الأحد، أكتوبر 29، 2006

انهيار مجتمع منافق


كنت قد كتبت عن حاله لاحظتها كثيرا في تدوينه سابقه في شهر اغسطس الماضي عن مجموعه من الشباب يجلسون علي المقهي و لا يجدون ما يفعلونه سوي تأمل الفتيات لم اكن ادرك انه من الممكن ان يتطور الامر الي هذا الحد المفجع المفزع
بعد ما قرأت في مدونه علاء و منال التي جمعت كل المدونين الذين تحدثوا عن هذه الكارثه التي حدثت ليومين متتاليين في وسط البلد و في احد الشوارع الاكثر ازدحاما في مصر
بدأت اشعر ان الكبت و الهمجيه وصلا لدرجه مخيفه فكل جيل يحصد ما زرعه من قبله ... اؤمن بهذه العباره بشده و الان جاء وقت حصاد الاشواك ... وقت حصاد موروث ثقافي اجتماعي من الخوف و الكبت و الانعزال و الامراض النفسيه التي انفجرت في هذا المشهد المأساوي الحزين فاسوأ ما يمكن ان تراه هولمشهد يتلذذ فيه الناس بتعريه و هتك عرض انثي و هم يضحكون و سعداء بما يفعلون ... لا ذنب لها الا انها ولدت في مجتمع يعتبرها من قمه رأسها الي اخمص قدميها عوره و لا يحب ان يناديها باسمها الي اخر الممارسات التي تكرس يوما بعد يوم ثقافه ان الانثي هي التابع المطيع
و يفرغ فيها كل ما يشعر به من قمع و قهر و كبت و ظلم عن طريق ايذائها بدنيا او التحرش بها جنسيا بهذا الشكل الفظ هذه الحادثه ليست الاولي بالطبع و لكنها فريده من نوعها لكثره عدد المتحرشين و اسلوبهم المنظم ... هل هذه بدايه انهيار مجتمع اقتات علي النفاق و المظهريه لسنين طويله مجتمع لا يكف عن الاحساس بالدونيه مترجما هذا باننا افضل من الغرب المنحل و هل هناك انحلال اكثر من هذا الذي حدث و يحدث سواء كان علي مستوي فردي او بهذا الشكل
الجماعي الجديد ؟؟؟
انهيار مجتمع تمرس علي العهر الثقافي و الاستنماء الفكري في القاء اللوم علي الغرب و مساويء الغرب ها نحن اصبحنا مبدعين في الانحلال الاخلاقي فلم يحدث في اي دوله علي حد علمي ما يحدث لدينا من حفلات تحرش جماعيه كهذه
انتوك

السبت، أكتوبر 28، 2006

شكر واجب لنهي


الي الجميله جدا نهي محمود الصحفيه بمجله حريتي شكرا بجد يا نهي لانك خلتينا مبسوطين انتيكه و انا لنشرك و تقديمك لنا في مجلتك باسلوب شيك و راقي جدا ... نهي ... ربنا يبسطك زي ما بسطتينا
كنت كل مره باقعد استني عربيه الاهرام عالقهوه الناحيه التانيه لما محمد هشام عبيه يقول لي انه هينشر حاجه من المدونه في جريده الدستور و مره قعدت مستني جنب الراديو اذاعه القاهره الكبري اسمع برنامج صلاح اللي نشر لنا تدوينه
لكن المره دي استنيت عربيه الجمهوريه و كان الاحساس مختلف لانها المره الرابعه اللي بيهتم فيها حد بحاجه من اللي بنكتبه هنا ... بس بجد اول مره نتقدم بالشياكه و الجمال ده يا نهي فعلا شيء رائع و مشجع جدا انك تتكلمي عننا بالطريقه دي
شكرا بجد بجد يا نهي
هاني جورج و كارولين كمال
انتيكه و انتوك

الجمعة، أكتوبر 13، 2006

جفاف الايام



الانسان كما قال شكسبير علي لسان هاملت هو اعجب مخلوقات هذا الكون ... ما اعظمه و ما اغربه ...و الحكمه البوذيه القديمه التي تقول ان مفاتيح الجنه ...هي نفسها التي تفتح ابواب الجحيم قد لا تنطبق الا علي هذا العضو اللعين الصغير من كل اعضاء الجسد ... انه اللسان
منذ زمن مضي كان يأتيني صوتها المبحوح الخفيض تفوح منه رائحه الاثاره عبر الهاتف .. انثي تبدو في عقدها الثالث متزوجه و انجبت من الاطفال ثلاث ... تبدو حياتها من سردها لها ممله بشكل اسطوري ... تعرض علي الصداقه كما تفعل في كل مره و تشكو لي من انها لا تجد احدا يسمعها و هي تبحث عن صديق لكي تبث له شكواها " يقفز في مخيلتي تلك الاعلانات التي قرأت عنها و التي كانت تصدر في الولايات المتحده الامريكيه في الخمسينيات و الستينيات من القرن السابق "مستعدون ان نستمع الي كل ما تريد ان تقوله في اي وقت و لمدد غير محدوده " و الذي قلدته اذاعه نجوم اف ام باعلان شبيه قميء اسمه الهاتف النفسي "تبدأ في سرد ادق تفاصيل حياتها و كيف ان زواجها لم يعد كما كان و ان فتور زوجها و معاملته لها كخادمه اصبحا شيء لا تقدر علي احتماله ... تشكو من كل تفاصيل يومها بدايه من حياتها العمليه و حتي زوجها ...و كيف انها تبحث عن اذن تبوح لها باسرارها و متاعبها الشخصيه ... و لمن لا يعلم فعمري يبلغ 23 ربيعا او خريفا لا استطيع ان احدد ابدا ... و لكني مستمع جيد و ملاحظ و هي اقرب لدي من الهوايه لا الصفه ... و في نهايه كل مكالمه كانت تعرض علي ان نتقابل وحدنا في مكان لا يتسع الا لثلاث هي و انا و الشيطان ...و اتهرب انا بأي شكل و حجه لكي استكمل معها مكالمه اخري و اعد نفسي بأنها ستكون الاخيره لانني لن انزلق الي هذا الجرم الشديد الا و هو ممارسه فعل الحب بدون مشاعر و احساس الحب ...اعترف انني لم اتخلص منها الا بعد ان غيرت رقم هاتفي و لكنها تركت لدي الكثير من اسرارها التي ادخلتني لعالم لم اكن اعرفه من قبل
تعلمت في النهايه العديد من الاشياء انه خلف نبرات اصواتنا الضاحكه و افضل ملابسنا تسكن ارواح مليئه بالهموم و الجروح التي لا تنتهي ...و السعاده في النهايه احساس داخلي غامض يستطيع كل انسان ان يستشعره في ابسط الاشياء مهما بدت صغيره .. و يستطيع ان يفتقده اذا اراد لنفسه الا يراها ... و الا يستشعرها .. و اذا طلب لنفسه دائما الحد الاقصي من كل شيء ... و قد اورد الكاتب الفرنسي الكبير اندريه مالرو في مذكراته جمله تقول : سألت القس الذي امضي 15 سنه يتلقي الاعترافات ماذا تعلمت من اعترافات البشر ؟
فأجاب : تعلمت ان الناس اتعس كثيرا مما نظن
antouk

الأحد، أكتوبر 08، 2006

اسقاطات متوازيه



ا
بحجمه الصغير و الوان ريشاته الزرقاء الجميله نفض بقايا الحبوب عن رأسه و نظر الي اعلي الافرع الصناعيه في قفصه الضيق و هو يحسب المسافه و الجهد اللازمين للصعود اليها
ب
مع اول خيوط النورالفجر ارتشف كوب الشاي بالنعناع و ذر علي وجهه ماء معطر برائحه الليمون لينتشي و حمل ملف متخم بالاوراق
كقلبه المليء بالطموح و احلام الشباب
ج
اتخذ قراره بالصعود و رفرف عاليا و توقف في اعلي مكان و نظر الي السماء ثم الي مكانه الاول و زقزق بصوت مفرح جدا
د
عرض الشاب علي رئيسه المباشر ثمره جهد و سهر ليالي طويله شاقه ... مشروع متكامل لتطوير و تنميه العمل في المؤسسه
ه
نظر عصفور اخر كبير السن و الحجم الي ذو الريشات الزرقاء و لم يعجبه الوضع فانقض عليه ضربا بمنقاره الحاد حتي ادمي رأسه و طارده في المساحه الضيقه داخل القفص و اعاده لمكانه الاول
و
لم يدرك الشاب اي شيء من صوت رئيسه العالي جدا الا بعد ان رأي ملف المشروع في سله المهملات و تم خصم لسبوعين من مرتبه
ز
جلس العصفور يأن من جراحه في ادني مكان في محبسه و لم يعد يجرؤ ان ينظر الي السماء مره اخري بعد ما حدث له
ي
هجم ابن العرس علي القفص و امتص دماء كل العصافير الموجوده به ... و ترك القفص خاويا الا من بعض الريشات الزرقاء المبعثره ...و اختفي في الخرابات القريبه مره اخري مترقبا ... فبالامس كان برج الحمام و اليوم العصافير و غدا لا احد يعلم
الخ
antouk


statistique