الأحد، نوفمبر 26، 2006

اسود و غزلان




اتسعت حدقة عينيه المهيبتين و تنبهت حواسه جميعا ... من بين الاشجار رأي القطيع يمر ... جميله هي تلك الغزاله تتحرك باسلوب رشيق ... حتما دماءها ساخنه جدا ... جميله هي تفاصيل جسدها و هي تتمايل رقصا ... لونها الذي يميل الي الذهبي يثيره... صيد مثير .. بدأ يتحرك ببطء و تؤده ... هو الأخر تفاصيل عضلات جسده المنحوته بدقه تتحرك بشكل هاديء قوي ... صدر يليق بملك للغابه و اقدام عريضه تبرز منها المخالب في نهايتها بشكل مهيب خطير... يتطاير شعره النحاسي اللون من فوق اكتافه بسبب النسيم فيهز رأسه ... يختال بجماله حتي و هو ينقض علي الفرائس ... يخرج رأسه بهدوء وسط حفيف الاشجار من بين الاعشاب الطويله ... تتسع عيونه اكثر ... لاحظ غزاله اخري جميله
قطيع من الغزلان بالكامل
يعم الغابه سكون شديد


هدوء يسبق العاصفه ... للحظات يبدو لو أن الكون توقف عن الدوران ... حركات متأنيه بسيطه تتسارع بخطي محسوبه ... ليهجم ... لا تدرك الغزاله ما تنتظرها ... يراه القطيع فيهرب ... يبدو كأنه يطير و لا يجري من الخوف و لا تلامس اقدامهم الارض الا قليلا ... ينقض الملك علي الفريسه و يلقي بها علي العشب الاخضر و يخضب الارض بدمائها ... ينظر اليها قليلا قبل ان يكمل الانقضاض تماما عليها ... و يزأر فرحا
و يبدأ في انهاء ما بدأه
تحديث : تم نشر تدوينه خيبة الأمل راكبه جمل في جريده الدستور بتاريخ 29-11-2006 شكرا للاستاذ الصحفي محمد هشام عبيه و نتمني سرعه رجوعه الي عالم التدوين
.
.
هاني جورج

الاثنين، نوفمبر 20، 2006

من اوهام الحب ...


رأيتها تقف بعيدا... ذات العيون الملكيه الملائكيه الجميله ...كصوت ناي في اغنيه قصيره ... كزهره بريه بنفسجيه وسط صخور و حراره الجو الشديده ... تشع من وجهها و ابتسامتها و يديها الرقيقتين احساس دافيء لم اعهده من قبل ... تبدو كأميره تائهه في هذا المكان ... يكمن سر جمالها في اناقتها غير المتكلفه... و عذوبه انسياب الكلمات من علي شفتيها الصغيرتين ... تبدو كأيقونه عندما تنظر باعينها لاسفل من الخجل ...جلست معها في هذا المكان الذي احبه ... لم يبدو ككل المرات السابقه التي زرته فيها .. كان يبدو اكثربهاء .. لم نقل اي شيء جديد ... فقط تكلمنا .. تعانقت الكلمات .. كانت متوتره قليلا ...مثلي تماما و لم تفلح كل اساليبي و محاولاتي في اخفاء التوتر و كان واضح علي ايضا ...سقطت مني كل اسلحتي امامها .. لم اعد قادرا علي استخدامها ... ابحرت في عينيها بلا هويه كنت اتمني لو استطيع ان اضع رأسي علي صدرها و ابكي ... و اسألها اين كنت ؟ لما تأخرت في الظهور في عمري كل هذا الوقت ؟؟ و في الرجوع وضعت رجلها من تحتها علي كنبه التاكسي ووضعت يدهاعلي حذائها .. و جلست بشكل مريح ... جعلني انتشي ... تركتها هناك ... هي ركبت في الطريق بيتها و انا وقفت بجانب المترو لاراها اكثر وقت ممكن .. لاملي عيني من وجهها الرقيق ... و عند سماعي صفاره اغلاق الابواب ... نظرت في وجهها و تمتمت لها من بعيد خدي بالك من نفسي ...قصدي نفسك و اغمضت عيني لكي احتفظ بصورتها اكثر وقت ممكن في مخيلتي انها اجمل من الخيال بالفعل لم يوقظني الا هزات التليفون في جيبي ... وضعت يدي في جيبي لاجدها هي .. تقول لي في رساله
الوقت عدي بسرعه_
المكان كان حلو_
شكرا_
لقد كان حلم ... حلم جديد من الاحلام المتكرره التي اصبحت افكر بشكل جدي ان استشير احد الاطباء النفسيين لكي يدلني ان كانت حاله مرضيه ممتعه ام ان هذا يحدث بالفعل !؟؟

السبت، نوفمبر 18، 2006

ارجوكم لا تقتلوا البطه



اعمق و اغرب العلاقات تلك التي تتصل بين بشري و اي كائن حي اخر كحيوان او غيره ... في طفولتي كنت احب شكل افراخ الطيور جدا ... في احدي المرات وافق ابي و امي ان اشتري بطه صغيره ... كانت تبدو كقطنه ذهبيه هي و اختها التي غادرت الحياه مبكرا جدا ...كنت العب معها معظم ساعات النهار و استمتع لرؤيتها تهز ذيلها و تتهادي اثناء مشيها كباقي طيور البط
كانت تحب العوم و المياه جدا
مع الوقت اصبحنا صديقين حميمين هي تنام في كرتونتها بجانبي و عندما يأتي الصباح اخرجها لالعب معها و كانت تمشي ورائي و تجري احيانا ... طفل صغير و بطه صغيره ... اصدقاء سعداء
لم يكن لي اصدقاء في هذا الوقت من البشر ... لم اكن اعرف كيف يمكن ان يكون لي اصدقاء و كانت صديقتي المقربه بطتي ... كبرت بطتي الجميله و اصبح لونها اسود لامع و احتفظت بنفس صفاتها
و لكن صوتها تغير ... اصبحت انثي ناضجه جميله ... و بالفعل بحثت لها عن زوج ... و لكن في احدي الايام التي لن انساها ابدا ما حييت عدت الي البيت لاجدها مذبوحه و بجانبها ملوخيه
لن انسي هذا اليوم !! فقد اعتبرتها جنازه لبطتي العزيزه حفل تأبين وجلست انظر في وجوه من يأكلونها
مجرمووون
كيف تجرأتم علي ذبح صديقتي ... و تأكلونها امامي بعد ذلك
ارجوكم لا تقتلوا البطه
اما عن الحمام ... فلن اتحدث ... فله معي شان اخر ربما ساتحدث عنه في تدوينه اخري فهو رمز للسلام و مثله مثل البط تماما يمكنني ان الاعبه و لكن ان انشب اسناني بين هذا المخلوق الوديع فلم و لن استطيع ان افعل ابدا !!

الأحد، نوفمبر 12، 2006

خيبه الامل راكبه جمل


اثناء عودتي من كليتي التي تقع بميدان عبده باشا الي منزلي بشبرا استقل احد الاساطير الاغريقيه .. اتوبيس 14 الذي يمتد مشواره من عبود بشبرا و حتي الحي السابع بمدينه نصر ... اتوبيس 14 الذي يركبه البشر و لا يغادرونه ابدا..كارثه متنقله علي اربع عجلات ....طوال تاريخي معه لم يركبه احد امامي و خرج ... في يوم 14 /10/2006 القيت بنفسي وسط جحافل و اكوام البشر الداخله في بعضها مصوره احد اقوي الملاحم الوطنيه التي اصبح جزء منها فور دخولي... وحده واحده لا تتجزأ ... و من هنا ادعو كل القوي الاجنبيه العميله و كل الموتورين و اعداء النجاح لمصرنا العزيزه الغاليه ان يصوروا هذه الملحمه ليعلموا كم نحن كالبنيان المرصوص ... احاول ان اخلو بذهني و امارس تمرينات النفس و هي مهمه جدا لكل من يريد ان يبدأ في تعلم اليوجا و من يمارسونها يستطيعون ان يمشون علي الجمر و لا يتألمون بفضلها و لكن هيهات فوجه الكمساري يمنعني من التنفس فقد سحب كل الاكسجين من الاتوبيس بفضل انفه التي ظل يسلكها باصبع يده ليخرجه و يضعه بين اصابع اقدامه ثم في فمه ليعود لانفه ... و يهرش قليلا في شعيرات ذقنه الغير حليقه ... احاول ان اركز قليلا و اتناسي الوضع الاكروباتي الذي اقف فيه و امارس تمرين النفس الا ان الملصقات و الاعلانات عن الضعف الجنسي التي غطت سقف الاتوبيس تماما تشتت انتباهي مره اخري ... معقول كل دي اعلانات عن ال... و بيكسبوا بقي ؟
يختلط صوت الكمساري بصوت بائع الامشاط و الفلايات ... فلايات ... اطلع قدام .... امشاط ... و ابعت تذكره
اتأمل الكمساري مره اخري مرغما هذه المره و هو يجمع بعض التذاكر القديمه و يفردها ليبيعها مره اخري لحسابه الخاص ... ينظر ال متبجحا عندما ينتبه انني الاحظ ما يفعل
تنهار مقاومتي و ابدأ اصرف النظر عن البدء في تعلم تمرينات النفس لكي اجد موطئا لقدمي علي الارض حتي لا اقع مع اول حفره او مطب قادمين ... تمرينات يوجا ايه !!
و تمرينات نفس ايه !!؟
بلا هم يا راجل صحيح خيبة الامل راكبه جمل

الاثنين، نوفمبر 06، 2006

بلا عنوان


يعتصرني الالم و تؤرقني الافكار ... انام كثيرا لكي لا اواجه الواقع ... فتزورني الكوابيس بشكل متكررلم اعد اميز الحقيقه من الكذب ... اختلطت علي المعاني بشكل مفزع ... لم تعد ايام العمر مفرحه... احارب لكي لا اموت بهذا الشكل المهين و لكنها طواحين الهواء تلك التي احاربها
.. اتمشي وحيدا علي ارصفه وسط البلد و اتوقف كثيرا امام فتارين المحلات اطيل النظر في احدي الساعات كثيرا لا اعجابا بشكلها و لكن لكي اسرح ..اشرد قدر المستطاع في اشياء لا يد لي فيها ... احاول ان اخرج من همومي بأن اتمشي وسط اناس لا اعرفها وجوه غير مألوفه لي و لا تمثل اي ذكريات ... اجدني متلهفا للعوده و الجلوس في مكان هاديء كصومعتي الدافئه وحيدا بلا ضجيج... يقولون ان المجتمع اصل كل الخطايا و الشرور يتفلسفون كثيرا .. بلا معني ... انه معني اللامعني المخيف ... احاول ان اختلق الاعذار لكل من حولي و ان انظر لكل المشاكل و كأنني لست طرفا فيها ... مشاهد من برج عالي لا يشارك في الاحداث الجسيمه التي تحدث لهذا الصغير جدا في الدنيا ... احاول ان اتنسم رائحه الارض المنديه مره اخري .. و لكنني افشل ... فلم اعد قادرا علي ان استنشق هذه الرائحه .. لم تعد لها رائحه !!؟ ام ان الحواس ذبلت قبل الاوان !؟ أتأمل الوان السماء التي تميل الي الرماديه اجدها هي الاخري تبكي ... و لا تبتسم الشمس الا قليلا ... تختبيء مني وراء غيوم العمر الحزين ... يذوب الحزن في دمائي كحبات الملح المره في مياه ... كانت يوما عذبه بارده و لم تعد بل اصبحت
تغلي فوق نيران الخبرات المريره الكثيره ...لم اعد اطيق هذا الملعون الصغير الذي يسكن صدري ... فهو اصل الداء و اب لكل بلاء ... طموح و جموح يخنقون لانهم لا يتحققون ابدا
احلام لا نهايه لها تصبح عبئا و احيانا بديلا لواقع لاذع ... قتل بداخلي شيء كان يستطيع ان يسامح و لم تعد الابتسامه الزائفه التي كنت اجيد الاختباء خلفها تنفع بعد ذلك
انتوك


statistique