليها ... ايوا هنتمحك في الفرح و فيكي يا دنيا و علشان كدة عملنا مدونتنا ... تماحيك
تماحيك ... نتمحك فالفتافيت علشان نعيش ... نتمحك فالفتافيت ... علشان نفرح

الجمعة، يونيو 01، 2007

دنيا ولا متاهة ... دايرة و بندور وراها

جالسا علي المقهي أتأمل البشر ... يجلس بجانبي أحدهم يبث لي شكواه ... و عندما انتهي .. نظر بعيدا و قال
عارف ... بكرة نقعد في أرض خضرا واااسعة و نفتكر الأيام دي و نضحك ... فأشير له باصبعي نحو الحديقة الصغيرة بجانب المقهي ... و أخبره أن الأرض الخضراء موجودة بالفعل ... فيتلعثم ببعض السباب
و يتركني و يذهب ... يمر الشحاذون علي ... الواحد تلو الأخر ... تتضخم اعدادهم يوما بعد يوم ... و النبي يا بني باجري علي ست عيال و ابوهم مات
الله يسهلك
شحاذ أخر يقول لي ... باعمل نقل دم فالاسبوع مرتين ... أضحك لكذبته التي لم تنطلي علي هذة المرة فكيف له أن يمشي بكل هذة العافية و هو يغير دم مرتين فالأسبوع
الله يسهلك
احدهم يكذب و الأخر يبرز لي عاهته كأبتزاز عاطفي ... الجميع يلعن الظروف و الأيام
كل ما يقلقني هو ذلك الابتزاز العاطفي ... الذي يميت انسانيتي و احساسي من كثرته ...من كثرته تفقد التمييز بين الحقيقي و المزيف
هو هو نفس الابتزاز العاطفي الذي يمارسه السياسي و الصحفي فتصدقه في احيان قليلة ثم تكرهه و تكره صاحبه طوال الوقت
أتذكر مشهد من فيلم مافيا ... عندما ينظر حسين فهمي لاحمد السقا و يسأله هل والدتك اجمل او افضل واحدة فالعالم .. فيجيبه السقا بالنفي
فيسأله حسين فهمي ... اذن لما تحبها ... فتصبح الاجابة متعثرة طبقا للسيناريو المكتوب
يهتز هاتفي في جيبي ... اسميته جلاب المصائب ... اغلقه لأيام طويلة كي اتفادي سيل الاخبار السيئه من خلاله و اكتفي بسماعها بعد حدوثها بأيام ...فتتناقص حدة الاكتئاب قليلا
أجيب الهاتف ... أجد علي الطرف الأخر أحد احبائي ... هاني انت فين ؟؟ عايزك ضروري انا واقف فالاشارة .. تعالي حالا ... نبرات صوته تخبرني بما لا أريد أن اسمعه
اذهب اليه فأجده ينفث دخان سيجارته في توتر ... فاسأله ما الجديد .. فيجيبني انه يجب أن يبيع قطعتين من الذهب الأن
لم يترك لي فرصة لكي اتكلم ... يتقاذف من فمه سباب متلعثم مختلطا بدخان .. ثم يقول لي و هو يضغط علي مخارج الفاظه بوضوح ... انا زهقت !! مش كفاية بقي
لا أجد ما أقوله له فلا داعي للحديث اعلم جيدا انه في هذة المواقف لا نحتاج الا لوجود احد الاصدقاء لنأتنس به فلا يصبح الهم مضاعفا بمفعول الوحدة ... نحتاج لاذن .. فقط اذن لتسمعنا
ادخل معه الي المحل في صمت ... ينظر الصائغ الي كلينا ... فيخبره هو أنه يريد ان يبيع هذا الذهب و يلقيه امامه ... الاحظ احمرار أذنيه و وجنتيه بشدة ... خجلا ... يضع الصائغ السلاسل الذهبية علي الميزان و يخبره بالثمن فيوميء صديقي برأسه موافقا
يعطيه المبلغ في يده ... فأجده متوترا ... لا يستطيع أن يعده ... فأخذ النقود من يده و أعدها ... ينظر لي بعيون ممتنه و شاردة و عندما نخرج ... يشعل سيجارة أخري و يخبرني أنه حزين لأن هذا الذهب عزيز عليه ... أه منها آفة الاحساس تلك التي تجعلنا نصبغ الجماد بصفاتنا الانسانية فنتعذب لفقده
مضافا الي ذلك العوز و ضيق ذات اليد ... فأقول له معزيا عندما نصل للمقهي ... معلش اللي ييجي فالريش بقشيش ... بكرة تجيب أحسن منهم و أنا أنظر للحديقة الصغيرة .. وجدتها ذابلة مصفرة هذة المرة
الفقر في الوطن غربة و الغني في الغربة وطن لم أعد أتذكر من قائل هذة الحكمة
يخرج صوت منير من مكان قريب ... و كأن المشهد كان ينقصه خلفيات موسيقية تنكأ الجراح ... عالم رايحه و جايه و انا مين و فين مكاني ؟ايه اخر الحكايه ؟و ايه اللي رماني ؟ يا خطاويه الغريبه دنيا و لا متاهه؟ دايره و بندور وراها ... في صبحها و مساها آهه وراها آهه يا خطاويه الغريبه
-------------------------------------------------------
---------------------------------------------
شكر خاص لجريدة الدستور الاسبوعية لنشرها تدوينة القيراط الخامس و العشرين بتاريخ 6 /6/2007


statistique