الجمعة، مارس 30، 2007

حكايات من صندوق الدنيا


يا طارق أنا مش باكرهك و لا أنت فيك أي عيوب .. بالعكس أنا بحبك و مافيش سبب أني أسيبك غير أني مش مستعدة أتجوز في 2010 !! هخلف أمتي و هاعيش عمري أمتي !؟ يصمت هو بعد هذه الكلمات و يسترجع ذكريات العلاقه .. يوم كان يقف علي الشاطيء وحيدا و أهتز في جيبه تليفونه المحمول برساله منها ... أنا بحبك أوي أنت الأمير بتاعي ... انا قررت أستناك و لو لأخر يوم في عمري ... لأني عايزه أحلم الحلم ... حلم يستاهل أني أشاركك فيه .. يا ح.ب.ي.ب.ي
حبيبي هذة الكلمة التي لم يكتشف استمتاعه بسماعها أو بنطق حروفها الا و هو يبادلها معها ح.ب.ي.ب.ت.ي
رجع برأسه الي الوراء و نظر الي السماء و لا زال التليفون علي أذنه و كانت لا تزال تتحدث بكلمات يسمعها و لا يسمعها في نفس الوقت ... وقع في منطقة وسطي بين الوعي و اللا وعي أعتاد أن ينفصل فيها عن دقات الكون عندما يسمع أحد هذه الجمل المصيريه .. التي تحدد بداية أشياء و نهاية أشياء .. فقد كان يعرف جيدا أن لكل بداية نهاية و أن النهايات لا تكون مؤلمه الا أذا تغافل عنها و أعتقد أنه من المحال مجيئها ...أبتسم عندما شقت هذه الجمله ظلام سكون أحساسه و صمت كلماته داخل رأسه .. خطر بباله أن يقولها لها و لكنه تراجع فقد قرر أن يحتفظ و للمره الأولي منذ سنين بأحد أفكاره لنفسه و لا يطلعها عليها كانت الترجمة اللفظيه للفكره جملة "ما هو القطط بتتجوز و تخلف بسرعه "و لكنه أثر أن يغلق الباب و يصمت حتي النهايه .. سمع كل المبررات التي ساقتها و لم يتفاعل فقد كونت الكلمات الأولي علي قلبه الدافيء طبقات كثيفه من الجليد ..ودعها بهدوء و مضي في طريقه يبتسم وكان يتردد صدي صوت مواء غريب في رأسه
فقد كان يحب قطة

الاثنين، مارس 26، 2007

نظر اليه في برود و أبتسام و قال له و أنت أمك عامله أيه

التعديلات الدستورية خطوة علي طريق المستقبل
ما معني كل ما يحدث من حولنا ... أحاول أن أتفهم و لكن يبدو أنه من المستحيل أدراك ما الهدف الحقيقي من كل هذا ... وجوه و وجوه تطل علي يوميا من شاشات التليفزيون يظهر عليهم بوضوح رغد العيش ... تؤلمني و تضحكني فكرة أن يخرج أحدهم علينا بتصريح من نوعية ... لا مساس بمحدودي الدخل ... أتخيل شكل سيارته الفارهه التي تنتظره ... و قصره الجديد اللقطة الذي اشتراه بثلاثة ملايين جنيه فقط ... أو الي أين سيذهب اليوم ليستريح في نهاية النهار بعد أن أنهك حنجرته و هل سيستطيع أن يحافظ علي هذا القناع علي وجهه في هذة الأماكن أم سيخلعه و يلبس واحدا أخر
أقنعة يلبسونها و يخلعونها ... كما الأحذية تماما ... قبور مبيضه من الخارج مكسوة برخام أبيض لامع تبدو لمن ينظر اليها في غاية الجمال و في الداخل ... و ما أهمية الداخل هل يراه أحد
في الصباح أحاول أن أنصت في الأتوبيس و أنا ذاهب الي الكلية ما هو رد فعل الناس عن الأستفتاء أري شابين في مقتبل العشرينيات ... لا يوجد في مظهرهم شيء يزعجني ... يلفتني أن أحدهم يقول للأخر النهار ده التعديلات الدستورية علي فكرة ... و الأخر ينظر اليه في برود و أبتسام و يقول له ... و أنت أمك عاملة أيه
يضحكني الرد ... فلا السائل و المسئول لديهم فكرة عن ما سيحدث ... كل ما يعرفونه أن مصر هزمت موريتانيا ثلاثه صفر في مباراة كرة القدم بالأمس ... و بالتأكيد لا يعلمون عن تجربة الديمقراطية الحديثة هناك و أكاد اجزم أنهم لا يعلمون أن في نفس وقت المباراة كان هناك مظاهرات في ميدان التحرير أو أمام نقابة الصحفيين ... و أن علموا فسيستنتجون أنها بسبب اسرائيل ... أكيد أمال هيكون في أيه تاني يعني
أنزل و أتمشي حتي الكلية ... أري ثلاث شبان و فتاتين يقفون سويا ... يجلس أحدهم واضعا قدمه تحته مبتسما أبتسامه بلهاء ... يلتقط سيجارة مارلبورو من علبة صديقه و يشعلها أحاول أن أنصت لما يقولون كعادتي دائما في مثل هذة الأيام ... بعد دقائق قليلة أكتشف أنهم يتحدثون عن مسلسل بكار ... فأنسحب و يمر اليوم غريب
فحتي صديقي الذي كان من المفروض أن يأتي ليأخذ مني أوراق للمذاكرة لم يأت و راحت عليه نومه
و في طريقي للرجوع أتأمل الوجوه ... و أكتشف شيء جديد أنه كلما أزدادت التكشيرة علي الوجوه أعطت لصاحبها وجاهه أجتماعيه في الشارع ... الجميع يرفع حاجبا لأعلي و وجهه عابس ... كأنهم جميعا ونستون تشرشل و هو يجلس في أحدي المخابيء يفكر في حيلة سياسية جديدة أثناء أحدي الهجمات الجوية الألمانية في الحرب العالمية الثانية ... أري أحد محلات الحلويات الرخيصة ... يتزاحم من حولها الناس ... ستة قطع جاتوه بأربعة جنيهات
!!يا بلاش
أمر علي المقهي في رجوعي فأنتهز الفرصة لكي أسترق السمع مرة أخري ... نفس الوجوه تجلس هي هي تلعب الدومينو و ترزع في القواشيط ... تنفث دخان الشيشة ... و يطربون لأغنية لأم كلثوم يذيعها الراديو يسألون بعضهم هل لديهم مقاطع فيديو ثقافية جديدة علي التليفون المحمول ... و عن ميعاد المباراة القادمة و يقرأون حظك اليوم ... و يطلبون حجر معسل جديد ليحرقونه و يحترقون معه
في زحام شديد يسير الجميع في الشارع أمامي ... كالقطعان و مع الوقت تختفي الملامح ... يختفي الأنسان و يتحول لأشياء أخري أقل شأنا
و بالطبع لم أجرؤ أن أسأل نفسي هل سيذهب أي من هؤلاء لأي لجنة لكي يدلوا بأصواتهم يبدو السؤال عبثيا و اخاف أن يظهر هذا الشاب الذي قابلته في الأتوبيس صباحا و يسألني و أنت أمك عامله أيه


تحديث : نتيجة الأستفتاء 76% ... 76 دي بتفكرني بأيه ؟؟؟ باين مجموعي فالأعدادية

الأحد، مارس 25، 2007

لا تقل تعديلات دستورية أرجوك


قال العالم النحوي الكبير، ابو الفتح عثمان المعروف (بأبن جني) 392هـ "وإذا ما عرفنا ان اللغة ليست هي مجرد رموز تدل على مداليل معينة، بل هي المخزون الذهني للثقافة ومستودع خبرة الجماعة، فكل مفردة من مفردات اللغة مشحونة بشحنة دلالية معقدة ومتعددة الجوانب،وهي امكانية كامنة بالقوة، واشمل من النظام اللغوي للغة نفسها،ان اللغة بيت الوجود، وفي بيتها يسكن الانسان
ما معني هذة المقدمة لأبن جني ... و ما الداعي لذكرها و أنا بصدد التحدث عن التعديلات الدستورية !؟
كنت أشاهد أحدي البرامج المسرحية الحوارية عن التعديلات الدستورية علي القناة الأولي في التليفزيون المصري
و في كل فاصل يطل علي شعار جذاب مصمم بعناية مكتوب عليه ... تحديث الدستور
و مفردة كلمة التحديث في المخزون الذهني لثقافتنا و مستودع خبرة الشعب المصري مشحونة بشحنة دلالية تدل بشكل مباشر أنه شيء أفضل
مثلا نقول سيارة حديثة ... ملابس جديدة ... تكنولوجيا حديثة و هو شيء يدعو الي البهجة في ثقافتنا اليومية
مما يعد تأثير ضمني مستتر علي رأي هؤلاء الذين سيذهبون للأستفتاء أن سلمنا أن هناك من سيترك عمله أو حتي يوم أجازته ليذهب الي أحدي الصناديق و يدلي برأيه ... ليس تكاسلا أو تخاذلا و أنما أيثارا للسلامة
كثير ما تتطالعنا الصحف بتعبيرات مماثلة مثل تحريك الأسعار .. أي زيادتها و يمكنك أن تستنتج ما الهدف المقصود بأستخدام لفظ بديل مشحون بدلالات أخري
تعديل الدستور ... و هي لفظة أخري غير سليمة أبدا
فتعديل الدستور شيء و تبديل الدستور شيء أخر و الذي يحدث هو تبديل للدستور
حيث شملت التعديلات المطلوبة شكل الدولة ومقوماتها الأساسية – والسلطة التشريعية – والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية – ومجلس الشورى
الأمر الذى يستوجب تشكيل جمعية تأسيسية تعكس فى تشكيلها - كل ألوان الطيف السياسى للشعب المصرى كله بكل تياراته وأطيافه وإنتمآته السياسية والفكرية – فضلا عن العلماء المختصين والخبراء .وهو ما لم يحدث
كل ما نمتلك الأن هو أن نجلس امام شاشات التليفزيونات لنتابع ما يحدث

و طبعا التعديلات الدستورية خطوة علي طريق المستقبل في أسفل الشاشة دائما



ملحوظة أخيرة
بمناسبة التبديلات الدستورية في مسابقة في مدونة
القهوة العالية عن ما معني كلمة الدستور
و الجوائز قيمة جدا

الأربعاء، مارس 21، 2007

أنظر للخلف و أبتسم

اليوم اتم عامي الرابع و العشرين ... و تتم مدونتي عامها الأول بعد أسبوع واحد ... و هو عيد الأم أيضا ... لم أتغير كثيرا لا أشعر بذلك الا كلما نظرت فالمرآه أري شاب نبتت له شعيرات غريبة في ذقنه و شعرة بيضاء وحيدة ضلت طريقها الي رأسه منذ عام واحد و زوج أسنان في مقدمة فمه محشوتين جيدا بنفس لون أسنانه الطبيعيه لا يلاحظهم أحد غيره ... لا أعرف هذا الشاب جيدا و لكنه يعجبني ... أجلس وحيدا في البيت ... أختي العزيزة و زوجها في أستراليا و أبي و أمي في تركيا و انا هنا وحدي في شبرا

يقولون أنني يوم ولدت كان حجم رأسي غير متناسب مع جسدي الصغير فعانت أمي و الطبيب كثيرا لكي أخرج الي هذا الفراغ الكبير أعتقد أنني كنت رافض للخروج ... كنت أعلم ما ينتظرني وأرفض الخروج علي ما يبدو ... يحكون أيضا أن الممرضة كانت تحاول لفي في ملاية صغيرة و أنا أرفض و أخلعها عني و أصرخ

أيضا أخبرني ابي و أمي انني أتممت عامي الثالث و لم أكن قد نطقت مثل باقي الأطفال ... و فاجئتهم بأنني أتحدث معهم بجمل كاملة مرتبة بعد ثلاث أعوام من الصمت يقولون أنني كنت أصرخ فيهم ... فقط أصرخ دون أن أتحدث أعتقد أنني لا زلت أصرخ حتي الأن

و في أول يوم لدخولي حضانة الأطفال لم أبكي مثل باقي الأطفال فقد وجدت دولاب كبير مليء باللعب طائرات و سيارات و دبابات و صلصال ... كان بمثابة أكتشاف كنز وكأني وجدت مليون دولار في شوال بلا صاحب فأصبحت ملك لي

و مر قطار العمر بالعديد من المحطات مثل عام 1997
أتذكر وقت أن كنت في الصف الثالث الأعدادي ... أستيقظ مبكرا لأكوي قميص المدرسة جيدا و أعد 40 تكرار من تمرين الضغط لتبرز و تنتفخ عضلات صدري و أضع بعض الكريم في شعري بعد الأستحمام و أنزل مبكرا الي مترو الأنفاق لأقابل عماد و كمال و رفيق, رفيق يبحث عن فتاته في محطة رمسيس و نحن معه و كمال في الخلفاوي يحب حبا صامتا و يتألم و نحن معه ... أما عماد فيستمع الي .. أخبره ماذا قلت لها في درس اللغة العربية ... و عن جمال عيونها و عذوبة ضحكتها ... أخبره أنها لا تهتم بي أبدا ويلفت نظراتها هذا المتعاجب بنفسه التافه ... الذي يعرف كيف يضحكها أما أنا فأغرق في عرقي أذا تكلمت معها لأكثر من دقيقتين ... كنت أفقد سيطرتي علي انفعالاتي امامها

و تمر الأيام بعدها ثقيلة ... و يفشل رفيق في أن يحادث فتاته و يحصل كمال علي أسم فتاته الكامل من كشف النتيجة في مدرستها و رقم تليفون بيتها من دليل التليفون ... كان تفكيرا رومانتيكيا غريب و كأننا خرجنا من قصة رومانسية لا مثيل لها الي الحياة اليومية وسط الأختناق و أزدحام مترو الأنفاق... هذا التفكير الذي أدي بنا الي الوصول لرقم بيتها... و لما أتصل بها أخبرته هي أنها تعرفه و تلاحظ انه كظلها في كل مكان و تطلب منه أن يذهب اليها مباشرة في المرة القادمة ليكلمها و أذهب معه بناء علي طلبه ... يقف علي بعد أمتار منها تنظر له و ينظر اليها ... ثم يختفي وسط ذهول مني و منها و يحافظ علي حبه لها من خلال المسافة و النظرات و لم يجرؤ أبدا أن يتحدث اليها
و تدور بنا الدوائر و ينشغل الجميع بحياته الخاصة و نتقابل بالصدفة في أماكن مختلفة و نتبادل التحية و الأبتسامات و الوعود بأننا سنجتمع كلنا في مكان ما و نحن ندرك جيدا ان هذا لن يحدث أبدا
أبتسم كلما رأيت سيارة لادا خضراء فقد كان جدي يمتلك واحدة يسميها أصدقائي مخلفات حرب من كثرة الثقوب فيها و التي كانت تبدو كطلقات رصاصيه بالفعل ... كان يصر أن يلبس البدلة الكاملة و الكرافات و الشراب الطويل و أستك خارجي له ... في كل مكان يذهب اليه حتي و لو كان القهوة ... يدخن البايب ذو الرائحة الجميلة ... و يبتسم دائما و هو ينفخ دخانه بنشوة ... و يردد حكاياته عن أريتريا و السودان و مغامراته هناك و يحكيها للمرة المئة أو ربما الألف بنفس التفاصيل و لا يمل أبدا من تكرارها
اعود بالتاريخ للثانوية العامة... محطة هامة في حياتي ... كنت اذاكر و لا أعرف ماذا أريد ... أتذكر وقت أن جلست أمي أمام التليفزيون مشدوهة و أنا أغط في النوم لتعرف ان كان مجموعي سيدخلني كلية الهندسة أم لا فقد كان هذا كل أملها في
و عندما أيقظني أبي ليبشرني ... مبروك يا هاني التنسيق بتاع التليفزيون بيقول أنك دخلت هندسة

لم أكترث كثيرا و رددت عليه "طيب كويس" و أمعانا في عدم الأهتمام أكملت نومي بعدها و كأنه خبر عادي لا يخصني ... كان الجميع يهنئونني و انا لا اعرف ما الداعي لكل هذة الضجة قال يعني جبت الديب من ديله و خلاص كلها كام سنه و هابقي دكتور زويل التاني
لم أنس يوم كنت أجلس وحيدا في مدينة المنصورة في عيد ميلادي ال20 و قررت الذهاب الي حديقة الحيوان ... قولت أرفه عن نفسي شويه و في أول قفص وجدت ثلاث معيز (نعاج) ... و في الثاني وجدت أربع معيز و هكذا ... و عندما وصلت لأخر قفص قال لي الحارس في أسد هنا ... لكن كان نايم جوا بيت خشب و جلست منتظرا أن يخرج الأسد لأراه و لم يخرج حتي الرابعة مساء ميعاد أغلاق الحديقة
و بهذة المناسبة أحب أن أهديكم جزء من شعري الرديء
ماشي زعلان باقول للدنيا ليه كده... مش فاهم
قابلت اتنين حبيبه ساندين عالعربيه وراهم
زعلانه منه ...قام همس في ودنها و هو ساهم
ضحكت هي راح ضاحك.. غصب عني ضحكت معاهم

في كل سنة في مثل هذا الوقت أنظر للخلف و أبتسم للذكريات ... كل سنة و أنت طيبة وبألف خير يا أمي

الأحد، مارس 18، 2007

كيف تصبح بطل قومي في 15 دقيقة


رتب الكلمات التالية و ضعها في مقال طويل ... طويل جدا جدا بحيث يمل القاريء و حاول أن تضع كلمات غير مفهومة أبدا من نوعية (و لا سيما نحن نربأ بما حدث و باديء ذي بدء سندلي بدلونا في أزمة المؤامرات و دلالاتها و التي تحاك و تتجلي فيها الهيمنة في ظل ايديولوجية المهلبية) علي أساس انه الذي يقرأ عندما لا يفهم سيستنتج أنه الذي يكتب بيفهم أكثر منه بالتأكيد و لذا يجب أن يصدقه... ستصبح صحفي و مفكر و محلل (سياسي أو أستراتيجي أوأجتماعي أو اللي نفسك فيه) و ستكون مشهور و بطل قومي يشار له بالبنان (حلوة يشار له بالبنان لسه قاريها النهار ده)



لا سيما - خصوم - المواطنة - الديمقراطية - العولمة - محادثات ثنائية - اتهامات باطلة - مجلس قومي - انتخابات - فلسطين - الاحزاب - باديء ذي بدء - ايديولوجية - استراتيجية - تداول سلمي - الامم المتحدة - ارفعوا ايديكم عن - يدلي بدلوه - فوضي خلاقة - مثقفين - اتفاق الأمة - اعتصام - النقابات - نشجب - مؤامرات تحاك - نربأ - العرقيات - النظام - اعتصام - نفوذ - مهزلة - و قد صرح مصدر مسؤول- أنصار - دلالات - حقوق مدنية - تقرير خطير - دماء الضحايا- هيئات - تعديلات دستورية - السلطة التنفيذية - ايران- الرجعية - بيان الأجهزة المعنية - أزمة الحوار - الجامعة العربية - لن نسكت - حلفاء - الطواريء - اطلاق سراح - الحرية المفاوضات - تتمحور - أستحلفكم الهيمنة - الدعم





دخلنا الحروب بكل ما نملكه من مواهب الخطابة ... بالعنتريات التي ما قتلت ذبابة

"نزار قباني"

الخميس، مارس 15، 2007

القدس القديمة و جووجل و أشياء اخري

أثناء تصفحي في خدمات جووجل الكثيرة ... محرك البحث الأوسع و الأقوي في تاريخنا هذا وجدت شيئا لم يدهشني أطلاقا الا و هو انه مدينة القاهرة هي الثالثة في مدن العالم من حيث الترتيب التي يبحث سكانها عن كلمة
sex
لو مش مصدق خش و شوف بنفسك ... تذكرت شهادة أحد الأسري من الناجين من مذبحة حرب الخامس من يونيو عام 1967 التي فقدت فيها مصر سيناء و فقدت فيها العروبة سيطرتها علي القدس القديمة التي تضم الأماكن المقدسة... الحي الإسلامي والحي المسيحي (يطلق عليهما الحي العربي) والحي اليهودي (أقيم بعد حرب 1967 على أرض ملك أوقاف إسلامية) والحي الأرمني وباحة الحرم القدسي الشريف، وهذه الأحياء الخمسة موزعة على كيلومتر مربع واحد فقط تتمحور حوله المفاوضات كلها.
تذكرت كلمات الرجل و هو يحكي بمرارة انه تم منعهم من الشرب لمدة يوم كامل ثم وضعوا أمامهم فناطيس المياه و طلبوا أن يشرب الظباط أولا ... و عندما ذهب الظباط تم ضربهم بالنيران الألية و قتلهم .. ثم أمروا العساكر أن يكتبوا أسمائهم علي ورقة لتسلم الي الصليب الأحمر فبدأ كل جندي يجيد الكتابة في كتابة أسماء الباقين ... فأطلقوا النيران علي كل من يجيد الكتابة ... و في النهاية سلموا باقي الأسري من الجنود الأميين الي مصر ... أعتقد ان الأمر لا يحتاج الي تحليلات طويلة ... كل ما في الأمر أنهم قتلوا كل من يستطيع الكتابة ... و بالتالي القراءة لكي يتم محو التاريخ من العقول و أعادة كتابته مرة أخري و كأن التاريخ بدأ عام 1947 ... ما علاقة الخبر الأول عن محرك بحث جووجل بالخبر الثاني في رأيك ... و من هم مستخدمي الأنترنت في مصر... لست من مؤيدي نظرية المؤامرة علي طول الخط ... لكنني من مؤيدي ان أعظم مكاسب الأعداء هي نتيجة لأخطائنا نحن فلكل نتيجة سبب يسبقها و يؤدي اليها حتما

الأحد، مارس 11، 2007

بين الحال و الحال



ما بين كل حال و حال
فيه الف الف احتمال
يا طريق يا طويل
يا أغرب موال
قلبي الصغير عليل
و الفرح صبح محال
و يسألوني عن الحال
أرد و أقول عال العال
ما هو الحزن مهما طال مسيره الزوال
و الحزن كله جلال
و الفرح أبو الدلال
طال السهاد و البعا
د

يا مصر يا أم العباد
يا غرقانه في سواد
مافيش أجابات لأي سؤال
أصله الحال ما بقاش الحال
و ما عادش فيها أحتمال
ارجع و أقول ده موال
و أغرب موال
و مابين كل حال و حال
الف الف أحتمال
و الحال هيتبدل و يتغير
و الحلم راح يتحقق ... يتفسر




و الخوف يتفتفت يتكسر
ماهو بين الحال و الحال الف الف احتمال
يمكن بكره جايب معاه راحة البال
و أجابات للكام مليون سؤال
.............................................................................................
......................................................................

هاني جورج






الأربعاء، مارس 07، 2007

لا تعود عقارب الساعة للخلف

يوم ان ذهبت ... لم أكن قادرا علي استيعاب فكرة انك ستتركيني بكل هذة السهولة ... أعذريني فلم يحدث لي هذا من قبل ... لم تصبري علي همومي و أحزاني ... ركضت خلفك معتقدا انني سأضيع ... أنه دونك لن يأتي الربيع
و لن تنمو الزهور و لن أستمتع بدفء شمس الأحلام
سيظل الخريف بعواصفه الترابيه الحمقاء اللعينه ... أحساسي بغيابك ... صمتك ... بعدك عني ... خوفي و انا وحيد لا أجد الا العواصف من حولي و طائري الملون الذي كنت أستمد منه الأمان ... يطير بعيدا علي أشجار غريبة
وعيناي متعلقة به .. أملا في الرجوع و خوفا من أن يضل طريقه و يتأذي
اعطيتك صغيري الساكن بين الضلوع فمزقتيه بلا رحمة ... و القيتي به بعيدا... لم أستطع أن الملمه فقد كان مهلهلا و لا أمل ... مات ... توفي صغيري و هو يآن و يصرخ بعيدا عني و دفن في أرض مجهولة بعيدة
و حتي زيارة الضريح منعت منها ... كان يخفت صوت آنينه رويدا رويدا حتي عم السكون... السكون الذي يطبق علي الصدر... فينهي حتي صوت الأنفاس ... ضجيج الحياة الذي يتمتم بترنيمته الهادئه في صدري
عزيزتي
لقد تحققت الأسطورة ... قلب أخر ينمو في اعالي الجبال التي ثارت يوما ببراكينها الغاضبة ... داعب ضلوعي برقة ... حتي أشعر به لم أعرف كيف أو متي نما
أنه أجمل كثيرا من الذي قتل في الغربة ... عزيزتي ... الربيع يطرق الأبواب
نعم فها هي بشائره ... صغيري ملكي الأن يستمتع بكل لحظة
ينتظر الربيع بلهفة فقد حكيت له عنه كثيرا و عن دفئه
يضحك و يضحكني بصوت ضحكاته الوليدة
ينتظر ان تغرد عصافير أخري ليستمع اليها
ليعتني ببراعم الزهور لكي تتفتح
فقد أخبرته عن كيفية العناية بها
الربيع دونك أجمل كثيرا ... فلا تفسديه
و لتكملي رحلاتك في أشجار أخري
فدونك انا أفضل كثيرا
كثيرا
لا تعود عقارب الساعة للخلف
و لن أسمح لك بسرقة بسماتي مرة أخري


أخر مرة اما سبتك كتمت الشكوي ليه !؟ مش كان أحسن حاسبتك و عرفت القصه أيه ... لكن ما حاسبتكيش و قلت لك
مافيش لأنك يا حبيبتي أمرك ما يهمنيش
..
.
شكر خاص لجريدة الدستور و الأستاذ الصحفي محمد هشام عبية لنشره تدوينة الماضي يعيش في عدد الاربعاء 7 مارس

السبت، مارس 03، 2007

ينابيع الدموع المفرحة

العيون الحجرية ... تلك التي تنظر لك بلا ود فتستشعر البرودة تسري في أوصالك ... العضو الوحيد الذي لا يستطيع الكذب في الجسد هو العين فيمكنك أن تحرك عضلات وجهك لتبتسم و أنت لست سعيدا يمكنك أن تهتز و تتراقص و أنت في قمة الاكتئاب مجاملة لأحد أحبابك
و لكن تظل عيونك تقول ما لا يقوله باقي الأعضاء ... أتذكر الأسطورة التي حكم فيها علي أحد البشر أنه كلما نظر الي كائن حي تحول الي حجر ... هل هي أسطورة أم هي حقيقة يؤلمني كثيرا هؤلاء الذين يفقدون بريق أعينهم ... و تتحول الي شيء مشابه للأسطورة يزعج من يصطدم بعيونهم و ان كان بنظرة عابرة
دائما ما أعتمدت علي أكتشافي لكنوز الأحساس البشري علي النظرات و لغة العيون ... و لم أجد أبدا أجمل من عيون العشاق ... يغطيها طبقة لامعه من الدمع طوال الوقت ... الدمع ... ثمرة الأعين التي تظهر في أوقات السعادة و الحزن بشرط أن يكونوا حقيقيين و يلامسون أعماق روح الذي يدمع ... في أخر مرة رأيت عين تبكي فرحا و حزنا في نفس الوقت و هو شيء نادر الحدوث كان في فرح صديقة كانت فرحة جدا ... فحلم كل فتاة هو هذا اليوم السعيد ... يوم العمر ... وكان أخيها الصغير الطالب بكلية الشرطة عليه أن يذهب الي كليته فقد أستطاع الحصول علي ثلاث ساعات ... فقط ثلاث ساعات لحضور مراسم الزواج ليذهب بعدها ... و عند رحيله أحتضنته و تعلقت في رقبته و بكت و أهتز جسدهما برعشة خفيفة .. نظرت في هذه اللحظه الي أعينهم ... و للمفارقه أنتقلت هذه الرعشه الي جسدي أنا الأخر ... تذكرت يوم ودعت أختي ... يوم أن هاجرت و فالمطار تعلقت في رقبتي تحتضني في وضع مشابه و من حولنا عيون ممطرة أدهشني فيها دموع أبي التي رأيتها للمرة الأولي فعلماء النفس يقولون أن الصورة الأولية لالله يأخذها الطفل من أبيه و بعد فترة يدرك الحقيقة ... ولكن يظل الأب أحد أبطال مرحلة عمريه تؤثر كثيرا فيما تلاها ... كم كان من الصعب علي أن أري دموع كل هؤلاء الأحباب ... وقتها همست هي في أذني "خد بالك من نفسك شوية و سيبك من الناس بقي" بنفس الرعشة .. و كأنها ذبذبات خفية تلك التي أنتقلت من أعين الفتاة و أخيها ليستقبلها من حولهم لتثير فيهم ذكريات و مشاعر متقاربة .. فقمة الأنفعال الأنساني النقي لا تظهر الا في ثوان قليلة من الزمن محظوظ من يتصادف وجوده في مكانها ليلتقطها
فتعيش صورتها في أعينه لنهاية العمر
هاني جورج
أنتوك

الخميس، مارس 01، 2007

تكسو وجهه أبتسامة غريبة


مع أهتزاز الأرض و صوت ضجيج عجلات الترام استيقظ من نومه في الخامسه ... يري يوميا هؤلاء الذين يستيقظون فجرا ليذهبوا الي أعمالهم هؤلاء ذوي الوجوه العابسه و الملابس الثقيله التي تدفئهم في مثل هذه السويعات البارده التي لا ترحمه من البرد
لم يعرف له أب أو أم أو عائله فقط مجموعه من المتشردين أمثاله ينامون بجانبه و يهربون من الشرطة التي يطلقون عليها حكومة ... و يهرب معهم و لا يدرك ماذا فعل ليهرب و لكنه يهرب ... ففي المرة الوحيدة التي لم يطلق أقدامه للرياح منهم لم يسلم من الأهانه البدنيه

لا يعنيه كثيرا سبابهم و سباب أصحاب المحلات و المارة له بالأم و الأب فهو لا يعرفهم و أن عرفهم يوما فهو لن يحبهم ... فلا مانع من أن يسبونهم بالنيابة عنه ...لم يسرق يوما الا لكونه جائعا و لأنه لا أحد يريد شراء مناديله الورقية التي يجتهد في بيعها و لا أحد يفكر في مساعدته فالجميع وجوههم مكفهره و عيونهم تحتقره بشدة الجميع يناديه أنت ياله يا ابن ال... و يضربه بشكل ما

لم يعد يفكر لماذا يفعلون هذا!؟
فهو منبوذ ... تكسو وجهه أبتسامه غريبة
تحتار في تفسيرها هل هي السعاده أم البؤس أم هي أبتسامة المكسور الذي يخفي خلفها ضعفه أم سعادة من لا يملك شيئا... تلتصق بوجهه القاذورات و الابتسامه ... و لا أحد ينظر له كثيرا و كأنه جزء من مكونات الرصيف ... له ثلاث أيام لم يبع منديلا واحدا ... يتمشي علي كوبري قصر النيل ينظر للعشاق
منديل يا باشا ... منديل يا هانم و لا أحد يساعده الجميع يديرون ظهورهم اليه فيقف علي سور الكوبري و يفرد ذراعيه للهواء فيداعب وجهه الصغير.... ثم يقفز في المياه و لا يلتفت اليه أحد و يمر المارة و تظل القطارات تصدر ضجيجها لكن دون أن توقظه فقد غط في نوم أبدي في أعماق مياه النهر الخالد

لن يبكيه أحد فلا أحد كان يعرفه و تختفي الأبتسامه الغريبة و تظل القاذورات التي تكسو وجهه عالقة في مجري النهر ...الخالد ... و لن يزيلها أحد أبدا


statistique